انتفاضة «الأسود» تسعد بلاد الرافدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاشت المحافظات والمدن العراقية ليلة من أروع لياليها، حيث عمت الأفراح والمسيرات في مختلف الشوارع حتى الساعات الأولى من صباح أمس ابتهاجاً بالإنجاز التاريخي الغائب عن العراق منذ عام 1988 والرابع منذ عام 1979.

فيما اكتظ كورنيش شط العرب بمحافظة البصرة بآلاف من الجماهير العراقية وهي تعبر عن أفراحها، بعد أن توج المنتخب العراقي بلقب كأس الخليج للمرة الرابعة في تاريخه، وذلك عقب فوزه على نظيره العماني 3 /‏ 2 بعد مباراة تاريخية مثيرة شهدها ملعب جذع النخلة في محافظة البصرة.

وتوّج رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني منتخب بلاده بلقبه الأول للبطولة على أرضه منذ 44 عاماً، ويعودُ تاريخُ تتويج العراق بأول ألقابه الخليجية إلى 1979، عندما استضافت العاصمة بغداد النسخة الخامسة، ثم ظفر باللقب الثاني عام 1984 في مسقط، وعاد من الرياض عام 1988 بلقب النسخة التاسعة، وقد انهالت وعود المكافآت المالية علي اللاعبين بعد المباراة مباشرة من مختلف الجهات.

وحملت الجماهير العراقية الأعلام والرايات مرددة الأهازيج والأغاني الوطنية والشعبية احتفالاً بهذا الإنجاز، الذي جاء بطعم خاص في هذه النسخة الاستثنائية التي اختتمت في العراق بعد غياب دام 44 عاماً، وبدت الاحتفالات الصاخبة في الشوارع الرئيسة ومختلف الميادين، التي تم تزويدها بشاشات تلفزيونية كبيرة.

لكي يتابع الجمهور المباراة من خلالها بعد أن امتلأ استاد البصرة عن بكرة أبيه بالجماهير المحبة للفريق، وكان العراق في حاجة إلى مثل تلك الفرحة بعد سنوات من المعاناة، لتأتي بطولة كأس الخليج وتعيد البسمة إلى الجماهير العراقية مرة أخرى، وتفتح الباب لالتفاف عربي مع بلاد الرافدين، وعودة تنظيم مزيد من الفاعليات خلال الفترة المقبلة.

كما قدم المنتخب العماني مباراة كبيرة وكان نداً قوياً طوال زمن المباراة، التي عاد إليها مرتين ونال الاستحسان، ليحصد المركز الثاني بعد العراق البطل.

ألقاب فردية

واستحق إبراهيم بايش لاعب المُنتخب العراقي جائزة أفضل لاعب في البطولة بعدما قاد بايش مُنتخب بلاده للفوز بالبطولة للمرة الرابعة في تاريخها، وذلك بعدما سجل الهدف الأول في المُباراة النهائية التي شهدت فوز العراق على عمان 3 ـ 2، وكان هدف بايش هو الثاني له في البطولة، بعدما سبق له أن سجل في شباك السعودية في دور المجموعات، وهي المُباراة التي فاز بها مُنتخب العراق 2 ـ صفر.

وحصل زميله في الفريق المُهاجم أيمن حسين على لقب هداف البطولة برصيد ثلاثة أهداف، وسجل حسين هدفين في شباك اليمن في دور المجموعات (فاز العراق 5 ـ صفر)، وسجل هدفاً في شباك قطر في الدور قبل النهائي (فاز العراق 2 ـ 1)، وحصل إبراهيم المخيني حارس المُنتخب العماني على جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة، حيث قدم أداءً رائعاً في البطولة وكان واحداً من أسباب وصول فريقه للمُباراة النهائية.

معاني الفوز

وعبر أيمن حسين هداف البطولة برصيد 3 أهداف عن سعادته بالفوز باللقب الخليجي، وقال: اللقب مستحق، ويعتبر هدية للجماهير الوفية، ومبارك للجماهير التي أصرت على الحضور في استاد البصرة، ومن لم تستطع الحضور وتابعت المباراة عبر الشاشات التلفزيونية.

وأضاف أيمن حسين: استحقينا الفوز بالمباراة والبطولة، لأننا كنا الأفضل في جميع المباريات التي خاضها الفريق، البطولة تعتبر ناجحة بكل المقاييس، ويكفي أنها وحدت الشعب العراقي.

فيما قال أمير العماري لاعب العراق: ما أروع الفوز باللقب وأنت تلعب على أرضك وبين جماهيرك الوفية التي لم تدخر جهداً في سبيل الحضور، ومؤازرة الفريق، وزيادة حماس اللاعبين، هذه المباراة المجنونة أتعبتني ذهنياً حقاً، بأحداثها المثيرة.

ويشير جلال حسن حارس مرمى منتخب العراق، إلى فرحة الشعب العراقي بهذا اللقب المستحق الذي يأتي لأول مرة منذ 44 عاماً يتوج العراق باللقب وعلى أراضيها، قائلاً: نهنئ الجماهير على الفوز، ونعتبرهم أصحاب الإنجاز لدعمهم الفريق بقوة خلال البطولة والمساهمة في إنجاحها.

Email