مدربو دورينا التأشيرة «خروج وعودة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع اقتراب انطلاق الدور الثاني من الموسم الكروي في فبراير المقبل بعد انتهاء بطولة كأس آسيا «الإمارات 2019»، يبدو أن أنديتنا تعيش على إيقاع لا يتغير منذ تطبيق الاحتراف في موسم 2008 - 2009 فيما يتعلق بالمدربين ، ففي الوقت الذي أصبحت فيه ظاهرة إقالة المدربين ظاهرة أصيلة ومعتادة في دورينا في ظل العدد الكبير من الإقالات التي يشهدها كل موسم، فإن ظاهرة البحث في الدفاتر القديمة والاستعانة بمدربين سبق لهم العمل في أكثر من نادٍ إماراتي في مواسم سابقة وإعادة هؤلاء الأسماء، مستمرة، وتستحق مسمى «رايح جاي».

ويكون مبرر بعض الاندية للتغيير هو انقاذ الفريق من التعثروالعودة إلى المنافسة أو المنطقة الدافئة مع مدرب حقق انجازا في المسابقات المحلية ، والبعض يطارد مدرب بعينه لما حققه من جماهيرية لنتائجة المتميزة آملا في تكرار نجاحه لما يملكه من تأثير على اللاعبين وجماهير النادي التي تطالب باسم معين.

واستمرت الظاهرة في الموسم الحالي مع عودة عدد من المدربين الذين سبق لهم قيادة أندية في دورينا في مواسم سابقة، إذ يعد «التدوير» على صعيد المدربين من ظواهر الكرة الإماراتية خاصة، كما أن تاريخ دوري الخليج العربي أثبت ذلك في العديد من المواسم وتعود المتابعين على مثل تلك التغييرات المستمرة بإقالة مدرب ما ثم التفكير في إعادته لقيادة الفريق مرة أخرى ربما بعد موسم أو اثنين.

وهناك العديد من المدربين الذين يقودون أندية دوري المحترفين في الموسم الحالي عادوا إلى قيادة أنديتهم مرة أخرى، بينما استعانت أندية بمدربين سبق لهم العمل والنجاح مع أندية إماراتية أخرى، ومنهم من رحل عن الكرة الإماراتية بعد خوض أكثر من تجربة مع أكثر من نادٍ.

والوصل على سبيل المثال استعان بالمدرب الروماني لورينت ريجيكامب، مدرب الوحدة الأسبق وتعاقد معه مطلع يناير الجاري خلفاً للمدرب المواطن حسن العبدولي، الذي تولى المسؤولية بعد رحيل لوستافو كونتيروس الذي أقيل بداية الموسم.

وعاد الأرجنتيني رودولفو أروابارينا «قاد الإمبراطور موسمين»، لقيادة شباب الأهلي، وأعاد الوحدة الهولندي هينك تين كات مدرب الجزيرة السابق ويتولى حالياً مهمة تدريب «العنابي»، لتكسب المدرسة الهولندية في العاصمة.

ويرصد «البيان الرياضي» رحلة عدد من من أشهر المدربين في الدوري الذين تنقلوا بين عدة أندية، وحصلوا على تاشيرة « ذهاب وعودة»، ربما اكثر من مرة ، ويسلط الضوء على مدربي الأندية الذين رحلوا وعادوا أو ظلوا في الدولة حتى جاءتهم فرص أخرى لتكرار التجربة مع اندية اخرى.

 

ريجيكامب

مهمة صعبة

يخوض الروماني لورينت ريجيكامب تجربته الثانية في دوري الخليج العربي بعدما تعاقد مع إدارة الوصل في يناير الجاري لتولي إنقاذ الفريق خلفاً للمدرب المواطن حسن العبدولي الذي كان قد تقدم باستقالته بعد أن قاد الفريق في عدة مباريات خلفاً لغوستافو كونتيروس الذي أقيل بداية الموسم، إذ كان ريجيكامب قد قاد الوحدة منذ بداية الموسم الماضي وحقق مع الفريق بطولتين لكأس السوبر وبطولة كأس الخليج العربي قبل أن تتم إقالته الموسم الحالي لسوء النتائج، ليعود مرة أخرى لدوري الخليج العربي عبر بوابة الوصل الذي يأمل أن يحدث ريجيكامب طفرة في مستوى ونتائج الفريق في الدور الثاني رغم صعوبة المهمة.

 

تين كات

مع الكبار أفضل

رحلة الهولندي هينك تين كات في دورينا مع الكبار فقط، ورغم أنه أعلن اعتزاله التدريب عقب نهاية مشواره مع الجزيرة في الموسم الماضي وعقب موسمين قضاهما بين جدران «فخر أبوظبي» حقق معهم لقب دوري الخليج العربي وكأس رئيس الدولة، فإن نادي الوحدة نجح في إقناع المدرب الهولندي في العودة مرة أخرى للإمارات من أجل تولي قيادة «العنابي» حتى نهاية الموسم، خلفاً للروماني ريجيكامب الذي أقالته الإدارة بسبب سوء النتائج وتراجع الفريق في جدول الترتيب وخروجه من مسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة. خاض تين كات تجربة قصيرة سابقة مع شباب الأهلي «الأهلي سابقاً» في عام 2010.

 

أروابارينا

نقلة نوعية

بعد نجاح الأرجنتيني رودولفو أروابارينا في إحداث نقلة نوعية لفريق الوصل خلال الموسمين اللذين قاد فيهما الفريق 2016-2018، وبعد رحيله عن «الإمبراطور» عقب نهاية الموسم الماضي، استعان شباب الأهلي في أكتوبر الماضي بالمدرب الأرجنتيني خلال الموسم الحالي خلفاً للتشيلي سييرا الذي تمت إقالته نتيجة النتائج غير المرضية، ليعيد أروابارينا الفريق الأحمر إلى الواجهة مرة أخرى، وحقق معه نتائج جيدة منذ توليه المسؤولية ونقلة نوعية جديدة، ونجح في القفز بالفريق إلى المركز الرابع في جدول الترتيب، بعد بداية سيئة.

 

هاشيك

3 أندية

أعاد نادي الفجيرة مطلع الموسم الحالي مدربه السابق التشيكي إيفان هاشيك لقيادة الفريق خلال الموسم، ويعد هاشيك أحد أكثر المدربين «ذهاباً وعودة» في دورينا، وقاد أكثر من فريق «3 أندية»، إذ سبق أن تولى هاشيك تدريب فريق شباب الأهلي حينما كان بمسمى «الأهلي» وحقق معه أول لقب لدوري المحترفين في موسم 2008-2009، ثم مدرباً للإمارات 2016-2017، ومدرباً للفجيرة الذي أقيل منه الموسم الماضي لسوء النتائج قبل أن تعيده إدارة «الذئاب» مجدداً لقيادة الفريق في الموسم الحالي.

 

قويض

بوابة «النواخذة»

استعانت إدارة نادي دبا الفجيرة بالمدرب السوري محمد قويض مدرب الظفرة السابق بعد التعاقد معه في أكتوبر الماضي لقيادة الفريق الأول حتى نهاية الموسم، وذلك بعد الاستغناء عن المدرب البرازيلي باولو كاميلي على خلفية تردي نتائج الفريق في مباريات دوري الخليج العربي واحتلاله مركزاً متأخراً في جدول الترتيب. وقاد قويض الظفرة في الفترة من 2015 وحتى 2018، شهد خلالها الفريق استقراراً على مستوى الجهاز الفني إلا أن النتائج أيضاً تسببت في إقالته من الظفرة، قبل أن يعود مجدداً إلى دوري الخليج العربي عبر بوابة دبا «النواخذة».

 

فيفياني

نتائج جيدة

أعادت إدارة نادي اتحاد كلباء المدرب الإيطالي فابيو فيفياني لقيادة الفريق، وذلك في ولاية ثانية بعدما كان قد سبق وقاد اتحاد كلباء قبل موسمين، وتحديداً في عام 2016 وتمت إقالته في الموسم نفسه لسوء النتائج. وجاءت عودة فيفياني لـ «النمور» خلفاً للبرازيلي غورفان فييرا الذي تمت إقالته بعد مرور جولة واحدة من دوري الخليج العربي عقب الخسارة بسداسية أمام الوحدة، وهو ما قوبل حينها برفض جماهيري، إلا أن النتائج أثبتت عكس ذلك بعد أن نجح فيفياني في تحقيق نتائج جيدة بخمسة انتصارات ووصوله إلى المركز الثامن في ترتيب دوري الخليج العربي.

 

كاميلي

المهمة انتهت

قاد البرازيلي باولو كاميلي ناديي الإمارات ودبا الفجيرة في دوري الخليج العربي، وكانت تجربته الأولى مع «الصقور» عندما تعاقدت معه إدارة النادي في موسم 2013 واستمر حتى 2016 ورحل بعدها عن الفريق، ليعود مرة أخرى إلى الدوري الإماراتي عبر بوابة دبا الفجيرة في العام نفسه 2016، إلا أن مهمته انتهت مع «النواخذة» بعد مرور 6 جولات من دوري الخليج العربي خسر خلالها في 5 مباريات.

 

كوزمين

عاشق الألقاب

يعد الروماني أولاريو كوزمين من أنجح المدربين الذين عملوا في دورينا وقادوا اثنين من أقوى الفرق، ويعد المدرب الذي يعرف بـ «صائد البطولات» واحداً من أكثر المدربين الذين تمكنوا من الحصول على لقب دوري الخليج العربي ، وأطلق عليه أيضا « عاشق الألقاب» بعد أن حقق اللقب 4 مرات، اثنان مع العين واثنان مع شباب الأهلي.

وظهر كوزمين لأول مرة على صعيد المنطقة الفنية في دوري الخليج العربي عندما تولى قيادة تدريب العين في موسم 2011 وحتى موسم 2013، نجح خلالها في حصد لقب الدوري لـ «الزعيم» مرتين متتاليتين، ثم جاء قراره بالتعاقد مع شباب الأهلي في واحدة من أقوى الصفقات التي تمت في دورينا على صعيد المدربين، وذلك عقب انتهاء عقده مع العين، ليواصل مسيرته الناجحة مع الألقاب ويحقق لقبين لدوري الخليج العربي مع شباب الأهلي قبل أن ينهي النادي علاقته مع المدرب بالتراضي في عام 2017 لعدم الرضا عن النتائج، وتعاقد مع المدرب الوطني مهدي علي خلفاً له، ليرحل كوزمين إلى الصين لخوض تجربة تدريبية جديدة في الدوري الصيني.

 

الرمادي

أيقونة عجمان

يعد المدرب المصري أيمن الرمادي من أشهر المدربين تنقلاً بين الأندية، وتأثيراً في مسيرتها، ونجح في قيادة 7 فرق للصعود إلى دوري المحترفين، واستقر في الفترة الأخيرة مع فريق عجمان للموسم الثالث على التوالي، ويطلق عليه «أيقونة عجمان»، ومن بين الفرق التي قادها إلى المحترفين في فترات سابقة الظفرة والشارقة وكلباء.

 

التجربة الثانية.. ليست دائماً ناجحة

أثبتت تجارب عدة، أن عودة عدد من المدربين الذين أقيلوا في فترات سابقة إلى أنديتهم للعمل مجدداً فشلها في عدد من الأندية، إذ كانت تجربة البرازيلي آبل براغا مدرب الجزيرة السابق شاهدة على عدم نجاح الولاية الثانية، وبعد أن قاد الجزيرة للقبي الدوري والكأس في موسم 2011، لم تكن تجربته الثانية في عام 2015 مع الجزيرة ناجحة وتم الاستغناء عن المدرب.

وكانت عودة الصربي إيفان يوفانوفيتش للنصر في المرة الثانية غير ناجحة، بعد أن تمت إقالته هذا الموسم وتعاقدت إدارة «العميد» مع الإسباني بينات سان خوسيه لتردي النتائج مع الصربي، إذ كانت الإدارة قد أعادت يوفانوفيتش لقيادة الفريق في يناير الماضي بعد إقالته في المرة الأولى في أكتوبر 2016 قبل أن تتم إقالته من جديد في ديسمبر الماضي.

وهي لست التجربة الأولى للنصر في إعادة مدربين تمت إقالتهم من قبل، إذ سجل 3 مدربين عودتهم لولاية ثانية مع العميد يتقدمهم البرازيلي سيباستياو لابولا في ثمانينيات القرن الماضي، وكذلك الألماني راينر هولمان الذي توّج مع النصر بكأس الاتحاد في عام 2000 قبل أن يغادر ويعود في عام 2006، لكنه لم يستمر طويلاً، أما الألماني فرانك باكسيلدورف فهو ثالث مدرب في تاريخ النصر تتم إقالته والعودة من جديد حين قاد الفريق في موسم 2004-2005، وعاد مرة أخرى لقيادة العميد في موسم 2009 قبل أن تتم إقالته في فبراير 2010.

Email