غياب 4 أندية يدفع سلة الـــــعاصمة إلى حافة الهاوية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الأندية هي الحاضنة لأية لعبة، وهي المعنية بتأسيس القاعدة والتي تشمل المواهب والخامات القادرة على قيادة الدفة إلى سنوات قادمة، تأسيس فرق عديدة تبدأ بالبراعم والناشئين والشباب وأخيراً الفرق الأولى أو «الرجال» و فرق السيدات، ولا تستطيع الأندية القيام بواجباتها إلا بوجود دعم الهيئات الرياضية المعنية، لتوفير الإمكانيات المادية، واللوجستية، وأي خلل في المنظومة فإنها تلقي بظلالها السلبية على اللعبة.

«البيان الرياضي» تفتح ملف هموم ومآسي سلة أندية أبوظبي، والتي جمدت أنشطتها للرجال، من خلال البحث عن العلة التي طالتها، بتقديم وجهات النظر المختلفة للمسؤولين في الأندية والمجالس والاتحاد، مع إيجاد الحلول اللازمة.

قرار عودة

من جانبه، أكد عارف العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، أن مشكلة كرة السلة لا تخص أبوظبي فقط بل هي مشكلة تراجع على مستوى الدولة، مشيراً إلى أن المجلس عندما اتخذ قراراً بعودة السلة مجدداً إلى أبوظبي، اتفقنا مع الاتحاد على وضع اللعبة في مكانها التي تستحقها، لكن للأسف، لم يقدم الإتحاد برامجه وخططه من أجل زيادة عدد الفرق في الدولة.

وأوضح عارف العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، أن المجلس يعمل دائماً على النهوض باللعبة وفور عودتها أدخل السلة الثلاثية، من أجل تنشيطها، وحظيت بمشاركة 120 فريقاً مجتمعياً في المسابقات التي نظمت، وقد لاقت رواجاً كبيراً بين فئات المجتمع. وذكر الأمين العام لمجلس أبوظبي، أهم الأسباب التي أدت إلى تدهور «السلة» وأبرزها احتكار الأندية للاعبين.

بحيث يظل النادي محتكراً اللاعب حتى اعتزاله ولا يسمح له بالانتفال إلى نادِ آخر، تحت بند ورقة الإستغناء، وهذه الظاهرة تؤثر بالسلب بشكل مباشر على الفرق التي تريد أن تبني فرقاً أولى، فاللاعبون متوفرون لكن محبوسين داخل أسوار أنديتهم، وللأسف لم يستطع الاتحاد أخذ موقف أو حل هذه المشكلة المستعصية.

اقتراح ورؤية

وأضاف عارف العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي: اقترحنا إدراج أبناء الجاليات في اللعبة من أجل تنشيطها وزيادة عدد الفرق، وخاطبنا الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في هذا الشأن وردت الأخيرة بقبولها للمقترح مع مراعاة مراجعة الاتحاد، ولم يتخذ أيضاً قراراً من قبل الأخير، لافتاً إلى أن الأندية أقدمت على بناء القاعدة من المراحل السنية .

ومن ثم الوصول إلى الفريق الأول في برنامج زمني محدد، ولو في حال إلغاء نظم الاحتكار ما احتجنا إلى البدء من المراحل السنية، وذلك لتوافر اللاعبين وفي حال تدويرهم وإعطائهم حرية الانتقال لتغيرت أمور كثيرة، وقد تفهمنا رؤية الأندية في هذا الشأن وبالفعل تم العمل من المراحل السنية.

كما رد عارف العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي على بعض آراء مسؤولي الأندية بعدم توافر صالات للتدريب قائلاً: غير صحيح على الإطلاق قلة عدد صالات للتدريب، فلدينا 40 صالة موجودة في إمارة أبوظبي بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم، وهي مؤهلة ومجهزة وفق المعايير.

بالإضافة إلى صالات معتمدة لاستضافة كبرى البطولات في نادي الجزيرة، الشعبة العسكرية، جامعة نيويورك، آيبيك آرينا بمدينة زايد الرياضية، المعهد البترولي بالإضافة إلى صالتين في العين.

ناقوس خطر

بدوره، دق عبدالله فرج المشرف العام على سلة نادي الجزيرة، واللاعب القديم والمعروف ناقوس الخطر وتناول بشفافية الواقع والتحديات المقبلة، وقال: للأسف سلة أندية أبو ظبي انهارت، وأتوقع إن ظل الحال كما هو عليه، سوف تنقرض اللعبة في أبوظبي خلال عامين أو ثلاثة، وبالنسبة لدبي خلال خمسة أعوام، وذلك لأمور عديدة أهمها ضعف الأندية المشاركة وهي 7 أندية، على مستوى الدولة.

وبالنسبة للعاصمة أبوظبي فإن نشاطها متوقف تقريباً، فناديا الجزيرة والوحدة، ليس لديهما فئة الرجال ويعملان حالياً من نقطة البداية «البراعم» لعل وعسى يتم تأسيس فرق للمستقبل، ونفس الحال بالنسبة للعين والذي جمد ايضاً نشاطه، ويبقى نادي بني ياس، وحيداً.

تدخل عاجل

وشدد عبدالله فرج المشرف العام على سلة نادي الجزيرة، على ضرورة التدخل العاجل من جانب المجالس الرياضية، وخص بالذكر مجلس أبوظبي الرياضي، والذي طالبه بضرورة التعاون مع أندية أبوظبي من أجل حل مشكلة توفير الصالات الرياضية أو الملاعب الخارجية، مشيراً إلى أن المجلس يوفر الدعم المالي، لكنه مطالب بالرقابة على هذه الأموال والتي يجب أن توظف في توفير أدوات العمل.

وأضاف لاعب السلة السابق: مطالبون بالنهوض باللعبة وإحيائها مرة أخرى لكن لا نمتلك صالات تدريب أو ملاعب خارجية، فصالة النادي متاحة لجميع الألعاب وليس كرة السلة، وبطبيعة الحال لا تكفي لأنشطة الألعاب الجماعية التي يضمها النادي، ونتذوق الأمرين في الحصول على موعد للتدريب.

وفي الوقت نفسه لا نمتلك ملاعب خارجية، مما يدفعنا إلى الخروج خارج دائرة النادي والتدرب في الحدائق، فهل يعقل أن نادياً بإمكانياته الضخمة ويقف خلفه مجلس قوي واتحاد للعبة وعلى رأس المنظومة الهيئة العامة للشباب والرياضة، أن يتجه إلى تدريب لاعبيه في المتنزهات العامة والتي في الأصل ملك لعموم الشعب والمقيمين.

نداءات وميزانية

وتابع عبدالله فرج المشرف العام على سلة نادي الجزيرة: لكي نخرج من هذا المأزق خاطبنا مجلس أبوظبي الرياضي، من أجل توفير صالة للتدريب وعلى سبيل المثال مدينة زايد الرياضية والتي تضم صالات على أعلى مستوى وتندرج تحت المعايير المتعارف عليها في التدريب أو خوض المباريات.

لكن للأسف لم نستطع في حجز أماكن بها حتى ولو ساعتين في اليوم، وذلك لأن إدارة المدينة تستثمر صالاتها وتؤجرها إلى الغير أو الراغبين فيها، مع ضعف ميزانية النادي والتي لا تكفي.

قنوات مباشرة

وأوضح، المشرف العام على سلة نادي الجزيرة، على الوجه الآخر حاولنا فتح قنوات مباشرة مع المدارس من أجل التدريب لكن هناك عقبات من جانب المدارس وحتى لو أتيحت فإنها غير مناسبة لأن فرق النادي من براعم وناشئين وشباب تحتاج إلى صالة متخصصة، تضم أدوات تدريب متقدمة.

لافتاً إلى ضرورة تدخل مجلس أبوظبي لحل هذه المشكلة المعضلة حتى ولو قام بدفع المبالغ المطلوبة لتأجير صالة التدريب أو بناء ملاعب خارجية في محيط النادي واقتطاعها من الميزانية المخصصة للعبة.

Email