الجولة 3 .. الاستحواذ والنقاط.. تناسب عكسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت الجولة الثالثة من دوري الخليج العربي لكرة القدم، ثلاث قمم من العيار الثقيل، بين الشارقة وشباب الأهلي، ولقاء النصر والعين، ومباراة الوحدة والوصل، 3 مباريات قمة في الجولة الثالثة، كل منهما أمتع من الأخرى، وجميعهم عامرون بالأهداف والقدرات الفنية والتكتيكية، وكان البقاء فيهم للأقوى والأكثر صلابة وتماسكاً، وكان أكبر دروس الجولة المستفادة أنه في بعض الأوقات الاستحواذ على الكرة غير ذي جدوى، وربما يتناسب عكسياً مع حصد الانتصارات والنقاط، طالما لم تصاحبه الفاعلية.

الوحدة أمتع وصنع الفارق، وأرسل رسالة شديدة اللهجة لجميع الفرق، بفوز دراماتيكي على الوصل بأربعة أهداف مقابل هدف، والأخير بدا غير قادر على إظهار الصلابة الدفاعية أو القدرة الهجومية، بينما العين قسى على الأزرق، الذي لم يكن أزرق، بفوز عريض بثلاثية نظيفة.

أما الملك، فظهر واثق الخطى، يسير كالملوك في وادي الدوري، ونجح في عبور الاختبار الصعب أمام شباب الأهلي بهدفين مقابل هدف، ولا يزال «فرسان دبي» غير قادرين على تحقيق الانتصارات، رغم تقديمهم لمستوى ليس سيئاً من حيث الأداء والفرديات، ولكن ضعف القدرة الهجومية، والتصرف التكتيكي داخل الملعب، يجعله يخسر النقاط، الواحدة تلو الأخرى.

وفي المباريات الأخرى، حقق الإمارات فوزه الأول على دبا الفجيرة، واقتنص كلباء فوزه الثاني في المسابقة بتخطي الظفرة المتخبط، بينما وصل الفجيرة لنقطته الرابعة، بالفوز الأول، والذي تحقق على عجمان، الذي نال خسارته الثانية على التوالي، وشهدت الجولة تعادلاً وحيداً بين الجزيرة وبني ياس، بهدفين لكل منهما، في مباراة مثيرة حتى دقيقتها الأخيرة.

مباراة الجولة

ورغم أن العديد من المباريات اتسمت بالندية والقوة، في جولة نعتبرها من أفضل الجولات فنياً، إلا أن مباراة الوحدة والوصل، كانت الأفضل على الإطلاق، لكونها عامرة بالتفكير التكتيكي، خاصة من المدرب ريجيكامب مدرب الوحدة، الذي أجاد اللعب على أخطاء الوصل، واستطاع قراءة المباراة على أكمل وجه، ليوصلها إلى نتيجة الفوز برباعية على الإمبراطور.

والحقيقة أن كلاً من الفريقين لعب بطريقة شجرة عيد الميلاد 4 - 2 - 3 - 1، ولكن دائماً طريقة اللعب هي مجرد أداة ضمن العديد من الأدوات في جعبة المدرب، فالأهم من طريقة اللعب، هو التوظيف في الملعب، والالتزام التكتيكي لدى اللاعبين، فالوحدة كان لكل من خماسي الوسط أدوار دفاعية وهجومية في الملعب، إضافة للعب الكرات البينية والطولية خلف دفاعات الوصل، لضرب تمركز لاعبي الإمبراطور، فأظهر ذلك ديناميكية في الأداء، وتوازناً بين الدفاع والهجوم، وخلق فاعلية هجومية للعنابي، في حين لم يساند الثلاثي فينسوس وخميس ودي ليما في الدفاع.

وزاد الطين بلة، طرد دي ليما في الدقيقة 66، الأمر الذي حرر مراد باتنا من الالتزامات الدفاعية، وجعله أكثر ميلاً للهجوم، فارتفعت حصيلة أهداف العنابي لرباعية، وأنهى الطرد طموح الفهود في العودة للمباراة، خاصة في ظل غياب الفاعلية عن الهجوم الأصفر، وجاءت تغييرات مدرب الوصل غير مجدية، على صعيد التقوية الدفاعية أو زيادة القوة الهجومية، حيث لم يضف عبد الله خميس أو سوك أو يوسف أحمد، أي جديد لإنقاذ الفهود من براثن أصحاب السعادة.

تكنيك وتكتيك

ومن ينظر لنتيجة المباراة بين الوحدة والوصل، والفوز الرباعي، ربما سيظن أنها مباراة من جانب واحد، ولكن واقع الأمر، أن كلاً من الفريقين تقاسما الاستحواذ بـ 51 % للوحدة، مقابل 49 % للوصل، وهو ما يعني أن كلاً من الفريقين حاول على المرمى، ولكن تبقى الفاعلية والقدرة على استخدام الاستحواذ للوصول للمرمى هي المفتاح وكلمة السر في الانتصارات، فريجيكامب وظّف الاستحواذ في الوصول إلى نقاط ضعف الوصل، واخترق الدفاعات الهشة من العمق والأطراف.

بينما ظل الوصل يحاول، دون أن يوجد غوستافو مدرب الإمبراطور، الحل لتحويل الهجمات إلى أهداف واختراقات، ولهذا، فالتوظيف و«التكنيك»، الذي يعني آلية التنفيذ في تطبيق «التكتيك»، هو الذي يجلب إما النصر أو الخسارة، فكان «تكنيك» ريجيكامب ولاعبيه، درساً للوصل ومدربه.

 

Email