نجم يكتب

لا نزال نعيش في جلباب الهواية

من مواجهات دوري الخليج العربي | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عصر الاحتراف الذي نعيشه منذ 12 عاماً، لم تتغير سلوكيات كثير من اللاعبين بالشكل الذي يتواكب مع متطلبات عصر الاحتراف، في التعامل مع أنديتهم، سواء على الصعيد الإداري أو الفني، حيث إن متطلبات الاحتراف متعددة، سواء في عدد مرات التدريب اليومية ما بين تدريبات فنية وتكتيكية وبدنية، أو التزام بميثاق إداري وخاصة في تصرفات اللاعبين خارج المستطيل الأخضر، ما يجعلنا نقول إن عدداً ليس بقليل من لاعبينا لا يزال يعيش في جلباب الهواية.

وهنا تكمن أهمية التدريب وإقامة العديد من ورش العمل المتخصصة في جوانب عدة من جوانب الكرة، سواء في مجال التغذية أو أهمية الجانب البدني في تجهيز اللاعبين بشكل جيد، أو أضرار السهر والتدخين، ولا بد من أن يسير شق التدريب وورش العمل التي ستقام للاعبي الفريق الأول بالأندية، مع إقامة مثيل لها للاعبي قطاع المراحل السنية، لأن تقويم سلوكيات اللاعبين من الصغر يوفر لنا كثيراً من الوقت والجهد مستقبلاً.

وهذه النقطة تقودنا إلى المطالبة بتطبيق الاحتراف حتى لو جزئياً على لاعبي المراحل السنية، لأن وجود قاعدة قوية من اللاعبين الصغار الذين ينشؤون في بيئة احترافية صحيحة، يجعلنا نتفاءل بالمستقبل، وأننا نسير على الطريق الصحيح الذي يقودنا لأداء قوي جيد ومتميز حينما يصعد اللاعب إلى الفريق الأول لكونه نشأ في بيئة صحيحة منتجة.

 

وإذا كنا نتحدث عن سلوكيات بعض اللاعبين، فإن سلوكيات بعض الإداريين تحتاج هي الأخرى إلى التوقف عندها قليلاً، لأن الإداري يعد قدوة للاعب، وإذا كانت سلوكيات البعض عليها كثير من علامات الاستفهام، فماذا نتوقع من اللاعبين، وهنا تكمن أهمية التدريب والتأهيل وأن تكون ممارسة العمل الإداري وفق قواعد وأسس سليمة، ولعل وجود رخص لعمل الإداريين على غرار الرخص الخاصة بالمدربين تفيد في تأهيل الإداريين بما يتواكب مع أهمية دورهم في المجال الرياضي.

إننا نطمح إلى سياسة يغلب عليها الشفافية، من قبل الإداريين في كثير من مناحي العمل الرياضي، بعد أن لاحظنا غياب الشفافية تماماً منذ تطبيق الاحتراف، فلم نتعرف على قيمة تعاقدات الأندية مع لاعبيها، بل قام البعض ببناء أسوار عالية تفصل إدارة النادي عن جماهيره والإعلام، ما ترك أثراً سلبياً سواء في الحضور بالمدرجات حيث اعتبرت بعض الجماهير أنها أصبحت غريبة عن فريقها وناديها، وأصبح الإعلام مغيباً بفعل فاعل حتى لا يكشف السلبيات، وتلك كلها سلوكيات لم نتعودها حتى في عصر الهواية الذي كان أكثر شفافية.

خير الكلام

الاحتراف ليس مستطيلاً أخضر وحسب، وإنما منظومة عمل متكاملة لا بد من السعي لتكاملها حتى نجني الثمار بمزيد من البطولات والألقاب بدلاً من إهدار أموال بلا عائد.

لاعب منتخب الإمارات الأسبق

Email