المهاجم المواطن غريب في بيته

ت + ت - الحجم الطبيعي

حتى عهد قريب ظل الدوري الإماراتي يقدم العديد من المهاجمين المواطنين الأقوياء، الذين نالوا قدراً كبيراً من النجاح والشهرة على المستوى الإقليمي والقاري والدولي، وقادوا منتخبنا الوطني لتحقيق انتصارات متميزة، قبل أن تشهد السنوات الأخيرة تراجعاً واضحاً ومخيفاً في إنتاج مواهب جديدة في مركز قلب الهجوم، خاصة مع تنامي رغبة الأندية الكبيرة في التعاقد مع مهاجمين أجانب وإهمال المهاجم المواطن الذي أصبح أسيراً لدكة الاحتياط، وانعدمت فرصته تماماً في اللعب لإثبات ذاته وتأكيد جدارته، إلا في تجارب لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة وأبرزها علي مبخوت مهاجم الجزيرة وأحمد خليل مهاجم شباب الأهلي.

هذا الأمر عاد سلبا على منتخبنا الوطني الذي ظل يعتمد خلال السنوات الأخيرة على لاعبين فقط في هذا المركز هما علي مبخوت وأحمد خليل، الأمر ينذر بعواقب وخيمة ومستقبل مظلم في ظل انعدام الرؤى وتلاشي آفاق المعالجة مع استمرار هيمنة المهاجم الأجنبي، وبقاء المهاجم المواطن متفرجا يندب حظه على دكة البدلاء، دون أمل في الحصول على فرصة مشاركة ولو نسبية يشبع بها رغبته، ويؤكد من خلالها جدارته ومقدراته، في حين تمضي الأندية في سياستها الهادفة لتحقيق أهدافها دون النظر لمصلحة الكرة الإماراتية التي ظلت تعاني الأمرّين لعدم وجود المهاجم المواطن الهداف.

وهو ما تؤكد عليه تعاقداتها في السنوات الأخيرة وفي هذا الموسم، حيث انحصرت الانتدابات في استقطاب لاعبين أجانب في المراكز الأمامية باستثناء قلة قليلة من المدافعين كالياباني شيوتاني في العين، والكوري الجنوبي شانغ ريم في الوحدة، والمغربي أمين عطوشي في الظفرة، والكوري الجنوبي أوه بان سوك، في الوصل، والبرازيلي روبسون دي باولا في بني ياس، وهو ما يزيد من محنة المهاجم المواطن الذي وجد نفسه بين مطرقة دكة البدلاء وسندان اللاعب الأجنبي ليزيده الوضع إحباطا ويأسا، ويفقد بالتالي حساسية التهديف وربما تحول إلى اللعب كمدافع أو في مركز آخر من أجل الحصول على فرصة للمشاركة مع فريقه والمحافظة على مصدر رزقه بعد أن أصبحت كرة القدم مهنة واحترافاً.

حضور

وبالنظر إلى قائمة هدافي دوري الخليج العربي في السنوات العشر الأخيرة تتجلى أزمة المهاجم المواطن واضحة، بحضور خجول للمهاجم المواطن، حيث سيطر الأجانب تماما على الصدارة، باستثناء حضور وحيد لمهاجم الجزيرة علي مبخوت الذي نجح في تصدر القائمة في موسم 2016-2017 مسجلا 33 هدفا، واقتحم قائمة المراكز الخمسة الأولى أكثر من مرة بحلوله في المركز الخامس موسم 2017-2018 برصيد 13 هدفا، وموسم 2015-2016 عندما حل في مركز الوصيف برصيد 23 هدفا، وكذلك في موسم 2014-2015 بحصوله على المركز الرابع برصيد 16 هدفا، بينما شهد موسم 2009 و2008 ظهور اللاعب المواطن محمد عمر في قائمة هدافي الدوري الخمسة الأوائل بحلوله في المركز الثاني برصيد 13 هدفا.

في ظل هذه المعضلة كان لا بد من وقفة نستطلع خلالها آراء مدربين وفنيين ومسؤولين حول أبرز التحديات والصعوبات التي يواجهها المهاجم المواطن، وكيف السبيل إلى إيجاد وضعية تعيد التوازن لماكينة دورينا من أجل إنتاج مهاجمين مواطنين ينافسون الأجانب في التواجد بشكل أساسي مع أنديتهم في المباريات الرسمية، وبالتالي قيادة الكرة الإماراتية في المحافل والمنافسات الخارجية.

تجهيز

من جانبه، قال أيمن الرمادي، مدرب فريق نادي عجمان، إن المشكلة تكمن في أن الأندية تغالي في تجهيز اللاعبين المهاجمين على أسماء بعينها وتهمل المهاجمين الشباب، وهو ما يشعر هؤلاء بالإحباط واليأس، خصوصا في ظل سيطرة المهاجم الأجنبي على هذا المركز في الأندية، وهذا أمر خطير يجب أن نقف عنده ونعمل على علاجه، ومن وجهة نظري المشكلة ليست في وجود الأجانب، لأنه مثلاً لدينا علي مبخوت الذي برز بشكل قوي وفرض نفسه كأساسي في قيادة هجوم الجزيرة رغم وجود الأجانب، وإذا قلنا يجب أن نكف عن استقطاب الأجانب فبذلك نكون قد قضينا على بند من بنود الاحتراف الحقيقي، لأنه في كل العالم الأندية تعتمد في الغالب على مهاجمين أجانب والإمارات ليس استثناء.

اختيار

وأضاف المدير الفني للبرتقالي: حتى نضع حداً لهذه المشكلة يجب أن تكون اختيارات الأندية للاعبين الأجانب حسب الحاجة في المركز المحدد، فمثلاً إذا كان لدينا مهاجم مواطن لديه مقدرات وإمكانات فبدلاً من استقطاب مهاجم أجنبي يمكن أن نتعاقد مع صانع ألعاب أو ارتكاز أو لاعب طرف لمساعدة هذا اللاعب، والمسؤولية هنا لا تقع على الأندية فقط بل على الجميع بما في ذلك اتحاد الكرة، ولذلك يجب أن تكون هناك برامج تطويرية طويلة المدى لتكوين منتخب قوي ينافس على البطولات الخارجية، والعمل على صناعة مهاجمين أقوياء ليكون لدينا نحو خمسة أو ستة مثل علي مبخوت.

وأضاف المصري الرمادي: لو كنت مكان اتحاد كرة القدم فسيكون تفكيري الأول العمل على خطة تستمر نحو خمس أو ست سنوات يكون لدي ما بين 10 إلى 15 مهاجما مواطنا بنفس المستوى، وذلك بوضع برامج محددة يتم العمل عليها بكثافة، خصوصا وأن دولة الإمارات وفرت كل الإمكانات التي يمكن أن تساعد على تنفيذ مثل هذه البرامج التطويرية، فمثلا في فرنسا تم توظيف تيري هنري، ليقوم بمهمة واحدة فقط وهي تطوير الناحية الهجومية في المنتخب الفرنسي، وعلينا أن نستفيد من مثل هذه التجربة، وأن تكون لدينا أفكار مماثلة مع العمل على عقد ورش العمل بمشاركة الخبراء والمدربين والإعلاميين لوضع المقترحات والأفكار التي تسهم في التطوير.

من جهته، يعتقد علي مسري، عضو مجلس إدارة شركة العين لكرة القدم، مشرف قطاع مدرسة الكرة والفروع، أن مشكلة المهاجم المواطن لا تقتصر فقط على دوري الإمارات لوحده بل هي مشكلة كرة القدم العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، وقال: هذا أمر طبيعي لأن الأندية لديها أولوية الحصول على البطولات، وتضع ذلك كهدف أساسي لها قبل كل موسم.

وبالتالي فهي تبحث عن اللاعب المهاجم الجاهز الذي يساعد فريقها في تحقيق هدفها، وفي السنوات الأخيرة ظهر في دوري الإمارات أفضل مهاجمين في آسيا وهما علي مبخوت وأحمد خليل، وكذلك هناك مجموعة من المهاجمين الشباب الذين برزوا بشكل قوي بالفترة الأخيرة بالدوري، وعلينا أن نعمل من أجل المستقبل، لتأسيس مهاجمين مواطنين قادرين على تحقيق النتائج المطلوبة مع المنتخبات.

دعم المهاجم المواطن

وأضاف لاعب العين الأسبق: من المهم أن ندعم مهاجمينا ونعزز من دوافعهم ومعنوياتهم، لأن وجود مهاجمين اثنين فقط ليس كافيا فلا بد أن يكون لدينا وفرة في هذا المركز من المواطنين أو حتى اللاعبين الذين شملهم القرار السامي الأخير بما يمكن أن يقدم الإضافة المأمولة لمنتخباتنا الوطنية خلال استحقاقاتها الخارجية على المستوى الإقليمي والقاري والدولي، والمطلوب لتوفير مهاجمين أن نبدأ في معاجلة المشكلة من الأساس وليس في مراحل متأخرة، وهذا لن يكون إلا بوضع خطط مدروسة في الأكاديميات ومدارس الكرة لتأسيس لاعب مهاجم في عمر صغير، على أن تستمر هذا الخطة لفترة زمنية تتراوح ما بين أربع وخمس سنوات، وعلينا أن نبحث عن نوعية اللاعب الذي نحتاجه في المستقبل وليس أي لاعب.

مسؤولية

وأضاف عضو مجلس إدارة شركة العين لكرة القدم: أعتقد أن المسؤولية في المقام الأول تقع على الأكاديميات، فعليها أن تعرف النقص في المراكز التي يحتاجها الفريق الأول والمنتخب لترفده بلاعبين في هذه المراكز، كما أن هناك مسؤولية على اللاعب، فينبغي عليه أن يجتهد ويضاعف من مستوى طموحه، ويكون هدفه أن يفرض نفسه أساسيا في ناديه، أما الجانب الأخير في المعادلة فهو يقع على إدارات شركات كرة القدم، وهذه عليها أن تعرف كيف تختار اللاعبين الأجانب بحسب حاجة الفريق لمراكز بعينها، ولا تستقدم لاعبا يوجد مكانه ثلاثة أو أربعة لاعبين مواطنين، فمثلا لا يمكن أن تجلب لاعبا مدافعا وأنت لديك ثلاثة لاعبين مواطنين يجيدون اللعب في هذا المركز.

وقال: لا ننسى أن اللاعب نفسه مسؤول عن بقائه أساسيا في فريق ما، بأن يختار الفريق الذي يستطيع أن يتواجد في تشكيلته الأساسية وليس احتياطيا كما هو الحال بالنسبة لعدد من اللاعبين الشباب الذين اختاروا الذهاب لفرق لديها لاعبون أساسيون في نفس المركز، يجب على اللاعب أن يختار الفريق الذي يجد فرصة في الدخول إلى تشكيلته.

05

ظهر المهاجم المواطن ضمن المراكز الخمسة الأولى لهدافي دوري الخليج العربي لكرة القدم خلال السنوات العشر الأخيرة (5 مرات)، منها أربع مرات للمهاجم الدولي المتميز علي مبخوت الذي سبق وأن اعتلى صدارة الهدافين في موسم 2016-2017 برصيد 33 هدفاً، كما وظهر اسمه مرة أخرى ضمن قائمة الخمسة الأوائل موسم 2017-2018 برصيد 13 هدفاً، وموسم 2015-2016 عندما حل في مركز الوصيف برصيد 23، وكذلك في موسم 2014-2015 بحصوله على المركز الرابع برصيد 16 هدفاً، بينما شهد موسم 2008 و2009 ظهور اللاعب المواطن محمد عمر في قائمة هدافي الدوري الخمسة الأوائل بحلوله في المركز الثاني برصيد 13 هدفاً.

10

يرى مبارك الكتبي، مدير أكاديمية يونايتد الخاصة بالعين، أن مشكلة ندرة المهاجم المواطن مشكلة يعانيها كل الوطن العربي، ودعا الأندية إلى وضع برامج تطويرية لقدرات اللاعبين الشباب الذين يلعبون في مركز المهاجم رقم 10، وإتاحة الفرصة لهم بإشراكهم في المباريات إلى جانب المهاجم الأجنبي، وفتح باب الاحتراف الخارجي ليكتسبوا الاحتكاك والخبرات، لأن المهاجم يحتاج للعب في دوري مختلف وبيئة مختلفة، وأضاف: من المهم أن نثق في مهاجمينا ونتيح لهم الفرصة، ويجب التقليل من استقطاب المهاجمين الأجانب، مع العمل على تطوير مهارات المهاجم المواطن بطرق مدروسة تحت إشراف خبراء وأصحاب كفاءات.

01

استبعد أحد المدربين المعروفين مسؤولية الأكاديميات في صناعة المهاجم المتميز وقال: «للأسف الشديد بعض الأكاديميات «ضحك على الدقون»، وهي مجرد سوق وعمل تجاري مع الاحترام لأكاديميات الأندية التي تعمل بجدية. وأضاف: «من ضمن الخلل في الإعداد هو الاختيار الخاطئ للكفاءات للمراحل السنة الصغيرة من مدربين يجب أن يتم اختيار المدرب الكفؤ، وأن تكون الكفاءة «رقم واحد»، وهذه مسؤولية الاتحاد وإذا كنت تريد أن تنجح وتكون قوياً يجب ألا تجامل الأندية ومدربيها في اختياراتك، ولابد أن تضع مصلحة الكرة الإماراتية بأن يكون الاختيار للأصلح والأكفأ وليس عن طريق المجاملات».

56

استقطبت أندية دوري المحترفين خلال الموسمين السابق والحالي نحو 56 لاعباً أجنبياً، منهم 27 مهاجماً، و24 لاعب وسط، و5 لاعبين فقط في الدفاع، ظلوا يشاركون مع أنديتهم باستمرار في ظل وجود عدد من المهاجمين المواطنين الشباب، فيما يعتبر المهاجم الدولي علي مبخوت هو الاستثناء الوحيد من بين المهاجمين المواطنين، حيث ظل يشارك بصفة أساسية في كل مباريات فريق الجزيرة الرسمية على مستوى مختلف المسابقات الداخلية والخارجية، وذلك بفضل قدراته الفنية الكبيرة التي أهّلته ليفرض نفسه كخيار ثابت لدى كل المدربين الذين تناوبوا على تدريب فخر أبوظبي خلال الفترة الأخيرة.

عبد الحميد المستكي: مركز حساس لا يمكن الوصول إليه إلا بالعمل الجاد

أكد عبد الحميد المستكي، المدرب والمحلل الفني، أن مشكلة ندرة المهاجم المواطن لا تقتصر على الدوري الإماراتي فقط، بل هي مشكلة عامة في كل الدوريات العربية والخليجية بل وكل العالم يشتكي منها، لأن كل الأندية تهتم بثلاثة مراكز فقط، وهي المهاجم وصانع اللعب ولاعب الارتكاز، وبالتالي تستقدم لها اللاعبين الأجانب، وقال: أرى أنه لا يوجد حل طالما هناك أجانب، وعلينا أن نصبر ونستعين بالأكاديميات خصوصاً أن المهاجم الأجنبي اليوم أفضل وأرخص، ولذلك تعتمد عليه الأندية وتهمل المهاجم المواطن، لذلك ينبغي أن نعمد لإعداد لاعبين مهاجمين متميزين منذ الصغر وفق برنامج زمني مدروس، على أن تتاح له فرصة اللعب مع ناديه خلال المباريات الودية والرسمية، وعلى الأندية أن تعمل على اللاعب المهاجم منذ وقت مبكر، لأن المهاجم له معاييره وصفاته الخاصة، ومن الصعب أن يتوفر بين يوم وليلة.

وأوضح المستكي: نحن لدينا خامات ومواهب من اللاعبين الذين يحتاجون منا للصبر والعمل عليهم بجد واجتهاد لنصل بهم إلى الهدف، وعلى اللاعب نفسه أن يجتهد ويصبر ويعمل بجد واجتهاد ويصر على تحقيق طموحاته، حتى علي مبخوت وأحمد خليل عانيا في فترة من الفترات إلى أن أصبحا أساسيين لأنهما عندما وجدا الفرصة اغتنماها كأفضل ما يكون، ومركز المهاجم حساس وخطير ولا يمكن الوصول إليه إلا بالعمل الجاد والصبر والتفاني.

وزاد المدرب والمحلل الفني: في السابق كان لدينا وفرة في المهاجمين الأقوياء مثل عدنان الطلياني، وفهد خميس، وعبد العزيز محمد عزوز، وعلي ثاني، وغيرهم، على عكس اليوم فمنذ سنوات ظللنا نعتمد على مهاجمين فقط هما علي مبخوت وأحمد خليل، وخلال السنوات الماضية لم يحصل أي مهاجم مواطن على لقب هداف الدوري، وهذا أمر يحتاج لوقفة جادة خصوصاً أن هناك خامات طيبة من اللاعبين الشباب الذين أجادوا اللعب في مركز المهاجم، وكان لهم حضورهم القوي في المراحل السنية، ولكن للأسف عندما وصلوا إلى الفريق الأول وجدوا أن مركز المهاجم محجوز للأجنبي، فتحول عدد كبير منهم ليصبحوا مدافعين أو يلعبون في مركز آخر غير مركزهم الأساسي.

عبدالله صقر: المسؤولية مشتركة بين الجميع

يرى عبدالله صقر المدرب المواطن الأسبق صاحب التجارب المتميزة، وصاحب أكاديمية عبدالله صقر الخاصة لكرة القدم بدبي، أن المسؤولية مشتركة بين اللاعب وناديه واتحاد الكرة، وقال: «اللاعب عليه الاجتهاد، والنادي ينبغي له أن يمنحه الفرصة، كما أن اتحاد الكرة عليه أن يشرع لائحة تلزم الأندية بإشراك اللاعب المواطن حتى لو كان لفترة وجيزة خلال المباراة حتى يكتسب الاحتكاك وحساسية المباريات التنافسية، لأن بقاءه طويلاً على دكة البدلاء يفقده الثقة في نفسه، بما يجعله يتخوّف مستقبلاً من المشاركة في المباريات، وكثيراً ما تجد بعض اللاعبين الشباب يترددون على غرفة العلاج بحجة الإصابة حتى ولو لم يكن الأمر يستدعي ذلك بغرض الهروب من المشاركة».

وشدد المدرب المواطن الأسبق صاحب التجارب المتميزة، على أن رغبة اللاعب نفسه في التطوّر والتواجد أساسياً في تشكيلة فريقه هي التي تحدد استمراره، وتصنع منه مهاجماً قوياً يعتمد عليه الفريق والمنتخب، وقال: «يجب على اللاعب أن يهتم بنفسه ويؤسس لنفسه بالعمل الجاد والتدريبات لينال ثقة مدربه، وما لم تكن هناك جدية من اللاعب فمهما وجد من فرص مشاركة فإنه لن يتقدم إلى الإمام وسيظل حبيس دكة البدلاء دائماً، لأن أي مدرب لن يجازف بإشراك لاعب كسول ولم يجتهد خلال التدريبات، ولذلك ينبغي للاعب أن يكون واثقاً من قدراته».

ياسر سالم: المهاجم الجيد يفرض نفسه

أرجع ياسر سالم لاعب الوحدة ومنتخبنا الوطني السابق والمحلل الفني الحالي، أسباب ندرة المهاجم المواطن إلى اعتماد الأندية على الأجانب في هذا المركز، وعدم إتاحتها الفرصة للمهاجم المواطن، مع الوضع في الاعتبار أن المهاجم الجيد هو من يفرض نفسه على تشكيلة الفريق حتى لو كان هناك عشرة أجانب متميزون، وقال: ينبغي على إدارات الأندية أن تثق في مهاجميها المواطنين وتمنحهم فرصة المشاركة في المباريات الودية والرسمية حتى يشتد عضدهم ويكتسبوا الخبرات والاحتكاك وحساسية المباريات، وبالتالي تتطور قدراتهم ويصبحوا مؤهلين للاعتماد عليهم في الأندية والمنتخبات الوطنية.

وأضاف: أعتقد أن المسؤولية في بناء مهاجم قوي مشتركة بين النادي والأكاديميات واللاعب نفسه، فالنادي يجب أن يوفر الأجواء التي تساعد اللاعب على التطور وتمنحه الثقة، وعلى الأكاديميات أن تعمل على هذا المركز بخطة مدروسة ووفق جدول زمني يبدأ مع اللاعب منذ الصغر وحتى يصبح شابا، وعلى اللاعب أن يجتهد في تطوير مقدراته وصقل موهبته بالمواظبة والجدية والطموح والروح العالية، أحمد خليل مثلاً عندما وجد الفرصة أثبت نفسه وتطور بصورة لافتة حتى حصل على أفضل لاعب في آسيا عن جدارة واستحقاق، وكذلك علي مبخوت الذي فرض نفسه على تشكيلة ناديه وبالتالي المنتخب.

وواصل: على أيامنا كنا خمسة مهاجمين مواطنين نلعب على مركز واحد وكان التنافس بيننا على أشده، وهو الأمر الذي رفع مستوانا ووفر العديد من المهاجمين للمنتخب، نأمل أن يصبح الحال أفضل وأن يتوفر عدد أكبر من المهاجمين المواطنين ولن يكون ذلك إلا كان هناك عمل جاد من أجل مصلحة كرة القدم الإماراتية، وعلى الأندية أن تستقدم اللاعبين الأجانب على حسب احتياجاتها كما ينبغي وضع برنامج لتأهيل اللاعبين الشباب وصقل مواهبهم، وأن تؤدي الأندية والأكاديميات واجباتها نحو الوطن بالصورة الصحيحة بعيداً عن حسابات الربح والخسارة، لأن نجاح المنتخب الوطني يجب أن يكون هدف الجميع.

عبدالله حسن: لائحة تلزم الأندية بإتاحة الفرصة للاعب المواطن

أوضح عبد الله حسن المحاضر بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، رئيس قسم التدريب في اتحاد الإمارات لكرة القدم، أن الدوري الإماراتي يذخر بالمهاجمين الشباب الذين يحتاجون للوقت والوثوق في مقدراتهم للانطلاق بقوة، غير أن الوقت ليس في صالحهم طالما ظلوا على دكة البدلاء، ويجب أن يتم إشراكهم وتتاح لهم الفرصة في المنافسات. وعلى اتحاد الكرة أن يتحمل مسؤوليته نوعاً ما بوضع لائحة يلزم من خلالها الأندية بضرورة إشراك اللاعب في المباريات، خصوصا في كأس الخليج العربي طالما الفرصة في الدوري صعبة.

وأضاف المحاضر بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم: يجب أن تكون هناك لائحة تنظيمية لهؤلاء اللاعبين تتيح لهم المشاركة في المباريات من أجل إعدادهم للمنتخبات، وإذا لم يجد فرصته في نادٍ فيجب أن ينتقل بطريقة أو بأخرى إلى نادٍ آخر يجد فيه فرصة ليثبت ذاته، ويؤكد جدارته، فاليوم هناك مهاجمان اثنان فقط يعتبران أساسيين في المنتخب وهما أحمد خليل وعلي مبخوت ولو حدثت أي ظروف غيبت اللاعبين أو أحدهما فسنواجه مشكلة في البديل الذي يكون بمقدوره سد الفراغ.

وزاد رئيس قسم التدريب في اتحاد الإمارات لكرة القدم: بالطبع من الصعب إلزام الأندية بعدم التعاقد مع مهاجم أجنبي كما هو الحال بالنسبة لحراس المرمى، لأن كل الأندية تبحث عن الفوز، ولذلك تتعاقد مع مهاجمين سوبر ولذلك على اللاعب المواطن أن يثبت جدارته ليجبر الجهاز الفني على إشراكه كما فعل علي مبخوت في الجزيرة، الذي أجبر كل المدربين الذين تعاقبوا على الفريق على إشراكه كأساسي، وعلى الأندية الاضطلاع بمسؤولياتها بأن تشرك اللاعب في المباريات ولو لوقت جزئي من أجل الاستفادة من المهاجم الأجنبي في الفريق.

وواصل: أما الأكاديميات فمسؤولياتها محددة بسقف زمني محدد بعد أن يصل اللاعب لمرحلة الشباب، ولكن ينبغي أن تكون لها إسهاماتها القوية في تأسيس اللاعب.

 

Email