شمـس الكــرة الإماراتية تشرق مع مواهب «فخر أبوظبي»

الجزيرة حــديث العالم

خصيف يتصدى لانفرادة كريستيانو رونالدو | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحديث عن إنجاز الجزيرة سيطول كثيراً في مونديال العالم للأندية، لقد أدهش فخر الإمارات الوسط الرياضي العالمي، وتغنت به الجماهير الإماراتية في المنازل والمقاهي ومواقع التواصل الاجتماعي.

كما كان لفخر الإمارات نصيب من الإرشادات الدولية خصوصاً صحافة مدريد، فقد وصفت جريدة الماركا الأسبانية علي خصيف بالمدهش والذي وضع بطل أوروبا في مأزق، وإصابة خصيف ومغادرته للملعب، مهد الطريق إلى الريال لهز الشباك، كما أشادت التقارير الإخبارية الأسبانية بأن بطل الإمارات أحرج الريال وقدم مباراة ماراثونية.

فخر الإمارات تحدى عامل نقص الخبرة لدى لاعبيه الشباب ومشاركة النادي للمرة الأولى في تاريخه وخالف التوقعات وأصبح على مقربة من تحقيق انجاز تاريخي يضاف إلى سجل الكرة الإماراتية والعربية، عندما يواجه باتشوكا المكسيكي لحسم المركزين الثالث والرابع، وبذلك ينافس الأربعة فرق عربية.

والتي سبقته في المربع الذهبي للمونديال، وكان الرجاء البيضاوي المغربي هو صاحب أفضل إنجاز عربي في تاريخ المسابقة، بعدما احتل الوصافة في نسخة 2013، بعدما خسر المباراة النهائية أمام بايرن ميونيخ الألماني 0 - 2، ويأتي الأهلي المصري في المركز الثاني عربيا، بعدما حل ثالثاً في نسخة 2006، ثم رابعاً في نسخة 2012، والسد القطري الذي حل ثالثاً في 2011،.

كما أحرز الاتحاد السعودي المركز الرابع عام 2005، والنجم الساحلي رابعاً في نسخة 2007.

تحدي الظروف

الإنجاز لم يتوقف عند تحقيق مركز متقدم بين أبطال أندية العالم بل أن الجزيرة تحدى الظروف ونقص اللاعبين لديه مقارنة بالفرق الأخرى فقد خاض الثلاث مباريات الماضية في المونديال بمحترفين اجنبيين فقط هما البرازيلي رومارينهو والمغربي مبارك بوصوفة.

كما فاجأ تين كات المدير الفني الشارع الرياضي بإشراكه واختياره لمجموعة شابة متوسط أعمارهم 19 عاماً، ويشاركون دولياً للمرة الأولى، حيث دفع تين كات بخليفة مبارك للمرة الأولى في المونديال كلاعب أساسي، والمدهش نفسه أن اللاعب مشاركته ضئيلة للغاية في الدوري.

بالإضافة إلى الموهبة الواعدة محمد العطاس 19 عاماً، والذي شارك أساسياً طيلة استحقاقات الفريق في المونديال، كما أن دكة احتياط الجزيرة حظيت بوجود لاعبين شباب شاركوا بعض الوقت أمثال سالم العيدي، احمد ربيع، سيف خلفان، وهذا الجيل الشاب الصاعد قدم نفسه بقوه خلال العرس الكروي، وسيكون مستقبل الكرة الإماراتية، بالإضافة إلى نجومه الأساسيين أصحاب الخبرات.

راحة

ومنح مدرب الفريق تين كات راحة للاعبين يوم امس على أن يختتم الفريق تدريبه الأساسي اليوم على ملعبه الفرعي بقصر الإمارات، استعداداً لخوض مواجهة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام باتشوكا المكسيكي غداً.

ويواجه فخر أبوظبي سوء حظ فيما يتعلق بإصابة علي خصيف وستكشف الساعات المقبلة إمكانية مشاركته من عدمه، بالإضافة إلى غياب المدافع محمد عايض لحصوله على البطاقة الصفراء الثانية أمام الريال، فيما عدا ذلك فإن الفريق مكتمل الصفوف، والطموح جارف في تحقيق انجاز جديد بالحصول على ثالث العالم في المقابل تدرب باتشوكا المكسيكي امس على ملاعب استاد مدينة زايد الرياضية.

خليفة مبارك.. ليلة العمر لأصغر لاعب في نصف النهائي

أفرزت المواجهة مع ريال مدريد بزوغ ثلاث مواهب شابة، أعمارهم 19 عاماً، وكان خليفة مبارك لاعب وسط الجزيرة حديث الساعة، عطفاً على مشاركته للمرة الأولى أمام حامل اللقب المونديالي، وباعتباره أصغر لاعب في المباراة، وقد دفع تين كات بثلاث مواهب شابة في المباراة، الفارق بينهم أشهر فقط، فيأتي خليفة مبارك كأصغر لاعب، فهو مواليد نوفمبر 1998.

ولعب لـ 60 دقيقة، قبل يشارك بديله عيسى العتيبة، وهو مواليد مايو 1998، والمدافع المتألق محمد العطاس أغسطس 1997، وسالم راشد مواليد 1993، والرباعي خريجو أكاديمية نادي الجزيرة.

وعبّر مبارك عن سعادته بالمشاركة كأساسي أمام الفريق المفضل لديه، وقال: «كان شعوراً لا يوصف، عندما علمت بأنني سأُشارك في المباراة، خصوصاً أنني كنت أصغر لاعب في الملعب، ولعبت بمواجهة نجوم أوروبا، لقد أعطاني هذا الأمر دفعة معنوية كبيرة».

وأضاف اللاعب الشاب الصاعد عن استعداداته للمباراة، وكيف تقبل خبر دخوله التشكيلة المختارة للقاء: «استعددت للمباراة كأي مباراة أخرى، وأعطاني زملائي اللاعبون دافعاً معنوياً. سعدت جداً بتواجدي وثقة الجهاز الفني، لقد واجهنا بطل العالم، ولعبنا بدون ضغوطات، كما طلب منا المدرب والجهاز الفني. لقد ساعدني هذا الأمر على الدخول بمعنويات عالية، وتقديم الأداء الجيد الذي قمت به».

وعن اللعب بمواجهة العديد من النجوم العالميين، الذين يعتبرهم قدوة بالنسبة له، قال اللاعب، الذي لعب 60 دقيقة قبل خروجه، ليحل مكانه عيسى العتيبة، الذي يبلغ من العمر 19 سنة أيضاً: «لقد كان حلماً بالنسبة لي أن ألعب أمام نجوم أوروبا. عندما دخلت أرضية الملعب، ورأيت اللاعبين حولي، لم أصدّق الأمر.. ربما ارتبكت قليلاً في بعض الأوقات، لقد كان حلماً وعشته في الواقع!».

وقد تحدّث مدرب الجزيرة الهولندي هينك تين كات في المؤتمر الصحافي بعد المباراة، عن تجهيز اللاعبين الصغار في العمر لخوض اللقاء، بالقول: «لقد قلت لهم قبل المباراة، استمتعوا. إنها مناسبة نادرة لكم، وقد لا تحدث مجدداً. لذلك استمتعوا وقدّموا أفضل ما لديكم».

لم يكن مبارك يتصوّر أن الجزيرة سيواصل مشواره بنجاح في كأس العالم للأندية بالإمارات، حيث اضطر إلى الحصول على عدة أيام كإجازة من جامعته. قبل خوض مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

وقال اللاعب، الذي تخرّج إلى جانب عدد من زملائه من أكاديمية الجزيرة «لقد أعطتني الجامعة إذناً للمشاركة مع الجزيرة في البطولة، والآن تبقّى لنا مباراة في البطولة».

وأضاف مبارك قائلاً: «أتمنى أن نحقّق المركز الثالث، ذلك سيسجل في تاريخنا جميعاً، لعبنا جيداً منذ بداية البطولة ونستحق أن نُكمل الأداء الحلم في المونديال».

وقبل مغادرة ملعب مدينة زايد، قال ضاحكاً: «مع انتهاء مشاركتي في البطولة.. سأعود إلى الجامعة.. سأدخل مجدداً في أجواء المذاكرة من أجل إجراء الامتحانات».

أحمد سعيد: شرّفنا الكرة الإماراتية

أكد أحمد سعيد المشرف الفني لفريق الجزيرة على أن فريقه عكس الوجه المشرف للكرة الإماراتية، من خلال تقديمه مباراة قوية أمام بطل أوروبا ريال مدريد، وقال: أكثر المتشائمين تخيلوا أن الجزيرة لم يصل منطقة عمليات الريال، لكن بعزيمة الرجال استطعنا التسجيل في الشوط الأول عن طريق رومارينهو وكان بالإمكان الخروج من الشوط الأول متقدمين بهدفين.

وفي الشوط الثاني واصلنا هدفنا نحو هز شباك الخصم، لكن ألغت تقنية الفيديو الهدف الثاني لمبارك بوصوفة، ومشيراً إلى أن تقنية الفيديو أنصفت الجزيرة وخيبت ظنها بإلغاء هدف للفريقين.

وأضاف قدمنا 60 دقيقة بدرجة امتياز وكان لاعبونا عند الوعد، وعلى الرغم من الخسارة أمام بطل أوروبا 2 - 1 فإننا راضون عما قدمناه وأعتقد أن هذه النتيجة جيدة أمام فريق بحجم الريال، مهدياً الإنجاز إلى القيادة العليا للنادي وعشاق فخر أبوظبي، ومقدماً الوعد ببذل اقصى جهد بعبور باتشوكا والتتويج بلقب ثالث العالم.

وعن إصابة علي خصيف قال إنه أصيب في العضلة الأمامية وسوف يظهر التقرير الطبي مدى مشاركته من عدمه، وأعتقد أن علينا رفع القبعة لخصيف، خصوصاً بعد تألقه والحفاظ على مرماه نظيفاً، لكن حرمته الإصابة من تكملة المباراة، في المقابل تميز الحارس البديل خالد السناني والهدف الأول جاء من أخطاء دفاعية.

وعموماً جميع اللاعبين أدوا جميع الأدوار المنوطة بهم، ويستحقون كل الإشادة والتقدير، وموعدنا في المباراة الختامية أمام باتشوكا المكسيكي.

في المقابل لا يعاني الفريق من إصابات أخرى، وأكد المشرف الفني أن فريقه كان قريباً من تحقيق الفوز على بطل أوروبا والتعادل كان حاضراً حتى الدقيقة 80.

وتابع: اللياقة البدنية حسمت الأمور للخصم في الربع ساعة الأخير، والجزيرة الفريق الوحيد الذي خاض ثلاث مباريات في خلال 6 أيام بخلاف الريال الذي خاض مباراته الأولى، مع الاخذ في الاعتبار النقص العددي، وعامل الإصابة، لكن تحدى اللاعبون والجهاز الفني كل هذه الظروف بتقديم مباراة تليق باسم نادي الجزيرة وكرة الإمارات.

617 دقيقة قادت العطاس إلى العالمية

لم يكن محمد العطاس نجم الجزيرة الشاب الصاعد للنجومية، يحلم مع بداية الموسم الحالي بأن يجد مقعداً أساسياً في تشكيلة حامل لقب دوري الخليج العربي الذي يضم أبرز النجوم،.

وربما كان يقصر حلمه بأن ينال فرصة الدفاع عن الشعار في بعض أوقات المباريات خاصة أن اللاعب المولود في 5 أغسطس 1997 مازال صغير السن ولم يسبق له من قبل الظهور بقميص الفريق الأول للجزيرة طوال مشواره مع النادي الذي امتد لعدد 7 سنوات عندما بدأ مسيرته مع فريق تحت 13 سنة.

لكن الحظ ابتسم للعطاس الذي أحسن استغلال الفرصة بعد أن وجدها من مدربه تين كات، لأن موهبته عالية وقلبه ينبض بالحماسة، فكانت البداية أمام الوصل في الجولة 7 من الدوري وشارك لمدة 77 دقيقة، وقبلها وجد فرصة المشاركة في الشوط الأول أمام العين ضمن منافسة كأس الخليج العربي، لكن ظهوره في الدوري كان مختلفاً.

ومثل له الكثير ونجح بعدها في أن ينال ثقة تين كات الذي أصبح يعتمد عليه أساسياً في تشكيلة الفريق ومنحه فرصة اللعب لمدة 485 دقيقة في مجموع 6 مباريات بالمنافسة، وبمجموع دقائق 617 دقيقة في الدوري والكأس، قدمته بشكل جيد للجماهير الإماراتية تمثل خبرته في الملاعب من خلال الفرص التي أتيحت له في الموسم الحالي.

مباراة الحلم

وبعد تألقه اللافت وصعوده السريع على سلم النجومية، نال العطاس فرصة غير متوقعة ولا حتى في أحلامه بان يكون أساسياً في بطولة كأس العالم للأندية وأن يكون من 11 لاعباً يشاركون ضد ريال مدريد الذي ظل يشجعه من الطفولة، في نصف النهائي لمدة 90 دقيقة.

بل وأن يكون واحداً من نجوم اللقاء البارزين بعد أن أدى اللقاء بخبرة الكبار رغم سنوات عمره القليلة وخبرته الضعيفة في الملاعب، لينال إشادة واسعة من كل الجماهير.

وعقب المباراة التي خسرها فخر أبوظبي بهدفين لهدف، خرج محمد العطاس مرفوع الرأس وتحدث بذات الثقة التي يتميز بها في الملعب، مقدماً التحية لزملائه اللاعبين على الجهد الذي بذلوه، وخص حارس المرمى علي خصيف، ذاكراً أنه يشكره على المباراة الرائعة التي قدمها وأن تألقه ساهم في ثبات جميع أفراد الفريق.

وقال العطاس: أنا فخور باللعب ضد ريال مدريد بطل أوروبا وأفضل فريق في العالم، بالنسبة لي هذا تاريخ سأرويه لأبنائي في المستقبل بإذن الله.

تحقيق الفوز

وأكد نجم الجزيرة الصاعد أن فريقه بالفعل كان يمكنه تحقيق الفوز لو استفاد من الهجمات المرتدة التي أتيحت له، وأضاف: وجدنا بعض الفرص وهذا دليل على أننا لعبنا بشكل جيد ضد فريق عالمي قوي، كنا نستطيع الفوز أو أن نصل مع ريال مدريد إلى ركلات الترجيح، لكننا أهدرنا الفرص، وبالنسبة لنا النتيجة أيضاً مرضية.

وأكد محمد العطاس أن فريقه دخل أرضية الملعب لأجل الفوز وليس الخسارة رغم إدراكهم صعوبة المهمة، ذاكراً أن طموح فريقه كان الوصول للمباراة النهائية في المونديال وتحقيق الإنجاز.

كاسيميرو: الحظ عاندنا

قال نجم وسط ريال مدريد البرازيلي كاسيميرو، مازحاً، عقب نهاية المباراة، إنه واجه سوء حظ للمرة الأولى في حياته أمام الجزيرة، مشيراً إلى أن فريقه لم يوفق في تسجيل العديد من الأهداف على مدار المباراة.

وقال كاسيميرو: لا شك أن الخصم قد واجهنا باستبسال كبير خصوصاً من جانب الحارس علي خصيف والذي تصدى لأكثر من كرة حاسمة، لقد حاولنا طوال المباراة أن نسجل لكن لم نوفق سوى في هدفين، ولافتاً إلى أنها مرحلة مهمة في المونديال وعلينا تدارك الأخطاء من أجل التتويج بلقب المونديال وهذا ما جئنا إليه إلى أبوظبي.

وأضاف: استغل الخصم بعض الهفوات الدفاعية نتيجة ضغطنا المتكرر على مستوى العمق والأطراف، واستطاع أن يسجل هدفاً ويهدد مرمانا في مناسبتين أخريين، وهذا الأمر يفرض علينا الحذر الشديد في المستقبل خصوصاً مباراة النهائي أمام غريميو البرازيلي.

وأبدى كاسيميرو إعجابه بنقل الهجمة المرتدة السريعة بالنسبة للجزيرة عن طريق مواطنه رومارينهو، والذي شكل إزعاجاً لخط ظهر الريال، واستطاع أن يسجل الهدف الأول في المباراة، وقال كاسيميرو: أعرف رومارينهو معرفة شخصية فهو لاعب سريع، ويجيد المراوغة والتسجيل. أبوظبي- البيان الرياضي

بيل: خرجنا من المأزق بصعوبة

أبدى غاريث بيل مهاجم الريال دهشته من تعثر فريقه أمام الجزيرة بالتعادل حتى الدقيقة 80، وقال: أشركني المدير الفني زين الدين زيدان بغرض مساعدة زملائي وفك عقدة التعادل على حد تعبيره، وقال غاريث بيل لا شك أنني سعيد بتسجيل هدف الفوز أمام خصم استخدم كل قواه للدفاع عن مرماه ورد محاولاتنا المتعددة التي لم تتوقف طوال المباراة.

وأرجع بيل عدم التسجيل في شباك الجزيرة خلال الشوط الأول إلى مهارة علي خصيف واستبساله في الدفاع عن مرماه، وقال بيل خصيف مدهش واستطاع أن ينقذ مرماه من عدة محاولات مؤكدة للتهديف.

وأكد نجم وسط الريال أن المواجهة أمام الجزيرة لم تكن سهلة، وفريقه صادف سوء حظ وعدم توفيق في تسجيل الأهداف، لكنها في نهاية الأمر متعة كرة القدم، ونحن سعداء بالتأهل إلى النهائي ومواجهة غريميو البرازيلي في النهائي، والتي لن تكون هي الأخرى سهلة، وعلينا تدارك أخطائنا.

وأكد بيل أنهم جاؤوا إلى أبوظبي من أجل التتويج بالكأس والحفاظ على لقبه للمرة الثانية، قائلاً: هذا «الطموح سندافع عنه بكل قوانا»، ورفض اللاعب التحدث عن الكلاسيكو المنتظر مع الغريم التقليدي برشلونة 23 ديسمبر الجاري في الدوي الإسباني، قائلاً: هذا كلام سابق لأوانه.

 

Email