نجم يكتب

الاحتراف الإداري يكمل منظومة العمل المتميز

الاحتراف الإداري يسهم في نجاح المنظومة الكروية | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما تلقيت دعوة كريمة من أسرة «البيان الرياضي» للكتابة في صفحاته، ترددت في بداية الأمر من منطلق تعارض ما أكتبه مع مهامي الإدارية كمسؤول في شركة الكرة بنادي خورفكان.

ولكن بعد تفكير أيقنت أن تجربتي الإدارية سواء من خلال الإشراف على الفريق الأول في مرحلة من مراحل العمل بالنادي أو المسؤولية الحالية ربما تفيدني في طرح وجهة نظري، مستفيداً من خبرات إدارية متراكمة، ورغبة في تطور المنظومة الكروية بشكل عام.

ونحن نستقبل النسخة الاحترافية الثانية عشرة لكرة الإمارات، والتي نعتبرها بداية نضج تلك المرحلة بعد اكتساب مزيد من الخبرات طوال السنوات الماضية، وبعد أن قطعنا شوطاً متقدماً ومتميزاً من العمل الفني، سواء من خلال تأهيل مدربينا المواطنين وتوفير كل عوامل النجاح أمام لاعبينا، للأداء الفني الجيد وفتح المجال أمام الاستعانة بعدد من اللاعبين الجانب الموهوبين، ومنح الفرصة أمام أبناء المواطنات ومواليد الدولة والمقيمين من أجل إبراز مواهبهم والاستفادة منهم بما يساعد في تطور المستوى الفني.

وأصبح السؤال المهم الذي يدور في ذهني، وهو لماذا لا نطبق الاحتراف الإداري في أنديتنا، ليتواكب مع الاحتراف الفني حتى تكتمل منظومة العمل المحترف المتميز، فمن غير المعقول في منظومة الاحتراف التي نعيشها حاليا أن يكون العمل الإداري هاوياً، مما يرسخ مقولة «هواة يديرون الاحتراف» .

وتلك نقطة مهمة جداً، أصبحت في قناعة تامة بها بعد أن انغمست في تفاصيل العمل الإداري وما أكثرها، خاصة في ظل المتطلبات العديدة لرابطة المحترفين، سواء في العمل الإداري أو التسويقي والمالي والعديد من مجالات العمل،.

ومن غير المعقول أن يقوم شخص هاوٍ يحضر إلى النادي ساعتين أو ثلاث أن يقوم بكل هذه الأعباء، خاصة وأن العضو لديه عمله الصباحي وأعباؤه العائلية والشخصية ومن الصعب أن نطالبه بما يفوق ظروفه، رغم أنه يبذل جهداً كبيراً ورغبة صادقة في العمل وفق الظروف المتاحة.

لذلك أطالب الجهات المعنية بالأمر سواء في الهيئة العامة للرياضة أو المجالس الرياضية بعمل دراسة بكيفية تفرغ الإدارات سواء بالاتحادات أو الأندية لمواجهة متطلبات مهامهم، وأن تشمل الدراسة الاحتياجات وفق الواقع الميداني، وبناء على تلك الدراسات يتم تعديل النظام الأساسي سواء للاتحادات أو الأندية بما يسمح بتفرغ بعض أعضاء إدارتها لإدارة العمل بشكل متميز يتواكب مع متطلبات عالم الاحتراف، سعياً لإحداث نقلة إدارية تعزز الجهود الفنية من مسؤوليها.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن الإدارات الحالية لا تقصر وتعمل بطاقات عالية متحدين الوقت والزمن، ولأن الكل يسعى للنجاح مهما كانت الظروف والمعوقات أحياناً، ولكن وجهة نظرنا ترسم ملامح مستقبل إداري أكثر إنتاجية وتميز في العمل ومتابعته ليواكب الطفرة الفنية، لكي تكتمل منظومة النجاح التي ننشدها جميعها لوطننا ورياضته، والتي تتطلب جهوداً إضافية سعياً للتميز ليواكب تميز العمل في كافة مناحي الحياة بالدولة، وأنا على ثقة بأن مؤسساتنا الرياضية تهدف إلى اكتمال منظومة النجاح بأفكار جديدة تعزز من تلك الرغبة العارمة من جموع أفراد وطننا الغالي.

خير الكلام

من الصعب أن نحكم على عمل إدارات الأندية من خلال نتائج بعض الفرق، فهناك إدارات تعمل وتجتهد وتوفر كل عوامل النجاح ولكن أحياناً لا يصادفها التوفيق في النتائج، والتقييم يجب أن يكون على عملها الميداني في توفير كل احتياجات فرقها.

 

Email