نجح في العبور التاريــخي لملاقــــاة الريـــــال

الجزيــــرة.. «فخر الإمـارات»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كتب الجزيرة اسمه بحروف من ذهب في أول مشاركة له في بطولة العالم للأندية، بفوزه على أوراوا ريد دايموندز الياباني بطل آسيا، بهدف دون رد، مساء أمس، على استاد مدينة زايد الرياضية بالعاصمة أبوظبي، ليضرب الجزيرة موعداً مع التاريخ، ويتأهل لمواجهة ريال مدريد الإسباني في الدور نصف النهائي من البطولة، في أكبر إنجاز للأندية الإماراتية في بطولة عالمية.

وقاد علي مبخوت الجزيرة إلى نصف النهائي، بتسجيله هدف الفوز في الدقيقة 52 من عمر المباراة، لتعم الفرحة أرجاء العاصمة أبوظبي بالكامل بعد الفوز، في انتظار المواجهة التاريخية مع ريال مدريد والأولى من نوعها بين فريق إماراتي وبطل أوروبا في بطولة رسمية.

وقدّم الجزيرة أداءً رائعاً استحق عليه الفوز، وأسهمت أسباب عدة في الفوز التاريخي لـ«فخر أبوظبي»، أهمها تعامل الفريق ومديره الفني الهولندي هينك تين كات بحنكة وواقعية مع المباراة والمنافس الياباني بطل آسيا، كما أسهمت خطورة الثلاثي علي مبخوت ورومارينهو ومبارك بوصوفة في زعزعة الدفاع الياباني، في حين أسهم تألق الدفاع الجزراوي بقيادة فارس جمعة ومعه محمد عايض ومسلم فايز وسالم راشد في الدفاع عن مرمى الفريق ببسالة، إضافة إلى استمرار تألق الحارس المخضرم علي خصيف في الذود عن مرماه.

قدّم الجزيرة أداءً متوازناً في شوط المباراة الأول، ونجح في تهديد مرمى أوراوا ريد في أكثر من مناسبة، بفضل تحركات علي مبخوت التي سببت إزعاجاً لدفاع الفريق الياباني، وأهدر الفريق فرصة التقدم في مناسبتين، عندما سنحت فرصة خطيرة في الدقيقة 34، ووصلت الكرة إلى علي مبخوت جهة اليسار من تمريرة سحرية من المغربي مبارك بوصوفة.

وانطلق مبخوت بالكرة وراوغ مدافع أوراوا شينيا ياجيما، ولكنه لعبها عرضية غير متقنة، أبعدها حارس الفريق الياباني إلى ركنية. بعدها بدقيقة واحدة، كاد مسلم فايز أن يسجل الهدف الأول للجزيرة، بعدما تلاعب مبارك بوصوفة بمدافع أوراوا ريد، وأرسل كرة عرضية داخل المنطقة، قابلها مسلم فايز برأسية قوية في المرمى.

إلا أن الحارس شوساكو نيشيكاوا تصدى لها ببراعة وأخرجها ركنيةً. في المقابل، اعتمد الفريق الياباني على سرعة لاعبيه، وسعى إلى نقل الهجمات بسرعة من الخلف للأمام، واللعب على الأطراف،.

وشكّل الضيوف خطورة على دفاع الجزيرة ومرمى علي خصيف، إلا أن مدافعي فخر أبوظبي نجحوا في التصدي لمحاولات الفريق الياباني بنجاح. وشهدت الدقيقة 28 أخطر فرص أوراوا ريد عندما وصلت الكرة إلى يوكي موتو جهة اليمين الذي أرسلها عرضية خطيرة داخل المنطقة إلى شينزو كوروكي الذي قابلها برعونة، ليهدر فرصة هدف محقق، بعدما أطاح الكرة بعيداً خارج المرمى.

ونجح المدافع محمد عايض في إفساد هجمة مرتدة سريعة في الدقيقة 39، بعدما تصدى لعرضية يوكي موتو الخطيرة. وحاول الجزيرة، في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، الضغط على الفريق الياباني، من أجل إحراز هدف التقدم، إ لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

هدف التاريخ

ونجح مهاجم وهداف الجزيرة علي مبخوت في تسجيل الهدف الأول لفخر أبوظبي بعد مرور 7 دقائق من عمر الشوط الثاني، بعدما تلقى تمريرة سحرية من البرازيلي رومارينهو، وضعت مبخوت في انفراد صريح مع الحارس، لم يتوانَ مبخوت في إيداعها الشباك، معلناً تقدم الجزيرة في الدقيقة 52.

عقب الهدف، تراجع الفريق إلى الخلف في مواجهة محاولات أوراوا الياباني الذي سعى لإدراك هدف التعادل، إلا أن بسالة دفاع الجزيرة أجهضت كل المحاولات، وكاد علي خصيف أن يتسبب في خطأ فادح، بعدما سقطت الكرة من يديه أمام المهاجم شينزو كوروكي.

إلا أنه تدارك الموقف بسرعة قبل أن يبعد الدفاع الكرة بعيداً عن مناطق الخطورة. وتألق مسلم فايز في الخط الخلفي، إلى جانب زملائه اللاعبين، في التصدي للمحاولات اليابانية، وأبعد فايز عرضية خطيرة من البديل تاكاجي، قبل أن يتصدى علي خصيف بثبات لتسديدة أخرى من أخطر لاعبي أوراوا ريد يوسوكي كاشيواجي في الدقيقة 78.

وشكّل ثلاثي الجزيرة علي مبخوت ورومارينهو ومبارك بوصوفة خطورة كبيرة على دفاعات الفريق الياباني في الهجمات المرتدة السريعة التي كانت كفيلة بزيادة غلة الأهداف، وسدد علي مبخوت كرة في الدقيقة 74، إلا أنها بعيدة عن المرمى.

وواصل مدافعو الجزيرة سالم عبد الله ومسلم فايز وفارس جمعة ومحمد عايض تألقهم، بعدما تحملوا عبء الدقائق الأخيرة نتيجة الضغط المكثف من لاعبي أوراوا ريد، وكانوا على الموعد في إجهاض كل المحاولات اليابانية، إلى أن أطلق الحكم صافرة النهاية، معلناً تحقيق الجزيرة فوزاً تاريخياً في أول مشاركة له في مونديال الأندية.

تلاحم عربي ومحلي في المدرجات

شهدت مباراة الجزيرة، أمس، تلاحماً عربياً ومحلياً في مدرجات استاد مدينة زايد الرياضية، بهدف دعم الفريق في الحدث العالمي بتشجيع حماسي للاعبين، وكان واضحاً حضور عدد من الجاليات المصرية والمغربية والسودانية وغيرها، التي رفعت اللافتات وتمازجت في المدرجات مع محبي فخر أبوظبي.

وجماهير الأندية الأخرى التي حضرت من داخل وخارج أبوظبي، في رحلات جماعية وفردية منظمة، لتأكيد التعاون المشترك، بما يدعم مصلحة الكرة الإماراتية التي مثّلها الجزيرة في البطولة.

واحتفل الجمهور، عقب اللقاء، بالانتصار الكبير الذي حققه الجزيرة، واستمرت الأفراح خارج الاستاد حتى الساعات الأولى من الصباح.

وعلى الجانب الآخر، فتح علي مبخوت، مهاجم الجزيرة وهداف الكرة الإماراتية البارز، أبواب العالمية لنفسه بالهدف الذي أحرزه في مرمى أوراوا، وبرهن به على موهبته العالية، مؤكداً أنه المهاجم القناص الذي لا تخطئ أقدامه طريق الشباك.

ومنذ لحظة نجاح مبخوت في معانقة الشباك، اتجهت بوصلة تفكير الكثيرين إلى أن هذا الهدف ربما يكون بوابة عبوره إلى الاحتراف الخارجي، لا سيما أنه لم يكتفِ بإحراز الهدف فقط، ولكنه قدّم مردوداً متميزاً، وأظهر مهارته العالية، وشكّل خطورة واضحة على واحد من أقوى الدفاعات في قارة آسيا.

وستكون الفرصة مواتية أمام مبخوت للاحتراف، بعد أن قدّم نفسه بشكل جيد في مباراة تابعها الملايين في العالم، لا سيما أن الحدث يعتبر سوقاً لتنقلات اللاعبين بين القارات المختلفة، من خلال المتابعة التي يحظى بها من الأندية ووكلاء اللاعبين.

وسيكون مبخوت أكثر حظاً في حال واصل بالمستوى ذاته في المرحلة المقبلة من المنافسة، ونجح في تكرار إحراز الأهداف، لأن ذلك سيرفع أسهمه عالمياً، ويجعله أكثر طلباً من قِبل الأندية الخارجية في الدول المتقدمة كروياً.

مبخوت: احترام المنافس سر النجاح

 

أعرب علي مبخوت، نجم وهداف الجزيرة، عن سعادته بالفوز الذي حققه «فخر أبوظبي» على أوراوا ريد الياباني، والتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية، في إنجاز تاريخي للكرة الإماراتية، مؤكداً أن الفوز جاء بمجهود جميع اللاعبين، بعدما قدّم الفريق أداءً قوياً أمام بطل آسيا.

وتوّج علي مبخوت بجائزة أفضل لاعب في مباراة الجزيرة وأوراوا ريد الياباني مساء أمس، بعدما سجّل هدف الفوز لـ«فخر أبوظبي» الذي حقق معه إنجازاً فريداً، وضرب موعداً تاريخياً مع ريال مدريد الإسباني في الدور نصف النهائي المقرر إقامته يوم الأربعاء المقبل على استاد مدينة زايد الرياضية.

جهود

وقال في تصريحاته عقب المباراة وتتويجه بالجائزة: «أحمد الله على الفوز وجائزة أفضل لاعب في المباراة، وبالتأكيد الفوز جاء بتوفيق من الله وجهود الفريق بالكامل، سواء لاعبون أو جهاز فني أو إداري، وقدّم الفريق أداءً كبيراً، وبذل الجميع مجهوداً جباراً من أجل الوصول إلى الفوز، نعترف بأن بدايتنا كانت سيئة هذا الموسم، ولكننا استطعنا استعادة التوازن، وتقديم أداء جيد في مونديال الأندية».

مساعدة

وأضاف: «أحاول بقدر الإمكان مساعدة زملائي في الفريق، وأعتقد أن السر في الفوز هو احترام الفريق الياباني لكونه بطل آسيا، وقلت قبل المباراة إن مباراة أوراوا هي الأهم، وإننا لو فكرنا في مواجهة ريال مدريد سنخسر المباراة، ولذلك تحقق الفوز».

وعن مواجهة ريال مدريد التاريخية، قال: «بالتأكيد ريال مدريد من أفضل الفرق في العالم، ومواجهته في حد ذاتها حافز لكل اللاعبين إلى بذل كل ما لديهم في هذه المواجهة التاريخية».

Email