درجات الحرارة العالية والرطوبة يؤثران على المباريات

دورينا.. الجو حار والملعب نار

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلق الموسم الكروي في الموسم الحالي مبكراً على غير العادة، بعد أن فرضت المشاركات الخارجية واستضافة الإمارات للبطولة الآسيوية للمنتخبات مطلع يناير 2019، هذا الوضع الذي كان ثمنه إقامة الجولات السابقة في درجات حرارة وصلت 40 درجة ورطوبة عالية، ليكون الطقس الحار سبباً في جعل الملعب «نار.. نار»، فما هو تأثير ذلك على المنافسات والأندية، وهل من الأفضل تعديل موعد انطلاقة المنافسات في المواسم المقبلة لتكون في أجواء أكثر برودة إذا كان هنالك مجال للتعديل من أجل مساعدة الأندية واللاعبين؟

ولمعرفة تفاصيل الإجابة فتح «البيان الرياضي» هذا الملف المهم الذي يرتبط بعطاء اللاعبين في الملعب وصحتهم البدنية، باستفسار عدد من مدربي الأندية واللاعبين بجانب أحد الأطباء ومدراء الفرق الذين يتابعون عن قرب تأثير حرارة الطقس على المنافسات واللاعبين.

واتفق مدربو الأندية أن الطقس الحار انعكس على مردود اللاعبين سلباً، لكنهم أكدوا أنهم ملتزمون بأداء المباريات لعدم وجود خيار آخر وأنهم يقدرون الظروف التي دعت لانطلاق الموسم في هذا الوقت.

ولم يتردد بعض اللاعبين في الإعتراف بالمعاناة التي يعيشونها أثناء المباريات مؤكدين أن متابعة المباريات من المدرجات فقط تكون في غاية الصعوبة لذلك فإن الوضع أصعب بالنسبة لهم كلاعبين داخل المستطيل الأخضر.

ضعف اللياقة

بداية أرجع جوستافو كوينتيروس مدرب الوصل، ضعف اللياقة البدنية للفرق في الشوط الثاني إلى عامل الرطوبة، موضحاً أن الطقس الذي تقام فيه المباريات يؤثر بشكل مباشر على كل اللاعبين وأضاف: هنالك الكثير من الأخطاء التي تحدث في المباريات لأن المجهود الذي يبذله اللاعبون يكون سبباً في فقدانهم للتركيز وينعكس ذلك حتى على إهدار الفرص لكننا لا نستطيع أن نعاتب اللاعبين لأن الأجواء حارة ومن الصعب جداً أن يؤدي فيها اللاعب بمستوى جيد مثل الذي يمكن أن يقدمه في الأجواء الباردة.

وقال مدرب الإمبراطور إن التأثير يكون على كل الفرق لذلك تتوفر العدالة في المباريات وأن اللاعب مطالب بالتعامل الجيد ومضاعفة تركيزه وأن يعي كيفية تقديم ما يفيد فريقه في مثل هذه الأجواء.

وتوقع جوستافو أن يكون أداء الفرق أفضل في المواجهات المقبلة لأن الطقس سيكون أفضل وقال: علينا أيضا الوضع في الإعتبار أن الدوري مازال في بداية مشواره وبعد خوض عدة جولات فإن كل الفرق ستصل إلى قمة الجاهزية. وأمن جوستافو على إمكانية تعديل الموسم الكروي مستقبلا إذا كان هنالك مجال للتعديل، مبيناً أن القائمين على الأمر يعرفون أفضل من غيرهم الموعد الذي يتناسب مع المشاركات الخارجية لبداية الموسم.

عوامل طبيعية

من جانبه، تحدث التشيلي خوسيه سييرا مدرب الأهلي بتحفظ عن إقامة المباريات في الرطوبة العالية، وقال: إن الطقس من العوامل الطبيعية التي يجب أن يتعامل معها المدرب واللاعبون وأنه جزء من لعبة كرة القدم، وأضاف: كلما كان الطقس جيداً فإن ذلك يساعد في تقديم مردود أفضل، هذه حقيقة نتفق عليها جميعاً، وعندما تقام المباريات في أجواء حارة فإن المعاناة ستشمل الجميع، وبالنسبة لي كمدرب يجب أن أعد فريقي لكل الإحتمالات، مثل ظروف الملعب أو الإصابات أو الطقس، لابد من التحوط دائماً والاستعداد الجيد، والإنسجام مع الأجواء المحيطة سواء بوجود الجماهير في المدرجات أو حالة الطقس.

متعة الجماهير

فيما أكد الكرواتي كرونوسلاف جوريتش مدرب بني ياس، أن الأجواء التي تقام فيها المباريات حالياً تتنافى تماماً مع رغبة الجمهور في الاستمتاع بكرة القدم، لأن الجو لا يمكن اللاعب داخل الملعب من تقديم أفضل ماعنده بينما الجمهور دائماً يريد الأفضل وفي كل الظروف لأنه يحضر للتشجيع والاستمتاع باللعبة وأضاف: دون شك الأجواء الحارة مؤثرة على الفرق خاصة أن مجموعة كبيرة من اللاعبين غير معتادين على الرطوبة العالية والطقس الحار وهؤلاء بالتحديد يواجهون معاناة أكثر وأكبر، عندما سألت بعض اللاعبين في فريقي قالوا إن الطقس يؤثر على مردودهم وهذه حقيقة لأن اللعب في أجواء باردة يختلف عن اللعب في أجواء حارة.

وقال مدرب بني، ياس إن الكثير من اللاعبين يعانون أثناء المباريات وينفد مخزونهم البدني ورغم ذلك يكملون شوطي اللعب لأن التغييرات 3 فقط وقال: في مثل هذه الأجواء يفترض أن يسمح بخمسة تغييرات، حتى هذا العدد سيكون قليلا لكنه أفضل بالتأكيد وهو حل يمكن أن يساعد الفرق في أداء المباريات.

وقال المدرب الكرواتي إنهم يعملون دائما على تعويض اللاعبين بمنحهم محاليل خاصة مع التوجيه لشرب المياه بكمية معقولة، لكن بشكل عام الأجواء صعبة ومن الأفضل مستقبلا تحديد توقيت مختلف عن الموعد الذي بدأ فيه الموسم الحالي إذا كانت هنالك إمكانية للتعديل دون أن تتعارض مع المشاركات الخارجية للأندية والمنتخبات.

الطقس لايساعد

بدوره ذكر التونسي جلال القادري مدرب فريق الإمارات، أن درجة الحرارة العالية والرطوبة لاتساعدان أي لاعب سواء كان مواطناً أو أجنبياً على تقديم أداء جاد وجيد، وان ضعف مردود الجولات الأولى في الدوري وكأس الخليج العربي سببه الطقس وبعض العوامل الأخرى مثل عدم الجاهزية وقال: بالنسبة لأداء المباريات في هذه الرطوبة العالية يعتبر مشكلة تواجه اللاعبين، ويكون سبباً في تراجع مردودهم الفني، نحن عانينا في مباراة العين كثيراً ولاحظنا أن لاعبي الفريقين لم يتحركوا بشكل إيجابي في الملعب، وهذا حدث في كل المباريات السابقة، هنالك صعوبة حقيقية في إكمال المباريات بمستوى واحد وعلينا أن نتقبل العذر للاعبين وأن نسعى في ذات الوقت للأفضل.

مشاركات عديدة

بدوره ذكر الصربي فوك رازوفيتش مدرب الظفرة، أن الأفضل للموسم الكروي تأجيل مباريات الدوري وإقامتها في أجواء تتناسب مع لعب كرة القدم والجهد الكبير الذي يبذله اللاعبون، وعاد سريعاً وأضاف: أعتقد أن المسؤولين عن تحديد موعد المباريات يعلمون جيدا صعوبة الطقس لكنهم مضطرون لأن هنالك أندية لديها مشاركات خارجية ويجب أن تستعد جيداً، أيضاً المنتخبات الوطنية لديها التزامات ومشاركات عديدة وبالتالي سيكون صعباً، حسب معرفتي، انتظار تحسن الأجواء لأن ذلك يؤثر بشكل عام على المشاركات الخارجية وإعداد الفرق لها.

وقال مدرب الظفرة إن مصلحة فريقه في تغيير المواعيد وانتظار إقامة الدوري في أكتوبر مثلاً لأن فريقه وحسب قوله يشارك محلياً فقط لكن ذلك سيلحق الضرر في المشاركات الخارجية بالأندية والمنتخبات.

وقال رازوفيتش إن تأثر أداء لاعبي الفرق المختلفة في الدوري أو كأس الخليج العربي بسبب الطقس واضح جداً، ذاكراً أن الجمهور يجد صعوبة في الحضور لمتابعة المباريات وبالتالي الوضع أصعب بكثير على اللاعب الذي يبذل مجهوداً لمدة 90 دقيقة في الملعب، مؤكدا أنه يتوقع مستوى أفضل بكثير في كل مواجهات الدوري بعد اعتدال الطقس.

شرب المياه

من جهته، نصح الدكتور عبد الله بارون، نائب رئيس اللجنة الطبية السابق باتحاد كرة القدم، اللاعبين بالإكثار من شرب المياه للتعويض خلال المباريات، مؤكدا أن شرب الماء ليس له تأثير سلبي أثناء المباراة وأنه أفضل طريقة لمواجهة حرارة الطقس والمحافظة على الصحة، مشدداً أيضا على أهمية الراحة لأن اللعب في الأجواء الحارة حسب قوله، يستنفد طاقة اللاعب ويسبب له الإرهاق. وأوضح بارون: أن أهمية شرب المياه تتضح في قرار الإتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الذي يلزم الحكام بإيقاف المباريات ومنح اللاعبين فرصة تناول المياه، مبيناً أن ذلك يتم بعد قياس درجة الحرارة بجهاز يكون موجوداً في كل ناد وإذا كان الطقس حارًا فإن الحكم يكون ملزماً بإيقاف اللعب.

وأشار الدكتور عبد الله بارون إلى أهمية شرب المياه حتى في الأجواء المعتدلة وقال: كل لاعبي المنتخب الياباني لايتوقفون عن الشرب أثناء المباريات لأنهم يدركون أهميتها، وعلى لاعبي دوري الخليج العربي التعامل باهتمام مع هذا الموضوع حتى لايؤثر عليهم صحياً خاصة أنهم يسكبون العرق بكميات كبيرة في الفترة الحالية داخل الملعب.

وعن خطر الإصابات في الأجواء الحارة قال عبد الله بارون: اللاعب يكون مجهداً في المباريات وبالتالي معرض للإصابة لكن ليس بشكل مباشر خاصة إذا اعتاد على اللعب في الطقس الحار، المهم لا بد من الإهتمام بالراحة وشرب المياه والسوائل باستمرار سواء في التدريبات أو المباريات.

100

أكد البرازيلي إيغور كورنادو نجم الشارقة المتألق، أن الأجواء الحارة التي تقام فيها المباريات حالياً تستنفذ طاقة اللاعب وتجعله غير قادر على العطاء بشكل جيد خلال 90 دقيقة، وأضاف: من الصعب جدا أن تقدم كل ما عندك كلاعب في مثل هذه الأجواء الحارة والرطوبة العالية، عندما تبذل بعض الجهد في المباراة تحتاج إلى وقت حتى تسترد طاقتك، أنا أعاني من هذا الوضع ولكن لا بد من التأقلم على الأجواء التي ألعب فيها لأن ذلك واجبي كلاعب في الفريق.

وأشار كورنادو الذي انضم إلى الشارقة أخيراً قادماً من باليرمو الإيطالي، أنه واجه مشقة كبيرة في مباراة الجولة الأولى من الدوري خاصة أن الطقس، وحسب قوله، كان حاراً جداً، ولياقته لم تكن مكتملة بنسبة 100%.

90

يواجه اللاعبون معاناة شديدة عقب نهاية مباريات الدوري، ويزداد الإعياء ويظهر الإرهاق خلف الكواليس بعيداً عن أعين المدرجات، وتحديداً داخل غرف اللاعبين، وبحسب إفادات بعض المسؤولين فإن الإرهاق الشديد يكون واضحا على اللاعبين بشدة عقب المباريات نتيجة المجهود الذي يبذلونه داخل أرضية الملعب خلال شوطي اللعب والـ 90 دقيقة، وأبانوا أن الأجهزة الطبية تواصل عملها مع اللاعبين للمحافظة على صحتهم.

28

كشف الكرواتي كرونوسلاف جوريتش مدرب بني ياس، عن تأثر مستوى لاعبه الكولومبي مايكل اورتيغا بالرطوبة العالية والأجواء الحارة، مبينا أن اورتيغا اعتاد في بلاده اللعب في الأجواء الباردة ودرجة حرارة لا تتجاوز في أعلاها 28 درجة وأضاف: التغيير الذي حدث له في الانتقال من البرودة إلى حرارة الطقس كان مؤثراً لكنه لاحقا سيقدم الأفضل.

03

وضح تأثير الطقس الحار على حضور الجماهير للمباريات خلال الجولات الثلاث من دوري المحترفين وكأس الخليج العربي، وينتظر الكثيرون اعتدال الطقس من أجل العودة للمدرجات وتشجيع فرقهم، فيما تتمسك أعداد قليلة بالحضور والمؤازرة حاليا لدعم فرقها.

11

طالب عدد من مدربي وإداريي الأندية بأن تكون بداية الموسم الكروي المقبل بمنافسة كأس الخليج العربي، ومن ثم انطلاق مباريات دوري الخليج العربي في نسخته الـ 11، وإيقاف التداخل في المسابقتين كما حدث خلال الأسابيع الماضية، وذكر مدير فريق الإمارات أن البداية بكأس الخليج أفضل لكل الفرق ومن خلالها يمكن أن يتم توزيع الفرص على اللاعبين وأن تكون بمثابة إعداد جيد للدوري.

 

Email