60 رحلة مكوكية يومية بين دبي والدوحة

الإمارات.. قبلة «سياحة مونديال 2022»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهور قليلة تفصلنا عن انطلاق الحدث الرياضي الأهم، والاستثنائي، وهو كأس العالم لكرة القدم المقرر في قطر، خلال الفترة من 21 نوفمبر إلى 18 ديسمبر المقبل، وستكون تلك البطولة فرصة أمام دول منطقة الخليج، للاستفادة من «سياحة المونديال»، المتمثلة في الجماهير المتوقع تسابقها على حضور البطولة.

يسهم في نجاح المونديال المنتظر، اتفاق شركات الطيران الخليجية، وتضم فلاي دبي، الخطوط الجوية الكويتية، الطيران العماني، الخطوط الجوية القطرية والسعودية، وهو الأمر الذي يسمح بتسيير أكثر من 160 رحلة مكوكية يومية إلى قطر خلال المونديال، ويساعد الجماهير على السفر من المدن القريبة قبل المباراة، والعودة في نهاية اليوم، دون حجز ليال فندقية في قطر.

وستقوم فلاي دبي بتشغيل ما يصل إلى 60 رحلة يومية ذهاباً وإياباً على متنها ما يصل إلى 2500 مشجع، وسيدير الطيران العماني ما يصل إلى 48 رحلة يومية من مسقط، تحمل ما يصل إلى 3400 مشجع، وستقوم السعودية بتشغيل ما يصل إلى 60 رحلة يومية، تقل ما يصل إلى 5000 مشجع من الرياض وجدة، خلال أيام مباريات المنتخب السعودي في المونديال، بينما سيتقلص عدد الرحلات خلال باقي الأيام، وستقوم الخطوط الجوية الكويتية بتشغيل ما يصل إلى 20 رحلة في اليوم على متنها ما يصل إلى 1700 مشجع، كما أعلنت شركة الطيران القطرية أنها سترفع عدد رحلاتها من الدوحة إلى العواصم الخليجية والعربية والعالمية، إلى أعداد قياسية، حسب الطلب تلبية لخدمة الجماهير، وسعياً لإنجاح العرس الكروي.

صناعة السياحة

وتلك الرحلات اليومية تجعل أيضاً صناعة السياحة مهيأة للازدهار في تلك المدن القريبة، مع رغبة عشاق كرة القدم من جميع أنحاء العالم في التواجد في منطقة الخليج خلال هذه الفترة، خاصة أن الإمارات على وجه العموم، ودبي بشكل خاص، تعتبر قبلة سياحية مهمة في السنوات الأخيرة، ويتطلع الكثير إلى زيارتها، وسيكون المونديال المقبل، والذي يقام في الشتاء، توقيت رائع لزيارة الإمارات، والتمتع بأجوائها الرائعة في هذا التوقيت من العام، وبما تملكه من بنى تحتية وحضارية رائعة.

وسبق الاتفاق بين شركات الطيران منذ أيام قليلة، دعوات من وسائل الإعلام العالمية، لجماهير كرة القدم، بالاستفادة من الإقامة في الدول الخليجية القريبة من قطر، والسفر منها لحضور مباريات منتخباتهم، تجنباً للازدحام في الدولة المضيفة، والمتوقع ألا تتمكن من استيعاب 1.5 مليون مشجع، من المتوقع أن يتدفقوا عليها، لحضور كأس العالم.

ورشحت الإمارات، لتكون في مقدمة الدول، التي تستطيع الجماهير الإقامة فيها خلال كأس العالم، والسفر منها والعودة إليها، لحضور المباريات، بل إن جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، نصح بنفسه الجماهير، بالقيام بذلك بعدما تم بيع 800 ألف تذكرة في المرحلة الأولى، لحضور مباريات المونديال، خاصة مع ارتفاع أسعار رحلات الطيران من الدول الأوروبية إلى قطر لحضور المونديال، إلى نسب غير مسبوقة، ووصلت إلى 1900%.

الإمارات في المقدمة

ستكون الإمارات في مقدمة الدول القادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من جماهير المونديال، وهو ما أشارت إليه صحفية «ديلي ميل»، في تقرير صحفي سابق، وأوضحت من خلاله أن مشجعي إنجلترا قد يضطرون إلى إنفاق 9 آلاف جنيه استرليني لكل ليلة، للبقاء في قطر خلال كأس العالم.

وأوضحت أن قطر انتهت من بناء ثمانية ملاعب بتكلفة 5.2 مليارات جنيه استرليني لكأس العالم، بالإضافة لإنفاق 150 مليار جنيه استرليني أخرى، على النقل والبنية التحتية العامة لكأس العالم، إلا أنها ستواجه صعوبات بالغة في استيعاب الحضور الجماهيري الكبير المتوقع للمونديال.

ونصحت الصحيفة الإنجليزية الجماهير بالإقامة في إحدى دول الخليج المجاورة للدولة المضيفة، ووضعت الإمارات في مقدمة الدول القادرة على استضافة الأعداد الجماهيرية الكبيرة، بعدما كشفت أنه تم بالفعل حجز معظم الفنادق في قطر، بعد إعلان القرعة مباشرة، والانتهاء من بيع تذاكر المرحلة الأولى، وأن أسعار الغرف القليلة التي لا تزال متاحة للبطولة، آخذة في الارتفاع مع اقتراب انطلاقة المونديال يوماً بعد يوم، مع تشديد قطر، على عدم السماح لمن لا يحمل تذكرة وبطاقات هوية رسمية من «فيفا»، بالدخول إلى البلاد.

الاختيار الأمثل

نال اتفاق أبرز شركات الطيران الخليجية تنظيم رحلات يومية لنقل الجماهير، اهتمام العديد من الصحف الأجنبية، ومنها صحيفة «صنداي ستيتسمان» الهندية، والتي توقعت أنه في ظل النقص في أماكن الإقامة في الدوحة للتدفق الهائل لمشجعي كرة القدم في المونديال، فإن صناعة السياحة في الإمارات بشكل عام، ودبي بشكل خاص، هي اختيار الإقامة الأمثل من قبل المشجعين، الذين يمكنهم بعد ذلك الانتقال إلى المباريات.

ونوهت بتقدم حوالي 23.5 مليوناً من عشاق كرة القدم المتحمسين من جميع أنحاء العالم للحصول على تذاكر المونديال، ومعظمهم من قبل مشجعين يعيشون في الأرجنتين، البرازيل، إنجلترا، فرنسا، المكسيك، السعودية والولايات المتحدة، ورغم أن قطر تخطط لإضافة حوالي 5000 غرفة فندقية أخرى، إلا أنه لا يزال هناك نقص، ولذا توقع الأشخاص المرتبطون بصناعة السياحة في الإمارات أن يتم تسريع السفر من الإمارات إلى قطر بشكل كبير خلال الحدث.

وأشارت صحيفة «صنداي ستيتسمان» إلى أن البيانات الواردة من شركات الطيران تظهر أن أسعار تذاكر السفر بالطائرة ذات الاتجاه الواحد، والتي تتراوح من 360 إلى 3370 درهماً اعتباراً من مايو الجاري، ارتفعت بالفعل إلى 7110 دراهم في 20 نوفمبر المقبل، أي قبل يوم واحد من بدء المونديال، ونشرت تصريحاً لمدير مدير العمليات في موقع «مسافر»، رهيش بابو، أكد من خلاله أنهم ما زالوا ينتظرون المزيد من الوضوح من شركات الطيران، ولكنهم واثقون بأن الناس سيكونون على استعداد للبقاء خارج قطر وزيارتها للمباريات فقط، وهو ما يتوقع معه زيادة عمليات الحجز على شركات الطيران لتلبية الطلب، كما توقع سماسرة العقارات في دبي، انتعاش طلب مشجعي كرة القدم، على إيجارات قصيرة الأجل، ما يعني موسماً سياحياً وافراً لدول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة الإمارات ودبي.

تخفيف الضغط

من جانبه، أكد غيث الغيث الرئيس التنفيذي لشركة «فلاي دبي» أن الناقلة الإماراتية، ستنظم 30 رحلة يومياً، بمجموع 60 ذهاباً وإياباً بين دبي والدوحة خلال نهائيات مونديال قطر، مشيراً إلى أن عدد الرحلات حالياً 4 يومياً فقط، وسيخصص مطار آل مكتوم لنقل الجماهير، لموقعه الاستراتيجي، بقربه من دبي وأبوظبي والعين وبقية إمارات الدولة، كما أن الإجراءات بهذا المطار ستكون مبسطة، ولا مخاوف من الازدحام، إذ يكفي للمشجع أن يظهر تذكرة المباراة، وبطاقة المشجع للعبور بكل سلاسة.

وكشف الغيث أن وصول الجماهير إلى قطر أيضاً، سيكون إلى مطار خاص بالمونديال وليس بالمطار الرئيسي، تفادياً للازدحام، على أن يتم فتح باب حجوزات التذاكر على «فلاي دبي» خلال أيام قليلة، وقبل نهاية الشهر الجاري، لتمكين المشجعين، الذين اقتنوا تذاكر المباريات من إنهاء إجراءات سفرهم، وأن إدارة الشركة درست أسعار التذاكر، وستكون في المتناول، كما درست أيضاً مواعيد الرحلات لتتناسب مع مواعيد المباريات، بحيث يمكن للمشجع أن يحضر مباراته في الوقت المحدد، ثم يعود بعد نهايتها إلى دبي.

استفادة

فيما أكد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أن الاتفاق مع شركات الطيران الأخير على إدارة الرحلات المكوكية، مع توقع انضمام شركات مقبلة أخرى، ومنها الاتحاد والعربية للطيران، سيخفف من الضغط اللوجستي والسكني والأمني على قطر، ويسمح لدول الخليج المجاورة بالاستفادة من بطولة كأس العالم الأولى، التي ستقام في الشرق الأوسط.

بذكر أن تذاكر الطيران ستكون متاحة حصرياً لحاملي تذاكر كأس العالم، ويجب أن يصل المشجعون ما بين 5 إلى 6 ساعات قبل انطلاق المباراة، وسيحتاج جميع حاملي التذاكر، إلى بطاقة Hayya Card طوال فترة وجودهم في قطر، خلال المونديال، والتي ستوفر لهم أيضاً مواصلات مجانية من وإلى الملاعب في مترو الدوحة.

Email