نجح فيما فشل فيه كوزمين

أروابارينا.. صائد البطولات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعاد المدرب الأرجنتيني ردولفو أروابارينا شباب الأهلي إلى منصات التتويج، بعد أن حقق لقبين مع «فرسان دبي» الموسم الحالي، وهما كأس الخليج العربي منذ أسابيع قليلة، وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، أول من أمس، بعدما ظهر على صدر القيادة الفنية للنهائي الرابع له، وللمصادفة أنهما نفس المباراتين النهائيتين اللتين فشل فيهما الموسم الماضي مع الوصل، والذي وصل معه إلى مباراتي نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وكأس الخليج العربي.

سبق أن نجح أروابارينا في قيادة الوصل في مباراتي نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وكأس الخليج العربي، الموسم الماضي 2017-2018، ولكنه خسر اللقبين، بعدما أضاع أروابارينا كأس الخليج العربي الموسم الماضي أمام الوحدة، بالخسارة 1-2 على ملعب استاد هزاع بن زايد يوم 19 مارس 2018، وكذلك خسر نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، بالنتيجة نفسها أمام العين، على ملعب استاد مدينة زايد الرياضية يوم 3 مايو 2018.

صناعة الفارق

تمكن ردولفو أروابارينا، من صنع الفارق هذا الموسم مع شباب الأهلي، وقيادة الفريق للتقدم في ترتيب دوري الخليج العربي من المركز الثامن إلى الثاني، وما يزال يملك حسابياً فرصة التتويج بالدوري، كما قاد «فرسان دبي»، للفوز على الوحدة في نهائي كأس المحترفين 3-1، ليتوج شباب الأهلي بطلاً للكأس، ويحتفظ به مدى الحياة، إذ تنص لائحة المسابقة على أن من حق الفريق الذي يفوز بكأس المحترفين ثلاثة مواسم متتالية أو أربعة مرات متفرقة، الاحتفاظ به، وهو ما حققه شباب الأهلي، بعدما توج به 3 مرات مواسم 2011-2012 و2013-2014 و2016-2017، ثم عزز عرشه بفوزه باللقب الرابع في الموسم الحالي 2018-2019، ليؤكد تفرده بكونه الأكثر فوزاً بهذه البطولة التي ظهرت مع تطبيق نظام الاحتراف في الكرة الإماراتية موسم 2008-2009.

نجح أروابارينا كذلك، في قيادة شباب الأهلي إلى التتويج بكأس صاحب السمو رئيس الدولة أول من أمس، بعد الفوز على الظفرة في المباراة النهائية بهدفين مقابل هدف، ليحقق اللقب الثاني بعد قرار دمج أندية الأهلي والشباب ودبي والصادر عام 2017، واللقب رقم 13، في تاريخ المسابقة، موزعة بين 8 ألقاب حصدها الأهلي، و4 ألقاب حصدها الشباب، ولقب واحد بمسمى الكيان الجديد شباب الأهلي، وهو اللقب الأول لشباب الأهلي منذ عام 2013، عندما توج الفريق باللقب تحت قيادة المدرب الإسباني كيكي فلوريس، فيما فشل المدرب الروماني كوزمين، في اعتلاء منصة التتويج مرتين عامي 2014 و2015، بالخسارة من العين 0-1، ومن النصر 0-3 بركلات الترجيح من نقطة الجزاء، بعد نهاية الوقت الأصلي والإضافي للمباراة الختامية بالتعادل 1-1.

الرحلة الصعبة

لم تكن رحلة أروابارينا، سهلة مع شباب الأهلي، بعدما تولى مسؤولية الفريق في توقيت صعب، إذ واجه الفريق صعوبات كثيرة في الأسابيع الأولى من الموسم الحالي تحت قيادة المدرب السابق المقال، التشيلي لويس سييرا، وبعدما أنهى الموسم الماضي محتلاً المركز الخامس في الترتيب، ووسط حالة الصدمة التي عاشها جمهور شباب الأهلي، والذي كان يتطلع إلى تحسين مركزه واحتلال مركز متقدم يؤهله إلى دوري أبطال آسيا، وجد نفسه يخسر العديد من النقاط مبكراً، ليحصد 6 نقاط فقط في دوري الخليج العربي خلال أول 5 جولات من انتصارين و3 هزائم، وفي أول جولتين بكأس الخليج العربي، خسر من الوحدة، ثم فاز على الوصل، وسجل الفريق 13 هدفاً في 7 مباريات بمتوسط 1.85 هدف في المباراة الواحدة، ولكنه استقبل أيضاً نفس العدد من الأهداف، ولم يحافظ على نظافة شباكه خلال هذه المباريات السبع، إلا مرة واحدة.

وجاءت الاستعانة بخدمات أروابارينا، كحلّ سحري من إدارة نادي شباب الأهلي، بحكم خبرته الجيدة في الكرة الإماراتية، إذ سبق له قيادة فريق الوصل، قبل أن يرحل عن «الفهود» بنهاية الموسم الماضي، ليأتي المدرب الأرجنتيني، ويقوم بتحسين الأداء الدفاعي، وبعدها صناعة مزيج متجانس مما يملكه الفريق من لاعبين، ومنهم المحترفون الأجانب، والذين وجهت لهم سهام النقد، ولكنه أعاد اكتشاف الإكوادوري خايمي أيوفي، والبرازيلي لوفانور هنريكي، والأرجنتينيين ماورو دياز وإيمليانو فيكيو.

خطوة بخطوة

تعامل أروابارينا مع المباريات خطوة بخطوة، وكانت البداية بتحقيق الفوز 2-1 على عجمان في كأس الخليج العربي، ثم الفوز 1-0 على دبا الفجيرة في الدوري، لينجح الفريق في الحفاظ على شباكه نظيفة للمباراة الثانية على التوالي، ويبدأ الأداء والنتائج في التحسن التدريجي، ومعه يتقدم الفريق في ترتيب الدوري ومجموعته بكأس المحترفين، ولم يعرف الفريق الخسارة بين الجولتين السادسة والحادية عشرة، إذ حقق 5 انتصارات، وتعادل في مباراة واحدة، قبل أن يتعرض لهزيمة قاسية في الجولة الثانية عشرة من بني ياس بثلاثة أهداف نظيفة، وأنهى النصف الأول من الدوري، بانتصار خارج ملعبه على الفجيرة بهدف وحيد، ليتقدم من المركز الثامن إلى المركز الرابع وفي رصيده 25 نقطة.

نجاحات موازية

استفاد المدرب الأرجنتيني من فترة التوقف الطويلة لظروف استضافة الإمارات لنهائيات كأس آسيا 2019، في إعادة صناعة الفريق وتوظيف اللاعبين، ليسير الفريق بخطى الانتصارات المتوازية في المسابقات المحلية الثلاث، ولينهي المجموعة الأولى من كأس المحترفين في المركز الثاني برصيد 10 نقاط بعد سلسلة من النتائج الجيدة، إذ بعد الفوز على عجمان في المباراة الأولى لأروابارينا، تعثر الفريق وخسر من دبا الفجيرة، ولكنّه استفاق في الجولة التالية وفاز على بني ياس، واختتم المجموعة بالتعادل مع اتحاد كلباء، وفي ربع النهائي، حقق انتصارا كبيرا بنتيجة 4-2، على الجزيرة ثالث المجموعة الثانية، وفي نصف النهائي، تعادل مع النصر سلبياً في الوقت الأصلي، و1-1 في الوقت الإضافي، ويحقق شباب الأهلي الفوز بركلات الترجيح، ليصل إلى المباراة النهائية ويحقق الفوز على الوحدة 3-1، ويتوج بكأس الخليج العربي للمحترفين.

وفي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، فاز شباب الأهلي 3-0 على اتحاد كلباء في دور الــ 16، على ملعب استاد راشد بن سعيد بنادي عجمان يوم 9 ديسمبر الماضي، ثم حقق فوزاً صعباً في دور الثمانية على النصر 4-2، بركلات الترجيح من نقطة الجزاء، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، وفي الدور قبل النهائي يوم 16 مارس الماضي، حقق شباب الأهلي، فوزاً سهلاً على الوصل 5-1، على ملعب استاد آل مكتوم بنادي النصر، فيما تقدم شباب الأهلي في ترتيب دوري الخليج العربي، ليحتل المركز الثاني، ويصبح المنافس الرئيسي للشارقة المتصدر حالياً للمسابقة.

سعادة

وبدا الأرجنتيني أروابارينا، المدير الفني لفريق نادي شباب الأهلي، سعيدا في المؤتمر الصحافي الذي أعقب فوز فريقه بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وهنأ الإدارة واللاعبين والجمهور باعتلاء منصة التتويج للمرة الثانية خلال الموسم الجاري بعد الفوز سابقا بلقب كأس الخليج العربي لكرة القدم، وقال إن ما تحقق هو ثمرة جهود اللاعبين في أرضية الملعب ودعم الإدارة ومساندة الجمهور، وأكد أن طموحات شباب الأهلي هي المنافسة على جميع البطولات، موضحا أن لا وقت لديهم للاحتفالات وعليهم التفكير بجدية في المباراة المقبلة بدوري الخليج العربي لكرة القدم، لأجل تحقيق نتائج إيجابية وانتظار ما تسفر عنه الأمور وقال: برغم فارق النقاط الكبير مع فريق الشارقة متصدر الترتيب، حيث تبدو الأمور صعبة جدا، ولكن علينا أن نقاتل حتى النهاية، لنحافظ على المركز الثاني على أقل تقدير.

قتالية اللاعبين

أشاد مدرب شباب الأهلي، بالروح القتالية العالية التي كان عليها اللاعبون في أرضية الملعب، لافتا إلى أنهم استحوذوا على مجريات اللعب في الشوط الأول وجزء كبير من الشوط الثاني وسجلوا هدفين وأضاعوا فرصاً أخرى، وقال: تجاوزنا فريقاً قوياً للوصول إلى منصة التتويج، فالظفرة قدم مباراة رائعة وبدا أكثر خطورة في الجزء الأخير من المباراة بعد أن حدث بعض الاسترخاء من اللاعبين، ولكن فريقنا نجح في المحافظة على تقدمه حتى نهاية اللقاء.

غيابات الظفرة

عما إذا كان شباب الأهلي استفاد من الغيابات التي عانى منها منافسه في المباراة، قال: الظفرة فريق متميز وصلب، ولديه العديد من اللاعبين الأقوياء القادرين على تعويض أي غيابات، ولكن فريقنا نجح في السيطرة على مجريات اللعب بصورة مثالية وكان الطرف الأفضل، وفي ثلث الساعة الأخيرة ظهر بعض الارتباك في الأداء بسبب أن اللاعبين عمدوا للمحافظة على تقدمهم وكانت الحالة البدنية ممتازة لجميع اللاعبين، ومن وجهة النظري الشخصية أن فريق شباب الأهلي وعطفاً على المردود الذي قدمه استحق الفوز بالنتيجة.

إخفاق ونجاح

عن إخفاقه في اعتلاء منصة التتويج عندما كان مدربا للوصل في وقت سابق، بعد وصوله لنهائي مسابقة كأس الخليج العربي، وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، ونجاحه في التتويج مع شباب الأهلي، أوضح أروابارينا، أن المباريات النهائية تلعب على تفاصيل صغيرة ولا علاقة لها باسم الفريق ووضعيته، وقال: مهمتي دائما أن أبذل قصارى جهودي مع أي فريق أقوده من أجل تحقيق التطلعات، وقد فعلت ذلك مع الوصل سابقا كما أفعله حاليا مع شباب الأهلي، وأشكر جميع اللاعبين على جهودهم في هذه المباراة والمباريات السابقة، وأتمنى أن يتابعوا بنفس المستوى.

Email