للمرة الثانية على أرضنا والثالثة في تاريخ البطولة

النحس يطارد الأبيض في آسيا من 1996 إلى 2019

دموع كابتن المنتخب تعكس الخروج الحزين من البطولة | تصوير: سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

للمرة الثالثة، يتبخر الحلم الآسيوي، وتضيع فرصة الفوز باللقب القاري الغالي، ففي بطولة 96، وصل جيل الطلياني الهاوي للمباراة النهائية أمام السعودية، ولكن ركلات الجزاء خذلته، وفي 2015، تخطى جيل عموري المحترف الياباني في دور الـ 16، ولكن أستراليا أوقفت حلم الوصول للنهائي، فلعب الفريق على المركز الثالث، وناله بالفوز على العراق، وفي 2019، عاد حلم الفوز باللقب، خاصة أن البطولة على أرض الإمارات ووسط جمهورها، وهذا السلاح دعم الفريق بقوة، حتى وصل إلى المربع الذهبي، ولكن فارق الخبرة أبعد الفريق «المجدد»، عن الوصول للنهائي، لتصاب الجماهير بخيبة أمل، وتتهم المنظومة الكروية بأنها هشة، ودون قواعد قوية وراسخة، وخرجت الأصوات تنادي بضرورة إعادة تقيم المنظومة الاحترافية، التي لم تحقق نتائج توازي ما يصرف عليها من أموال.

جيل الهواية

ضياع الحلم الآسيوي في عهد الهواية، كان الصدمة الأكبر، لأن جيل ذلك الوقت، ضم العديد من المواهب التي لا تعوض، جيل اكتسب الخبرات، وخاض العديد من البطولات، وتحمل العديد من الضغوط على مر فترة لعبه، جيل اهتم لاعبوه بمستقبلهم الدراسي، فتخرج منهم وكيل النيابة والمدير والضابط والمدرس، جيل لعب الكرة من أجل الكرة والاستمتاع به، فكانت مكافآته وحوافزه ضئيلة للغاية، فعدنان الطلياني أسطورة الكرة الإماراتية، كانت مكافأته الشهرية لا تتجاوز 3 آلاف درهم، ومع ذلك، أمتع ورفاقه الجمهور بمستوى كروي متميز، وتأهل جيله لنهائيات كأس العالم 90 في إيطاليا، لذلك، لا يزال الجمهور يتذكر هذا الجيل بكل خير، سواء على الصعيد الكروي أو الاجتماعي.

جيل الاحتراف

منح جيل عموري، الفرصة الذهبية، واستفاد كثيراً من ممارسة الكرة، فقد تذوق هذا الجيل حلاوة الاحتراف، واستفاد منه كثيراً، ووصلت المكافأة الشهرية لبعض لاعبي هذا الجيل، إلى 2 مليون درهم شهرياً، خلاف مكافآت الفوز التي وصلت إلى 50 ألف في المباراة الواحدة، وحقق لاعبو الجيل ثروة كبيرة، البعض أحسن استغلالها، والآخر خدعته المظاهر ومغريات الحياة، هذا الجيل أسعدنا بالفوز بخليجي 21 في البحرين، ونال البرونزية في نهائيات آسيا 2015 في أستراليا، واعتبر البعض هذا إنجازاً، واعتبره البعض الآخر ليس إنجازاً، بما أننا سبق ونلنا الميدالية الفضية من قبل، ومثل هذه الإنجازات، لا تتواكب مطلقاً مع ما يصرف على الكرة من مصاريف باهظة، وإعلام لم يسبق له مثيل.

خيبة أمل

وجاءت النسخة السابعة عشر من البطولة الآسيوية، لتقام على ملعبنا وبين جمهورنا، ولكن مع جيل معظمه يشارك للمرة الأولى في نهائيات آسيا، جيل لا يزال يتمتع بحلاوة الاحتراف، ووقف الجمهور بقوة مع هذا الجيل خلال نهائيات آسيا، وجاء المستوى متواضعاً، ولكنه يسير بوقود الجماهير، وتم التأهل للدور الثاني، ونال المنتخب دفعة معنوية كبيرة من القادة، ومع ذلك، فاز بركلة جزاء غير صحيحة، وتأهل لملاقاة أستراليا، وبخطأ دفاعي أسترالي، استغله علي مبخوت، وسجل هدف الفوز، هنا، كانت الطامة الكبرى بالاحتفال المبكر بالوصول إلى المباراة النهائية، وتمنى البعض فوز اليابان من أجل ملقاته في النهائي، رغم أنه يتبقى على ذلك مباراة غاية في الأهمية، واعتقد اللاعبون أن المباراة سهلة، والفوز بنتيجتها سيكون بالريموت كونترول، وفشل الجهاز الإداري في التهيئة المعنوية للاعبين، وكانت المحصلة، خسارة قاسية، بكت بسببها الجماهير التي ملأت جنبات استاد محمد بن زايد.

زاكيروني السبب

صب الجميع غضبه علي المدرب الإيطالي ألبرتو زاكيروني، الذي لم يتعامل مع المباريات بشكل فني متميز، وأنه أخطأ كثيراً في التشكيلة وطريقة اللعب، ولكن يبقى السؤال المهم، هل كان زاكيروني هو من يضع التشكيلة، ويختار طريقة اللعب، على حسب المعلومات الواردة من داخل معسكر الفريق، حدثت تدخلات عديدة في عمل المدرب، وفرض عليه أمور، للأسف رضخ لها، وتحمل هو كامل المسؤولية أمام الجماهير، وكان هو ضحية الخروج المرير من البطولة، وما أشبه الليلة بالبارحة، حينما شارك منتخب الشباب في نهائيات آسيا، وكان المنتخب أقرب المرشحين للتأهل لربع النهائي، إذ دخل الجولة الثالثة بالعلامة الكاملة بست نقاط، بينما حل منتخبا قطر وإندونيسيا خلفه بثلاث نقاط، ودخلت الإمارات المباراة، ويكفي المنتخب نقطة واحدة فقط من أجل التأهل، كمتصدر للمجموعة، وتجنب اليابان في ربع النهائي، وكانت المفاجأة، هي وداع منتخب الإمارات البطولة، بعدما أن تساوى مع إندونيسيا وقطر في النقاط، إذ تم إلغاء نتائجهم أمام فريق تايوان متذيل الترتيب، وحل وقتها المنتخب الإماراتي ثالثاً، خلف قطر المتصدر، وإندونيسيا الوصيف بفارق الأهداف، وتبين عدم معرفة الجهاز الإداري بلائحة البطولة، وبدلاً من معاقبة الجهاز الإداري، تمت إقالة الجهاز الفني، فهو الحلقة الأضعف، كما هو الحال مع زاكيروني الآن.

مراجعة المنظومة

الآن، ما هو الحل لكل هذا التراجع لمستوى كرة الإمارات، مطلوب إعادة تقييم منظومة العمل الكروي، وإعادة تقييم تجربة الاحتراف، الذي لم يستفد منه سوى اللاعبين، مطلوب وضع استراتيجية للارتقاء بالمنظومة، لها أهداف ورؤى، وبرنامج تنفيذ ميداني، مع المتابعة الدورية، مطلوب إعادة الاهتمام بعمل الأكاديميات، بعد أن أهملت العديد من الأندية هذا القطاع المهم، اعتماداً على استقدام لاعبين من خارج النادي جاهزين، مطلوب زيادة عدد الأندية، وتشجيع الشركات والمؤسسات على المشاركة في الدوري بفئتيه، من أجل توسيع القاعدة، وحسن انتقاء للمواهب، مطلوب زيادة الاهتمام بمنتخبات المراحل السنية، وتوفير جهاز فني على مستوى عالٍ للإشراف عليها.

Email