محمد الشناوي.. إنجاز قاري في يوم حزين

محمد الشناوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاش محمد الشناوي، حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر لكرة القدم، حدثين متضادين في يوم واحد، ووجد نفسه في حيرة ما بين الحزن والفرح، لأنه في الوقت الذي خسر فيه حارس الأهلي مع فريقه لقب بطولة كأس مصر، بعد الهزيمة أمام الزمالك بهدفين مقابل هدف، الخميس، تلقى الحارس الدولي خبر فوزه بجائزة أفضل لاعب داخل قارة أفريقيا، في الجائزة التي ينظمها سنوياً الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف».

وتوج الزمالك بلقب كأس مصر للمرة الـ 28 في تاريخه، بعد تفوقه على الأهلي، منافسه التقليدي، بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي جمعت بينهما، على ملعب إستاد القاهرة الدولي، وارتكب الشناوي مبكراً خطأ فادحاً، في الدقيقة السادسة من عمر المباراة، ما تسبب في إصابة شباكه بالهدف الأول، وذلك عندما خرج من مرماه بطريقة غريبة، وقتها تمكن سيف الجزيري لاعب الزمالك من السيطرة على الكرة ومراوغة الحارس، ولعب الكرة عرضية ليضعها زميله أحمد سيد «زيزو» في مرمى الشناوي الخاوي تماماً، ثم تلقى مرمى الشناوي الهدف الثاني من تسديدة قوية للاعب إمام عاشور في الدقيقة 30.

وتزامن حصول الشناوي على الجائزة القارية، في الوقت الذي يتعرض فيه لانتقادات جماهيرية كبيرة بسبب تذبذب مستواه في الفترة الأخيرة، وارتكب الشناوي عدة أخطاء ساذجة لا تليق بحارس دولي، كبدت فريقه الخسارة سواء في مباريات الدوري الممتاز، أو في دوري أبطال أفريقيا، وفي مباراة الأهلي أمام الزمالك التي أقيمت الشهر الماضي وانتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق، كان الشناوي سبباً في إصابة شباكه بالهدف الثاني، وذلك عندما تردد في الخروج من مرماه.

وأيضاً أصيب مرمى الحارس الدولي بالأهداف من تسديدات من مسافات بعيدة، وهو ما حدث في مباراة الأهلي والوداد المغربي، في نهائي دوري أبطال أفريقيا، وقبلها في مباراة الفريق الأحمر أمام وفاق سطيف الجزائري في دور المجموعات من البطولة ذاتها، وجميعها تسديدات كان الشناوي قادراً على التصدي لها ببراعة شديدة.

وتحدثت تقارير إعلامية مصرية عن أسباب تراجع مستوى الشناوي، منها أنه مشغول بالتفكير في تلقيه عرضاً من أحد الأندية السعودية بمبلغ مالي خيالي، ومنها حالة الإجهاد التي أصابت اللاعب بسبب تلاحم المباريات، غير أن بعض الجماهير دعت مجلس إدارة للتعاقد مع حارس مرمى آخر، كونها ترى أن تذبذب مستوى الشناوي سببه شعور الحارس بأنه لا يوجد منافس له في مركز حراسة المرمى بالأهلي.

 

دعم

وعلى الرغم من مطالبات الجماهير، فإن النادي الأهلي كان حريصاً على دعم حارسه، ونشر له رسالة دعم على صفحات النادي الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد أنه الحارس الأول بالفريق وأنه يعلم جيداً معنى مبادئ الأهلي، وكذلك حرص محمود الخطيب، رئيس الأهلي على عقد جلسة مع الشناوي للاستفسار عن سبب تراجع مستواه، وكذلك دعمه معنوياً كي يستعيد مستواه السابق.

وطالبت بعض الجماهير بتكرار ما فعله البرتغالي مانويل جوزيه، مدرب الأهلي السابق، في العام 2005، مع حارسه الأسطوري عصام الحضري، عندما شعر بتراجع مستواه، وأحس المدرب بأن الحضري تضخم داخله إحساس الشعور بالذات وأنه لا بديل له في الفريق، لذا طالب جوزيه بالتعاقد مع حارس آخر يتمتع بنجومية كبيرة، وبالفعل تم التعاقد مع الحارس المخضرم نادر السيد، وهو ما كان له الأثر الإيجابي على مستوى الحضري الذي عاد للتألق، ورحل نادر السيد عن الفريق كونه كان يريد اللعب أساسياً.

ويرى حارس الأهلي السابق، أمير عبد الحميد، أن أي حارس مرمى من الممكن أن يعيش فترة تراجع المستوى، ولا يمكن وقتها الحكم عليه حكماً مطلقاً، وأضاف عبد الحميد لـ «البيان» أن مباريات القمة تشهد دائماً العديد من المفاجآت، كون لاعبي الفريقين يتعرضون إلى ضغط جماهيري مضاعف بسبب الرغبة في تحقيق الفوز، وهذه المباراة تحديداً تؤثر على اللاعبين نفسياً وذهنياً قبلها بأربع أو خمس مباريات على الأقل، وقد يكون الشناوي تعرض لهذه التأثيرات حتى وإن كان حارساً دولياً كبيراً.

وأوضح حارس الأهلي السابق، أن الشناوي أخطأ بالفعل عندما خرج من مرماه بطريقة غير محسوبة، لكنه في المباراة نفسها تصدى للعديد من الكرات الصعبة التي لو سكنت شباكه ما كان يسأل عنها، لكنه أكد على أن الشناوي الذي يعاني من تراجع مستواه، يعد من أهم اللاعبين في الفترة الماضية، لكنه يعاني من الضغط، الذي ظهر جلياً على أدائه بشكل كبير، رغم أنه يتميز بالهدوء والثبات لكن العصبية كانت السمة الأساسية له مؤخراً.

ولفت إلى أن الشناوي حارس كبير وخبرته كبيرة ومستواه كان ثابتاً، لكن في الفترة الأخيرة هناك اهتزاز في المستوى، وذلك بسبب حالة الشد العصبي الذي يعيشها، لذا لا بد وأن يتحلى بالهدوء، كي يتمكن من اتخاذ القرارات الصحيحة في أثناء المباريات، وعن حاجة الأهلي للتعاقد مع حارس مرمى، قال عبد الحميد، إن الفريق الأحمر مطالب بدعم مركز حراسة المرمى بعنصر جديد، ليس لسوء مستوى الشناوي، لكن تحسباً لتعرض الحارس الأساسي للإصابة خصوصاً في ظل ضغط المباريات، خصوصاً وأن الحارسين البديلين علي لطفي ومصطفى شوبير لم يتمتعا بنفس المستوى، والأخير تحديداً تنقصه خبرات كثيرة.

Email