عبد القادر حسن حارس الزمن الجميل: جيل 90 ظاهرة من الصعب تكرارها

ت + ت - الحجم الطبيعي

بادرت حارس مرمى منتخبنا الوطني ونادي الشباب الأسبق وأحد نجوم الزمن الجميل عبد القادر حسن، بسؤال عن سر الارتباط الوثيق للمجتمع الإماراتي بلاعبي جيل 90، على الرغم من تتابع أجيال ربما يكون مستواها الفني أفضل، وجاءت إجابة عبد القادر حسن درساً لكل الأجيال المقبلة حيث قال: إن جيل 90 نجح في عمل تحول كبير لكرة الإمارات ونقلها من مجرد لعبة تمارس من أجل الهواية والاستمتاع، إلى لعبة منظمة لها كيان قوي وأسس راسخة، ووضعها على بداية طريق الاحتراف، مع تحقيق أهم إنجاز وهو التأهل للمونديال للمرة الأولى.

وهذا الجيل كان بمقدوره التأهل عام 86 ولكن الظروف لم تخدمه، والأهم أن معظم لاعبيه من حملة الشهادات العلمية الجامعية، لأن الكرة لم تشغلهم عن مستقبلهم الدراسي، لذلك نجد معظم اللاعبين يتولون مناصب قيادية في دوائر ومؤسسات المجتمع، كما أن ارتباطهم الشخصي قوي والإعلام لم يؤثر على تواضعهم، وهذا ساهم في زيادة ارتباط شرائح المجتمع بهذا الجيل، الذي يعتبر رمزاً لكرة الإمارات وظاهرة من الصعب تكرارها.

ظروف

وعاد عبد القادر حسن ليقول هناك أجيال أعطت ولا تزال تعطي لكرة الإمارات الكثير، فعلى سبيل المثال الجيل الحالي الذي حقق إنجازات طيبة مثل الوصول إلى أولمبياد لندن للمرة الأولى، وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى كأس العالم في روسيا، ولكن الظروف خانته وانحرف عن المسار، وافتقد بعض القرارات التصحيحية التي كانت من الممكن أن تفيد المنتخب حينها، ولذلك أقول من لم يلعب في المونديال، كأنه لم يلعب كرة، لأن المشاركة في المونديال حدث أجواؤه تختلف تماماً عن أي أجواء محلية أو قارية.

بداية

ونعود بالذاكرة للوراء وتحديداً من نصف قرن من الزمان، عندما بدأ عبد القادر حسن مسيرته الكروية كلاعب في الفريج وفريق مدرسته وبعض الدورات الصيفية، ويقول عبد القادر حسن: عندما حل عام 73 انضممت إلى نادي الزمالك «الوصل حالياً» ولكن تواجدي في تلك القلعة الشامخة لم يستمر طويلاً حيث انتقل سكن العائلة إلى منطقة الممزر، وكان من الطبيعي أن أحول وجهتي وأنضم إلى صفوف نادي الشباب، وتدرجت في فرقه المختلفة حتى صعدت إلى الفريق الأول بعد 3 سنوات، حينما التقطتني عيون المدرب المصري ريعو.

ووجدت معي بالفريق الحارس العملاق صلبوخ الذي يملك قدرات بدنية وجسمانية وإمكانات عالية، وكان التنافس بيننا طبيعياً وقوياً لصالح الفريق، ووصلنا إلى نهائي الكأس بحضور المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولكننا لم نوفق في نيل اللقب الذي ناله الأهلي، ولكن بعد ذلك بلغت محصلة بطولاتي مع الشباب، بطولتي دوري و3 كأس وبطولة مجلس تعاون خليجي للمرة الأولى لأندية الإمارات.

تميز

ومنذ عام 79، بدأت مسيرتي مع الأبيض من خلال فرق الشباب والعسكري والأول، حيث قام المدرب دون ريفي بضمي إلى صفوف الفريق، وكنت مع جيل من اللاعبين المتميزين من أمثال عبد الله سلطان وحسن عبد الوهاب وعبد الكريم خماس وغيرهم، واستمرت مسيرتي مع الأبيض سنوات طويلة واكتملت بالتأهل إلى مونديال إيطاليا 90، برغم أننا كنا أحق بالتأهل في 86، وكانت فرحة لا يعادلها فرحة أخرى لكونها المرة الأولى التي نصعد فيها للمشاركة بهذا الحدث العالمي، ولكني حزنت لعدم مشاركتي رسمياً كلاعب، خاصة بعد أن وعدني كارلوس ألبرتو المدرب البرازيلي المشاركة في مباراة يوغسلافيا، ولذلك اعتبرت نفسي غير محظوظ بالمشاركة في تلك البطولة العالمية.

مكافآت

وتحدث الحارس الخلوق عبد القادر حسن عن المكافآت التي كانت تمنح للاعبي الجيل الذهبي قائلاً: بداية نحن كنا نلعب للكرة والعطاء للوطن قبل أي تفكير في مال وغيره، وكان عدد من اللاعبين لا ينالون بدل تدريب شهري والبعض الاخر ينال مبلغاً يتراوح ما بين 1500 إلى 3 آلاف درهم والمبلغ الأخير كان استثناء في الأيام الأخيرة لنا في الملاعب.

وأضاف: حينما كنا في المنتخب كان يصرف لنا 50 درهماً فقط كمصروف يومي، وأما مكافآت البطولات فكانت مبالغ رمزية، فحينما فزنا مع الشباب ببطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة عام 82، نال كل لاعب 12 ألف درهم مكافأة على الفوز بهذا اللقب الغالي، وحينما نال المنتخب الوطني المركز الثاني في بطولة الخليج عام 82 تم صرف مكافأة لنا من صاحب السمو رئيس الدولة وكانت 150 ألف درهم وهو أكبر مبلغ نحصل عليه من الكرة.

فارق

وعن الفارق بين الأجيال يقول عبد القادر حسن: الفارق كبير، حيث كان كل طموح الجيل السابق حسن تمثيل الوطن، ونيل الشهرة بين مختلف شرائح المجتمع، ولم يكن هناك إعلام ولا أضواء مبهرة، وكان معظم اللاعبين يهتمون بدراستهم بشكل قوي، لذلك نال الأغلبية شهادات جامعية، أما جيل اليوم فهو جيل محظوظ فلديهم كل الإمكانات التي تجعلهم نجوماً، مدربون على أعلى مستوى وفي مختلف التخصصات الفنية والبدنية والتغذية والطبية، وأدوات طبية وبدنية تساعد في تجهيز اللاعب بشكل متميز.

ولديهم آلة إعلامية ضخمة من قنوات تليفزيونية تخصص ساعات طويلة للحديث عن الكرة، وملاحق رياضية ورقية تضم أكثر من 100 صفحة يومياً، لذلك انبهر اللاعب بتلك الأجواء وأهمل الدراسة، وقل ارتباطه بالمجتمع وبصراحة الكرة الآن تفتقد عطاء اكثر من كل أعضاء المنظومة وليس اللاعبون فقط.

سر

وبسؤال عبد القادر حسن عن سر حضور الجماهير للمباريات زمان وغيابه الآن، يقول: خلال الزمن الجميل كانت ثقة الجماهير باللاعبين كبيرة، لأن اللاعبين كانوا يبذلون أقصى جهد ويحققون الفوز مما زاد من الثقة بين الطرفين، أما الآن فحدثت انكسارات كثيرة مما أدى إلى فقدان الجمهور الثقة في تحقيق الفوز بالبطولات وبالتالي غاب عن المدرجات.

أمنية

تمنى عبد القادر حسن أن يختم الجيل الحالي من اللاعبين، مشوارهم وعطاءهم داخل المستطيل الأخضر بالفوز ببطولة كأس آسيا، التي ستقام في الإمارات مطلع العام المقبل، ولكن تلك الأمنية يلزمها تكاتف من مختلف شرائح المجتمع، وأن يكون عطاء اللاعبين لوطنهم أكبر وتركيزهم أعلى وطموحهم ورغبتهم في الفوز كبيرة، بالإضافة إلى قوة برنامج الإعداد الفني بالطبع، حتى يسعد شعب الإمارات بلقب طال الشوق له، خاصة مع سابق تحقيق المركزين الثاني والثالث في تلك البطولة.

موهبة

الشامسي حارس المستقبل

يتوقع الحارس الخلوق عبد القادر حسن مستقبلاً باهراً لحارس الوحدة الشاب محمد الشامسي، الذي ظهر بمستوى متميز في أول مشاركه له في الموسم الماضي، حيث لفت الأنظار إليه بمستواه المتميز، وقال: أتوقع له مستقبلاً باهراً خلال السنوات المقبلة، حيث سيكون الحارس الأول للأبيض، وأشاد عبد القادر كذلك بالحارس خالد عيسى، الذي يعتبر واحداً من الحراس المتميزين.

شرف لقاء زايد

نال عبدالقادر حسن شرف السلام على المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مرتين،كانت الأولى عام 1982 حينما نال المنتخب الأول لكرة القدم المركز الثاني في بطولة كأس الخليج وكان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يتحدث كثيراً عن أهمية اتحادنا كشعب ودول من أجل تعزيز اتحاد الإمارات الوليد.

وأشار عبدالقادر حسن إلى ان المرة الثانية لتشرفه بلقاء المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كانت في سنة 1990 ، وتحدث خلالها عن النقلة الحضارية لدولة الإمارات وما سوف تكون عليه في السنوات المقبلة وأهمية دور المواطنين في مواصلة التطور في رؤية ثاقبة نحو المستقبل.

المنافسة بين أربعة فرق

يقول عبد القادر حسن عن توقعه لبطل الدوري خلال الموسم الحالي من خلال الاستعدادات في الفترة الماضية والاستقطاعات التي قامت بها الأندية: أتوقع أن تكون المنافسة بين أربعة فرق هي العين والوحدة والوصل والنصر، لأن تلك الفرق تملك كل مقومات البطولة من مدربين على مستوى عالٍ ولاعبين أجانب متميزين ومواهب واعدة من أبناء الوطن، وجماهير تدعم وتمنح الثقة للاعبين.

احتراف الأكاديميات يتطلب الدعم المالي والمعنوي

قال عبدالقادر حسن، إنه بعد تطبيق الاحتراف منذ 10 سنوات من خلال لاعبي الفريق الأول، لابد من بداية المرحلة الثانية، من عمر التجربة الاحترافية، وأن يكون هناك مزيد من الاهتمام وتطبيق الاحتراف على لاعبي الأكاديميات، مع توفير الدعم المالي والمعنوي، لكي تنطلق تلك الأكاديميات بشكل احترافي لتفريخ لاعبين على مستوى جيد، يعون جيداً أهمية الاحتراف.

الجيل السابق محظوظ

أكد عبدالقادر حسن أن الجيل السابق يعتبر محظوظاً من جهة الدعم الجماهيري فحينما كان يتدرب المنتخب كانت هناك شخصيات كبيرة، يتابعون التدريب ويحرصون رغم مشاغلهم الكثيرة على التواجد من اجل الدعم والمساندة الكبيرة ، وبالتالي كنا نقدم من جانبا أقصى جهد وعطاء له ولعل الجيل الجديد حرم من تلك الميزة القوية.

 

Email