فهمان وأبو الحجج.. العِبرة.. في قِلة الخبرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لاحظ أبو الحجج، من خلال متابعته لجلسة الكابتن فهمان، وإيماءات وجهه المتجهم أن أمراً ما يغضبه.. فسأله محاولاً التخفيف عنه:

ما الأمر يابو الكباتن؟

فهمان: ألا تعرف ؟، ألم تلتفت إلى حالة السجال واللغط بعد حديث عموري لاعب العين السابق، وما تبعه من ردود أفعال، وحالة الانقسام الجماهيري بين مؤيد ورافض لتصريحاته.

أبو الحجج: «عادي ياكوتش».. قد يكون هذا الأمر صحياً تماماً للحالة الرياضية الحالية.

فهمان: هذا صحيح، لو تعامل الجميع بصدور رحبة، وليس بشخصنة المواضيع ودخولها في مناطق حرجة.. كان لا بد من التعامل مع تصريحات عموري بشكل إيجابي، وإنها ضرورية لهز الماء الراكد.

أبو الحجج: كيف يابو الكباتن؟

فهمان: عموري، كشف الحقيقة التي لم يلحظها الكثيرون في الساحة الكروية المحلية، وهي التعامل بتجاهل مع اللاعب المنتهية مدته.. وكأن لسان حال الإدارات تقول للاعب «وأنت عندنا.. ما في أحسن مننا» وواضح أن معظم أنديتنا لا تزال تتعامل مع اللاعبين بقلب «هواة»، وليس بعقل «محترفين»!

ولعلك يابو الحجج تتذكر ماذا حدث عندما رفعت جماهير أرسنال الإنجليزي لافتات تطالب برحيل أرسين فينغر وتطالب ببقاء ألكسيس سانشيز نجم الفريق، لأن الأخير كان يمر بفترة الـ 6 أشهر، وهي فترة التفاوض، ولما لم يجد أحدا من مسؤولي النادي يفاتحه في التجديد، «خدها من قصيرها» وانضم لمانشستر يونايتد.. الشيء نفسه لو تتذكر مع عبد الله السعيد لاعب الأهلي القاهري، عندما تجاهلته إدارة النادي بعد انتهاء عقده، معتقدة أنه لن يفضل اللعب في أي مكان آخر، لكنه ضعف - كإنسان له متطلبات في الحياة- أمام إغراء عرض الزمالك ووقّع له بالفعل، وهذا أمر عادي جداً طالما ارتضينا أن نسمي مانحن فيه احترافاً، لكن، ومع ذلك انقلبت الدنيا على عبد الله في أم الدنيا، وعاد بعد تدخل أولاد الحلال لناديه، ومع ذلك أصبح بينه وبين جماهير النادي حاجز، فاتجه للعب في الأهلي السعودي، كحل وسط للمشكلة، ومصيره المقبل غير معلوم.

أبو الحجج: تقصد أن الإدارة هي السبب؟

فهمان: شوف يابو الحجج.. تقدر تقول إن العبرة مما حدث بين عموري، وإدارة ناديه، هو «قلة خبرة»، فيما يخص الاحتراف، فلا النادي طمأن اللاعب بالتجديد، ولا اللاعب طرق كل أبواب البقاء، لأن الجميع يعرف أن هناك أطرافاً أعلى من شركة الكرة كان من الممكن اللجوء إليها قبل الرحيل.

أبو الحجج: يا كابتن.. اللاعب معذور، لأنهم قالوا له إن زوران مدرب الفريق «ما يبغيه»!

فهمان: كيف وعموري كان من اللاعبين المفضلين عند هذا المدرب، وكان كما يقولون«آكل شارب، رايح جاي، معاه».. هذا أمر يتنافى مع الواقع، لأن زوران لم يعلن مطلقاً أنه لا يريد اللاعب، ومن نقل لعموري هذا كان يهدف بالمصري إلى «تطفيشه»!.

أبو الحجج: لكن الواقع يؤكد أيضاً، أن النادي وتحديداً أحد مسؤوليه دافع عن عموري باستماتة ضد بعض الإعلاميين فيما يخص مشكلة إيقافه في المنتخب الوطني.

فهمان: هذا قد يشير إلى أنه كان يدافع حينذاك حفاظا على هيبة وهيئة النادي، لكنه ربما عَلم بعد ذلك صحة بعض أو كل ما قيل، وإلا ما الداعي لدخول هذا الإداري في مشاحنات وملاسنات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي؟

أبو الحجج: بصراحة.. أعتقد أن الأمر شخصي.

فهمان: قد يكون..لأننا للأسف نشخصن أحياناً بعض الموضوعات، متجاهلين أن الاحتراف «خد وهات»، وهذا يؤكد غياب الثقافة الاحترافية عند اللاعبين، وبعض الإداريين الذين قد يتعاملون مع اللاعبين بشيء من التعالي وبلا حذر أو مراعاة الفروق الفردية من الناحية النفسية لكل لاعب، وبالذات النجوم.

أبو الحجج: وما الحل يابو الكباتن؟

فهمان: الحل، أن يخضع كل من يعمل في منظومة الاحتراف إلى دورات تدريبية وتثقيفية، للتعرف على كيفية التعامل مع اللاعبين المحترفين، خاصة في حال عدم رغبة النادي تجديد عقود بعضهم.. وعلى الجميع، لاعبين وإداريين إدراك أن الاحتراف منظومة بلا قلب، لا تعاطف فيها، ولا خلط بين شرق وغرب، منظومة لا تعرف كلمات الحنية من عينة «انت معانا بالنية.. ويا هَنانا وهَناك، وكلنا بنحبك واحنا معاك»!

أبو الحجج: هذا يؤكد أن عموري مظلوم، وكان ينبغي على شركة الكرة تجديد عقده أو على الأقل التحدث معه بشكل إيجابي، خاصة أنه طلب التجديد بنفسه قبل الانتقال إلى الهلال السعودي.

فهمان: بصراحة.. «الحاجة الوحيدة الحلوة» في هذا الموضوع، حدثت دون قصد.

أبو الحجج: ماهي ياكابتني؟

فهمان: إن عموري احترف خارجياً.. و إن العِبرة فيما حدث هو.. «بعيد عنك قلة الخبرة».

Email