31 هدفاً.. الإثارة عنوان ضربة البداية في دوري الخليج العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

دائماً نتخوف من ضربة البداية التي يشوبها الكثير من الحذر وعدم الجاهزية، وتلعب الفرق سعياً للأمان دون إبداع أو حماس في ظل افتقاد حساسية المباريات، ولكن الجولة الأولى لدوري الخليج العربي في موسم 2018-2019 كانت انطلاقة مختلفة ومتميزة وعامرة بالأهداف والحماس والإثارة على غير المتوقع، وشهدت الجولة تسجيل 31 هدفاً، وهو ما زادها تشويقاً وإثارة، بعض الفرق أظهرت جاهزية كاملة، والبعض الآخر ظهر غير جاهز بدنياً وفنياً وتنظيمياً، في جولة مبشرة بالخير لموسم ساخن.

الوصل ظهر متألقاً، وكذلك الشارقة والجزيرة والعين والوحدة، حتى الأهلي رغم تعثره بالخسارة أمام «فخر أبوظبي» إلا أنه قدم مستوى تنافسياً كبيراً، وهو الأمر الذي ينبئ بمنافسة ساخنة على المربع الذهبي ستكون متعددة الأضلاع، ويبشرنا بلعبة الكراسي الموسيقية على الصدارة، الأمر الذي سيثري المنافسة ويزيد من التشويق والإثارة، إذا ما استمر حال الأداء على نفس المنوال.

وربما كان النصر هو المفاجأة الأبرز للجولة الأولى بخسارته أمام المكافح عجمان، وخرج اللقاء بعيدا عن توقعاتنا باعتبار أن النصر كل الأمور فيه كانت تبشر بموسم جيد مع الاستقرار الفني ومعسكر الإعداد المنتظم، ولكنه تعثر فجأة أمام البرتقالي بهدف لم يستطع رده، ليخسر أول 3 نقاط في المسابقة، ويكسب عجمان أول نقاطه في الدوري.

مباراة الجولة

أفضل مباريات الجولة كان اللقاء الساخن والقمة المبكرة بين شباب الأهلي والجزيرة، وكانت مباراة مفتوحة، وعامرة بالأهداف، استطاع الجزيرة حسمها لصالحه بخمسة أهداف مقابل أربعة لفرسان دبي.
ولكن المباراة أظهرت العديد من المشاكل الفنية للفريقين خاصة من فريق شباب الأهلي، الذي ظهرت ثغرة واضحة في خط وسطه في الشق الدفاعي.

حيث اعتمد مدربه سييرا على طريقة لعب 4-2-3-1، ولكن اندفاع لاعبه إيمانويل فيشو هجومياً، جعل ماجد حسن لاعب الوسط الوحيد الذي يعود للدفاع، وهو الأمر الذي جعل الكثافة الهجومية لفريق الجزيرة أكثر تأثيراً واختراقاً لجبهات فرسان دبي.

في حين ظهر وسط الجزيرة الذي لعب بنفس طريقة اللعب، أكثر تنظيماً بالتزام ثنائي وسطه محمد جمال وسياني بمهامهما الدفاعية، وإن كانت الثغرات الدفاعية في قلب دفاع الجزيرة في حاجة لمراجعة من المدرب مارسيل كايزر، الذي قدم أداءً هجومياً قوياً، ولكن عليه مراجعة حساباته في تنظيمه الدفاعي.

في المجمل المباراة كانت مثيرة، وتسجيل 9 أهداف من الفريقين زادها جمالاً وتشويقاً، خاصة مع تتابع الأهداف، وتسجيل فرسان دبي وتقدمه بثلاثة أهداف مقابل هدف في 22 دقيقة، ثم تعادل «فخر أبوظبي» ثم تقدمه في بداية الشوط الثاني، ليتعادل شباب الأهلي، قبل أن يحسم خلفان مبارك المباراة قبل 3 دقائق من انتهائها.

والحقيقة أن نسبة الاستحواذ كانت لصالح شباب الأهلي، الذي حقق استحواذاً بلغ 53% مقابل 47% للجزيرة، ولكن الفاعلية الهجومية للأخير وتنظيمه الدفاعي رجحا كفته بالرغم من تفوق فرسان دبي في السيطرة على الكرة وشن الهجمات.

حيث خرجت نسبة فاعلية الجزيرة الهجومية بين الخشبات الثلاث أكثر من 50%، بينما كانت دقة التصويب لشباب الأهلي على مرمى الجزيرة أقل من 40%. وفي مباريات القمة الدقة يكون لها القول الفصل والحسم، وهذا ما تحقق ليخرج «فخر أبوظبي» فائزاً في أولى قمم دوري الخليج العربي.

كتلة الوصل

أكد المدرب غوستافو كوينتيروس مدرب الوصل قبل ضربة البداية على نقطة في غاية الأهمية، وهي أنه يعتمد على اللعب بكتلة واحدة دفاعياً وهجومياً، وهو ما يعني تحرك اللاعبين في شكل جماعي في الناحية الهجومية والدفاعية، وهو الأمر الذي ظهر واضحا أنه ليس كلاماً مطلقاً في مباراة الإمبراطور الأولى أمام دبا الفجيرة، فالجماعية كانت كلمة السر في أداء الوصل في مباراته الأولى.

ولعل تسجيل الظهير الأيمن سالم جمعة للهدف الثالث في مرمى النواخذة خير دليل على عملية اللعب ككتلة واحدة في الملعب، ومشاركة الدفاع في الهجوم وتكليف لاعبي الهجوم بمهام دفاعية.

حلول دبا الفجيرة

في المقابل لايزال كاميلي مدرب دبا الفجيرة لم يقدم الأداء المرجو أو التحسينات المطلوبة، بالرغم من كونه يدرب الفريق منذ الموسم الماضي، ويفترض أن يكون قد وضع يده بالكامل على نقاط القوة والضعف في فريقه، إلا أنه لم يستطع إيجاد حلول دفاعية لإيقاف لاعبي الوصل، كما لم يستطع حل أزمته الهجومية بتسجيل أي هدف في مرمى الإمبراطور ولو حتى هدف شرفي، ليخرج من المباراة خاسراً بالثلاثة، وهو ما قد يكون فرصة له لمراجعة النفس وتغيير النسق الهجومي والدفاعي لفريقه مبكراً قبل أن يصل لمرحلة لا يستطيع فيها الإصلاح.

Email