الجولة 2.. «كش ملك».. يحيا الملك

ت + ت - الحجم الطبيعي

على قدر الأهداف التي عمرت بها الجولة الثانية من دوري الخليج العربي لكرة القدم، بقدر ما امتلأت الجولة بالأخطاء الدفاعية والتكتيكية، إضافة إلى أخطاء فردية وحالة سرحان وتوهان لدى البعض، ولكن ذلك لا يقلل من كونها جولة مثيرة، مليئة بالندية والكفاح من الكثير من الفرق.

الجولة الثانية كشفت عن أخطاء دفاعية بالجملة في الكثير من الفرق، وتسجيل 30 هدفاً في الجولة، على الرغم من كونه أمراً ممتعاً ومثيراً للمتابع، حيث تظل الأهداف هي متعة كرة القدم، ولكن للحقيقة وجوه أخرى، حيث تعرت دفاعات الكثير من الفرق، وظهرت أخطاء بالجملة سواء في التركيبة الدفاعية لبعض الفرق، أو على مستوى التمركز الفردي للاعب الخطوط الخلفية، وأبرز الأمثلة الصارخة على الأخطاء الدفاعية كانت مباراة الشارقة والنصر، إحدى أفضل مباريات الجولة، من حيث الندية والإثارة.

ولكن لو تتبعنا الأهداف التسعة التي تسجلت في المباراة بواقع 6 أهداف للملك الشرقاوي، وثلاثة للنصر، سنجد أن الرعونة الدفاعية كانت حاضرة بقوة في المباراة، والاندفاع كان سمة مميزة للفريقين، إلا أن أجمل ما في المباراة هو كان صراع الشطرنج بين العنبري ويوفانوفيتش الذي نجح فيه العنبري وأنهاه بـ «كش ملك» ولكن ليحيا الملك!

النصر لعب بطريقة 4 - 2 - 3 - 1 التي تبدو في شكلها العام أقرب إلى 4 - 5 - 1 الدفاعية، والتي تخلق كثافة في وسط الملعب قد تعطي الأفضلية لمطبقها، ولكن واقع الأمر أن الثنائي أم خط الدفاع يوهان كاباي وطارق أحمد اندفعا للهجوم مبكراً، فخلقا خللاً في الخط الخلفي انكشف على إثره دفاع النصر، وتمكن الملك الشرقاوي من استغلال الأمر على أكمل وجه ونجح إيلتون سواريز مهاجم الشارقة المخضرم من الاختراق بسهولة وتسجيل هاتريك مبكر في مرمى العميد.

خلال 41 دقيقة اضطر دفاع النصر إلى الدفاع الأرعن بالإعاقة فسجل الشارقة هدفين من ضربتي جزاء، ثم أضاف ثلاثية أخرى، ليجد العميد نفسه مصاباً بخماسية في 41 دقيقة، الأمر الذي أربك كل الحسابات، والأمر يحسب للمدرب المتميز عبد العزيز العنبري، الذي استطاع قراءة المباراة جيداً من بدايتها وفاجأ النصر باللعب على الثغرات.

العنبري لعب بطريقة أقرب إلى 4 - 1 - 4 - 1، مما أعطاه أفضلية هجومية في الشوط الأول ومكن الشارقة من خلق كثافة أمام مرمى العميد، الذي فطن إلى الأمر متأخراً، ولجأ إلى محاولة سد ثغراته الدفاعية، بإلزام جاسم يعقوب وناشيمينتو على التراجع للخلف ومساندة الدفاع، فانغلقت دفاعات النصر أمام الهجوم الشرقاوي، فاستعاد إلى حد ما العميد زمام المباراة في نهاية الشوط الأول وبداية الثاني، فتمكن من تسجيل ثلاثة أهداف، ولكن العنبري فطن إلى الثغرة التي أوجدها مهاجم النصر لوري في العمق فأخرج شاهين عبد الرحمن غير الموفق، ودفاع باللاعب حمد الجسمي فأغلق الثغرة أمام النصر واستطاع الحفاظ على شباكه.

ولكن في ظل اندفاع النصر الهجومي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المباراة استطاع ويلتون سواريز من تسجيل هدف سادس قرب نهاية المباراة أنهى بها طموحات العميد في العودة بالنتيجة.

الحقيقة أن العنبري يستحق كل التقدير على قراءة المباراة من بدايتها، وخلال سيرها، ونجاحه في التعامل مع ما ظهر من ثغرات، في حين إيفانوفيتش حاول أن يستعيد المباراة، ولكن ما خسره في الشوط الأول كان من الصعب إصلاحه في الثاني.

العين يعود

أما المباراة الثانية التي كان فيها الكثير من العمل التكتيكي كانت مباراة العين والظفرة، فالعين افتقد جهود مهاجمه ماركوس بيرغ، فلعب زوران على تكليف كايو باللعب في العمق بدلاً من اللعب على الأطراف، وأعطى الفرصة لمحمد خلفان لتولي الجانب الأيسر، مع اللعب بسعيد جمعة كرأس حربة، الأمر الذي قلل من فاعلية كايو، وأفقد العين القدرة الهجومية، في ظل ضعف خبرة الثنائي الحراصي وجمعة.

ولكن زوران ماميتش مدرب العين استطاع إيجاد الحلول بالدفع بكل من أحمد برمان وإبراهيم دياكيه، كعنصري خبرة، فنشط الأداء الهجومي للزعيم، ونجح في تعويض تأخره المبكر بهدف الظفرة في الشوط الأول، ليسجل إبراهيما دياكيه هدفين في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة ويجلب الفوز لحامل لقب الدوري، والحقيقة أنه طبق مبدأ «أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي» وعاد العين متأخراً للمباراة فحصد الفوز.

05

افتتح خلفان مبارك صانع ألعاب نادي الجزيرة موسمه بصناعة الفرص الحاسمة، والتي تضع زملاءه في مواجهة المرمى مباشرة.

عاد خلفان عاد إلى وضعه الطبيعي، وحلم أفضل لاعب صاعد والذي حققه عام 2016 /‏2017 يراوده مرة أخرى، وسجل خلفان حضوره أمام شباب الأهلي دبي بعدما صنع فرصتين حاسمتين إلى زميليه علي مخبوت، وليوناردو، وأعاد الكرة مرة ثانية أمام الإمارات في الكأس وسجل هدف الجزيرة الوحيد.

ويدين مهاجما الجزيرة علي مبخوت والبرازيلي ليوناردو بالفضل إلى خلفان في صناعة الأهداف الثلاثة، في شباك الفجيرة، والأهداف الثلاثة جاءت بتمريراته الحاسمة، وبهذه المهارة تصدر خلفان مبارك قائمة صانعي الدوري بـ5 تمرينات حاسمة، كما أعلنت رسمياً لجنة دوري المحترفين على موقعها الرسمي.

الفوز الأول والخسارة الثانية

الفوز الأول الذي حققه فريق كلباء على نظيره الإمارات، في الجولة الثانية لدوري الخليج العربي بهدفين دون مقابل، سيكون دفعة معنوية كبيرة للمدرب الإيطالي فيفياني المدير الفني الجديد لفريق كلباء، والذي تولى خلفاً للبرازيلي المقال جورفان فييرا، والذي خسر مباراة البداية في الجولة الأولى أمام الوحدة بستة أهداف.

تحقيق أي مدرب للفوز في المباراة الأولى يكون دافعاً كبيراً لأي مدرب، وبالتالي فيفياني يعد محظوظاً، أنه تولى المسؤولية قبل لقاء الإمارات الذي يعد منافساً مباشراً، وفريقاً ليس قوياً، وبالتالي فالفوز عليه يعد غالياً على كلباء.

على الطرف الآخر، فصقور الإمارات كعادة كل سنة يتخبّط، ويخرج من خسارة لأخرى، وعليه أن يراجع أوراقه كثيراً قبل أن يفوت الأوان، ولا ينفع الندم، بعد أن تلقى الخسارة الثانية على التوالي، بعد الجولة الأولى التي خسر فيها أمام العين.

Email