يشكلون 13 % من لاعبي الكرة في الدولة بإجمالي 6985

«الفئات الأربع».. نقلة نوعية للرياضة في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الملف PDF أضغط هنا

يعتبر قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حول السماح لأبناء المواطنات وحاملي الجوازات، ومواليد الدولة، والمقيمين بالمشاركة في المسابقات الرياضية الرسمية وعدم اشتراط جنسية الدولة قراراً تاريخياً للقطاع الرياضي في الدولة وخاصة للعبة كرة القدم التي طالما عانت من ندرة المواهب.

وجاءت هذه التوجيهات لتفعيل ودعم الحركة والأنشطة الرياضية المختلفة في الدولة، والاستفادة من الكفاءات والمواهب من الرياضيين في الدولة، وتعزيز مشاركتهم في مختلف الأنشطة والفعاليات الرسمية التي تُقام في الدولة، خاصةً أن الرياضة جزء لا يتجزأ من حضارة وتقدم الشعوب والمجتمعات.

وبعد مرور أكثر من عام على صدور القرار وصل عدد المسجلين في اتحاد الكرة من الفئات الأربع إلى 947 لاعباً من أصل 6985 لاعباً في 31 نادياً للموسم الرياضي الحالي، وهم يمثلون 13% من مجموع لاعبي الكرة في الدولة، بالرغم أن بعض الأرقام تشير إلى أن الأكاديميات الخاصة في الدولة تضم حوالي 25 ألف لاعب كرة قدم من مختلف الجنسيات والأعمار، لكن عدد الذين انتقلوا إلى الأندية قليل جداً، وهو ما يفسر قلة المواهب المكتشفة إلى غاية الآن، في كل المراحل.

يوجد 16 لاعباً فقط من الفئات الأربع ضمن أندية دوري الخليج العربي منهم 4 من أبناء المواطنات، هم محمد إبراهيم (الظفرة)، وناصر محمود ( الوصل)، وأحمد عبد الله (شباب الأهلي) وسالم سيف (الفجيرة) و7 لاعبين من مواليد الدولة هم عبد الله خميس (الوصل) وحسام لطفي (الإمارات) ويحيى نادر (العين) ومعتصم ياسين ( الشارقة) ويحيى علي (الوحدة) ووليد سراج (اتحاد كلباء) وناشد عبد القادر (دبا الفجيرة) و5 فقط من المقيمين هم عمران بن عامر (الشارقة) ومحمد فتحي (دبا) وعبد الله إسماعيل ( الظفرة) وعبد الله رمضان (الجزيرة) وعبد الله الكوري (الإمارات).

ويعتبر أبناء المواطنات الفئة الأكثر مشاركة من بين الفئات الأربع ضمن أندية المحترفين والدرجة الأولى، حيث يصل عددهم إلى 331 لاعباً من مختلف الأعمار التي تشمل الفريق الأول وفريق تحت 21 عاماً والشباب وتحت 18 عاماً وتحت 16 عاماً وتحت 15 عاماً وتحت 14 عاماً وتحت 13 عاماً وتحت 12 عاماً ومدارس الكرة، ثم تأتي فئة المقيمين بـ286 لاعباً وفئة مواليد الدولة بـ281 لاعباً وحملة الجوازات بـ49 لاعباً.

ويشكل اللاعبون العرب المسجلون في الأندية 90% من مجموع الفئات الأربع مقابل 10% للجاليات الأجنبية من أوروبا وأفريقيا والبرازيل وأمريكا وغيرها من الجنسيات، وهو ما يؤكد ضعف التواصل بينها وبين الأندية.

حددت المادة الخامسة من القانون الاتحادي شروط تسجيل فئة أبناء مواطنات الدولة من 8 نقاط، تتمثل في خلاصة القيد، بطاقة هوية وجواز سفر الوالدين وجواز سفر اللاعب (إن وجد) وبطاقة الهوية، وشهادة ميلاد اللاعب (في حالة إذا كان اللاعب من مواليد خارج الدولة، معتمدة من الجهات المختصة)، وجواز سفر ولي أمر اللاعب أو بطاقة الهوية ومستند رسمي يوصي بتحديد هوية ولي الأمر.

وصل عدد المسجلين في اتحاد الكرة من الفئات الأربع إلى 947 لاعباً من أصل 6985 لاعباً في 31 نادياً للموسم الرياضي الحالي، في حين تُشير بعض الأرقام إلى أن عدد لاعبي الأكاديميات الخاصة في الدولة يصل إلى حوالي 25 ألف لاعب كرة قدم من مختلف الجنسيات والأعمار، لكن عدد الذين انتقلوا إلى الأندية منهم قليل جداً وهو ما يفسر قلة المواهب المكتشفة حتى الآن.إضافة

وأكد هاشم عبيد مدير فريق النصر أن لاعبي الفئات الأربع سيشكلون إضافة كبيرة لأندية الدولة خلال المواسم المقبلة، موضحا أن هناك العديد من المواهب لم تكتشف بعد، وأنه على الأندية بذل المزيد من الجهود للبحث عنها سواء في الفرجان أو من خلال تنظيم الأيام المفتوحة للانتقاء، وأضاف: القانون المنظم لمشاركة الفئات الأربع صدر منتصف الموسم بعدما أتمت الأندية تسجيل لاعبيها، لذا الأندية تحتاج إلى الوقت لإعادة ترتيب حساباتها، في الوقت الحالي لدينا 3 أو 4 لاعبين ضمن فريق تحت 21 عاماً، ومن المؤكد أننا سنستفيد منهم ضمن الفريق الأول.

وتابع: أعتبر قرار مشاركة الفئات الأربع مكرمة من الدولة ونتائجها ستتحقق مع مرور الوقت، وستبدأ في الظهور بداية من الموسم المقبل.

تقييم

بدوره، أوضح الدكتور موسى عباس باحث وأكاديمي رياضي، أن البعض توقع الحصول على لاعبين جيدين من الوهلة الأولى لكن الواقع أثبت أنه لا يوجد لاعبون جاهزون قادرون على اللعب في مستوى عال باستثناء عدد قليل جداً، وقال: نحن في أكاديمية شباب الأهلي لا نقبل تسجيل أي لاعب إلا بعد تقييم شامل، ما الفائدة من تكديس اللاعبين دون جدوى.

وأضاف: بلا شك القرار رائد ويشكل نقطة تحول في رياضة الإمارات وليس في كرة القدم فقط، ولكن النتائج الجيدة ستتحقق بعد 5 سنوات، نحتاج إلى الصبر.

كما أكد الدكتور موسى عباس أن تركيز الجاليات الأجنبية على تسجيل أبنائهم في الأكاديميات الخاصة يعود لأسباب عدة من بينها عامل القرب والتواقيت المرنة والتدريب مرتين في الأسبوع، ما يمنح اللاعبين فرصة التركيز على الدراسة عكس الأندية التي تفرض التدريب اليومي.

حملة الجوازات والمواليد

يشترط عند تسجيل حامل جواز سفر الدولة أن يحصل على موافقة ولي الأمر؛ إذا كان من اللاعبين القصر بتقديم جواز سفر اللاعب ساري المفعول، وشهادة ميلاد اللاعب (في حالة إذا كان من مواليد خارج الدولة معتمدة من الجهات المعنية) وبطاقة الهوية.

وحددت المادة السابعة شروط تسجيل فئة مواليد الدولة بأن يحصل على موافقة ولي الأمر إذا كان من اللاعبين القصر، وأن يكون اللاعب من مواليد الدولة، وأن يكون له إقامة مشروعة صادرة من الدولة وسارية المفعول ويستثنى مواليد الدولة من أبناء الدول المعنية من الحصول على الإقامة، أن يكون اللاعب مقيماً في الدولة مع رب أسرته أو ولي أمر إذا كان من اللاعبين القصر، وتطلب مع جواز سفر اللاعب، شهادة ميلاد اللاعب، وإقامة سارية المفعول وبطاقة الهوية.

الكعبي: الفكرة لم تتبلور بعد

أوضح خالد الكعبي إداري فريق شباب الأهلي، أن المشاركة الضعيفة للفئات الأربع على مستوى الأندية، أمر طبيعي باعتبار أن الفكرة جديدة ولم تتبلور بعد لدى العديد من الجاليات، مشدداً على حاجة الأندية نفسها للمزيد من الوقت للبحث عن العناصر المميزة واستقطابها ضمن فرقها، وقال: هناك عدد قليل جداً من هذه الفئات ينشطون ضمن الفرق الأولى في دوري المحترفين، بعضهم فرض نفسه لأنه تكوّن بشكل صحيح من الصغر وآخرون يحتاجون للمزيد من الوقت، وبشكل عام أعتقد أنه خلال السنوات المقبلة سيكون عددهم أكبر لأن الأندية أصبحت تهتمّ بهم.

وأكد إداري فريق شباب الأهلي، أن قرار مشاركة الفئات الأربع سيمكن الأندية من حلول إضافية والتقليل من الصرف على اللاعبين الأجانب، وقال: لدينا مشكلة في قلة المواهب في كرة القدم، وأعتقد أن الفئات الأربع ستشكل مخرجاً للأندية لإيجاد لاعبين مميزين للمستقبل بشرط أن تضع آليات وتكثف جهودها في البحث وتحفيز اللاعبين الصغار على ممارسة كرة القدم.

سلغادو: منجم مواهب

صرح ميشيل سلغادو نجم ريال مدريد السابق، بأن قرار السماح للفئات الأربع بالمشاركة في المسابقات الرياضية الرسمية يشكل نقلة نوعية لرياضة الإمارات وخاصة في كرة القدم، وقال: «من خلال تجربتي مع الأكاديميات الخاصة وبطولات الناشئين يمكن أن أجزم أن هذا القرار سيحقق نقلة نوعية في كرة الإمارات، ولكن يجب تعزيز سبل التعاون بين الأكاديميات الخاصة والأندية».

وأضاف نجم ريال مدريد السابق: «الأكاديميات الخاصة منجم المواهب، ومن الممكن أن تشكل رافداً مهماً للأندية، وهناك جهود كبيرة يبذلها مجلس دبي الرياضي لتنظيم نشاط هذه الأكاديميات، ما يجعلها تلعب دوراً أكبر لتطوير كرة القدم، وبما أن أغلب منتسبيها هم من الفئات التي شملها قرار صاحب السمو رئيس الدولة، يمكن الاستفادة منهم ضمن الأندية والمنتخبات الوطنية».

وشدد النجم الإسباني على ضرورة الاستفادة من بطولة مجلس دبي الرياضي للأكاديميات الخاصة لكرة القدم، التي تعد الأكبر من نوعها.

علي البدواوي:الثمار بعد 5 سنوات

أكد علي البدواوي رئيس مجلس إدارة نادي حتا، أن قلّة مشاركة اللاعبين من الفئات الأربع ضمن الأندية وخاصة ضمن الفرق الأولى تعود لعدة أسباب، من أبرزها نقص الجانب المهاري لديهم لعدم تكوينهم بطريقة صحيحة بما أنهم نشأوا خارج الأندية، مشيراً إلى أنه من النادر الحصول على لاعب قادر على اللعب ضمن هذه الفئة على مستوى عالٍ، ولذا عددهم قليل للغاية في دوري المحترفين، وقال: «علينا الانتظار 5 سنوات على الأقل لقطف ثمار مشاركة الفئات الأربع، والحصول على لاعبين جاهزين للعب مع الفرق الأولى، في السابق كان هؤلاء اللاعبون لا يهتمون بممارسة كرة القدم لغياب الأهداف ولعدم قدرتهم على اللعب في الأندية، ولكن الآن تغيرت الأمور بفضل قرار صاحب السمو رئيس الدولة».

وأضاف: «مشاركة لاعبين من الفئات الأربع سيرفع مستوى الدوري، ويمنح الأندية قاعدة واسعة من الاختيارات بشرط أن تبدأ من الآن العمل والاهتمام بهذه المواهب».

كما شدد البدواوي على ضرورة الاهتمام بدمج الجاليات المتنوعة ضمن النشاط الرياضي الرسمي، وتعزيز التواصل معهم، وقال: «هناك إقبال جيد من الجاليات العربية بحكم أننا نتقاسم البيئة نفسها، ولكن من النادر إيجاد لاعبين أوروبيين لأنهم يفضلون الأكاديميات الخاصة». وأوضح رئيس مجلس إدارة حتا أن مشاركة الفئات الأربع من أفضل الحلول لتطوير كرة القدم في الدولة خلال السنوات المقبلة.

أحمد صالح: المراحل في تطور مستمرّ

أكد أحمد صالح مدير أكاديمية النصر أن مشاركة الفئات الأربع على صعيد المراحل السنية في تطور مستمرّ من فترة إلى أخرى، مشيراً إلى أن عـددهم من الممكن أن يتضاعف في الأعوام المقبلة خاصة بالنسبة لأبناء الجاليات الأجنبية الذين مازالوا يفضلون الأكاديميات الخاصة بسبب التواقيت المرنة، وقال: لدينا لاعبون من جنسيات أجنبية من كوريا الجنوبية وألمانيا وأستراليا وإيطاليا وغيرها ولكن أغلبهم يأتون متأخرين للتدريب بسبب التزاماتهم الدراسية.

وأوضح أحمد صالح أن اللاعبين العرب هم الأكثر تواجداً ضمن الفئات الأربع لعدة أسباب من بينها التأقلم السريع مع بقية اللاعبين المواطنين، وأضاف: مشاركة الفئات الأربع يمنحنا فرصة لانتقاء المواهب وأعتقد أن القرار سيعطي ثماره بشكل واضح خلال 4 أو 5 سنوات مقبلة.

وتابع: نقوم من حين لآخر بتنظيم أيام مفتوحة لانتقاء اللاعبين المميزين من مختلف الجنسيات، ولدينا في الأكاديمية لاعبون من الهند ومن مختلف الجنسيات العربية.

وصرح أحمد صالح أن لاعبي الفئات الأربع سيشكلون إضافة للمنتخبات الوطنية والأندية في المستقبل وأن الفترة القصيرة التي مضت كشفت عن بعض المواهب القادرة على فرض نفسها في كرة الإمارات.

Email