نجوم دورينا.. عزلة رقمية تفرضها رقابة الجماهير
رغم ارتفاع عدد المتابعين في الحسابات الرسمية الخاصة لدى بعض نجوم دورينا في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن التفاعل مع الجمهور يبدو شبه معدوم بخلاف المشهد الأوروبي، الذي تجد اللاعب فيه متفاعلاً بصورة أكبر مع الجمهور سواء عبر الفضاء الرقمي أو التواصل المباشر، ما ينعكس إيجاباً على اللاعب ويساعد في تحسين صورته المجتمعية.
ولخص عدد من اللاعبين أسباب قلة التفاعل في «السوشيال ميديا»، إلى الخوف من النقد والتعليقات السلبية والساخرة من الجماهير، خاصة في حالات الخسارة، ما يثير حفيظة العديد من اللاعبين ويدفعهم إلى اتخاذ قرار بالابتعاد عن نشر الصور أو مقاطع الفيديو في حساباتهم لمدة طويلة، ويجعلهم في عزلة عن محيط المجتمع الرقمي في مواقع التواصل الاجتماعي.
التفسير الخاطئ
وأكد المخضرم عدنان حسين لاعب حتا أن اللاعب المحترف في دورينا، لا يستطيع نشر ما يحلو له على حساباته الرسمية خشية تفسير بعض الأحداث أو الصور بشكل خاطئ، مثل تصوير مشهد خروج لاعب في وقت متأخر لقضاء حاجة طارئة، الأمر الذي يدفع فئة من الجمهور لاختلاق قصة قد تسيء للاعب لا تمت بصلة للحقيقة. مشيراً إلى أنه نشاطه في مواقع التواصل الاجتماعي قل خوفاً من الرقابة السلبية لفئة من الجماهير لما ينشره من صور أو مقاطع فيديو خاصة على «سناب شات»، الذي يعتبر أبرز إحدى الوسائل الحديثة التي توثق يوميات مستخدمي البرنامج.
وعن سبب تفاعل اللاعبين بصورة أكبر في أوروبا وغيرها من الدول الغربية، قال عدنان حسين: إن اختلاف مستوى الوعي لدى المجتمعات الغربية يفسر الحضور القوي للعديد من اللاعبين الغربيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وأفاد عدنان حسين أن بعض التعليقات الساخرة والسلبية تؤدي إلى تراجع نشاط اللاعب رقمياً والابتعاد عن مشاركة يومياته مع المجتمع المحيط في الفضاء الافتراضي.
انتقادات بناءة
وشاطره الرأي داود علي لاعب اتحاد كلباء، الذي كشف عن أن ابتعاد بعض اللاعبين والنجوم سببه عدم تقبل النقد، رغم أن بعض الانتقادات تعتبر بناءة وهادفة قد تصب لصالح اللاعب وتساعد في تطويره، مشيراً إلى أن البعض قد يعتقد عند قراءة التعليقات السلبية أن هناك من يحرض أو يتعمد كتابة الردود المسيئة والمحبطة. ومن المفترض أن يتغاضى اللاعب عن جميع ما قد يؤثر سلباً عليه ويجتهد ويثابر من أجل الرد في المستطيل الأخضر على كل المنتقدين، نافياً وجود أي تدخل من الأندية في تعامل استخدامه وتعاطيه مع وسائل التواصل الحديثة.
قلة الوعي
وأشار إلى أن أحد أسباب عدم تفاعل اللاعبين، هو قلة وعي البعض في التعامل مع وسائل الإعلام، أو الردود الأخرى من الجمهور والمتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي، وأن الجهات المسؤولة في مقدمتها رابطة دوري المحترفين والأندية، لم تدخر جهداً في سبيل تعزيز ثقافة اللاعبين من أجل التعاطي مع الإعلام الذي يعتبر «السوشيال ميديا» جزءاً لا يتجزأ من المنظومة، إلا أن الحالة النفسية للاعبين بعد الخسارة، تجعلهم يصبون جام غضبهم على المنتقدين أو أصحاب الردود السلبية، ما أدى إلى خلق فجوة حتى بين اللاعب ووسائل الإعلام، وأضاف داود علي أن ابتعاد بعض اللاعبين عن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة تعتبر خطوة سلبية، حيث تعتبر منصات «السوشيال ميديا» وسيلة فاعلة للتسويق عن اللاعب أحياناً وثمة نماذج تعكس دور مواقع التواصل في إعادة بعض اللاعبين إلى الملاعب رغم اعتزالهم.
حساب جديد
رغم أن بعض اللاعبين لا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن منصور البلوشي لاعب اتحاد كلباء، دشن أول حساب رسمي له في «انستغرام» قبل أيام بالتزامن مع انطلاقة الموسم الكروي الجديد، لتفتح الخطوة نافذة جديدة للتواصل بين اللاعب وجماهير النادي، الذين قاموا بتهنئته بمناسبة إطلاق حسابه الرسمي.
1400000
يتصدر اللاعب عمر عبدالرحمن قائمة اللاعبين الأكثر متابعة في موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام» بواقع مليون و400 ألف متابع، إلا أن نشاط اللاعب يعتبر قليلاً، إذ يبلغ الفارق الزمني في بعض الأحيان من صورة إلى أخرى نحو شهرين. واستخدم اللاعب حسابه في «تويتر» للكشف عن انتقاله إلى نادي الجزيرة ونشر بعض التغريدات بمناسبة انضمامه إلى «فخر أبوظبي»، ولم ينشر أي «تغريدة» منذ إعلان تعاقده حتى الآن.
