أكد خبراء تحكيم إماراتيون، ان حرص الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/ على تجربة تقنية تحكيمية في مباريات بطولة كأس العالم للأندية التي تستضيفها أبوظبي، ممثلة في دعم آلي جديد يسهم في كشف التسلل بصورة أكثر دقة، ستكون تجربة عملية لمدى فائدة هذه التقنية الجديدة وقدرتها على مساعدة أطقم التحكيم في إدارة المباريات بصورة أكثر دقة خاصة فيما يتعلق بالكشف عن خاصية التسلل.

وكانت تقارير انجليزية قد أعلنت عن نية /فيفا/ استخدام تقنية جديدة خلال مباريات هذه البطولة وهي عبارة عن تقنية آلية جديدة لكشف التسلل أطلق عليها /سيمي أوتومايتد/ او نصف آلية، وهو ما دعى البعض لتسميتها "حكم آلي" إلا أن القرار النهائي سيكون لحكم المباراة، وذلك على اعتبار أنها تسهم في تسريع اكتشاف التسلل، واتخاذ القرار في أقل وقت ممكن، وتقديم قرار شبه فوري إلى حكم تقنية الفيديو، الذي يوضحه بدوره لحكم اللقاء.

وتعتمد التقنية الجديدة على استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال الكاميرات المثبتة حول الملعب لتحديد نماذج ثلاثية الأبعاد للاعبين وللكرة، وتحديد توقيت تمرير الكرة باستخدام بيانات التتابع الاستشعار من أنظمة الكاميرا، ويتم تصميم هيكل عظمي لكل لاعب لتحديد إذا ما كان جزء من جسده متسللاً أم لا.

فمن جانبه أكد مسلم أحمد الحكم الدولي السابق والخبير التحكيمي، أن هناك رغبة واضحة من الاتحاد الدولي في الوصول إلى أفضل قرارات تحكيمية خلال المباريات، ومحاولة تفادي الأخطاء خاصة المتعلقة بحالات التسلل، ينتج عنها تسجيل أهداف، أو إلغاء أهداف بداعي التسلل، علماً أنه أعلن عن هذه التقنية منذ اكثر من 6 أشهر، وطبقها بشكل مبدئي في بطولة كأس العرب الأخيرة، التي أقيمت تحت مظلة الفيفا، وعاد واجرى عليها العديد من التعديلات من اجل تطبيقها في بطولة كأس العالم للأندية.

وقال /فيفا/: "لا يستطيع تطبيق تنفيذ أي تقنية جديدة بدون تجربتها أولاً في البطولات التي تقام تحت مظلته سواء بطولات ناشئين او شباب او اندية، وإذا نالت الموافقة يتم اعتمادها وتطبيقها في كأس العالم".

وأضاف: "التقنية الجديدة هي أكثر تطوراً من تلك التي استخدمت في كأس العرب، فهي تعتمد على استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي من خلال الكاميرات المثبتة حول الملعب واستشعار أبعاد اللاعبين والكرة، مع إعطاء قرار سريع لحكم الفار، وبالطبع فإن الغرض الأساسي هو القضاء على التشكيك في صحة قرارات احتساب الأهداف من عدمه بسبب حالات التسلل، مع إعطاء حكم المباراة حرية اتخاذ القرار سواء بالاعتماد على التقنية الحديثة أو الاعتماد على الطريقة التقليدية المستخدمة وفق تقنية حكم الفيديو".

واكد في نفس الوقت أن هذه التقنية لن تسهم في الاستغناء عن الحكام المساعدين كما تردد، ولكنها مجرد تجربة قد تثبت جدواها وقد لا تثبت ذلك، وهو ما حدث في كثير من التقنيات السابقة التي حرص الاتحاد الدولي على تجربتها، مثل تقنية حكم الفيديو التي تمت تجربتها في كأس العالم للأندية أيضا واعتمد بعضها ولم يعتمد الآخر.

نفس الأمر اتفق عليه الخبير التحكيمي إبراهيم المهيري، الذي أكد أن الاتحاد الدولي حريص على تقليل الأخطاء التحكيمية في المباريات، وأكثر حالات تلقى كثير من الجدل هي حالات احتساب التسلل، خاصة التي ينتج عنها إحراز اهداف أو إلغائها.

وقال: "تجربة الفيفا لاستخدام تقنية الحكم الآلي في مباريات مونديال الأندية، تأتي من منطلق التعرف على فائدة هذه التقنية ومدى إمكانية تطبيقها لاحقاً أو لا، فمثل هذه التقنيات الحديثة لا يتم التوصل إلى قرار نهائي فيها إلا بعد تجربتها أكثر من مرة وفي مباريات رسمية كثيرة، وهذا لا يتحقق إلا في مثل بطولة كأس العالم للأندية باعتبارها بطولة رسمية تقام تحت مظلة الفيفا".

وأضاف: "سبق للفيفا أن أجرى تجربة لتقنية مماثلة في بطولة كأس العرب الأخيرة كان الهدف منها التأكد من احتساب حالات التسلل، عن طريق الخطوط التي تحدد موضع وقوف اللاعبين لحظة لعب العرب، لكنني أعتقد ان التقنية الجديدة مختلفة كليا فهي تعتمد على استخدام الذكاء الاصطناعي عبر الكاميرات المنتشرة حول الملعب".

أما الحكم الدولي السابق عبدالله العاجل فقد اعتبر أن استخدام هذه التقنية الجديدة ليس مؤشراً على اعتمادها لاحقاً، بدليل أن هناك العديد من التقنيات السابقة التي تمت تجربتها ولكن لم تعتمد مثل تقنية عين الصقر التي لم تعمم بشكل رسمي في كل البطولات.

وقال: "التقنية الجديدة تساعد حكم الفيديو في سرعة اتخاد القرار اعتمادا على مراكز الاستشعار في الكاميرات لتتبع أطراف اللاعبين أو كما يسميها البعض تقنية تتبع الهيكل العظمي".

وأكد أن الجزم بدقة التقنية الجديدة أمر لا زال من المبكر الحكم به، ولن يتضح إلا بعد تجربتها، وإلا فإنها قد تزيد الجدل مثلما تثير تقنية حكم الفيديو "الفار" الجدل حتى الآن رغم التطور الكبير الذي طرأ عليها.