سالم العرفي: أماكن الترفيه و«المولات» سرقت الجماهير من المدرجات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قلب سالم العرفي، لاعب ومدرب بني ياس السابق، صفحات الذكريات، وقارن بين الماضي والحاضر، متوقفاً عند محطات مهمة في مسيرته الكروية، ومحطة إنجازه عندما قاد «السماوي» لتحقيق الفوز بكأس الأندية الخليجية موسم 2012-2013، وأشار إلى أن مشكلة الكرة حالياً، تتمثل في كثرة أماكن الترفيه والمولات، التي سرقت الجماهير من المدرجات، مؤكداً انه يوجد حالياً استادات فخمة، ومدرجات رائعة، ولكن لا يوجد مشجعون.

وأشار إلى أن اللاعبين يعيشون حالياً في رفاهية، ويمتلكون أفخم السيارات التي تجعلهم في حال انشغال دائم، بعكس «زمان»، عندما كان اللاعب لا يملك سيارة، ويركز على الراحة، مؤكداً أن جيل مونديال 90 كان الأفضل، ولن يتكرر، مشيراً إلى التراجع الملحوظ في أعداد المواهب حالياً.

وفي ذات الوقت، دافع العرفي عن المنتخب الذي شارك في كأس آسيا، ذاكراً أنه اجتهد ولم يوفق، مطالباً في ذات الوقت بوقف الهجوم على اتحاد الكرة، والابتعاد عن تصفية الحسابات الشخصية، مطالباً الوسط الرياضي ببدء صفحة جديدة، تواكب عام التسامح، وقال «الهجوم المستمر على اتحاد اللعبة، ليس حلاً، ومصلحة كرة الإمارات أهم من الأسماء».

ويحكي سالم العرفي بداياته في الملاعب، مشيراً إلى أنها كانت مع نادي بني ياس عام 1982، مع بداية التأسيس الذي كان شاهداً عليه، حينها انضم لفريق تحت 18 سنة، وبعد عامين تم تصعيده للفريق الأول، والذي ظل مدافعاً عن شعاره لاعباً حتى عام 1992، وبعدها واصل مع «السماوي» مدرباً في المراحل السنية، ومدرباً للفريق الأول الذي حققه معه إنجاز الفوز بكأس الأندية الخليجية موسم 2010-2013، وتقلد أيضاً مهام مدير أكاديمية النادي حتى بداية العام الماضي، الذي شهد خروجه من النادي بعد 36 عاماً في خدمته، ما بين لاعب ومدرب، وهنا يقول: لأول مرة أكون بعيداً عن نادي بني ياس منذ بداية مسيرتي معه في المراحل السنية، دون أن أعلم الأسباب، ولكن لكل إدارة رؤيتها.

حضور

ويستعرض سالم العرفي شريط الذكريات، ويتحدث عن أيامه عندما كان لاعباً مع بني ياس، ويقول: ذلك زمن جميل مضى، ونتمنى أن يعود من جديد، كان كل شيء فيه مختلفاً، مستوى اللاعبين وحضور الجماهير والإدارة، وروح الانتماء، إنه زمن مختلف كثيراً عن الحالي، أذكر عندما كنا نلعب المباريات، فإن الجمهور كان يحضر بأعداد كبيرة جداً، رغم أنه لم تكن هنالك مدرجات أو مقاعد مثل المتوفرة حالياً، لكن محبي نادي بني ياس ومشجعي جميع الأندية، كانوا يوجدون بأعداد كبيرة، ويلهبون حماس اللاعبين، وبالتالي، يسهمون في تطوير مستوياتهم، وحالياً تشاهد مدرجات رائعة واستادات فخمة، وكل شيء متوفر، ولا تجد جماهير تشجع فرقها.

عزوف

وعن سبب عزوف الجماهير، قال سالم العرفي مدرب بني ياس السابق: في ذلك الوقت، الجمهور كان يتنفس كرة القدم ويحبها، وتفكير أي مواطن كان محصوراً في الذهاب إلى الملعب، حينها لم تكن هنالك أماكن ترفيه كثيرة، مثل الموجودة حالياً، من مولات ومنتزهات ومقاهٍ وقرى سياحية، هذه الأماكن في رأيي سرقت الجمهور من المدرجات، وغيرت اهتمامه، وأثرت في مستوى كرتنا.

واستطرد العرفي قائلاً: أعتقد أن حب الناس لكرة القدم لم يعد مثل السابق، لأن أماكن الترفيه موجودة في كل العالم، ولكننا نشاهد الدوريات الأوروبية، وكيفية حضور الجماهير بالآلاف، وفي النهاية، لكل أنسان هواياته المفضلة والمحببة، ولا يمكن أن نجبر الجمهور على الحضور إلى المدرجات، إن لم يكن محباً لكرة القدم.

اختلاف

ويرى سالم العرفي أن لاعبي الجيل الحالي أيضاً يختلفون عن الجيل السابق في الموهبة والولاء، ويقول: عندما وقعت لبني ياس، لم أتسلم درهماً، والتوقيع كان مجاناً، لكن الارتباط بالنادي كان قوياً، وحب كرة القدم كذلك، وحالياً، تركيز اللاعب على المال أكثر من أي شي آخر، أذكر أن أول مبلغ استلمته من نادي بني ياس، بعد سنوات من الدفاع عن شعاره، كان عبارة عن 500 درهم فقط، سنوات عديدة مرت، لذلك لا أعلم سبب تحفيزي بهذا المبلغ، لكنه كان أول مبلغ، الآن، اللاعبون يتقاضون مبالغ مالية ضخمة، وفي ذات الوقت، العطاء أقل والولاء معدوم.

وأكد العرفي أن الجيل السابق كان أفضل فنياً، بدليل الوصول إلى نهائيات كأس العالم 1990، وأضاف: جيل عدنان الطلياني وجمعة ربيع وبدر صالح وغيرهم من الأفذاذ، كان الأعلى موهبة، وهو أفضل من الجيل الحالي.

تراجع

وعن رأيه في سبب تراجع موهبة اللاعب الإماراتي، مقارنة بالسابق، يقول: في زمننا، اللاعب كان يحب كرة القدم ويتدرب يومياً، وكنا بعد التدريبات نرتاح وننام، اللاعب لم يكن من أصحاب الأملاك والسيارات، وليس لديه مال يشغل تفكيره، وحالياً، عندما تحضر للتدريبات، تجد معرض سيارات، لأن كل لاعب لديه سيارته الخاصة، وبعد نهاية التدريب، يقود سيارته لمسافات طويلة ترهقه، ولا يركز على التدريبات أو تطوير مستوياته، لذلك نجد أن الدولة تتطور في كل شيء، باستثناء كرة القدم، فإن تقدمها وتطورها لا يتناسب مع إنجازات الدولة.

وأبان العرفي أن المشكلة ليست في السيارات، ولكن في طريقة الاستخدام، وعدم التركيز على كرة القدم، وتصحيح السلبيات والإرهاق.

وأشار سالم العرفي إلى أن الهجوم على اتحاد الكرة ليس حلاً للواقع غير المرضي الذي تعيشه اللعبة، والانتقادات الحادة لا تقود دوماً للتطوير، وقال: أستغرب الانتقاد المستمر لرئيس الاتحاد مروان بن غليطة، وبقية أعضاء الاتحاد، على خلفية عدم تتويج المنتخب ببطولة كأس آسيا، فحتى الذين يرون أن الاتحاد أخطأ بسبب تعاقده مع زاكيروني، فإننا نجد مدرب المنتخب يملك سيرة ذاتية جيدة، ولكنه لم يوفق.

ابتعاد

ودعا العرفي إلى الابتعاد عن تصفية الحسابات الشخصية، وتقييم الأمور بعقلانية، والنظر إلى مصلحة كرة الإمارات أولاً وأخيراً، وليس إلى الأسماء، وقال: علينا أن ندعم الاتحاد، مع الانتقادات بجانب التعاون معه في الوقت نفسه، لما فيه المصلحة العامة.

وطالب سالم العرفي، الوسط الرياضي ببدء صفحة جديدة، تواكب عام التسامح، تكون خالية من الخلافات، وأن يكون الهدف فيها التطوير والتعاون، بعيداً عن الصراعات.

لقطات

غياب عموري أثّر في «الأبيض»

أكد سالم العرفي أن عدم تتويج منتخبنا الوطني بلقب بطولة كأس آسيا الأخيرة، كان بسبب تعدد الإصابات في الفترة التي سبقت البطولة، وأدت إلى عدم جاهزية عدد كبير من العناصر، مثل عامر عبد الرحمن وأحمد خليل، ذاكراً أن المنتخب تأثر أيضاً بفقد عمر عبد الرحمن «عموري»، لأنه لاعب موهوب، ولا يمكن التقليل من تأثير غيابه، وقال: عندما يغيب ميسي عن برشلونة، فإن الفريق يتأثر.

وأضاف : «الأبيض» لم يحالفه التوفيق في « الآسيوية»، ولم يكن هنالك تخاذل من اللاعبين، وإذا كان منتخبنا في كامل جاهزيته، وشارك بكل عناصره، فإن نتائجه كان يمكن أن تكون أفضل.

جيل بوجسيم أكثر تميزاً

أثنى سالم العرفي على قضاة الملاعب في الزمن الجميل، ذاكراً أن جيل علي بوجسيم وزملائه، كانوا يديرون المباريات بطريقة رائعة، وبأقل عدد من الأخطاء وقال: حالياً، ورغم وجود تقنية الفيديو «VAR»، وعودة الحكام لمشاهدة المخالفات عبر الفيديو، فإن البعض لا يتخذ قراراً صحيحاً، ونجد أن الأخطاء ما زالت موجودة، وأكثر فداحة.

وأضاف: التحكيم تراجع، مثلما تراجع المستوى الفني للمباريات، ولا يعني كلامي عدم وجود قضاة ملاعب أكفاء، البعض منهم متميز، ولكن الغالبية ترتكب أخطاء مؤثرة.

ذكريات

دعم سيف بن زايد وراء إنجاز كأس الأندية الخليجية

عاد سالم العرفي بالذكريات عدة سنوات ماضية عندما نجح في قيادة «السماوي» إلى تحقيق إنجاز كأس الأندية الخليجية، ذاكراً أن هذا الإنجاز لم يكن سيتحقق لولا دعم وتوجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، رئيس نادي بني ياس، وقال: صادف بداية مشوارنا في البطولة حضور سموه إلى البحرين في مهمة رسمية من مهامه العديدة ورغم مسؤوليات سموه حرص على زيارة البعثة التي كانت تتأهب لأداء مباراة مهمة، وقدم سموه لنا الدعم المعنوي وبث الحماس في اللاعبين ما حفز طاقاتهم وجعلهم يجتهدون أكثر في كل المباريات، سموه كان وراء تحقيق الإنجاز ، وحفزت كلماته الجميع من أجل مواصلة المشوار بقوة حتى الوصول إلى منصات التتويج ولن أنسى تواجد سموه بين الجماهير لدعم اللاعبين معنوياً.

انتقاد

علاقات مؤقتة

انتقد سالم العرفي عدم وجود علاقات ترابط بين اللاعبين في مختلف الفرق، وقال:علاقة اللاعب بزملائه مؤقتة تتوقف بانتهاء التدريبات، ما يؤثر كثيراً على الأداء في الملعب. وأضاف: كنا في السابق مجموعة أصدقاء، ونتواجد سوياً باستمرار قبل وبعد التدريبات، وأعتز بصداقة لم تنقطع مع الكباتن بدر صالح، جمال بوهندي، وغيرهما، وحالياً نلاحظ عدم وجود هذا الترابط .

 

Email