«الكأس» فصول شتى وأوراق مختلطة !

قوة وإثارة شهدتهما قمة النصر وشباب الأهلي | تصوير: سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تشهد بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم فصولاً شتى في سالف عهدها كما يحدث في نسختها الحالية، التي وصلت إلى الجولة الثالثة، واختلطت الأوراق فيها بشكل واضح وجلي، سواء على صعيد الترتيب العام لفرق المجموعتين، وعدم ثبات المستوى العام للفرق المشاركة، أو ما يتعلق بتبادل المراكز، بعد نتائج اتسمت هي الأخرى بتقلبات لا تخفى على عين كل متابع ومهتم بشؤون البطولة.

انعكاسات الفصول

ولم تتوقف انعكاسات الفصول المتعددة واختلاط الأوراق عند جدول الترتيب العام، وتبادل المراكز، وعدم ثبات المستوى فحسب، بل تعدى إلى صحوة فرق، كما هو الحال مع الشارقة، الذي حقق فوزاً خماسياً على عجمان بعد هزيمتين متتاليتين، وتراجع أخرى، كما الوضع مع الجزيرة، الذي تلقى الخسارة الثانية على التوالي، وبفارق كبير من الأهداف، بعد فوز يتيم في الجولة الأولى.

جمعة وأنور

ومن الإيجابيات التي أفرزتها حالة الفصول المتعددة في البطولة، مواصلة عدد من الوجوه الشابة والبديلة، إثبات ذاتها وتألقها اللافت، خصوصاً محمد جمعة «بيليه» نجم فريق شباب الأهلي، وعبد الله أنور لاعب فريق الوحدة، وغيرهما، ما يكرس حقيقة أن كأس الخليج العربي، تعد المكان الأنسب فعلاً لاكتشاف الموهوبين بعد منحهم الفرصة كاملة لإظهار ما لديهم من إمكانات فنية راقية، ومهارات عالية، من المؤكد أنها ستكون سلاحاً فعالاً في أيدي مدربي العديد من الفرق في معركة الدوري العام، التي تعد الأهم لدى غالبية الفرق.

محصلة ضعيفة

وعلى صعيد الأرقام التي أفرزتها المباريات الست للجولة الثالثة من كأس الخليج العربي، جاءت المحصلة التهديفية ضعيفة، بتسجيل 13 هدفاً فقط، مقابل 17 هدفاً في الأولى، و24 في الثانية، فيما سجل مؤشر البطاقات الحمراء ثباتاً ببطاقة واحدة، وهو نفس العدد في الجولة الثانية، وأقل من الأولى بفارق بطاقة واحدة، وانخفاض عدد البطاقات الصفراء إلى 16 بطاقة، مقارنة مع 18 في الجولة الثانية، و23 في الأولى.

الأخطاء المرتكبة

وعلى صعيد الأخطاء المرتكبة في المباريات الست، انخفض العدد إلى 152 خطأ، مقابل 159 في الأولى، و189 في الثانية، واحتساب 60 ركلة ركنية مكتسبة، مقابل 77 ركلة في الجولة الثانية، و41 في الأولى، و158 تسديدة، مقابل 152 تسديدة في الثانية، و137 في الجولة الأولى، و4985 تمريرة في الجولة الثالثة، مقبل 4662 تمريرة في الثانية، و5086 في الجولة الأولى، و162 حالة تشتيت للكرة في الجولة الثالثة، مقابل 177 حالة في الثانية، و168 حالة في الجولة الأولى من البطولة.

شباب الأهلي

وفي ما يتعلق بالترتيب العام لفرق البطولة، انفرد شباب الأهلي بقمة مجموعته الأولى برصيد 7 نقاط من 3 مباريات، بعد فوزه بهدفين دون رد على نظيرة النصر الذي تراجع إلى المركز الثالث بـ 4 نقاط من 3 مباريات، فيما تقدم العين إلى المركز الثاني بـ 4 نقاط من مباراتين، بعد فوزه بالثلاثة على الجزيرة المتراجع إلى المركز الخامس بـ 3 نقاط من 3 مباريات، فيما احتل الظفرة المركز الرابع من مباراتين برصيد 4 نقاط، بعد تعادله سلبياً مع خورفكان الموجود سادساً بنقطتين من 3 مباريات، تاركاً المركز السابع لاتحاد كلباء بدون رصيد من مباراتين.

الوحدة أولاً

وفي المجموعة الثانية، عزز الوحدة تمسكه بالقمة برصيد 7 نقاط من 3 مباريات، رغم تعادله بهدف لمثله مع بني ياس، الذي واصل وجوده في المركز الثاني بـ 4 نقاط من مباراتين، فيما تقدم الفجيرة إلى المركز الثالث بـ 4 نقاط من 3 مباريات، بعد فوزه على الوصل الذي تراجع خامساً بـ 3 نقاط من مباراتين، بينما حقق الشارقة قفزة جيدة بتقدمه إلى المركز الرابع برصيد 3 نقاط من 3 مباريات، بعد فوزه بخماسية على عجمان المتراجع سادساً بنقطتين من 3 مباريات، فيما احتل حتا المركز السابع من مباراتين برصيد نقطة وحيدة.

تسجيل الأهداف

وعلى صعيد تسجيل الأهداف في الجولة الثالثة من كأس الخليج العربي، سجل اللاعبون المواطنون 5 أهداف فقط، مقابل 7 أهداف للمحترفين الأجانب، وهدف وحيد للاعبي «الفئات الأربع»، فيما واصل عبد الله أنور نجم فريق الوحدة، تربعه على قمة ترتيب الهدافين برصيد 5 أهداف، تاركاً المركز الثاني لمحمد جمعة نجم شباب الأهلي بـ 4 أهداف، فيما وجد كوندي وغوميز محترفا بني ياس والشارقة على التوالي في المركزين الثالث والرابع، بثلاثة أهداف لكل منهما، بينما احتل 6 محترفين المراكز من الخامس وحتى العاشر برصيد هدفين لكل منهم، وهم لابا «العين»، وبيدرو «الظفرة»، وليما «الوصل»، ولوبيز «حتا»، وسالم الرواحي «الفجيرة»، ويحيى الغساني «الوحدة».

النجم الأسبق

حسن علي النجم الأسبق للكرة الإماراتية، لخص أهم ما لفت نظره في مباريات الجولة الثالثة من كأس الخليج العربي، باعتماد المدربين على المحترفين الأجانب بشكل مبالغ فيه، عاداً الأمر سلبياً ومؤثراً في الهدف من إقامة البطولة أصلاً، باعتبارها مرحلة مهمة لاستكمال إعداد الفرق للبطولة الأكبر، الدوري العام، واكتشاف أسماء جديدة من اللاعبين، ومنح الفرصة للوجوه الشابة والبديلة لاستثمارها في مشوار الدوري الطويل.

الفارق الإيجابي

وأبدى استغرابه من الصورة التي ظهرت عليها بعض الفرق، خصوصاً تلك التي سجلت انطلاقة قوية في بداية البطولة، قبل أن ينخفض مؤشر الأداء والنتيجة بشكل واضح، بحجة غياب الدوليين، مشدداً على أن المدرب الناجح هو مَن يستطيع تحقيق الفارق الإيجابي لمصلحة فريقه بمجموعة اللاعبين الذين لديه، وعدم التحجج بغياب نجم أو أكثر عن فريقه، والعمل على اكتشاف بدلاء مؤثرين وشبان موهوبين في بطولة مقامة أصلاً من أجل بلوغ مثل هذه الغاية.

المدرب الوطني

وأعرب حسن علي عن قناعته بأن عبد العزيز العنبري مدرب فريق الشارقة، أثبت مجدداً مقدرة المدرب الوطني خصوصاً، والعربي عموماً، على إثبات كفاءته في كيفية تحقيق الأهداف المرجوة بالأوراق المتاحة له، دون النظر إلى اسم وتأثير هذا النجم أو ذاك، لافتاً إلى أن نتيجة مباراة أي فريق في أي بطولة، تعكس حجم عمل ومستوى فكر مدرب ذلك الفريق، ومدى مقدرته على التعامل مع الظروف، خصوصاً الاستثنائية، وتحديداً ما يتعلق بغياب النجوم المؤثرين.

Email