هات وخد

شموخ الفرسان

ت + ت - الحجم الطبيعي

وقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، على منصة المؤتمر الاقتصادي المصري بشرم الشيخ، شامخاً شموخ الفرسان، ومتواضعاً تواضع النبلاء.

لمَ لا، وهو فارس العرب «قول وفعل».

لم لا، وهو المحرض على الابتكار والنبوغ والتميز.

لم لا، وهو صاحب مقولة «أنا وشعبي نحب المركز الأول».

لم لا، وهو المؤمن بمفهوم «كثيرون يفكرون في المستقبل ونحن نصنعه».

لم لا، وهو بانيها، اللؤلؤة المدهشة المثيرة المتمردة.

وقف على منصة المؤتمر وكأنه يكمل ما بدأه، يكمل أنشودة المجد، الكلمات ليست كالكلمات، حب مصر الدفين المخزون هو الذي ينطق هذه المرة، حب العروبة هو المحرك للكلمات التي دغدغت المشاعر، مشاعر العرب وغير العرب، في وقفة عالمية، نعم أمام العالم كله، كان يتحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حديثاً يغزو على الفور القلب والعقل معاً، وكان رد الفعل فورياً بالنبض نفسه، وبالقوة نفسها، وعلى الدرجة نفسها، تصفيق حار مع كل جملة، مع كل كلمة، لقد صفقت له القاعة العالمية كما لم تصفق من قبل، لقد أشعل فارس العرب القاعة كما يشعل الميدان، أشعلها دون أن يقصد أو يرتب، بالهالة وبالطلة، وبالكلمات العروبية التي لامست الحاضر، وذهبت نحو المستقبل مناشدة الاستقرار والسلام والأمان والنمو والازدهار لكل العرب من خلال بوابتهم ودارهم.

قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وأسمعها للعالم كله، كلمات حكيم العرب التاريخية، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد: «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي، ولا وجود للعرب دون مصر».

قالها فارس العرب بصوت عالٍ: «ما نقدمه لمصر ليس منة، بل واجب»، مصر كنانة الرحمن وموطن السلام وقلب العروبة، بها ومعها تتم صناعة التاريخ، «مواقفنا ليست كرهاً في أحد، بل حب لشعبها وواجب في حقها».

قالها، ولم يفوتها المؤتمر، بل كان التثمين في الحال، تصفيق حار مرة أخرى وأخرى، لكنه هذه المرة لا يريد أن يتوقف: «وقوف الإمارات مع مصر استثمار في مستقبل أمتنا».

كانت تلك الكلمات تحديداً بمنزلة القول الفصل، اختصار لكل المواقف وكل الكلمات، إنها الرؤية البعيدة العميقة، إنها الرسالة القوية المباشرة لمن يريد أن يتفهم روعة المواقف ويتلمس حقائق الأشياء.

كلمات أخيرة

Ⅶ لم أستطع أمام روعة المشهد، المشهد العام لهذا التوحد العربي الذي قلما يحدث بهذه القوة، ومشهد فارس العرب خاصة وكلماته الدالة، نعم لم أستطع أن أترك ذلك دونما تعبير، وكأنني وأنا أفعل ذلك لا أنوب عن كل مصري فحسب، بل أنقل ما يجول في خاطر كل عربي أسعده ما رأى، وشعر من خلاله بالفخر والاعتزاز والانتماء.

Ⅶ مرت بكل واحد منا فترة، ربما كان يخجل فيها من عروبته، لكن هذا التوحد الصلب الجبار، وهذه الرسائل المتدفقة، وهذه المواقف المحترمة القوية على أي مستوى في الدنيا، وهؤلاء الرجال الذين هم على شاكلة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس السيسي، وهذه المواقف العربية الصلبة من زعماء السعودية والكويت والبحرين والأردن وغيرهم، نعم هذه المواقف تحيي فينا الأمل، وتعيد إلينا الثقة، وتشعرنا بعروبتنا التي افتقدناها وكدنا ننساها.

Email