قضية

الرميثي.. 100 يوم «بصمة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

100 يوم مرت أمس على تولي معالي اللواء محمد خلفان الرميثي في 8 يناير الماضي رئاسة الهيئة العامة للرياضة، المؤسسة الحكومية الاتحادية المعنية أولاً وأخيراً بقيادة الحركة الرياضية في الإمارات، 100 يوم أفرزت حقيقة أن الرميثي قد وضع «بصمة» لا تخطئها عين المتابع والمراقب والمهتم المنصف بالشأن الرياضي في الدولة.

وبعد مضي 100 يوم، وما شهدته من قرارات وأنشطة وفعاليات متنوعة تصدر مشهدها الرميثي، من الطبيعي أن تنقسم آراء المتابعين والمعنيين بالشأن الرياضي الإماراتي إلى فريقين أو أكثر، فهناك مَن يصف المئوية الأولى بالناجحة، وآخرون يرون غير ذلك، وإن بمستويات متفاوتة، وفريق ثالث يعتقد أن ما حدث خلال المئوية الأولى،.

قد حمل عنواناً بارزاً تمثل بـ «غربلة» لمختلف الملفات الرياضية، وربما فئة رابعة ترى أن خلاصة الـ 100 يوم توحي بأن «زلزالاً» أو «تسونامي» رياضي على الأبواب!

قناعة

وبين هذا الرأي أو تلك الرؤية، لا بد من أن تبرز وتظهر إلى السطح القناعة الموضوعية الساعية دائماً إلى إعلاء مصلحة الحركة الرياضية الإماراتية، وهذا لا يتحقق إلا من خلال قراءة متجردة تماماً من كل الأهواء والأحكام المسبقة غير المستندة إلى معطيات جوهرية يعيشها الواقع الرياضي الإماراتي بصورة عامة منذ تعيين الرميثي رئيساً للهيئة العامة.

ووفقاً لعملية رصد دقيق لفترة الـ 100 يوم الأولى للرميثي على كرسي رئاسة الهيئة العامة، يتبين أن هناك عدة إشراقات ومحطات يمكن بناء الرأي السديد عليها، وتكوين الرؤية المنطقية من خلالها حول مجمل تفاصيل وصور المشهد الرياضي في الدولة.

أول الغيث

ولعل من أبرز تلك الإشراقات، جهد الرميثي الحاسم بتأسيس صندوق دعم المواهب الرياضية عبر شراكات حقيقية مع جهات وشركات وشخصيات فاعلة، وهي الإشراقة التي مثلت أول الغيث لمرحلة الرئيس الجديد للهيئة العامة للرياضة.

ملفات

أما الإشراقة الثانية الهامة جداً التي شهدتها مئوية الرميثي الأولى، فإنها تمثلت في تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ قرارات مجلس إدارة الهيئة العامة، ما جعل الكثير من المتابعين للشأن الرياضي الإماراتي، يصنفون الخطوة على أنها بمثابة «النبش» في الملفات العالقة في الأدراج، وما أكثرها!

كما أن المئوية الأولى، شهدت العديد من القرارات التي حملت «بصمة» الرميثي، من بينها، تشكيل مجلس إدارة اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات، وتقديم اللجنة للوسط الرياضي بـ «نيولوك» عبر إسناد الرئاسة إلى الدكتورة ريم الحوسني، الأمر الذي رفع مؤشر القناعة الإيجابية بأن المرحلة الجديدة سوف تشهد دوراً محورياً يكون فيه صانع القرار الرياضي مع بنات حواء.

وفيما شهدت المئوية الأولى، قرارات وأنشطة وفعاليات عديدة، فإن المئوية الثانية، من المؤكد أنها سوف تشهد صدور قرارات محورية، لعل أبرزها على الإطلاق، ظهور القانون الرياضي لأول مرة، والذي سيكون واقع حال خلال الأسابيع القليلة القادمة، إضافة إلى قرارات حاسمة يستهدف اتخاذها، تعديلاً مطلوباً للمسار الرياضي في الدولة من كافة الجوانب!

رسالة

كما أن المئوية الثانية، من المؤكد أنها ستشهد إرسال رسالة صريحة وواضحة المعاني من قبل الهيئة العامة، إلى كافة الاتحادات الرياضية، مفادها، أن الإنجازات ستكون مقابل الدعم المالي السنوي، وذلك وفق آليات جديدة تستند إلى نظام أساسي لدى كل اتحاد، وخطة عمل دقيقة، وآليات صرف شفافة ومحددة.

الحصان الأسود

ونظراً للقناعة الراسخة لدى الرميثي بأن الميدان هو الحصان الأسود لحصد الإنجازات وبلوغ الأهداف، فإن المئوية الثانية ستحمل عناوين بارزة وغير مسبوقة تتمثل في حتمية أن يكون جميع أعضاء مجلس إدارة الهيئة العامة في وسط الميدان .

وفي قلب الأحداث الرياضية من خلال تطبيق نهج مختلف ظهرت علاماته في اللقاء الذي جمع الرميثي مع أعضاء المجلس قبل انعقاد الاجتماع الثالث للمجلس 14 الجاري.

وإزاء هذه التوقعات التي يكاد حدوثها يكون مؤكداً خلال المئوية الثانية، فإن العمل بروح الفريق الواحد مع جميع الأطراف الرياضية، يمثل أحد أبرز محركات العمل في المئوية القادمة عبر تفاعل وتواجد رئيس وأعضاء إدارة الهيئة العامة في الميدان وقرب منصات التتويج لمختلف المناسبات والأحداث الرياضية.

وبما أن الجميع يردد المقولة الشهيرة «الإعلام شريك استراتيجي»، فإن الهيئة العامة سوف تحرص على استحداث آليات تعامل جديد مع مختلف وسائل الإعلام في الفترة القادمة بابتكار وتفعيل بوابات التواصل الإعلامي مع تلك الأطراف بصورة احترافية وموضوعية وشفافة.

اتجاه

الرميثي وفي تعليق مقتضب على انقضاء المئوية الأولى من رئاسته للهيئة العامة للرياضة، لفت إلى أنه راض عما تحقق في الـ 100 يوم الماضية، متطلعاً إلى أن يكون القادم أكثر عمقاً وأفضل، معرباً عن قناعته بأن مركب الحركة الرياضية الإماراتية يسير في الاتجاه الصحيح.

 

Email