قائد جيل 90 يسترجع الذكريات مع «البيان الرياضي»

عبد الله سلطان: أجد نفسي في «الديسكو»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يختلف اثنان على موهبة نجم منتخبنا وكابتن فريق الخليج والأبيض عبد الله سلطان الذي أطلقت عليه جماهير الأبيض العديد من الألقاب منها الديسكو وبوحميد والنحلة، وكما يقولون فإن كثرة المسميات دلالة على عظمة المسمى، ويعد «الديسكو» وهو اللقب المقرب لأحد نجوم منتخبنا الذين شاركوا وقادوا المنتخب للمشاركة في نهائيات كاس العالم 1990 في إيطاليا.

حيث وصفت تلك الفترة تحديداً بأنها الأكثر توهجاً وبريقاً في تاريخ الكرة الإماراتية على مر السنين، خصوصاً وأن نجوم منتخبنا بلغوا ذروة المجد من خلال تواجدهم ضمن أبرز 16 منتخباً في العالم، فلم يكن النظام وقتها 32 فريقاً كما الوضع الحالي، وبغض النظر عن النتائج التي تحققت إلا أن المشاركة في حد ذاتها تعتبر مكسباً لجيل التسعينيات الذين سجلوا اسمهم بمداد من نور وبأحرف من ذهب.

وأدلى النجم المونديالي بأحاديث مثيرة وذكريات جميلة استرجعها مع «البيان الرياضي» تضمنت ذكرياته مع مونديال 90 والفترة الذهبية للكرة الإماراتية، وكيف ضحى بالدراسة من اجل الكرة، فضلاً عن رفضه لكثير من العروض من أجل عيون فريق الخليج.

بداية

كيف كانت بداياتك مع كرة القدم؟

بدأت حياتي الرياضية بالفرجان بدولة الكويت خلال وجود الأسرة نهاية السبعينيات هناك، وبعدها رجعت لخورفكان وانضممت لنادي خورفكان ضمن فرق المراحل السنية وقد مارست إلى جانب كرة القدم أيضاً كرة الطائرة وكنت مشاركاً في دورات كرة القدم في الفريج إلى أن التحقت بنادي خورفكان الذي تم دمجه مع اليرموك الذي كان يضم في ذلك الحين الشقيقين خليل ومبارك غانم، ليصبح نادي الخليج تحت رئاسة الراحل الشيخ صقر بن محمد القاسمي موسم 80/‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏81، وهو نفس الموسم الذي شهد صعود النادي للمرة الأولى في تاريخه إلى دوري الدرجة الأولى الممتاز.

الكرة والدراسة

ما هي المصاعب التي واجهتك في بداياتك مع كرة القدم؟

ضحيت بدراستي الجامعية بجامعة الإمارات في العين من أجل الرياضة وكرة القدم، وواجهتني بعض الصعوبات والمتاعب خلال أشهر الدراسة الأولى والمتمثلة في العودة كل أسبوع إلى خورفكان للمشاركة بالتدريبات والمباريات، فكنت مشتتاً ذهنياً وفكرياً ما بين الجامعة والتدريبات.

وأذكر أن الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رحمة الله عليه، رئيس مجلس إدارة نادي الخليج في تلك المرحلة، قد علم بظروفي الخاصة بالدراسة كلاعب يشق طريقه فعرض علي العمل في سلك الشرطة، وهي الوظيفة التي جعلتني أحصل على تفرغ كامل يوم المباريات، ما أدى إلى تركيزي الكامل في اللعبة، فضلاً عن توافر الأمان الوظيفي والمالي.

مكافآت فقط

تقصد بالاستقرار المالي أن مرتب النادي لم يكن كافياً؟

كرة القدم لم تكن وظيفة نجني منها الأموال، ولم يكن هناك شيء اسمه رواتب. كنا نتلقى مكافآت وحوافز فقط، والحقيقة أن حب فريق الخليج جعلني لا أفكر في أموال، وكذلك جعلني أرفض العروض التي حصلت عليها من أندية في أبوظبي ودبي.

هوايات

هل مارست رياضات أخرى غير كرة القدم؟

أعشق البحر والسباحة وأهوى كذلك صيد الأسماك إلى جانب ممارسة الكرة الطائرة على الشاطئ وأحب الأسفار والترحال، هذا هو مفهوم جيلنا عن الرياضة وممارستها، ليست قاصرة على لعبة واحدة.

مونديال 90

ماذا أضاف كأس العالم لعبدالله سلطان؟

يمكنك تحقيق الكثير من الأشياء كلاعب، ولكن لاعب كرة القدم لا يشعر حقاً بقيمته كلاعب إلا إذا شارك في نهائيات كأس العالم، أنقل هذا الإحساس بصدق عن نفسي وعن كل من شاركوا معي من جيل التسعينيات في كأس العالم، كانت تجربة رائعة، لها رونق وسحر خاص وأحمد الله أنني تمكنت من مع بقية زملائي من حمل علم دولتنا عاليا في سماء إيطاليا، أذكر أنني اعتزلت وختمت حياتي الرياضية كلاعب عقب مباراة يوغسلافيا في إيطاليا.

استقبال زايد الخير

كيف كانت احتفالات الصعود للمونديال في ذلك الوقت؟

بعد العودة من سنغافورة ببطاقة التأهل لمونديال إيطاليا فوجئنا بكل ما أعدته الدولة والجماهير من استقبال حافل ومسيرات واستقبالات على مستويات عالية، وكان في استقبال البعثة في المطار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ولا أنسى كلمات سموه حين قال «أنتم أفرحتم دولة وشعباً فهنيئا لكم بلوغ مونديال إيطاليا»، لتتوالى الاحتفالات بشرف استقبال المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمة الله عليه، وكان لاعبو المنتخب كلهم فخر واعتزاز، ويستشعرون بعظمة الوصول إلى نهائيات المونديال.

مدربون في الذاكرة

من هو المدرب صاحب الفضل على مسيرتك الكروية؟

انضممت للمنتخب الأول عام 1979 - 1980، وكان ذلك في عهد المدرب دون ريفي الإنجليزي الذي أقيل بعد أربعة اشهر، وحل بدلاً منه حشمت مهاجراني، والأخير له فضل على مسيرتي الرياضية، حيث كان مدرباً للأبيض خلال دورتين من كأس الخليج، ثم جاء بعده كارلوس البرتو بيريرا الذي ساهم في تزويد المنتخب بالخطط ووضع الاستراتيجيات التي صقلت مواهبهم ومهاراتهم كفريق مميز تهابه معظم المنتخبات.

إعجاب

كنت قائداً لجيل 90 فكيف ترى ذلك؟

كل لاعبي جيل 90 كانوا مؤهلين للقيادة، وهم أصحاب تاريخ كبير لكنني كنت أكبرهم وأقدمهم، وتجمعنا علاقات أسرية وصداقات ونظل في تواصل دائم فضلاً عن تجمعنا في المحافل والدورات الموسمية لنستعيد ذكريات الزمن الجميل.

قائمة المنتخب الوطني في ذلك التوقيت كانت تضم مجموعة متميزة من اللاعبين الكبار، ولذلك كنا نتعامل مع البطولة من دون ضغوط لأننا نعلم أننا نعيش لحظات ومباريات تاريخية لن تتكرر، لذلك كان الفريق يلعب بروح واحدة.

غياب الجيل الحالي

في نظرك لماذا غاب «الأبيض» منذ إيطاليا 90 حتى الآن عن اللعب في المونديال؟

غياب المنتخب الوطني عن الظهور في كأس العالم، على مدار السنوات السابقة، شيء مُحزن، منتخب الإمارات الحالي يضم نخبة من أفضل اللاعبين في القارة، وكانت الفرصة مواتية لبلوغ مونديال روسيا 2018، لكن هناك ظروفاً ربما حالت دون تحقيق حلم التأهل للمونديال وأقول لا بد من ترميم صفوف الأبيض واستعجال التعاقد مع مدرب آخر خلفاً لباوزا، وذلك استعداداً لبطولة آسيا التي تنظمها الإمارات في 2019.

مشاركات نجم خورفكان

شارك اللاعب عبد الله سلطان في خمس دورات خليجية أعوام 82 في أبوظبي و84 في عمان و86 في البحرين و88 في السعودية و90 بالكويت.

وفي بطولة أمم آسيا شارك عام 84 في التصفيات بالسعودية إلى جانب التأهل للنهائيات بسنغافورة 84 فضلاً عن وجوده عام 88 بالمشاركة في التصفيات بالإمارات، وفي الألعاب الأولمبية خاض الديسكو تصفيات دورة الألعاب الأولمبية بلوس انجليس عام 1984 وتصفيات سيؤول عام 88 وكانت له مشاركة في دورات عربية الأولى بالمغرب عام 1985 وشارك مع منتخب الإمارات في دورات مارديكا في ماليزيا من عام 1981 وعام 1982 وعام 1984.

وفيما يتعلق بمشاركته في المونديال فقد شارك عام 85 المشاركة في تصفيات كاس العالم بالمكسيك عام 89 في تصفيات كاس العالم - سنغافورة وتظل مشاركته عام 90 نهائيات كاس العالم - إيطاليا هي الأهم والأبرز طوال مسيرته الرياضية.

صداقات وعلاقات ممتدة

من اللاعبين الذين أعجبت بهم محلياً اللاعب جاسم محمد لاعب الشارقة الذي اعتبره المثل الأعلى في الكرة، وخليجياً لاعب منتخب الكويت فتحي كميل، الحقيقة دورات الخليج كانت بمثابة المتنفس والحلم للاعبين.

ولا يزال لي علاقات مع كافة الوسط الرياضي لكن علاقتي وصداقتي مع رفيق الدرب المونديالي خليل غانم تظل قائمة عبر السنين، فأنا اعتبر بوغانم بمثابة أخ وصديق ورفيق دربي، وذلك بحكم وجوده معي في المنتخبات وفي فريق الخليج، وكذلك الجيرة في خورفكان حالياً ونلتقي بشكل يومي ونناقش جل هموم الرياضة.

علاقات

جيل كله قيادات لعب للاستمتاع

كل لاعبي جيل 90 كانوا مؤهلين لارتداء شارة القيادة، وهم أصحاب تاريخ كبير لكنني كنت أكبرهم وأقدمهم، وتجمعنا علاقات أسرية وصداقات ونظل في تواصل دائم، فضلاً عن تجمعنا في المحافل والدورات الموسمية لنستعيد ذكريات الزمن الجميل.

قائمة المنتخب الوطني في ذلك التوقيت كانت تضم مجموعة متميزة من اللاعبين الكبار الذين يبعثون الاطمئنان في نفوس الجمهور؛ ولذلك كنا نتعامل مع البطولة من دون ضغوط لأننا نعلم أننا نعيش لحظات ومباريات تاريخية لن تتكرر لهذه المجموعة مرة أخرى، لذلك كان الفريق يلعب بروح واحدة والكل كان يتغنى بالمشاركة، ونعرف أن هناك فارقاً كبيراً في الإمكانات، وأن المشاركة هي للاستمتاع وتقديم أفضل ما نملك أمام العالم أجمع.

 

Email