فهمان وأبو الحجج

أم سعاد.. وفن الشحن والإبعاد!

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط حشد من المشجعين التفوا حوله في مقهى «الجماهير الوفية».. رد الكابتن فهمان على سؤال صديقه أبو الحجج، حول كيفية فوز منتخبنا الوطني اليوم على نظيره الهندي في كأس آسيا، وقال:

«شوف يابو الحجج انت والإخوة اللي معانا».. الإعداد النفسي من أهم عوامل الفوز، والأهم في هذا المهم، ما يسمونه في علم النفس الرياضي «الشحن والإبعاد».. وهما عمليتان مرتبطتان بالسمات الإرادية لكل لاعب، ما يتطلب من أعضاء الجهاز الفني والإداري للأبيض، مراعاة الفروق الفردية بين اللاعبين، كل حسب طبيعته ونفسيته.

أبو الحجج: هذا الكلام كبير علينا يابو الكباتن «شحن وإبعاد إيه؟».. كده اللاعب تحول إلى «موبايل»..يا ريت تبسّطها «شوية» يا فهامة زمانك، ووحيد قرنك وأوانك؟

فهمان: اللاعبون 3 أنواع.. الأول ممكن يصاب بما يسمى «اللا مبالاة»، ويتعامل مع البطولة بلا هدف ولا حماس، وهذا يحتاج إلى شحن فوري، لتحفيز طموحاته وتذكيره بأهمية البطولة، وأشياء من هذا القبيل.. النوع الثاني عكس الأول تماماً، وفيه يصاب اللاعب، بما يسمى «حمى البداية»، فيبدو عليه الخوف والقلق، قبل وأثناء المباريات، ومن أعراضها، دخوله لدورة المياه «عمّال على بطّال»، وهذا يحتاج إلى «إبعاد»، من خلال ترسيخ ثقته في نفسه، وأنه الأفضل، ويستطيع التفوق على منافسيه.. أما النوع الثالث، فهو المطلوب أن يكون عليه لاعبونا، وهو الاتزان العصبي والانفعالي، حيث يجمع بين أهمية البطولة، والتعامل معها بثقة دون إفراط.

أبو الحجج: بصراحة، إذا كنت أنا صديق عمرك، ولم أفهم، يبقى جماعة الخير اللي معانا، أكيد «مب فاهمين».. بسّطها «حبتين» ربنا يبسطك.

فهمان: سأبسطها لكم.. كان زمان في الفريج خالة عجوز اسمها أم سعاد، ما أدري أين هي الآن؟

أبو الحجج: ماتت، رحمها الله.

فهمان: «وايش دراك»؟

أبو الحجج: يا كابتن، بتقول زمان وخالتك وعجوز، وعمرك أنت فوق الستين.. يبقى الله يرحمها.

فهمان: المهم.. أم سعاد، كانت تقول يا ولدي، الشيء لو زاد عن حده، انقلب إلى إيه؟

أبو الحجج (ومعه الحضور): ضده.

فهمان: نفس الشيء إذا زاد الشحن لأي لاعب عن الحد، انقلب إلى الضد، فيلعب تحت ضغوط قد لا يتحملها.. أظن كده فاهمين.

أبو الحجج: ببساطة.. تقصد أن اللاعب مثل البطاطا، لو سويناها زيادة تحترق.

فهمان: الله يغربلك.. أقول لك شحن تقول لي بساطة، أتكلم عن الإبعاد تقول لي بطاطا.. والله ما جالس معاكم.

 

 

Email