غياب آثار شجون الحنين إلى الماضي

دورات الخليج تفتقد اللاعب «الكاريزما»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ انطلاقتها الأولى في البحرين 1970 تحظى نسخ دورات الخليج العربي بوجود العديد من الأسماء الكبيرة، وظل هذا الأمر حتى وقت قريب قبل أن تغيب النجوم إلا من أسماء لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، اللاعب القائد أو الكاريزما حالة غائبة في «خليجي» وقد تكون أزمة تؤرق الكثير من الأجهزة الفنية والإدارية للمنتخبات الخليجية، وما بين الزمن الجميل والهواية والاحتراف تبقى المسألة عالقة. في هذا التحقيق تحاول «البيان» من خلال الشخصيات الرياضية أن تصل إلى إجابة عن سؤال.. أين اللاعب القائد؟

مواصفات

تحدث الدكتور جاسم الشكيلي نائب رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم، عن مواصفات القائد في الفرق والمنتخبات، وقال: اللاعب القائد تبرز موهبته بشكل واضح منذ الصغر وبمرور الوقت يتم تنميتها منذ المراحل السنية استعداداً للفريق الأول ومن ثم المنتخب الوطني لتصقل موهبته، موضحاً أن اللاعب القائد له مواصفات خاصة أهمها الاحترام المتبادل بينه وبين زملائه ونيل ثقة الجهازين الفني والإداري، والقدرة على التصرف في المواقف الحاسمة إضافة إلى دور الطبيب النفسي لزملائه في حالة الفوز أو الخسارة، كما يجب أن يتسم بسرعة القرار وعدم التسرع والهدوء.

وأضاف: في منتخب عُمان نجد بعض النماذج للقائد الموهوب منهم على سبيل المثال علي الحبسي الذي قاد منتخب عمان بكأس الأمم الآسيوية التي قدم فيها أفضل العروض، ليترشح إلى جائزة أفضل لاعب آسيوي وكذلك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم ومشاركته بأربع بطولات خليجية، وفوزه 4 مرات متتالية بلقب أفضل حارس مرمى، قبل أن يتوج كل هذه الإنجازات بالفوز مع منتخب بلاده بلقب خليجي 19 في سلطنة عمان، ليصبح علي الحبسي علامة عمانية خليجية فارقة، كما يعد اللاعب الخليجي الوحيد الذي يلعب الدوري الإنجليزي الأقوى عالمياً، موضحاً أن وجود نماذج مثل علي الحبسي قادرة على أن تمنحنا مستقبلاً لاعبين على أعلى المستويات من الناحية الفنية والقيادية.

موهبة

من جانبه، قال خالد الدغيش مساعد مدرب المنتخب اليمني، إن القيادة موهبة فطرية ويصعب أن تصنع في كثير من الأحيان، لكن يمكن أن نقول إنها موهبة تصقل بالممارسة والخبرات والميدانية واللاعب القائد في الغالب يكون لاعباً متميزاً ومن أمثال اللاعب الخليجي القائد عمر عبد الرحمن فهو موهبة صقلت بالممارسة واكتسب خبرات في القيادة مع فريق العين وعبر مشاركته في أكثر من دورة خليجية ونجح في قيادة الأبيض الإماراتي إلى العديد من الإنجازات منذ المراحل السنية، إضافة إلى خبراته في المسابقات الآسيوية سواء مع ناديه أو من منتخب دولة الإمارات.

عربي دولي

وأضاف مساعد مدرب المنتخب اليمني، على الصعيد العربي والنجاحات الدولية نجد اللاعب المصري محمد صلاح نجم ليفربول الانجليزي فهو موهبة وقائد لمنتخب بلاده، لذا لم يكن غريباً أن يكون هو كلمة السر في التأهل التاريخي لمنتخب مصر لكأس العالم بعد غياب دام لأكثر من ربع قرن، لأنه دائماً ما يثبت أنه ليس مجرد نجم موهوب أو لاعب متميز بل هو قائد يملك كل المواصفات التي تجعل منه لاعباً تاريخياً ستهتف الجماهير باسمه لأجيال وأجيال قادمة.

كما شهدت مباراة التأهل أمام المنتخب الكونغولي مواقف مميزة تعبر بوضوح عن تلك المواصفات وتؤكد أن هذا النجم يسير بثبات نحو المزيد من النجاح والتألق ليكون لاعباً استثنائياً في تاريخ الكرة المصرية فهو بما يملك من فكر قيادي نجح في إخراج منتخب بلاده من حالة الإحباط في دقائق معدودة كانت كافية بأن تقودهم إلى نهائيات كأس العالم، وهي مهمة اللاعب القائد داخل الملعب أن يحدث فارقاً في المواقف الصعبة ليكون مفتاح الفوز لمنتخب بلاده والوصول إلى نهائيات كاس العالم روسيا 2018.

نجوم الخليج

بدوره، أكد نجم منتخب الكويت وائل سليمان الحبشي والذي قاد منتخب بلاده في ست دورات خليجية أن النجوم الكبيرة والأسماء اللامعة التي ظهرت في دورات لخليج في بداياتها لن تكرر سواء على مستوى النجومية أو القيادة في الملعب أو تسجيل الأهداف مثل نجوم الأخضر السعودي ماجد عبد الله وصالح النعيمة ومحمد عبد الجواد، والأزرق الكويتي فيصل الدخيل، وجاسم يعقوب والعنبري، ونجوم الإمارات عدنان الطلياني، وفهد خميس ونجوم عُمان يونس امان، غلام خميس، والعراقيين ناظم شاكر، عدنان درجال وحسين سعيد وأحمد راضي، هؤلاء كانوا نجوماً لامعة ومميزين في القيادة ولهم كاريزما يندر توافرها في الظروف الحالية لاختلاف طريقة اللعب ولاختلاف المواهب وطريق التعامل معها في ذاك الجيل.

تغطية إعلامية

وواصل نجم الأزرق الكويتي، أنه ورغم التغطيات الإعلامية واهتمام مختلف وسائل الإعلام المختلفة في كل دورات الخليج منذ البدايات الأولى، وهو الأمر الذي يسلط الأضواء على اللاعبين ويمهد لهم طريق النجومية إلا أن نجوم الزمن الجميل ونجوميتهم طاغية ما زالت باقية رغم مضي الكثير من السنوات الطويلة، لأن موهبتهم الاستثنائية وشخصياتهم المتميزة وراء البقاء طيلة هذه المدة.

عن الأجواء التي قادت دولة الكويت إلى التتويج بلقب دورة الخليج عشر مرات وهو رقم قياسي، أوضح أن لاعبي الأزرق كانوا لأصحاب مواهب ويملكون كاريزما القيادة داخل وخارج الملعب فكان الأداء مثالياً ومتوازناً في كل الخطوط، موضحاً أنه شخصياً نال شرف الفوز مع المنتخب بثلاث بطولات وكانت البداية في المنامة 1986.

أزمة خليجية

ووصف قيس محمد، المستشار القانوني للاتحاد العراقي لكرة القدم ما تمر به بطولات الخليج منذرة في اللاعب القائد بالأزمة التي تهدد تطور دورات الخليج لأن الأمر بات في تراجع سواء نسبة التهديف في المباراة الواحدة أو الدورات بكاملها، حيث كانت البدايات مع الجيل الذهبي للكرة العربية والخليجية عالية جداً وكان في ذاك الزمان اللاعب الموهبة واللاعب القائد داخل وخارج الملعب، مؤكداً أن الموهبة هي أساس اللاعب القائد، حيث يكون قدوة لزملائه سواء في السلوك أو الأداء فهو دوماً يصنع الفارق لفريقه ويصبح حلقة الوصل بين اللاعبين ومجلس الإدارة والجهازين الفني والإداري فمثل هذا النموذج تواجده في الملاعب والدورات الخليجية باتت ضرورة ملحة.

تنظيم حديث

ويخالفه في الرأي العراقي سلام هاشم رئيس نادي السكك العراقي وهو لاعب دولي سابق ومن الأسماء الكبيرة التي مرت على منتخب العراق، موضحاً بأنه حالياً لا تعتمد الفرق والمنتخبات على المهارات الفردية أو التميز الفردي أو اللاعب صاحب المهارات العالية ليكون علامة فارقة في الفريق أو المنتخب لأن طريقة اللعب تغيرت وباتت الجماعية في الأداء والتنظيم هي السائدة وهو الأمر الذي يجعل الفريق كله متشابهاً ولا تميز لأي لاعب بشكل لافت كما كان في الأجيال السابقة، حيث كانت طريقة اللعب والتنظيم تعتمد على المواهب الفردية وهذا ليس على مستوى المنطقة العربية ودورات الخليج فقط بل على مستوى العالم وهو من متطلبات كرة القدم الحديثة.

تميز عالمي

وبين الدكتور أحمد بن حبوش الفارسي عضو مجلس إدارة اتحاد عمان لكرة القدم رئيس الوفد الإعلامي العماني في النسخة 23 من دورة كأس الخليج العربي، بأن الدورات الأولى من كأس الخليج العربي كانت متميزة وأسهمت في اكتشاف العشرات من المواهب بل ساهمت في وصول عدد من المنتخبات الخليجية إلى نهائيات كأس العالم والبطولات الآسيوية منها الكويت والإمارات والسعودية، حيث نجد هذه المنتخبات ضمت مواهب قيادية في مختلف السنوات والمراحل، نجد نجماً مميزاً في فترة من الفترات مع الفوارق المهارية والكاريزمية القيادية وحتى في البطولة الحالية نجد عدداً من النجوم والمواهب القيادية.

أسطورة عمانية

وعلى صعيد المنتخب العماني قال الفارسي: القائد الذي يحمل كل المواصفات القيادية والمهارية والقدرة على التعامل مع الأحداث الطارئة داخل الملعب هو الحارس الأسطورة علي الحبسي، والذي لم يوجد داخل الملعب لكننا كنا نشعر به موجوداً بخبرته وتواصله مع اللاعبين الدائم، فهو ينقل لهم تراكم خبراته الطويلة في الملاعب العالمية وهي أيضاً من صفات اللاعب القيادي المتميز الذي يكون له تأثير واضح سواء وجد داخل الملعب أو غاب لظرف طارئ فإنه يكون مؤثراً على زملائه اللاعبين.

كما كان المكسب الثاني من عدم مشاركة القائد الحبسي داخل الملعب مع زملائه هو ظهور وتميز الحارس فايز بن عيسى الرشيدي الذي كان موهبة وقيادة ونجح في قيادة المنتخب إلى نصف النهائي.

2003

حل اللاعب أحمد كانو محل القائد علي الحبسي في قيادة المنتخب العماني بامتياز، فضلاً عن تسجيله لأهداف حاسمة كان مؤثرة ومساهمته الفنية في كافة الخطوط، حيث بدأ مشواره مع كرة القدم مع العروبة، وأصبح دوليا في عام 2003، يمتلك خبرة كبيرة حيث تنقل بين العديد من الأندية الخليجية، حيث لعب في (4) أندية سعودية وناد كويتي وناد إماراتي وناديين عمانيين ويمتلك خبرة دولية كبيرة، حيث شارك مع المنتخب العماني في (7) كؤوس خليج وفي كأسين آسيويين، وشارك في (3) تصفيات مؤهلة إلى كأس العالم، ولكنه لم يصل إلى كأس العالم ويبقى أفضل إنجاز له الوصول إلى الدور الرابع من التصفيات، وشارك في (4) من التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا.

10

أكد عبد الحميد المستكي عضو المكتب التنفيذي للجنة دوري المحترفين رئيس اللجنة الفنية، أن ظاهرة ندرة الأهداف وغياب اللاعب القائد موجودة على المستويين العربي والخليجي وعلى مستوى بعض المنتخبات والأندية في العالم أجمع، لكن نجد في منتخب الإمارات أن هناك موهبة لاعب فذ يحمل الرقم 10 وهو «عموري»، لديه مواصفات اللاعب القائد داخل وخارج الملعب فهو من العناصر التي يعتمد عليها في منتخب الإمارات ونموذج يمثل ثقل الأبيض وبشهادة كل من تابع اللاعب ورصد طريقة لعبه وتعامله مع المواقف والأحداث داخل الملعب أو أثناء سير المباريات، يتأكد أن الأبيض يملك لاعباً بمواصفات قائد حقيقي.

17

هدفاً رصيد السعودي ماجد عبد الله والعراقي حسين سعيد، في السجل التاريخي لهدافي دورات الخليج، ونجما السعودية والعراق يتسمان بصفات قيادية داخل وخارج الملعب، وهما من المواهب النادرة في الملاعب العربية الخليجية فهما قائدان داخل الملعب وخارجه وهو أمر عرفا به منذ صغرهما فضلاً عن موهبتهما في تسجيل الأهداف خاصة السعودي ماجد عبد الله والذي قاد منتخب بلاده في أول ظهور له في نهائيات كأس العالم 1994 في أميركا

واتفق اتحاد كرة القدم السعودي مع ماجد عبدالله قائد الأخضر السابق على قيادة الجهاز الإداري للمنتخب السعودي في كأس العالم 2018 الذي سيقام في روسيا، وبذلك تكون القيادة تجسدت في اللاعب ماجد عبد الله داخل وخارجه.

14

هدفاً جاءت بالكويتيين فيصل الدخيل وجاسم الهويدي في المرتبة الثالثة، من حيث النجومية والقيادة وتسجيل الأهداف في دورات كأس الخليج، ولعب جاسم الهويدي لنادي الهلال السعودي ونادي الريان القطري ونادي الشباب الإماراتي كمحترف، وفي نوفمبر 1998 اختير أفضل لاعب في آسيا، وفي عام 1998 أصبح أول هدافي العالم بعد تسجيله 20 هدفاً، وقد استلم الجائزة في 12 يناير 1999، وفي 1 فبراير 1999 حصل على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب عربي في عام 1998، وفي عام 1998 ساعد منتخب الكويت لكرة القدم على الفوز بكأس الخليج 1998، وأحرز جاسم الهويدي لقب الهداف برصيد 9 أهداف.

18

يعتبر الكويتي جاسم يعقوب أفضل هداف في تاريخ دورات الخليج، فهو حتى هذا اليوم في صدارة قائمة هدافي الدورة برصيد 18 هدفاً، وهو واحد من بين الذين صنعوا أفراح الكويت في تلك الحقبة، ويعتبر من ألمع النجوم في سماء كرة القدم الكويتية والخليجية والعربية، فهو أفضل هدّاف في تاريخ الأزرق، أول لاعب يحصل على الحذاء الذهبي في موسم 1979/1980، حيث سجل خلاله 31 هدفاً متصدراً بذلك جدول ترتيب الهدافين بفارق هدف واحد عن زميله فيصل الدخيل وحتى الدورة الحالية والنسخة 23 لم يستطع أي لاعب أن يكسر الرقم المسجل باسم جاسم يعقوب، وهو أمر يؤكد بأن دورات الخليج تعاني من أزمة تهديف.

1980

يعد النجم العراقي باسل كوركيس من النماذج النادرة التي لم تكرر من حيث القيادة والموهبة التهديفية فهو نجم منتخب العراق لكرة القدم ونادي الشباب العراقي في فترة الثمانينيات، وكان يمتلك كل ميزات لاعب الوسط الناجح، فهو مراوغ جيد ويمرر الكرات ورأسه مرفوعاً، كذلك له القدرة على ضبط إيقاع اللعب وفق الظروف التي يحتاجها فريقه، كما يجيد اللعب في خطي الوسط والهجوم وبالإمكانية نفسها، كذلك له القدرة على تسجيل الأهداف وصناعتها والانسجام مع زملائه داخل الملعب.

ويعدّ باسل كوركيس واحداً من أفضل 3 لاعبين في تاريخ المنتخب من الذين لعبوا في خط الوسط، فقد سبقه هادي أحمد وتلاه النجم نشأت أكرم.

Email