متى نعي هذه الحقيقة؟

ازرع في أوروبا تحصد في آسيا!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يبدو مستغرباً ولا مستبعداً، أن تكون أوروبا همزة وصل، بين المنتخبات الطامحة واللقب الآسيوي الكبير، من خلال بوابة احتراف لاعبي آسيا النجوم في دوريات القارة العجوز، أولئك النجوم الذين غالباً ما يشكلون أوراق حسم مؤثرة جداً في محطات مشوار أي منتخب في البطولة القارية الأهم.

ولا يختلف الأمر والنظرة إلى هذه الجزئية الحاسمة، في النسخة 17 من كأس أمم آسيا لكرة القدم، المتواصلة حالياً بضيافة الإمارات، بمشاركة 24 منتخباً، جاء أغلبها برغبة اعتلاء منصة التتويج، وبكل تأكيد، لن تتحقق أحلام أي منتخب، إلا باستثمار كل عوامل الحسم، ومنها، وفي مقدمها، عطاء اللاعب المحترف في الدوريات الأوروبية مع منتخب بلاده طوال مبارياته في البطولة القارية.

خسارة جسيمة

ولا شك أن عدم احتراف اللاعب الخليجي تحديداً، وبقية لاعبي الدول العربية من غرب القارة الآسيوية، يشكل خسارة جسيمة لأحلام وطموحات المنتخبات الخليجية خصوصاً، والعربية عموماً، في مشوارها الصعب نحو منصة التتويج بلقب القارة الأكبر في العالم، في مقابل منتخبات شرق آسيوية «تتباهى» بوجود كوكبة من نجومها في تشكيلاتها الحالية، يمثلونها في أشهر الدوريات الأوروبية.

ورغم إلمام الجميع بأهمية الاحتراف الخارجي الحقيقي، تحديداً في الدوريات الأوروبية، إلا أن كرة الإمارات ما زالت تعيش على وقع تجربة غير جيدة، بدأت فصولها المثيرة في عام 2005، تمثلت في «توهم» عدد من اللاعبين بأنهم «صاروا» محترفين بين ليلة وضحاها في أوروبا، وهم في الحقيقة وقعوا ضحية بيد أحد «السماسرة» البارعين في هذا المجال!

وفي ضوء الفوارق التي باتت واضحة بين منتخبات غرب وشرق القارة الآسيوية، فإن اتحادات غرب القارة الصفراء، العربية والخليجية على السواء، مطالبة بالنهوض من سباتها العميق، من خلال المبادرة إلى وضع استراتيجية موحدة للتطوير، من بين فقراتها، العمل الجاد على فتح أبواب أوروبا تحديداً أمام النجوم الموهوبين للاحتراف في دوريات القارة العجوز، أملاً بالوصول إلى معادلة الكفة في هذا الجانب الحيوي، مع منتخبات شرق القارة الآسيوية.

لاعب واحد

وبالعودة إلى تشكيلات المنتخبات المشاركة في النسخة 17 من كأس أمم آسيا في الإمارات، وحسب المجموعات الست، يتبين أن الأبيض الإماراتي، قد دخل البطولة، وليس في تشكيلته لاعب واحد محترف في أوروبا، وهو نفس حال منتخبي الهند وتايلاند، فيما دخلت البحرين البطولة بمحترف واحد فقط.

وفي المجموعة الثانية، دخل منتخب الأردن البطولة بمحترف واحد يمثله في أوروبا، وهو نفس حال شقيقه السوري، فيما يخوض المنتخب الفلسطيني البطولة بـ 6 محترفين يمثلونه في الدوريات الأوروبية، بينما يتسلح المنتخب الأسترالي بـ 15 محترفاً ينشطون في مختلف الدوريات الأوروبية.

وفي المجموعة الثالثة، يخوض المنتخب الكوري الجنوبي البطولة، متسلحاً بـ 6 محترفين يمثلونه في الدوريات الأوروبية، فيما يلعب المنتخب القيرغستاني في البطولة بمحترفين اثنين فقط يمثلانه أوروبياً، بينما يفتقد منتخبا الصين والفلبين إلى أي محترف لهما في أوروبا.

وفي تشكيلة منتخب العراق، الذي يلعب ضمن المجموعة الرابعة، يخوض أسود الرافدين البطولة بـ 3 محترفين يمثلونه في الدوريات الأوروبية، في مقابل 10 محترفين يمثلون المنتخب الإيراني أوروبياً، بينما يفتقد المنتخبان اليمني والفيتنامي إلى أي محترف لهما في القارة العجوز.

ولعل المفارقة الأكبر على صعيد المنتخبات الخليجية، تتمثل في عدم وجود محترف واحد في أي من الدوريات الأوروبية في تشكيلة المنتخب السعودي، الذي يلعب ضمن المجموعة الخامسة، وهو نفس حال المنتخب القطري، فيما يخوض المنتخب اللبناني البطولة بـ 5 محترفين يمثلونه في أوروبا، بينما يمثل المنتخب الكوري الشمالي محترف واحد فقط يلعب في القارة العجوز.

سلاح ياباني

وفي المجموعة السادسة، يتسلح المنتخب الياباني بـ 12 محترفاً يمثلونه في مختلف الدوريات الأوروبية القوية، فيما يخوض المنتخب العماني البطولة بمحترف واحد فقط يمثله في أوروبا، وهو نفس حال المنتخب الأوزبكي، فيما يفتقد المنتخب التركمانستاني إلى خدمات أي محترف له في القارة العجوز.

نعم، ازرع في أوروبا، تحصد في آسيا، هذه ليست صيغة مبالغة أو تهويل وتضخيم أبداً، عند ربط الاحتراف في دوريات القارة العجوز، بالفوز بلقب القارة الأكبر في العالم، هذه حقيقة لا ندري متى يعيها ويستوعبها القائمون على شؤون كرة القدم في غرب آسيا تحديداً، متى يعملون على تطبيقها بصورة علمية، توصلنا إلى منصة التتويج، التي باتت عصية على منتخباتنا العربية في غرب القارة الصفراء، خصوصاً في النسخ الأخيرة من كأس الأمم الآسيوية، في مقابل تفوق بات محسوساً وملموساً لمنتخبات شرق القارة الصفراء.

5

تمثلت التجربة الإماراتية في مجال الاحتراف بأوروبا، في خوض 5 لاعبين تلك التجربة المضللة، والتي بدأت في 2005، عبر الثلاثي راشد عبد الرحمن ومحمد سرور وعبيد الطويلة، بشد الرحال صوب سويسرا، للاحتراف مع فريق «إف سي تون»، تبعهم بذات «السيناريو»، فيصل خليل في 2006، قاصداً شاتورا الفرنسي، قبل أن يكمل حمدان الكمالي التفاصيل المثيرة، باحترافه مع فريق ليون الفرنسي في عام 2012.

18

يمثل 18 لاعباً محترفاً في الدوريات الأوروبية المختلفة، 7 منتخبات عربية فقط، من بين 11 منتخباً عربياً مشاركاً حالياً في النسخة الـ 17 لبطولة كأس الأمم الآسيوية في الإمارات، هي العراق وعمان والبحرين وفلسطين ولبنان والأردن وسوريا، في مقابل 4 منتخبات عربية خلت تشكلاتها الأساسية من وجود أي لاعب منها محترف في أي من دوريات القارة العجوز، وهي منتخبات، الإمارات والسعودية وقطر واليمن.

24

ينشط المحترفون الآسيويون الـ 65 لاعباً، والذين يمثلون 14 منتخباً مشاركاً حالياً في منافسات النسخة الـ 17 لبطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم في الإمارات، في دوريات 24 دولة أوروبية، هي إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا والتشيك وقبرص وبلجيكا وهولندا وصربيا والنرويج وإسكتلندا والدنمارك وسلوفينيا ومالطا واليونان وبولندا والسويد وتركيا والبرتغال وروسيا وكرواتيا وسويسرا والنمسا.

 

Email