آسيا 2019.. سوق باردة للسماسرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا


تعدّ نهائيات كأس أمم آسيا إحدى أهمّ بطولات كرة القدم في العالم، حيث تحتل المركز الخامس من ناحية الأهمية بعد نهائيات كأس العالم وبطولة أمم أوروبا وكأس أمم افريقيا وكوبا أمريكا لكنها لا تعتبر وجهة مفضلة للسماسرة ووكلاء اللاعبين، حيث يصنّفها البعض بـ«سـوق باردة» عكس نهائيات كأس أمم أفريقيا وكوبا أمريكا التي توفد لها أغلب الأندية الأوروبية كشّافيها ومسؤولي التعاقدات لمعاينة اللاعبين واكتشاف المواهب الجديدة.


ويشكل اللاعبون الأفارقة المحترفون في أوروبا أكثر من 60% من لاعبي المنتخبات الوطنية بينما لا تتجاوز هذه النسبة 11% في المنتخبات الآسيوية، حيث يبلغ عدد اللاعبين الآسيويين الناشطين في الدوريات الأوروبية 72 لاعبا من أصل 635 لاعبا مسجلين في النهائيات الآسيوية المقامة حاليا في الإمارات منهم 480 قادمون من الدوريات المحلية و155 محترفون خارجها بواقع 72 في أوروبا و76 في الدوريات الآسيوية و4 لاعبين في دوريات أمريكا الجنوبية و3 في شمال أفريقيا.


7 منتخبات


وهناك 7 منتخبات آسيوية لا تضم قوائمها أي لاعب محترف خارج دورياتها المحلية، وهي الإمارات والسعودية وتايلاند والهند والصين وفيتنام وقطر، بينما تتصدر أستراليا المنتخبات بضم 21 لاعبا ينشطون خارج الدوري المحلّي من أصل 27 لاعبا مسجّلين في قائمتها الرسمية من بينهم 18 في الدوريات الأوروبية، ثم تأتي كوريا الجنوبية بـ14 لاعبا بواقع 7 في أوروبا و7 في الدوريات الآسيوية، وتضم قائمة سوريا 17 لاعبا يحترفون في دوريات خليجية وعربية، ثم اليمن بـ14 لاعبا ينشطون في منطقة الخليج فقط، وتضم إيران 12 لاعبا منهم 9 في أوروبا و3 في الدوري القطري، واليابان 12 لاعبا يحترفون جميعا في أوروبا، بينما شارك المنتخب الفلسطيني بـ8 لاعبين منهم 4 في دوريات أمريكا الجنوبية ولاعبان بين الدوري المصري والمغربي.


لاعبون من الخارج


وتضم تشكيلة النشامى 4 لاعبين من خارج الدوري الأردني، والفلبين 8 لاعبين منهم 3 في أوروبا و5 في الدوري التايلندي، والعراق 8 لاعبين أيضا منهم 3 في أوروبا و4 في الدوريات الخليجية ولاعب واحد في الدوري التونسي، وشارك لبنان بـ4 محترفين من خارج الدوري المحلي منهم 3 في أوروبا ولاعب واحد في الدوري الإماراتي هو المدافع جوان العمري، بينما لعبت كوريا الشمالية بـ6 لاعبين محترفين خارج دوريها بواقع 4 أوروبيا ولاعبين اثنين في اليابان، وأوزباكستان بـ7 لاعبين منهم لاعبان اثنان في الدوري الروسي، ولاعبون يحترفون في دوريات اليابان والصين وكوريا الجنوبية ولاعب واحد في الدوري الإماراتي هو محترف نادي الشارقة شوكوروف، ودخل منتخب غيرقيزستان البطولة بـ7 لاعبين منهم 5 في الدوريات الأوروبية ولاعبان اثنان في بنغلاديش، وعمان بـ6 لاعبين منهم لاعب واحد في الدوري المالطي و5 في الدوريات الخليجية وضمّت تركمانستان 3 لاعبين أحدهم في الدوري التشيكي ولاعب في الدوري الأوزبكي والثالث في الدوري الهندي، وضمت البحرين لاعبا واحدا محترفا في أوروبا ولاعبين اثنين في الدوري الكويتي.


اقتراب النهاية


 ومع اقتراب البطولة من نهايتها، لم يسجل سوق الانتقالات إلا صفقة وحيدة تم حسمها وهي تعاقد الهلال السعودي مع المدافع الأسترالي ميلوس ديجينيك (24 عاما)، لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة، قادماً من نادي رد ستار بلغراد الصربي، والذي شارك معه اللاعب في 33 مباراة في جميع المسابقات.


من المقرر أن ينضم ديجينيك، والذي خاض 22 مباراة مع منتخب أستراليا، للهلال عقب نهاية المشوار الأسترالي في كأس آسيا 2019.


وأشارت بعض المصادر إلى أن عيون الأهلي المصري كانت تراقب المدافع السوري أحمد الصالح بهدف ضمه إلى صفوفه خاصة أن اللاعب السوري لا يعتبر لاعبا أجنبيا في الدوري المصري، كما ترصد عيون السماسرة نجم منتخب العراق الصاعد مهند علي، وأشارت مصادر إعلامية إلى أن اللاعب تحت مجهر بوروسيا دورتموند والاتحاد السعودي، فيما اقترب حسن معتوق مع العودة إلى الدوري الإماراتي، وأشارت مصادر إعلامية أخرى إلى إمكانية انتقال حارس مرمى المنتخب الأردني عامر شفيع إلى الدوري السعودي.


أزمة الرواتب


وهناك أسباب عديدة جعلت بطولة أمم آسيا وجهة غير مفضّلة للسماسرة، في مقدمتها الرواتب العالية لنجوم القارة في دورياتهم المحلية وخاصة في الخليج والصين والهند، وموعد إقامة البطولة الذي جاء خارج فترة الانتقالات الشتوية التي أغلق بابها في أوروبا، إضافة إلى ندرة المواهب في المنتخبات الآسيوية وتواضع مستواها الفني، في المقابل تعتبر ملاعب البطولة الافريقية سوقاً حقيقية لعقد الصفقات، خاصة وأن كأس أمم أفريقيا تتزامن مع الميركاتو وفتح باب انتقالات اللاعبين في مختلف أنحاء العالم.


كما أصبحت بطولة كأس الأمم الأفريقية (للاعبين المحليين) والمعروفة اختصاراً بـ(الشان) بطولة (لتسويق اللاعبين) في المقام الأول وتوفير بدائل للمنتخبات الوطنية التي ينشط لاعبوها خارج دورياتها المحلية، سواء في أوروبا أو الدول العربية والآسيوية.


وتعدّ بطولة كوبا أمريكا 2019 تحت 20 عاماً، التي انطلقت 17 الجاري في تشيلي من أكثر البطولات التي يحضرها الكشافون لمتابعة المواهب الشابة واستقطابها للأندية الأوروبية، ومن بين الأسماء التي برزت في النسخة الماضية لاوتارو خافيير مارتينيز (مواليد 22 أغسطس 1997)، وهو لاعب كرة قدم أرجنتيني محترف يلعب في مركز المهاجم لنادي إنتر ميلان الإيطالي والمنتخب الأرجنتيني، والبرازيلي فيليبي فيزيو والفنزويلي يانخيل هيريرا والأوروغوياني رودريغو بنتاكور.


وتحظى مسابقة كوبا أمريكا للمنتخبات أقدم مسابقة كرة قدم في تاريخ كرة القدم باهتمام واسع من سماسرة اللاعبين والوسطاء من مختلف الدوريات حول العالم وخاصة من أوروبا ودوريات الخليج لاقتناص أفضل اللاعبين.


ويلعب السماسرة والوسطاء الدور الرئيسي في سوق الانتقالات في كرة القدم، حيث أعلن الاتحاد الدولي للعبة في ديسمبر الماضي أنهم حصلوا على 2,14 مليار دولار في انتقالات اللاعبين منذ يناير2013.


حمود : ندرة المهاجم


أكد الأسطورة حمود سلطان، حارس منتخب البحرين الأسبق، أن ندرة المهاجم الآسيوي من الطراز الرفيع وراء قلة اهتمام وكلاء اللاعبين والأندية الخارجية ببطولة كأس أمم آسيا، وقال حمود سلطان إن اللاعب المهاجم هو الأكثر طلباً في مختلف سوق انتقالات، وقارة آسيا تفتقد النوعية الجيدة من اللاعبين على خلاف أفريقيا، مضيفاً أن آسيا عموماً ودول الخليج على وجه الخصوص، كانت تمتلك أسماء لامعة من اللاعبين الذين لم يكونوا تحت المجهر العالمي بسبب ضعف التسويق وقلة وكلاء اللاعبين بالمقارنة مع المشهد اليوم والطفرة التكنولوجية في عالم التواصل والفضاء الحديث.


وأضاف حمود سلطان أن دور المجموعات في بطولة كأس أمم آسيا «الإمارات 2019»، لم يشهد وجود لاعبين بارزين يستحقون المتابعة العالمية، إلا أن مهمة السماسرة ووكلاء اللاعبين الرسمية ستبدأ مع انطلاق الأدوار المتقدمة والحاسمة بداية من دور الـ 16 نظراً لحاجة هذه المرحلة إلى تقديم مستوى مميز على المستطيل الأخضر.


وأوضح حمود سلطان أن معظم اللاعبين حالياً ملتزمين بعقود مستمرة حتى نهاية الموسم، وخطوة التعاقد مع اللاعب في الشتاء وهو الفصل الذي يشهد إقامة البطولة قد يكلف النادي الراغب في شراء عقد لاعبين آسيا مبالغ مالية طائلة، مبيناً أن المستوى الفني للبطولة يلعب دوراً مهماً في التحكم بعملية التسويق للاعبين، حيث تعتبر بطولة كأس أمم آسيا أقل مستوى من البطولة الأفريقية أو بعض البطولات العالمية الأخرى.  وأشاد حارس منتخب البحرين الأسبق باحتراف بعض لاعبي الأحمر البحريني في أوروبا، أبرزهم عبدالله يوسف الذي يلعب في التشيك، ومحمد الحردان الذي يلعب في نادي فايله الدنماركي، إلا أنه لم يكن ضمن خيارات مدرب منتخب البحرين الحالي.


المرزوقي: ندرة المواهب


اعتبر فيصل المرزوقي وكيل اللاعبين، أن ندرة المواهب في آسيا أحد أهم الأسباب التي تجعل السماسرة والوسطاء غير متحفزين لمتابعة نهائيات كأس أمم آسيا عكس ما نشاهده في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا، إضافة إلى أن هناك دوريات معروفة في آسيا في تكوين لاعبين قادرين على اللعب في أوروبا مثل اليابان وكوريا الجنوبية بشكل خاصّ، فيما يفضل لاعبو الخليج اللعب في الدوريات المحلية، لأنهم يحصلون على امتيازات مالية جيدة، وقال: اللاعبون المميزون في آسيا قليلون، وشخصياً لا أهتم بالحضور إلى المباريات من أجل متابعتهم، يكفي المشاهدة عبر القنوات التلفزيونية.


نجم محمد: أعلى سعراً وأقل فناً


قال العراقي نجم محمد، وكيل لاعبين، إن المستوى الفني لآسيا يعتبر محدوداً بصورة عامة بغض النظر عن المنتخبات المعروفة على مستوى القارة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والتي نجحت في تصدير لاعبين إلى أوروبا، مشيراً إلى أن اللاعب الآسيوي أعلى سعراً بالمقارنة مع اللاعب الأفريقي رغم أن الأخير يعتبر أفضل من الناحية الفنية.


وصرح نجم محمد بأن سوق اللاعبين في نهائيات كأس أمم آسيا يعاني من الركود مقارنة بأفريقيا وغيرها من النهائيات الأخرى، ويعتبر أمراً طبيعياً بسبب غلاء الأسعار، حيث يأخذ اللاعب الآسيوي 10 أضعاف ما يتقاضاه اللاعب الأفريقي.


باروت: «الاستقرار» يحدّ  من الاحتراف

رأى المدرب الوطني عيد باروت، أن الاستقرار المادي لبعض الدوريات الآسيوية من أبرز أسباب عدم احتراف اللاعب الآسيوي في الدوريات الأجنبية. واستطرد: نتساءل من هو اللاعب الآسيوي أو الخليجي الذي يستحق اللعب في أوروبا؟ لاعبو الخليج ليسوا بحاجة إلى الاحتراف الخارجي، نتيجة استقرارهم مادياً في بلادهم.


منذر علي: توقيت البطولة لا يخدم الانتقالات

أكد منذر علي لاعب المنتخب الأسبق ووكيل لاعبين حالياً، أن المواهب تعد عملة نادرة حتى على مستوى العالم وليس على مستوى قارة آسيا وحسب، وأضاف إن الفترة الأخيرة لم تفرز نجوماً عالميين سوى اللاعب الفرنسي كيليان مبابي، مشيراً إلى أن موعد بطولة كأس أمم آسيا في الشتاء يتعارض مع السوق الأهم وهو الميركاتو الصيفي الذي تكثر فيه الصفقات على مستوى جميع فرق العالم، بينما لا يشهد «ميركاتو» الشتاء المتزامن مع البطولة سوى تغييرات بسيطة للضرورة لتصحيح مسار الفرق.


مسعـود: افتقاد الطموح



قال وكيل اللاعبين التونسي جلال الدين مسعود أن موعد البطولة، الذي جاء بعد غلق باب الانتقالات في الدوريات الأوروبية، التي تعتبر السوق الأكبر للاعبين في العالم من الأسباب التي تقف وراء عزوف السماسرة والوسطاء على حضور نهائيات كأس أمم آسيا، وأضاف: لا يمكن أن يتعاقد ناد أوروبي مع لاعب ويتركه مجمداً إلى غاية فتح باب الانتقالات المقبلة، إضافة إلى افتقار الكرة الآسيوية للمواهب باستثناء بعض الدوريات مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، وهناك لاعبون يفضلون البقاء في دورياتهم مثل الخليج لحصولهم على رواتب خيالية لا يمكن إيجاد مثيل لها في العالم.


وأضاف: اللاعبون الذين خطفوا الأنظار في نهائيات آسيا قليلون جداً، وهو ما يفسّر المتابعة الضعيفة للبطولة من قبل السماسرة والفنيين، آسيا سوق بارد، وأغلب اللاعبين لا يملكون الطموح للعب في أوروبا.


عمر الصادقي: أقل جودة


وصف التونسي عمر الصادقي، وكيل لاعبين، اللاعب الآسيوي بأنه أقل جودة من حيث المستوى الفني بالمقارنة مع اللاعبين الآخرين في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، وقال إن القارة الصفراء تعاني من ندرة المواهب والنجوم، وذلك يترجمه الواقع في نهائيات كأس آسيا، مبيناً أن خطوة الاحتراف جاءت متأخرة في دول آسيا.


وذكر الصادقي أن بعض الدوريات في آسيا بدأت تغري اللاعبين لديها بعدم الاحتراف في الخارج مثل الصين وبعض دول الخليج، ما جعل اللاعب يصرف النظر عن خوض تجربة الاحتراف في الخارج والبقاء من أجل اللعب في الدوري المحلي، مشيداً بتطور الكرة في بعض الدول لعل أبرزها اليابان وكوريا الجنوبية.


العامري: المميّز يفرض نفسه


صرح عادل العامري وكيل اللاعبين، أن سوق الانتقالات في آسيا يكون بارداً خلال النهائيات؛ لأن أكثر من 90% من اللاعبين مرتبطون بعقود مع أنديتهم، وقال: «تختلف السوق الآسيوية عن غيرها في أفريقيا وأوروبا. واللاعبون الآسيويون المميّزون بعدد أصابع اليد، وحتى على صعيد المنتخبات لا يوجد منتخب خطف الأنظار إليه بشكل كبير».

 
وأوضح العامري، أن كرة اليابان وكوريا الجنوبية مازالت تغرد خارج السرب من ناحية تطبيق الاحتراف وجودة اللاعبين، مشيراً إلى أن اللاعب المتميّز يفرض نفسه.
وأكد العامري، أن الوضعية المريحة للاعبين في دول الخليج مثل السعودية والإمارات والكويت تجعلهم يرفضون الانتقال للعب في دوريات أخرى.

 

Email