عدم تفريغ اللاعبين مشكلة في دورينا2- 2

الهيئة واتحاد الكرة يرفضان الاتهامات ويحمّـلان اللاعب المحترف المسؤولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دافعت المؤسسات الرياضية عن موقفها بشأن عدم مسؤوليتها تجاه تفريغ لاعبي دوري الخليج العربي لكرة القدم من وظائفهم، واتفقت الآراء على أن المشكلة تخص اللاعب الذي يفترض أن يكون متفرغاً لكرة القدم فقط دون أن يكون موظفاً في أية جهة أخرى، باعتبار أن كرة القدم مهنة مثل بقية المهن، وأن اللاعب بحكم العقد مع ناديه يعتبر موظفاً في النادي الذي يلعب له ويتقاضى منه راتباً شهرياً مع حوافز ومنصرفات أخرى.

وأكدت الهيئة العامة للشباب والرياضة واتحاد الكرة أنهما غير معنيين بتفريغ اللاعبين ولا علاقة لهما بالأمر، وأن تفريغ لاعبي أندية أبوظبي ودبي يساهم فيه مجلسا دبي وأبو ظبي الرياضيين، وهما يؤديان هذه المهمة بمجهوداتهما وبنظرة بعيدة لمصلحة المنتخب وراحة اللاعبين.

واستمع (البيان الرياضي) إلى رأي مجلس دبي الرياضي الذي برر موقفه والأسباب التي تدفعه للمساعدة في تفريغ اللاعبين، والشريحة المستفيدة من هذا القرار.

وقال إبراهيم عبد الملك الأمين العام لهيئة الشباب والرياضية إن دوري الخليج العربي قائم على الاحتراف، وأن أحد المبادئ الأساسية للاحتراف أن يكون اللاعب متفرغاً تماماً لممارسة نشاطه مع النادي الذي يلعب له،..

ويفترض ألا يكون اللاعب موظفاً أو عاملاً أو مرتبطاً مع أي جهة أخري بدوام يومي، لأن الكرة مهنته ويجب أن تشغل اهتمامه وأن يكون وقته كله مخصصاً للعبة، وفقاً للاحتراف،وعدم التفريغ مشكلة تخص اللاعب فقط، ولا علاقة للهيئة بالموضوع ولا يمكنها التدخل لحل مثل هذه المشكلات.

وأضاف: إذا كان هنالك لاعب محترف يتسلم راتباً شهرياً من النادي وفي ذات الوقت يعمل بجهة أخرى ويتسلم منها راتباً أيضاً فإن ذلك يعبر عن وجود خلل في النظام، وليس مشكلة أو تقصير من إحدى الجهات، وتعتبر منظومة مخلة بالاحتراف وغير واقعية وغير عملية ويجب أن يتم تصحيحها بدلاً من لوم الجهات الأخرى بحجة أنها لم تفرغ اللاعب.

وأكد عبد الملك أن الهيئة غير معنية بتفريغ اللاعب، وأنه ليس دورها من مبدأ أن اللاعب يجب أن يكون متفرغاً لكرة القدم وليس لأسباب أخرى.

نظرة شاملة

وذكر عبد الملك أنهم في الهيئة ينظرون لكرة القدم نظرة شاملة تستهدف تطوير المستويات لكن النظرة للاعب المحترف مختلفة لأنه يمتلك عقداً ويجب أن يكون متفرغاً بالكامل لناديه وإن رفض التفرغ فإنه حينها سيكون هاوياً ولا بد من عودته لنظام الهواة لأنه لا يستحق أن ينال صفة اللاعب المحترف.

لا توجد مسؤولية

أشار عبد الملك إلى أن الهيئة، واتحاد الكرة ليس لديهما أدنى مسؤولية في عدم تفرغ اللاعب وأيضاً إدارات الأندية التي تتعاقد مع اللاعبين وتمنحهم مرتبات شهرية ثابتة، وقال: الأندية تمنح اللاعبين مرتبات شهرية باعتبار أنهم يعملون لديها وليس من مسؤوليتها توفير فرصة عمل لهم أو تفرغهم، لأن هذا العقد يجعلهم ملتزمين مع النادي وحضورهم للتدريبات ملزم بالنسبة لهم، وإن غاب اللاعب هنالك لائحة تتطبق عليه من قبل النادي مثل الموظف الذي لا يذهب للدوام تتم محاسبته.

وأضاف: نرجو أن نفهم معنى الاحتراف بشكل سليم حتى نطبقه بدرجة جيدة، ونكون نجحنا في تنظيم دوري محترفين حقيقي خال من السلبيات ويقود إلى إحراز البطولات، الاحتراف ببساطة يجعل اللاعب موظفاً في النادي الذي يلعب له ولا يجوز له امتهان مهنة أخرى لأن الجمع بينهما مستحيل.

عقد وراتب

وتابع إبراهيم عبد الملك قائلاً: اللاعب المحترف لديه عقد وراتب شهري يتسلمه من النادي وبالتالي يجب التعامل معه على هذا الأساس، وان تطبق عليه اللائحة حال حدوث تقصير كما أن النادي ملزم بالالتزام بكل المكتوب في العقد..

مشيراً إلى أن 99% من المحترفين لديهم عقود جيدة تشير إلى أنه اصبح ملكاً للنادي ولا يحق له الانضمام إلى نادٍ آخر أو امتهان وظيفة أخرى، واللاعب الذي لا يريد توقيع العقد أو الالتزام به من حقه أن يرجع إلى نظام الهواة حتى يفعل ما يريد.الالتزام

أشار الأمين العام لهيئة الشباب والرياضة إلى أن الكثير من اللاعبين ملتزمون بالعقود الاحترافية ويدركون معناها ويعملون بها، وأن البعض يخرق هذه العقود ويرتبط بجهات عمل أخرى بطريقة تتنافى مع شروط عقده مع النادي الذي يلعب له، ذاكراً أن هذه مشكلة الأندية التي عليها أن تلزم لاعبها بالتفرغ لكرة القدم ،ولا يمكن تعليق الأمر على الهيئة والاتحاد أو جهة أخرى.

ضد القانون

أكد إبراهيم عبد الملك أن الأندية عليها حسم الفوضى ما دام أنها تقدم مقابلاً مالياً جيداً للاعب وملتزمة به، ذاكراً أن الهيئة لا علاقة لها بالمشكلة وأن التفريغ يجب أن يكون من ضمن شروط العقد بين النادي واللاعب واذا حدث خلاف ذلك فإنه يكون ضد القانون الذي يلزم اللاعب بأن يكون متفرغاً.

نفي

نفى ابراهيم عبد الملك وجود تمييز بين الأندية على خلفية تفريغ لاعبي بعض الأندية التابعة لإمارتي أبوظبي ودبي، وقال: هذه حلول محلية ومن يقومون بهذا الأمر هدفهم تطوير اللعبة، ولكن على اللاعب أن يتفرغ من تلقاء نفسه.

محمد عبد العزيز: لا يحق للاعب الجمع بين وظيفتين

دافع اتحاد الكرة عن موقفه مع عدم تفرغ بعض لاعبي أندية دوري الخليج العربي ، وأكد أن اللاعب لا يحق له الجمع بين وظيفتين وأن ثقافة الاحتراف تحتاج إلى وقفة ومراجعة، وقال محمد عبد العزيز رئيس لجنة المسابقات باتحاد الكرة، وجود عقد احتراف بين النادي واللاعب يفرض تفرغ اللاعب لممارسة الكرة والمشاركة في التدريبات والمباريات دون شكوى، لأنه موظف بالنادي، والقانون لا يسمح للاعب أن يكون مقيداً كلاعب محترف وفي ذات الوقت لديه ارتباط بعمل.

وأضاف: الكرة مهنة واللاعب المحترف موظف في ناديه لأنه مقابل عقده يتسلم رواتبه مثل الموظفين.

وأكد رئيس لجنة المسابقات الحاجة لتعلم ثقافة الاحتراف بشكل سليم وتطبيقها بشكل جيد ، وقال: رغم أن القانون يفرض على اللاعب التركيز في الكرة فقط لكن الأندية لا ترى مشكلة في عمل اللاعب بل تساعده على التفريغ وهناك أندية لا تسطيع تفريغ اللاعبين وهي التي يقع عليها الضرر مع أنها يجب أن تلزم اللاعب عدم الارتباط بالدوام.

مساعدة

وعن مسؤولية اتحاد الكرة لتفريغ لاعبي الأندية قال : اتحاد الكرة ليس المسؤول عن هذا الأمر حتي يساعد الأندية في شيء خاطئ، والاتحاد ليس لديه قانون يفرغ اللاعب وحتى النادي ليس ملزماً بهذه الخطوة لأن اللاعب يفترض أن يكون مفرغاً.

وأضاف: عندما يتم توقيع العقد مع اللاعب يجب الاشتراط عليه أن يكون مركزاً في كرة القدم فقط وألا يهتم بأشياء أخرى ولو فعل كل ناد ذلك فإنه لن يواجه مشكلة، لا يمكن للنادي أن يوافق على عمل لاعبه الذي يرهق نفسه بالدوام ثم يبحث اتحاد الكرة للاعب عن حل يعفيه من الدوام، حتى إدارات الأندية غير معنية بالأمر ولا يمكن لها تفريغ اللاعبين لأن ذلك ليس من عملها.

تعاون

ونفى رئيس لجنة المسابقات وجود تمييز بين الأندية وقال: هناك بعض الإمارات وفرت للاعبين فرصة التفريغ باجتهاد ذاتي عن طريق المجالس الرياضية وهم يستحقون التقدير لأنهم يساعدون في تطوير اللعبة ولكنهم غير ملزمين بهذه الخطوة، واللاعب أساساً يفترض أن يكون مفرغاً لكن إذا كان متمسكاً بوظيفته لأجل المستقبل وتم حل مشكلته بواسطة المجلس الرياضي الذي يتبع الإمارة فإن ذلك يمثل شكلاً جيداً من أشكال التعاون .

إشادة

أشاد محمد عبد العزيز بجهود مجلسي أبوظبي ودبي في تفريغ اللاعبين من أجل مصلحة المنتخب في المقام الأول بتوفير أقصى قدر ممكن من الراحة للاعب نفسياً وبدنياً حتي يكون متفرغاً للكرة.

علي عمر: هدفنا مصلحة الكرة الإماراتية

أكد علي عمر مدير إدارة التطوير بمجلس دبي الرياضي أن المجلس عندما يقوم بتفريغ اللاعبين لا يبحث عن تمييز أندية الإمارة التي تلعب في دوري الخليج العربي لكرة القدم فقط لأنه يعتبر مثل هذا الهدف ثانويا، أما الهدف الأساسي من تفريغ اللاعبين فهو مصلحة الكرة الإماراتية، لأن تفرغ اللاعب يساعده على الإبداع وتقديم كل ما عنده بشكل جيد وبالتالي يتطور مستواه ويصبح مؤهلا لتمثيل الوطن في المسابقات الخارجية.

وأضاف: مجلس دبي يساعد الأندية التابعة له، ويقدم لها الدعم بشتى السبل مادام النادي جغرافيا يتبع لدبي، واذا كان اللاعب يسكن دبي ويلعب في إمارة أخرى فان المجلس لا يساعده في التفريغ لان المساعدة تتم للأندية وليس للأفراد.

وأكد أن مجلس دبي لا علاقة له بما يحدث في بقية الأندية التي تتبع لإمارات أخرى، واشار إلى أن المسؤولين يمكنهم الاجتهاد من أجل تفريغ اللاعبين بهدف المصلحة العامة اذا كانت بمقدورهم ذلك بشرط وجود مواد في اللوائح تتيح تفريغ اللاعبين.

تفريغ الموظفين

واضاف: التفريغ الذي يقوم به مجلس دبي لا يشمل كل لاعبي أندية دوري المحترفين لان هنالك لاعبين، حسب قوله، ليس لديهم ارتباط بوظيفة ويركزون على كرة القدم فقط لمجلس يفرغ بعض اللاعبين وليس جميعهم لان هنالك من لا يحصل على وظيفة لانه يريد ممارسة كرة القدم فقط وهذا يساعد المجلس كثيرا في تسهيل مهمة بقية اللاعبين الذين لديهم ارتباط بالدوام اليومي.

دوري الهواة

واشار علي عمر إلى أن مجلس دبي لا يفرغ الا لاعبي دوري المحترفين وان قرار التفريغ لا يشمل لاعبي دوري الهواة وقال: هنالك إجراءات استثنائية خاصة بأندية دوري الأولى لكننا غير ملزمين بتفريغهم مع تأكيدنا على تقديم كل المساعدات الممكنة لان الهدف وكما قلت المصلحة العامة وليس التمييز.

كابتن الصقور يقطع 300 كيلومتر يومياً للتدريب

يضطر عبد الله علي كابتن الصقور لقيادة سيارته يوميا لمسافة تقدر بحوالي 300 كيلو متر، ويخضع للتدريبات في اليوم نفسه وينطلق اللاعب من منزله بدبي إلى مكان عمله قاطعا مسافة قدرها حوالي 40 كيلو حسب افادته، ومن مكان العمل يتوجه مباشرة إلى نادي الإمارات برأس الخيمة للمشاركة في التدريب، ثم العودة إلى منزله في مسافة تصل إلى أكثر من 250 كيلو ذهابا وإيابا.

ويغادر عبد الله علي منزله عند السابعة صباحا، ويعود إليه التاسعة مساء بعد الفراغ من عمله وتدريبه اليومي ليقضي 14 ساعة خارج منزله ويؤكد عبد الله على أنه اعتاد على ذلك ويحرص على الراحة بالتوجه مباشرة إلى المنزل والنوم مبكرا خاصة أنه يستيقظ مبكرا.

والمجهود الذي يبذله عبد الله علي للتوفيق بين عمله المكتبي والتدريبات يكشف حجم معاناته ومعاناة زملائه اللاعبين الذين يداومون مثله ويتنقلون من إمارة إلى اخرى لذات الأسباب.

اتحاد الكرة: اللاعب مسؤول عن تفرغه

أكد اتحاد الكرة وعلى لسان محمد عبد العزيز رئيس لجنة المسابقات، أن اللاعب الموظف عليه أن يستقيل من جهة العمل التي يعمل بها أو أن يحضر من نفسه تفرغاً، لكي يضمن العودة للعمل حسب الإتفاق الذي يتوصل إليه مع جهة عمله، وقال اللاعب المحترف يستفيد من بنود العقد بشكل جيد والأندية تلتزم بكل ما في العقود من مميزات بهدف أن توفر للاعب بيئة مناسبة للعطاء والتركيز على كرة القدم ..

ولكن هنالك من يتمسك بعقد النادي ويستفيد منه ثم يريد في ذات الوقت الاستفادة من الوظيفة، مشدداً على أهمية مراجعة العقود وكتابة بند يلزم اللاعب بالتفرغ لكرة القدم حتى يكون محترفاً ومتفرغاً بالفعل للنادي الذي يمنحه راتباً شهرياً والعديد من المميزات الأخرى.

اللاعب ملك النادي 24 ساعة

ذكر الجزائري حكيم قلي وكيل اللاعبين المعتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن اللاعب يفترض ألا يكون لديه عقد مع جهة أخرى بخلاف النادي الذي يلعب له، مؤكدا أن اللاعب المحترف يجب أن يكون ملكا للنادي 24 ساعة في اليوم، حتى انتهاء عقده وقال: النادي عندما يوقع مع اللاعب عقدا فانه يمتلك ساعاته واذا قرر المدرب إجراء تدريب في أي وقت، يجب أن يكون اللاعب حاضرا ولكن اذا كان مرتبطا بعمل فانه لا يستطيع الالتزام بالتدريبات .

وأكد الجزائري حكيم قلي أن المشكلة في اللاعب فقط وليس في أي جهة أخرى سواء اتحاد الكرة أو الهيئة، وقال: لا يمكن أن يتحمل الآخرون أخطاء اللاعبين الذين يصرون على الدوام، ولا يمكن رمي المسؤولية على جهة أخرى، هذا تفسير خاطئ للاحتراف.

واضاف: بعض الفرق تحتاج أداء تدريبات صباحية ، ونتساءل هل يحضر اللاعب أم يذهب للدوام؟ كما أن اللاعب لا يمكن أن يداوم في أبوظبي وهو يلعب لناد في الشارقة لأنه سيكون شارد الذهن في التدريبات مما يقلل من فائدة التمارين وعدم تطور اللاعب فنيا وبدنيا.

اللاعبون: الكرة ليس لها أمان

ذكر عدد من لاعبي دوري الخليج العربي أنهم لا يستطيعون ترك الوظيفة من أجل التفرغ لكرة القدم، لأن الوظيفة وحسب قولهم تأمين للمستقبل، وقال بعض اللاعبين خلال مناقشة موضوع التفريغ، إن التمسك بالعمل على طمع أو بحث عن دخل إضافي في الوقت الحالي، ولكن الهدف الأساسي منه أن تكون الوظيفة موجودة بعد الاعتزال، وتساءل البعض:

ماذا يمكن أن نفعل بعد أن نترك كرة القدم..؟! ويقول هؤلاء إن الوظيفة في الوقت الحالي تسبب لهم إرهاقاً بدنياً يؤثر على مستوياتهم في المباريات، لكنهم في ذات الوقت يشعرون بالراحة النفسية لأنهم يحددون مستقبلهم مبكراً بعد الاعتزال ويعرفون مصيرهم.

ويؤكد عدد من نجوم الدوري أن العائد المادي لدى غالبية اللاعبين مجزٍ ويغطي الاحتياجات، وأن مرتب الوظيفة يعتبر دخلاً إضافياً لأن الهدف من العمل تأمين المستقبل يواصل فيه اللاعب بعد نهاية مشواره لأن كرة القدم ليس لها أمان، حسب قولهم. يتضح أن غالبية اللاعبين الموظفين يفتقدون رغبة التفرغ للكرة من تلقاء أنفسهم وينتظرون تدخل الجهات الأخرى لتفريغهم.

Email