غادرت الكويت مثقلة بعقدة ثلاثة عقود

الحزن يسيطر على البعثة العراقية

تصوير سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيطر الحزن والشعور بالقهر على بعثة المنتخب العراقي خلال مغادرتها الكويت صباح أمس بسبب الخسارة أمام منتخبنا الوطني في نصف نهائي بطولة كأس الخليج بركلات الترجيح 4-2.

وبخسارته الرهان على اللقب يكمل المنتخب العراقي عامه الثلاثين بعيداً عن منصة التتويج في بطولة الخليج بما أن آخر ألقابه يعود إلى عام 1988، وهو الأمر الذي زاد من شعور أفراد البعثة العراقية بالقهر بما أن الفرصة كانت متاحة أمامهم لفك عقدة العقود الثلاثة في حال تمكنوا من عبور المنتخب الإماراتي في نصف النهائي.

وأرجع باسم قاسم مدرب المنتخب العراقي خروج فريقه من البطولة إلى غياب الحظ معتبراً أن «أسود الرافدين» قدم أداء يستحق من أجله التأهل إلى المباراة النهائية.

وعن المستوى الفني لبطولة، قال: «أختلف مع أغلب الآراء التي قللت من المستوى الفني للبطولة، بالنسبة لي مستواها الفني كان جيداً في ظل المشاركة المستعجلة لكل المنتخبات وعدم جاهزيتها بالشكل الكافي، وبعض المنتخبات قدمت أداء عالياً وبشكل عام هناك عقم من الناحية الهجومية بسبب غياب النجوم».

وأضاف: هذه بطولة الخليج لم تخرج عن طبيعتها، فرق تستحق الوصول إلى النهائي لم تصل وفرق أخرى قد لا تستحق وصلت، هذه حالة كرة القدم.

وأكد المدرب العراقي أن المنتخب الإماراتي حقق المطلوب منه رغم أنه سجل هدفاً واحداً في المباريات الأربع، وقال: «يقول البعض إنهم يريدون الاستمتاع وعندما يمتع الفريق ويغادر المنافسة يصبح أسوأ فريق حتى لو سدد 20 كرة على العارضة، كرة القدم نتائج وهو ما حققه المنتخب الإماراتي، بهدف يجد نفسه في المباراة النهائية يؤكد أنه فريق ذو شخصية».

أزمة الهجوم

وأضاف: «المشكلة الأزلية التي يعاني منها المنتخب العراقي مشكلة الهجوم وهي ليست وليدة اليوم بل من 5 أو 6 سنوات، ومنذ تولينا المهمة حاولنا الدفع ببعض اللاعبين الشباب والاستعانة بالقدامى ومع ذلك ما زلنا نعاني من هذا الجانب لأن التركة ثقيلة ولا يمكن علاجها في 5 أو 6 أشهر والدليل أن 4 مباريات لا أحد من مهاجمينا نجحوا في تسجيل هدف واحد، كيف فريق ينافس على لقب ومهاجمونا في 4 مباريات غير قادرين على تسجيل هدف».

وعن مستقبله مع المنتخب العراقي بعد تصريحاته السابقة عن رغبته في المغادرة عقب البطولة، قال: «التلاعب بالألفاظ موضة متجددة في دورات الخليج بهدف الإثارة، ولكن ما قصدته والتصريح التلفزيوني موجود هو أن عقدي ينتهي أغسطس المقبل وبما أنه لا يوجد استحقاقات عاجلة اقترحت منح الفرصة لمدرب أجنبي لأن المدرب العراقي لا يمكنه العمل في مثل هذه الأجواء رغم أني استلمت الفريق في 11 مباراة وهذه المرة الأولى التي ننهزم فيها وبركلات الترجيح».

غضب

وأضاف: «الشارع من حقه المطالبة بالانتصارات ولكن ليس ذنبي علاج أخطاء متراكمة من 5 أو 6 سنوات في 5 أشهر، ولذلك اقترحت مدرباً أجنبياً ويمنحوه عامين على رأس المنتخبين الأولمبي والوطني بالإمكان أن يحقق شيئاً ما».

وتابع: شاركنا في البطولة من دون 5 أو 6 لاعبين أساسيين وخرجنا من نصف النهائي بركلات الترجيح وبفريق في طور البناء، أعتقد أنه إنجاز مُرضٍ رغم أن طموحاتنا كانت أكبر، هناك منتخبات بصدد بناء فرقها منذ 5 سنوات وخرجت من الدور الأول بينما نحن من 5 أشهر فقط.

وشدد باسم قاسم على أن مصلحة الكرة العراقية فوق كل اعتبار وأنه مستعد للتنازل عن مستحقاته مقابل فسح المجال لغيره لمواصلة البناء وأنه فخور بما قدمه في مسيرته التي استمرت طيلة 26 عاماً في التدريب، مشيراً إلى أن نتائج المنتخب العراقي معه خلال 6 أشهر أفضل بكثير من العامين الماضين، وقال: «لم أعلن عن الاستقالة بل تركت الأمر للاتحاد ومهما كان القرار ليس لدي أي مشكلة».

وأوضح أنه لا يمكن الحديث عن الاستعدادات لنهائيات كأس آسيا بالإمارات العام المقبل دون رؤية مستقبلية بحكم الضغوط التي يسلطها الشارع العراقي على أصحاب القرار، وقال: «مدرب محلي يوقع 3 سنوات مع الاتحاد ولكن بسبب الضغوط الجماهيرية تتم إقالته، قد يكون ذلك أقل تأثيراً مع المدرب الأجنبي».

Email