جوت عداء هرب من جحيم الحرب ليصبح نجماً عالمياً


خطف الأسترالي جوت جوت، طالب الثانوي البالغ من العمر 17 عاماً، الأنظار بسرعته المذهلة في سباقات العدو القصير 100 و200 متر، وأصبح حديث العالم، والمرشح لخلافة الأسطورة الجامايكي يوسين بولت، بعد أن هربت أسرته من جحيم الحرب الأهلية في جنوب السودان، قبل الانفصال، إلى أستراليا، التي رعت موهبته وقدمته للعالم.


وتمكّن جوت في وقت قصير من تحويل مساره من مجرد موهبة مغمورة، تظهر في السباقات المدرسية، إلى أحد أبرز الأسماء الصاعدة في ألعاب القوى، بعد فترة من العمل الشاق وتطوير قدراته، وذلك عندما حصل على فضية بطولة العالم للشباب تحت 20 عاماً، في أغسطس من العام الماضي، بزمن قدره 20.60 ثانية في سباق 200 متر، كما حصل على ذهبية سباق أوقيانوسا تحت 18 عاماً في ذات العام، وسبق ذلك تحطيمه لعدد من الأرقام القياسية في سباقات محلية ببلاده.

وجاء نجاح العداء الأسترالي، نتاج التزامه الكبير بالتدريبات، وحرصه على تحسين تفاصيل صغيرة في أسلوب ركضه، إلى جانب الدعم القوي الذي يحظى به من عائلته ومدرسته ومدربه، الذي أكد أن ما يميز جوت جوت، هو عزيمته وشجاعته في مواجهة المنافسات الكبرى، رغم صغر سنه.

ويتأهب حالياً طالب الثانوية، إلى كتابة إنجاز جديد في مسيرته، عبر بطولة العالم لألعاب القوى في طوكيو، والتي تقام في الفترة من 13 إلى 21 سبتمبر الجاري، حيث يدخل سباق 200 متر بثقة وإيمان بقدراته، وطموح كبير في بلوغ القمة العالمية، وقال جوت، تعليقاً على وجوده في الحدث العالمي: أنا متحمس للغاية للمشاركة في بطولة العالم، والثقة التي وجدتها من الاتحاد الأسترالي لألعاب القوى، أتطلع إلى تحقيق النجاح، ومنافسة أفضل المتسابقين في العالم.

وتلخص قصة جوت جوت معنى الحلم المبكر، والقدرة على تحدي التوقعات، حيث لم ينتظر العداء الشاب حتى يصبح أكبر سناً أو أكثر خبرة، بل قفز مباشرة إلى دائرة الضوء العالمية، رافعاً علم بلاده، وملهماً جيلاً جديداً من الشباب الذين يرون في الرياضة وسيلة للتعبير عن الطموح والنجاح، وتحقيق الأحلام التي يراها البعض مستحيلة.