خطة العشر سنوات أحـلام وطمـوحات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار المشروع الطموح الذي أطلقه اتحاد الكرة، بزيادة عدد الممارسين والمزاولين للعبة، والمقيدين في سجلات الاتحاد، من 7 آلاف في الوقت الحالي، إلى 150 ألفاً على مدى عشر سنوات، من أجل حسن انتقاء نوعية اللاعبين الموهوبين، بما يخدم كرة الإمارات بشكل عام، والمنتخبات الوطنية على وجه الخصوص، ردود فعل واسعة لما يحمله من أحلام وطموحات.

حيث يعتبر خطوة من خطوات التطور المنشود للمنتخبات، وطالب العديد من المختصين بضرورة تكاتف مختلف مؤسسات الدولة من أجل إنجاحه، بما يخدم كرة الإمارات خلال السنوات المقبلة.

وكان عبد الله ناصر الجنيبي نائب رئيس اتحاد الكرة، رئيس اللجنة الفنية والمنتخبات، قد كشف عن المشروع خلال مؤتمر صحافي مساء أمس الأول، عقب انتهاء اجتماع اللجنة التي أقرت المشروع بشكل مبدئي، على أن يتم طرحه للحوار المجتمعي خلال الفترة المقبلة، سوءاً من خلال ورشة العمل الفنية التي ستنظمها لجنة دوري المحترفين نهاية الشهر الجاري، أو من خلال يوم المدرب المواطن، للاستفادة من خبراتهم وأفكارهم في حسن تنفيذ المشروع، ومن ثم إقراره واعتماده من مجلس الإدارة، لبدء العمل في تطبيقه.

الإيجابيات

عدد العديد من خبراء الكرة، إيجابيات المشروع في عدة نقاط منها، أن كرة الإمارات بالفعل في حاجة إلى زيادة عدد الممارسين للعبة، حيث إن العدد الحالي يعتبر ضئيلاً للغاية، ويقلل من فرص الانتقاء الدقيقة للمواهب الكروية الواعدة، والسعي إلى زيادة عدد الممارسين خطوة إيجابية، تعزز من كفاءة المختارين للمنتخبات.

وعبر المختصون عن أهمية الاستفادة القصوى من مشروع صاحب السمو رئيس الدولة، في ما يتعلق بمشاركة أبناء المواطنات وحاملي المراسيم والمقيمين ومواليد الدولة في مختلف مسابقات اتحاد الكرة، والاستفادة من جهودهم في المنتخبات الوطنية، خاصة في ظل وجود العديد من المواهب الواعدة، والتي تتألق الآن في المسابقات.

دعم المؤسسات

وأبدى المختصون والمتابعون، رغبتهم في تعاون مختلف مؤسسات الدولة مع مشروع اتحاد الكرة، الذي يتطلب تعاون هذه المؤسسات في إنجاح المشروع، ودعم المجالس الرياضة والأندية، خاصة أنه مشروع يتطلب العديد من الأمور التي تخرج عن نطاق وصلاحيات اتحاد الكرة، خاصة باستحداث أندية، وتنظيم دوريات، وما تبع ذلك من ميزانيات وقدرات إدارية، والعديد من الأمور اللوجستية.

وعلق البعض على طول الفترة المخصصة لتطبيق المشروع، قائلين إن مدة 10 سنوات لتطبيق المشروع، تعتبر كبيرة جداً، خاصة أنها ستمر من خلال 3 مجالس إدارات مقبلة، فهل ستقتنع تلك المجالس بالمشروع، وتواصل دعمه وتبنيه، لذلك تمنى البعض أن تكون مدة المشروع 5 سنوات، ومن ثم يعاد تقييم الخطوات والإجراءات.

الجنيبي يرد

عبد الله ناصر الجنيبي لم يجد حرجاً في الرد على العديد من استفسارات الإعلاميين خلال المؤتمر الصحافي، للكشف عن المشروع، حيث كان الاستفسار الأول عن مدى قناعة المجلس المقبل بالمشروع، في ظل سنة واحدة متبقية على عمر المجلس الحالي.

حيث قال، نحن نرسي نظاماً مؤسسياً هو الأمثل للارتقاء بالمنظومة الكروية، نحن نخطط للمستقبل، بعد دراسة واقعنا الحالي، وخطتنا تهدف كرة الإمارات ومنتخباتها الوطنية، ومن الصالح العام أن تستمر الخطة، ويعمل القادمون على إنجاحها، لكونها السبيل للارتقاء بالعمل.

وفي ما يتعلق بالتكلفة المالية التي قد ترهق الأندية، يقول نائب رئيس اتحاد الكرة، لدينا تجارب ناجحة للغاية في عدد من الأكاديميات الخاصة الحالية، والتي تقوم شركات كبرى في الدولة بتبنيها ودعم برامجها، وقيام الأندية بخطوات مماثلة، سيقلل من تكلفته المالية، وهناك العديد من الشركات الرائدة على استعداد لدعم مثل تلك المشاريع، التي تدعم الدولة وتطور الكرة بها.

كما رد الجنيبي على سؤال مهم، يتعلق بضرورة التنسيق مع مؤسسات الدولة خاصة في ما يتعلق بالأمور والقرارات التي تخرج عن صلاحيات اتحاد الكرة، أكد الجنيبي أن المشروع كبير بالفعل، ويتطلب تعاون مختلف المؤسسات المعنية مع اتحاد الكرة، وخلال الفترة المقبلة، ستكون هناك اتصالات واجتماعات مع عدد من المؤسسات للتنسيق والتعاون، بما يخدم فرص نجاح المشروع.

65

يجرى الآن عمل إحصاءات عن اللاعبين المتميزين من أبناء المواطنات وحاملي المراسيم وأبناء المقيمين ومواليد الدولة، والذين ظهروا بمستوى فني متميز خلال مسابقة دوري الخليج العربي، ومسابقة تحت 21 سنة، وفرق الشباب، من أجل رفع تقرير عنهم إلى الجهات المعنية، تمهيداً للاستفادة بجهدهم بشكل أكبر خلال الفترات المقبلة، ويقدر عدد هؤلاء حوالي 65 لاعباً من مختلف أندية الدولة، ويلعبون في مختلف مراكز اللعب، ما يعتبر إضافة لكرة الإمارات خلال السنوات المقبلة.

علي إبراهيم: لوائح المسابقات في حاجة للتعديل

أيد علي إبراهيم عضو لجنة المنتخبات السابق، مشروع اتحاد الكرة لزيادة عدد الممارسين للعبة، لضمان حسن اختيار المواهب الكروية، للانضمام إلى مختلف المنتخبات الوطنية، خاصة في ظل النقص الواضح الحالي.

وقال إنه مشروع طموح، ولكنه بحاجة إلى عمل دؤوب ليس على صعيد اتحاد الكرة وإنما مختلف المؤسسات المعنية، لضمان النجاح والاستمرارية، مع تخفيض مدة تنفيذ المشروع لكونها فترة طويلة قد تتغير فيها القناعات مع تبدل مجالس الإدارات، وليت الاتحاد عن الاعتماد يختصرها إلى 5 سنوات لضمان فرص النجاح والقناعات، وإذا تحقق النجاح من الممكن أن تزيد لفترة مماثلة.

ويطالب علي إبراهيم بضرورة قيام اتحاد الكرة بتعديل بعض لوائح لجانه الداخلية، خاصة في المسابقات التي تشترط على الأندية ألا تقل مشاركتهم في المسابقات عن مسابقتين، ومثل هذا الشرط يتناقض مع رغبة الاتحاد في زيادة عدد الممارسين، خاصة وأن بعض الأندية تنسحب خلال الموسم من مسابقة، كما يجب ربط الإعانة التي يقدمها الاتحاد لبعض أندية الأولى بعدد مشاركتها في مسابقات المراحل السنية.

ويشير علي إبراهيم إلى ضرورة أن يكون هناك تعاون بين اتحاد الكرة والمجالس الرياضية والأندية، لكونها المعنية والداعم الأكبر للمشروع، وبين عدد من المؤسسات المختلفة خاصة فيما يتعلق بالاستفادة من الفئات المستثناة وفق قرار صاحب السمو رئيس الدول.

سالم العرفي: الاستمرارية أساس نجاح المشروع

يشير سالم العرفي مدرب بني ياس السابق إلى أهمية مشروع اتحاد الكرة بزيادة عدد الممارسين للعبة، حيث إن العدد الحالي ضئيل ولا يتناسب مع الطموحات المرجوة للارتقاء بكرة الإمارات، وان استمرارية المشروع سيكون سر نجاحه، وقد يقول البعض إن قلة عدد الأندية والسكان وراء العدد الضئيل لممارسي كرة القدم.

ولكن الواقع يقول إن هناك العديد من الأكاديميات الخاصة تعمل في الدورة وتستقطب أعداداً كبيرة من اللاعبين دون الاستفادة منهم في مسابقات اتحاد الكرة. لذلك فإن المشروع في حاجة إلى قناعات من مختلف العناصر المعنية، بداية من الأندية صاحبة اليد الطولى في إنجاح مثل هذا المشروع، مروراً بمؤسسات الدولة لتوفير الدعم اللوجستي، صحيح أن الاتحاد هو من أطلق المشروع الطموح ولكنه في حاجة لتكاتف الجميع من اجل العمل على إنجاحه، والاستفادة القصوى من أهدافه خلال السنوات المقبلة.

ويطالب سالم العرفي بضرورة الاهتمام بالكشافين خلال المشروع الجديد، لكونهم الذين ينتقون المواهب من مختلف الأماكن في الدولة، بعد أن اختفى دورهم في السنوات الأخيرة، وقال: الواقع يقول إن لدينا مواهب كروية عديدة، ولعل المتابع لمسيرة الكرة الإماراتية سيجد أن العديد من المواهب التي أصبحت نجوماً فيما بعد جاءت من المناطق الشرقية في الدولة.

لذلك لابد من إعادة دور هذا الكشاف صاحب العيون الثاقبة من أجل اكتشاف المواهب. وقال العرفي إن اتحاد الكرة سيواجه الصعوبات عند التنفيذ ويجب عليه أن تكون لديه إرادة قوية للتطبيق الصحيح وتدارك السلبيات والصعاب أولاً بأول حتى يكتب النجاح لمشروعه.

مــرزوق: علامات تعجب حول التوقيت

أكد عنتر مرزوق مساعد المشرف الفني لأكاديمية كرة القدم بنادي شباب الأهلي، على أن مشروع اتحاد الكرة الجديد على الورق، كلام جيد.

ولكن المهم التنفيذ، وتساءل عن سر ظهور المشروع في هذا التوقيت الحالي، مع بقاء عام واحد فقط على دورة عمل مجلس الإدارة الحالي، وأبدى خشيته بأن يكون المشروع ردة فعل على ما شهدته الساحة الكروية في الدولة مؤخراً، بعد الخروج من نهائيات كأس آسيا 2019 في الإمارات، وقال وأين كان هذا المشروع منذ تولي الاتحاد للمسؤولية؟«.

وأوضح مرزوق: يرتكز عمل اتحاد الكرة على 3 أمور مهمة، وهي المنتخبات وإدارة منظومة الكرة بشفافية، وخلق جهاز تحكيم على مستوى عال، والثلاثة هناك انتقادات كثيرة عليهم من قبل خبراء الكرة أنفسهم، وظهور المشروع في هذا التوقيت، ربما يورط مجلس إدارة الاتحاد المقبل، أو يمكن اعتباره أنه رسائل من المجلس الحالي بنيته بالترشح للدورة المقبلة»، ومطالبة الأندية بإعادة انتخابه لمواصلة تنفيذ المشروع.

وطالب مرزوق، بأن يكون هناك دور أكبر للمدرب المواطن في هذا المشروع، على أن يكون الإشراف لخبير تدريب أجنبي، لأن المدرب المواطن قادر على التعامل الجيد مع المراحل السنية الصغيرة، على أن يتم اختيارهم وفق معايير الكفاءة، وليس سابق المعرفة.

واختتم مرزوق قائلاً: «نحن لدينا في الإمارات، لاعبون موهوبون على مستوى عال، وتأهل المنتخب الأولمبي مؤخراً للنهائيات الآسيوية، بسبب هؤلاء الموهوبين، وليس بسبب الأجهزة الفنية، ولكن ينقصنا توحيد الفكر، والتنفيذ الجيد للاستراتيجية الموضوعة»، حتى نجني الثمار بشكل جيد. دبي - البيان الرياضي

وائل السيسي: الاستفادة من «المستثناة» لدعم المنتخبات

أشاد وائل السيسي المدير الفني لأكاديمية نادي الجزيرة، بمشروع اتحاد الكرة بزيادة عدد الممارسين للعبة في الدولة، وقال أعجبتني استفادة الاتحاد من تجارب دول متطورة كرويا مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا، والتعرف على إيجابيات وسلبيات تجارب الدول خاصة وأنها مرت في فترة من الفترات بمثل ظروفنا الحالية، واستطاعت الانطلاق وتحقيق البطولات.

ويضيف مدير أكاديمية نادي الجزيرة قائلاً: على اتحاد الكرة بالتعاون مع المؤسسات المختلفة العمل على الاستفادة من المواهب الكروية الواعدة التي أفرزها قرار صاحب السمو رئيس الدولة بمشاركة العديد من الفئات في مختلف المسابقات، وبالفعل كان للقرار أثره الواضح في منح الفرصة لمواهب حقيقية، ويجب أن تكتمل الخطوة بالاستفادة منهم على صعيد المنتخبات الوطنية، في ظل تواجد عدد من اللاعبين المتميزين في مختلف المراكز، والأندية.

ولمشروع اتحاد الكرة أهمية كبيرة متمثلة في تخفيض سقف رواتب اللاعبين، لأنه كلما زاد عدد الممارسين تم اكتشاف العديد من المتميزين، وتصبح هناك وفرة في عدد الموهوبين، وبالتالي ستلتزم الأندية بسقف الرواتب الذي حدده اتحاد الكرة، وستكون الاستفادة مزدوجة، ولكن مثل هذا المشروع يتطلب ضرورة التعاون التام بين اتحاد الكرة من خلال اجتماعات تنسيقية وتنظيم عدد من ورش العمل لطرح العديد من الأفكار التي تساهم في التنفيذ الجيد والاستمرارية.

وأشاد وائل السيسي باستعانة اتحاد الكرة بالخبرات البلجيكية في الإشراف على المشروع وخطوات تنفيذه، خاصة وأن الخبير ميشيل سابلون يملك خبرة كبيرة في العمل بمثل تلك المشاريع الكبيرة، ونأمل أن يستفيد الاتحاد وكرة الإمارات من خبراته بما يعزز من تطور العمل وتحسين الأداء.

Email