المجلس الوطني يناقش سياسة «الهيئة» في دعم الأندية

نهيان بن مبارك: مهتمون بتطوير البيئة الرياضية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، أهمية تطوير البيئة الرياضية، وتوفير الدعم المالي اللازم للأندية والاتحادات، وتوفير الشروط لإعداد الفرق الدولية التي تتنافس عالمياً باسم الدولة والتوسع في إنشاء مراكز الشباب، مشيراً إلى أهمية توفير كل الشروط اللازمة لتحقيق ما هو مطلوب.

وكشف معاليه عن الانتهاء قريباً من استراتيجية شاملة للاستفادة القصوى من مراكز الشباب والمراكز الثقافية في جميع مناطق الدولة، من خلال أنشطة مستمرة لاستقطاب الشباب وإتاحة الفرصة لهم ومختلف القطاعات والكتاب والمسرحيين والمثقفين، وستحتضن الوزارة هؤلاء الموهوبين.

وأعلن عن رفع الهيئة لتوصية إلى مجلس الوزراء، تتيح لأبناء المواطنات بالاستمرار في ممارسة الأنشطة الرياضية بعد سن 18 عاماً في الأندية، للمساهمة في الحركة الرياضية والمشاركة في المنافسات الدولية،..

وأن يكون هذا الحق لجميع أبناء المواطنات وليس استثناء. جاء ذلك خلال مناقشة موضوع سياسة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في تطوير الأندية، في الجلسة الحادية عشرة من دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الخامس عشر التي عقدها المجلس أمس، برئاسة معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة...

ومعالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، وإبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، ومعالي عبيد حميد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية.

مناقشة ومداخلات

وشهدت مناقشة الموضوع مداخلات من معظم أعضاء المجلس، والتي اتسمت بالهدوء وسعة صدر معالي رئيس الهيئة وإبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة بالرد عليها. وفي بداية مناقشات الموضوع أعرب مروان بن غليطة عن شكره لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان على قيادته وجهوده لهذا القطاع المهم، ودعم القيادة والحكومة الرشيدة، وقال منذ عام 1971 أولت الدولة اهتماماً خاصاً بقطاع الرياضة..

والكل يعلم أن الهيئة هي السلطة العليا المختصة بدعم قطاع الرياضة، مؤكداً أهمية أن تكون الرياضة قطاعاً رائداً ولها مردود تجاري، مطالباً بقانون رياضي لتغطية جميع الجوانب المتعلقة بالرياضة. وتساءل سلطان سيف السماحي عن الخطة الاستثمارية للهيئة حول تطوير الاستثمار التجاري للأندية، والتسويق الرياضي.

وطالبت الدكتورة منى البحر بتفعيل البرامج التي تعزز التنمية الفكرية والثقافية للوصول إلى جيل صحي منتمي. وتساءل العضو فيصل الطنيجي عن الإجراءات التي قامت بها الهيئة لحل مشكلة المرافق والمجمعات الرياضية، وانسحاب بعض الاندية الرياضية من البطولات بشكل جذري وزيادة قيمة الدعم.

فتح الأندية

وتساءل أحمد الأعماش عن تخلي الهيئة عن دورها في حماية المواطنين وتحقيق أهدافهم، وعدم فتح الأندية لأكبر عدد من المواطنين، وعدم وجود تأطير لأنشطة العنصر النسائي. وقال أحمد عبدالملك أهلي إن قطاع الرياضة والشباب بات يغرد خارج السرب في التطور الذي تشهده الدولة، مشيراً إلى ضعف البنية التحتية والميزانيات.

وتناول حمد أحمد الرحومي الدعم الموجه للأندية، وأن تحقق الأندية المطلوب منها، مشيراً إلى ضعف التوطين في القطاع الرياضي في ظل وجود مواطنين متخصصين. وتطرق العضو علي عيسى النعيمي إلى موضوع مباريات المنتخب الوطني، وأن يكون المشرفون عليها، خصوصاً المعلقين من الذين يحملون الجنسية الإماراتية.

وأثار راشد الشريقي موضوع ملاحظة عدم وجود استراتيجية للهيئة، وأن الأندية تحولت إلى شركات وأصبحت خارج نطاق الهيئة، وأندية الدرجة الأولى اصبحت تركز على كرة القدم، وتناول موضوع التفرغ الرياضي الذي لا يتم التعامل معه بصورة مهنية كما صدر قرار مجلس الوزراء لسنة 2007.

مجتمع صحي

وتناول العضو سالم بالركاض العامري موضوع خلق مجتمع صحي ورياضي وهذا يحتاج إلى جهود كبيرة، مؤكداً أهمية إشراك القطاع الخاص في هذا الجانب. وتطرق عبدالعزيز الزعابي إلى موضوع أوضاع الهيئة، خصوصاً المخصصات المالية، متسائلاً عن دور مصرف الإمارات للتنمية في خدمة قطاع الرياضة..

ولماذا لا يكون هناك مبادرات لخدمة الأندية من قبل المصرف. وقالت الدكتورة أمل القبيسي: هناك حاجة ماسة لبرامج وحملات توعية لتنفيذ البرامج الرياضية على مستوى المدارس في ظل نقص الكوادر المتخصصة في القطاع الرياضي لدى المدارس..

وتطرقت إلى الاستراتيجية الوطنية للابتكار الذي يعد منظومة متكاملة وتسير بقاطرة كبيرة من التعليم بمختلف مراحلة وبجميع المؤسسات الحكومية والخاصة، وهناك دور على أندية الشباب لتكون نواة للابتكار وأن يرتبط بتوجه الدولة. وطالبت أن يكون هناك دور اجتماعي للاعبين كقدوة لأبنائنا، لا سيما لطلبة المدارس بأن يمارسوا العادات الصحية والسليمة والغذاء السليم والابتعاد عن أية مؤثرات أخرى.

استراتيجية شاملة

وقام معالي الشيخ نهيان بن مبارك بالرد على أسئلة الأعضاء، وفوض إبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة بالرد على بعض الأسئلة. وقال معاليه إنه سيتم الانتهاء قريباً من استراتيجية شاملة للاستفادة القصوى من مراكز الشباب والمراكز الثقافية في جميع مناطق الدولة من خلال أنشطة مستمرة لاستقطاب الشباب وإتاحة الفرصة لهم ومختلف القطاعات والكتاب والمسرحيين والمثقفين..

وستحتضن الوزارة هؤلاء الموهوبين ونقدم لهم كل الامكانيات، وفي بداية الأمر كمرحلة تجريبية تم الأخذ بمشاركة جميع فئات المجتمع وتم دراسة المنطقة الغربية، وتم وضع خطة إلى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وتم وضع الميزانيات وتنفيذها وفي الوقت نفسه قمنا بمسح كامل للمراكز الغربية في الإمارات وتم حصر ما هو مطلوب.

المجمعات الرياضية

وقال معاليه: توجد خطة ويتم التواصل مع وزارة الأشغال لأهمية هذه المنشآت وحاجة الشباب لها، وتوجد منشآت بمستويات عالمية في مختلف مناطق الدولة، ولكن يوجد نقص في بعض المناطق والأندية والمراكز ولدى توفر المبالغ المالية سيتم العمل على الانتهاء.

وأضاف أن انسحاب بعض الأندية كان لأسباب مالية في ظل التنافس على المركز الأول ونحن على تواصل مع وزارة المالية لتوفير الدعم المالي، خصوصاً للأندية التي ليس لديها دخل من خارجها، مؤكداً أهمية وضرورة توفير الدعم المادي لتمكين الأندية من المشاركة في جميع نشاطاتها.

وأكد معاليه أهمية توفير متطلبات الأندية، ونقوم بإعداد استراتيجية كاملة للشباب ودراسة للمجتمع واستغلال المرافق الموجودة وإيجاد فرص عمل وكل فرد في الدولة مهم ويجب توفير كل مستلزمات الحياة الكريمة والمرافق. وقال إن الكثير من الأندية تستثمر ونشجع أن تقوم الأندية والمراكز الرياضية على العمل والاستفادة من الحركة الاقتصادية وأن تستثمر الأراضي الموجودة، وتغطية مصاريفها.

دوري محلي

رفض معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الفكرة التي طرحها العضو مصبح الكتبي، بتنظيم دوري محلي على مستوى إمارات الدولة، على أن يصعد من كل إمارة الفريقان الأول والثاني إلى دوري عام على مستوى الدولة. وقال معاليه إن جميع الدول لديها دوري واحد ولا يمكن أن يتجزأ، ونحن نجمع جميع أندية الإمارات تحت راية واحدة ونظام واحد.

«المجلس» يطالب بإنشاء صندوق الرياضة

طالب المجلس الوطني بإنشاء صندوق الرياضة، الذي يشتمل على تنمية الموارد المالية لزيادة الدعم المقرر للأندية الرياضية، وإعداد خطة وطنية محددة ببرامج وأنشطة ومؤشرات علمية في شأن إعداد الكوادر الرياضية المواطنة، وتوطين الوظائف الإدارية والفنية في مختلف أنواع الرياضات، مع التأكيد على زيادة المخصصات المالية والرواتب والأجور وضمهم في قانون الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية.

وأوصى بزيادة الاعتمادات المالية المخصصة للهيئة لضمان تنفيذ أشمل للخطة الاستراتيجية، خصوصاً فيما يتعلق بتوفير البنية التحتية الرياضية للاتحادات والأندية ورعاية الموهوبين، وبإجراء تقييم دوري لتجربة الاحتراف في مختلف أنواع الرياضات وتبني برامج محددة لنشر ثقافة الاحتراف الرياضي بما يضمن امتدادها إلى كل أنواع الرياضات الجماعية والفردية وتقييم تجربة احتراف اللاعبين الأجانب في مختلف أنواع الرياضات.

قانون الرياضة

ودعا المجلس إلى إصدار قانون الرياضة لاستكمال المنظومة التشريعية اللازمة لتنظيم مختلف أنواع الرياضات، خصوصاً ما يتعلق منها بلوائح تنظيم الاحتراف والعمل الإداري الرياضي، والعلاقة بين الهيئة والمجالس الرياضية المحلية وتنظيم عمل الأكاديميات الرياضية بالدولة وعلاقاتها بالاتحادات المعنية..

وكذلك ما يتعلق بلوائح قانون المنشآت الرياضية والتفرغ الرياضي، ودراسة إعادة توزيع المخصصات المالية الخاصة باتحاد كرة القدم لسد احتياجات بقية الاتحادات، لوجود موارد أخرى ساهمت في زيادة ايراداته..

وانشاء صندوق الرياضة يشتمل على تنمية الموارد المالية لزيادة الدعم المقرر للأندية الرياضية، مثل: (وقف الرياضة، درهم الرياضة، ونسبة من عقود اللاعبين والمدربين الأجانب) وتبني خطط لتنمية الموارد المالية لهذه الأندية، خصوصاً ما يتعلق بدعم جهود التسويق الرياضي.

أفضل الممارسات

وأوصى المجلس باعتماد إعداد تطبيق مؤشرات أداء مجالس إدارات الاتحادات، وتطبيق أفضل الممارسات الدولية في إدارة وتسويق برامج الاتحادات الرياضية، وتكامل الجهود والتنسيق الشامل بين الهيئة وكل من: اللجنة الأولمبية ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والمجالس المحلية الرياضية بشأن استقطاب ورعاية الموهوبين رياضياً وصقل مواهبهم في إطار مشروع البطل الأولمبي..

ودعم رياضة المعاقين بما يضمن توفير بنية تحتية مناسبة وقاعدة بيانات شاملة وإنجاز مشروع المركز الإقليمي لتأهيل وإعداد الكوادر الرياضية للمعاقين، وإعادة دراسة احتياجات الأندية من مخصصات استهلاك الكهرباء والماء للأندية الرياضية وضرورة مساواتهم بالتعرفة المخصصة للمواطنين..

ومباشرة وزارة الأشغال العامة في تنفيذ المشروعات المعتمدة من الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة حتى تتمكن من تنفيذ أنشطتها الشبابية في مناطق الدولة، وتنفيذ الهدف الاستراتيجي الخاص بالمركز الطبي الرياضي وإعداد جدول زمني للانتهاء منه.

إشعاع

أكد معالي نهيان بن مبارك الحرص على أن تكون الأندية مراكز إشعاع وجذب لمختلف فئات المجتمع وأن تستمر الأنشطة، ونعمل على خدمة المجتمع وتنشيط الفعاليات والموهوبين ودعمهم وهناك دراسة يتم إعدادها لرفع جاهزية هذه المؤسسات.

إبراهيم عبد الملك: قانون الرياضة أمر مهم

أكد إبراهيم عبد الملك أهمية وجود قانون ينظم جميع الأمور المتعلقة بالرياضة، مشيراً إلى أن هذا الأمر نوقش منذ أربع سنوات، وكان رأي مجلس الإدارة أنه لم يحن الوقت لوجود قانون، لأنه يترتب عليه اعتمادات مادية إذا لم تستطع العديد من الجهات توفيرها ولكن إذا كان المجلس يرى أن هذا القانون مهم نحن مستعدون على البدء بالقانون والانتهاء منه خلال فترة قصيرة.

وقال إبراهيم عبد الملك: لقد ترك الأمر للاتحادات المعنية أن تقوم بتسويق رياضيتها، لأن الرياضة أصبحت منتجاً ويجب أن يسوق، وهذا متروك للأندية الرياضية التي تحولت إلى شركات ونحن كجهة حكومة لا علاقة لنا بها إلا من خلال الإطار التشريعي..

مشيراً إلى أن لدينا ضعفاً في عدم التسويق بسبب أن التسويق يعتمد على البنية التحتية وكل الاتحادات تشتكي من عدم وجود منشأة خاصة بها وعدم وجود كوادر مؤهلة قادرة على التواصل واستقطاب الشركات الراعية للمسابقات المختلفة.

وأضاف أن هناك مشروع مجمع رياضي في الفجيرة وتم وضع حجر الأساس له، وتم تنفيذ ما يقارب 22% ونفسه سيطرح العام الجاري في إمارة رأس الخيمة، وبعد خمسة أشهر قد يبدأ العمل به..

وبالتعاون مع وزارة الأشغال لدينا مشروع لصالة رياضية، ومسبح لكل مراكز الفتيات الـ(7) على مستوى الدولة، ولدينا مشروعان لصالة رياضية للألعاب الرياضية في إمارة دبي، ومشروع مضمار ألعاب القوى في الشارقة، ولدينا خطة طموحة مع وزارة الأشغال لاستكمال احتياجات القطاع الرياضي في الدولة.

تنمية دور المرأة في تكثيف مشاركاتها دولياً

أثنى معالي الشيخ نهيان بن مبارك على اقتراح تنمية دور المرأة في قطاع الرياضة، من خلال تعظيم مشاركتها في الفعاليات الدولية، مؤكداً أهمية وضع الحلول لحل ظاهرة السمنة والتي لها آثار اجتماعية مهمة، وخلق ثقافة قادرة على مواكبة التطورات وعلى مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين وهي كثيرة..

 وقال: الابتكار مهم وكل ما تعود الطالب على الاعتماد على النفس وابتعدنا عن التلقين ومكنا شبابنا وبناتنا من الاعتماد على النفس هو مهم للابتكار، ويجب أن يفكروا ويقيموا ويصلوا إلى نتائج مهمة، مؤكداً أهمية الاستفادة من دور النجوم في جميع الرياضات لا سيما وأن الطلبة ينظرون لهم كقدوة.

وقال: الأندية تدار من قبل مسؤولين ويديرون مصالح وليس من اختصاص الهيئة التدخل في إدارة أنديتهم، مضيفاً أنه يجب منح أبناء المواطنات الفرصة للمساهمة في الحركة الرياضية وتم مناقشة هذا الموضوع في الهيئة وتم رفع مذكرة للسماح لهم في النشاط الرياضي وتمثيل بلدهم في المحافل الدولية.

ووجه معاليه الشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، على متابعتها المستمرة لتمكين المرأة في جميع القطاعات والمساهمة في تنمية الوطن، ونفتخر أن دولة الإمارات في مصاف الدول لعالمية في مجال مشاركة المرأة في جميع القطاعات، والمرأة مشاركة في المحافل الدولية في الكثير من الرياضات وهناك مشاركات نسوية عالمية.

Email