غياب الدوليين سبب .. وعدم تركيز المدربين مؤشر

مزاج «الكأس» ينقلب !

مباراة الوصل وحتا شهدت تسجيل 7 أهداف | تصوير- اكزافير ويلسون

ت + ت - الحجم الطبيعي

شتان الفارق في الرأي والنظرة والتقييم لمباريات الجولة الأولى لكأس الخليج العربي لكرة القدم، والجولة الثانية من البطولة، ففي الأولى جاء المزاج «رائقاً» تماماً، باعتبار الأغلبية من أبناء الوسط الكروي في الإمارات، وكانت الجولة مؤشراً واضحاً على قوة الموسم بكل بطولاته، وفي الثانية انقلب وتبدل وتغير ذات المزاج إلى ناقد، الأغلبية نفسها انقلبت نحو استحضار الأوصاف القديمة، البطولة تنشيطية، البطولة ليست مهمة، خصوصاً لدى الفرق الكبيرة، البطولة فرصة لاكتشاف الموهوبين، ومناسبة سانحة للبدلاء، البطولة مرحلة إعداد تكميلية للبطولة الأهم، دوري الخليج العربي.

بين جولتين

ولا شك في أن تغيير وانقلاب المزاج من رائق إلى ناقد بين جولتين من البطولة، وراءه أسباب عدة، لعل أهمها الغياب المؤثر للاعبين الدوليين المنخرطين حالياً مع المنتخب الوطني في التصفيات المزدوجة، وعدم تركيز عدد من مدربي الفرق المشاركة في كأس الخليج العربي على البطولة أصلاً، ليكون ذلك مؤشراً واضحاً على تغيير المزاج بين جولتين، إضافة إلى تراجع مستوى الاهتمام الجماهيري، وهذا ما كشفته أعداد الحضور إلى مدرجات الملاعب الست.

عدم تركيز

واللافت في الأمر أن انقلاب المزاج من رائق إلى ناقد بعد الجولة الثانية لكأس الخليج العربي لم يتوقف عند القاعدة المتابعة للبطولة، من نقاد، مهتمين، متابعين، جماهير فحسب، بل شمل مدربي بعض الفرق المشاركة في البطولة، فهناك مدربون أظهروا قدراً واضحاً من عدم التركيز كثيراً على البطولة، من خلال عدم الزج بكامل الأوراق المؤثرة، خصوصاً ما يتعلق بإشراك المحترفين الأجانب، والميل بقوة نحو إتاحة فرصة اللعب للاعبين الشبان بذريعة تطبيق لوائح البطولة، وفسح المجال أمام البدلاء لإثبات كفاءتهم باعتبارهم أوراق في يد المدربين عند اشتداد المنافسة في الدوري العام!

أنور و«بيليه»

وأفرزت مباريات الجولة الثانية من البطولة العديد من الإيجابيات، لعل أهمها البروز اللافت لعدد من الوجوه الشابة، خصوصاً عبدالله أنور لاعب الوحدة، الذي قاد العنابي لفوز بالثلاثة على الشارقة بتسجيله «هاتريك»، ومحمد جمعة «بيليه» لاعب شباب الأهلي، الذي أبهر كل من حضر وشاهد مباراة الفرسان مع الجزيرة بفواصل مهارية غاية في الروعة والإبداع، خصوصاً في الهدف الذي «غمزه» زميله لوفانور في شباك الجزيرة بعدما أنجز «بيليه» كل شيء وبنسبة 99.9%، إضافة إلى الظهور الجيد لعدد من اللاعبين البدلاء.

24 هدفاً

وعلى صعيد الأرقام التي أفرزتها المباريات الست للجولة الثانية لكأس الخليج العربي، مقارنة مع عدد المباريات في الجولة الأولى من البطولة نفسها، فإن محصلة الأهداف في الجولة الثانية جاءت جيدة بتسجيل 24 هدفاً، مقابل 17 هدفاً في الأولى، وبطاقة حمراء واحدة في الثانية، مقابل بطاقتين في الأولى، و18 بطاقة صفراء في الثانية، مقابل 23 في الأولى، و189 خطأ في الجولة الثانية، مقابل 159 في الأولى.

77 ركلة

كما شهدت مباريات الجولة الثانية من البطولة، احتساب 77 ركلة ركنية مكتسبة، مقابل 41 ركنية في الأولى، و152 تسديدة في الثانية، مقابل 137 تسديدة في الجولة الأولى، و4662 تمريرة في الجولة الثانية، مقابل 5086 في الجولة الأولى، و177 حالة تشتيت للكرة في الجولة الثانية، مقابل 168 حالة تشتيت في الجولة الأولى من البطولة.

الترتيب العام

وفي ما يتعلق بالترتيب العام للفرق، فإن شباب الأهلي اعتلى قمة مجموعته الأولى برصيد 4 نقاط بعد فوزه العريض على نظيره الجزيرة برباعية نظيفة، تاركاً المركز الثاني للنصر بالرصيد نفسه، ولكن بفارق الأهداف بعد تعادل العميد سلبياً مع خورفكان، فيما احتل الظفرة المركز الثالث من مباراة واحدة بثلاث نقاط بعد فوزه على اتحاد كلباء بثلاثة أهداف لهدفين، وتراجع الجزيرة إلى المركز الرابع بثلاث نقاط، والعين خامساً بنقطة من مباراة واحدة، وخورفكان سادساً بنقطة، واتحاد كلباء سابعاً من دون رصيد من النقاط.

المجموعة الثانية

وفي المجموعة الثانية، واصل الوحدة تمسكه بالصدارة برصيد 6 نقاط بعد فوزه على الشارقة بثلاثة أهداف لهدف، فيما حافظ بني ياس على الوصافة بثلاث نقاط من مباراة واحدة، بينما جاء الوصل ثالثاً بثلاث نقاط من مباراة واحدة من فوزه على حتا بأربعة أهداف لثلاثة، وحل عجمان رابعاً بنقطتين بعد تعادله مع الفجيرة بهدفين لمثلهما، وحتا خامساً بنقطة، والفجيرة سادساً بنقطة، والشارقة سابعاً من دون رصيد من النقاط.

مؤشر مفرح

ومن المؤشرات المفرحة التي أفرزتها مباريات الجولة الثانية لكأس الخليج العربي، تسجيل 8 أهداف من قبل اللاعبين المواطنين، مقابل هدف واحد لأبناء «الفئات الأربع»، و15 هدفاً بإمضاء المحترفين الأجانب، واعتلاء قمة ترتيب الهدافين من قبل عبدالله أنور لاعب فريق الوحدة برصيد 5 أهداف، فيما احتل 6 محترفين أجانب، المركز من الثاني حتى السابع برصيد هدفين، وهم لوفانور «شباب الأهلي»، ولوبيز «حتا»، وليما «الوصل»، وبيدرو «الظفرة»، وكوندي «بني ياس»، ولابا «العين».

أحكام مستعجلة

وشدد نجم المنصوري لاعب فريق رأس الخيمة السابق، والناقد الرياضي المعروف، على أن بطولة كأس الخليج العربي، عادت بعد جولة واحدة فقط إلى حجمها الطبيعي المعروف لدى الغالبية، لافتاً إلى أن معظم أبناء الوسط الكروي، أطلقوا أحكاماً مستعجلة بجعل الجولة الأولى مؤشراً على قوة الموسم بكامل بطولاته، وهذا غير صحيح، كونه ينافي قواعد كرة القدم المعروفة، ولا بد من الحكم بعد مضي أكثر من 5 جولات، وألا يكون ذلك الحكم على موسم كامل من خلال بطولة يعرف الغالبية أنها ليست أكثر من مسابقة تنشيطية.

غياب الدوليين

وأضاف المنصوري: شاهدنا الجولة الثانية من البطولة من دون اللاعبين الدوليين، ورأينا مستوى الأداء الذي لم يكن مرتفعاً، على خلاف ما شاهدنا في الجولة الأولى، كما لمسنا عدم جدية من قبل العديد من مدربي الفرق في التعامل مع البطولة، إلى جانب تأثر عدد من الفرق بغياب لاعبيها الدوليين، وعدم الزج بكامل المحترفين الأجانب في إشارة إلى أن البطولة ليست أولوية كبرى، خصوصاً لدى كبار أندية الإمارات، بقدر ما أنها فرصة لاكتشاف الشبان والبدلاء، مع التأكيد على حقيقة أن معيار الحكم على أي نجم أو لاعب صاعد لا يكون إلا من خلال الدوري باعتباره المحك الحقيقي للحكم نظراً للظروف والمعطيات والوضع الذي يحكم مباريات البطولة الأكبر من حيث القوة والضغوط الإعلامية والجماهيرية، وتركيز وإصرار الفرق الأكبر على خطف الدرع.

Email