أمم أفريقيا.. شرف التنظيم بين الأزمات والفرص

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» سحب تنظيم بطولة الأمم الأفريقية في نسخة العام 2025 من دولة غينيا، مفاجأة لعشاق الساحرة المستديرة كرة القدم في قارة أفريقيا، غير أنه فتح الفرصة أمام دول أخرى لنيل شرف تنظيم البطولة، في تأكيد للمقولة الشهيرة «مصائب قوم عند قوم فوائد»، وتقدمت دولتان أخريان بطلب تنظيم البطولة، في واقعة تكررت أكثر من مرة من قبل، إما بسبب عدم الجاهزية أو لقلاقل سياسية ضربت بعض البلدان التي وقع عليها الاختيار لتنظيم هذا الحدث الكروي القاري.

وأعلن باتريس موتسيبي، رئيس اتحاد الكرة الأفريقي، أول من أمس، سحب تنظيم كأس الأمم الأفريقية من غينيا لعدم جاهزيتها لاستقبال البطولة، وقال في مؤتمر صحفي: «غينيا لن تنظم بطولة أمم أفريقيا 2025، لأن البنية التحتية غير مستعدة لهذا الحدث بعد».

وبمجرد إعلان هذا القرار، تقدمت الجزائر والمغرب بطلبين لنيل شرف تنظيم البطولة الكروية الأهم والأكبر في القارة الأفريقية، خصوصاً أن المغرب سبق أن وضع الاتحاد الأفريقي في مأزق، عندما اعتذر عن تنظيم نسخة العام 2015 من البطولة.

تفضيل

وأكد موتسيبي أنه لن يتم تفضيل دولة على حساب أخرى في الحصول على تنظيم كأس الأمم الأفريقية 2025 بدلاً من غينيا، وقال في مؤتمر صحفي أمس: «أؤكد أنه لا يوجد بلد في أفريقيا سيتم تفضيله أو يتم الضغط على دولة أخرى في هذا الشأن.. نريد أن نمنح كل البلدان فرصة، ستكون عملية الاختيار بناء على العدل والإنصاف والتعامل مع الجميع على قدم المساواة، ولن نختار دولة ليست على المستوى المناسب من حيث المعايير والإمكانيات المطلوبة».

وواجه «كاف» عدة أزمات مشابهة في نسخ سابقة من البطولة التي تقام كل عامين، وعلى الرغم من انطلاق البطولة في نسختها الأولى في العام 1957، إلا أنها عرفت أزمات التنظيم بدءاً من نسخة العام 1988، أي قبل نحو 34 عاماً.

وفي نسخة عام 2019، قرر اتحاد الكرة الأفريقي سحب تنظيم البطولة من الكاميرون، وذلك لعدم جاهزية البنية التحتية هناك، وتدخلت مصر لإنقاذ الموقف وأعلنت استعدادها لاستضافة البطولة على أرضها، قبل أشهر قليلة على موعد انطلاقها، واستطاعت الدولة المصرية تنظيم بطولة استثنائية.

وقبلها حدثت نفس الأزمة بسبب معاناة ليبيا من قلاقل سياسية وحالة عدم استقرار أمني في البلاد، لذا اضطرت للاعتذار عن تنظيم نسخة العام 2019 لأمم أفريقيا، وقرر «كاف» منح الغابون شرف تنظيم البطولة، وفي العام 2015 أثار وباء «إيبولا» الذعر داخل القارة السمراء قبل انطلاق نسخة أمم أفريقيا في هذا العام، حيث اعتذرت المغرب عن عدم استضافة الحدث، وهو الموقف الذي اتخذته عدة دول أخرى خوفاً من تفشى الوباء، لتقام البطولة في النهاية في دولة غينيا الاستوائية بقرار من «كاف».

ظروف

وفي العام 2013، كانت ليبيا تعاني ظروفاً سياسية وأمنية قاسية، ما ترتب عليه اتخاذ الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، قرارا بسحب تنظيم أمم أفريقيا من ليبيا، لتنقذ جنوب أفريقيا النسخة وتعلن تنظيمها للحدث، فيما شهدت نسخة العام 2000 للمرة الأولى تنظيم بلدين لمنافسات كأس الأمم الأفريقية وهما، نيجيريا وغانا، وجاء ذلك بعد سحب التنظيم من زيمبابوى قبل شهور قليلة من إقامة البطولة، لعدم مطابقة المواصفات التي حددها «كاف» والتأخر في إعداد الملاعب والمنشآت.

كما أنقذت دولة جنوب أفريقيا أيضاً نسخة العام 1996 من أمم أفريقيا، وأعلنت استضافتها لهذا الحدث الكروي على أراضيها، وذلك بسبب عدم جاهزية ملاعب كينيا، الدولة التي كان قد وقع عليها الاختيار لتنظيم تلك النسخة، فيما نالت تونس شرف تنظيم نسخة العام 1994 بعدما قام «كاف» بسحب التنظيم من زائير بسبب مشاكل في البنية التحتية.

فيما شهد العام 1988 أول أزمات تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية، والتي كان مقررا إقامتها في زامبيا، ووقتها ضربت الاتحاد الزامبي لكرة القدم أزمة مالية طاحنة، ليقرر اتحاد الكرة الأفريقي سريعاً اختيار الجزائر لاستضافة الحدث، غير أن الجزائر اعتذرت بسبب خلاف شديد مع الاتحاد الأفريقي، ليحصل المغرب في النهاية على شرف التنظيم.

Email