ظاهرة تغيير المدربين تضرب الدوري المصري

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضربت ظاهرة تغيير المدربين أندية الدوري المصري الممتاز، وذلك قبل انتهاء مباريات الدور الأول من البطولة، أي قبل أن ينتصف الموسم، وكشف التغيير غياب الاحترافية عن الأندية وعن المدربين أيضاً، خصوصاً وأن «كواليس» حركة التغيير أكدت قيام بعض رؤساء الأندية بالاتفاق مع مدربين لإتمام التعاقد معهم، على الرغم من ارتباطهم بعقود مع أندية أخرى.

فضلاً عن أن بعض هذه الانتقالات اقتصر على عملية «التدوير»، حول أسماء بعينها وكأن الكرة المصرية لا تمتلك كفاءات غيرهم.

وفي خلال أقل من أسبوع واحد، قررت 7 أندية تغيير مدربيها، هي: الإسماعيلي وسموحة وغزل المحلة وبيراميدز والجونة وسيراميكا كليوباترا ومصر المقاصة، في حين أنه من أصل 18 فريقاً هي قوام الدوري المصري، قام 13 نادياً بتغيير المدربين منذ بداية الموسم، وأظهر تعاقد الأندية مع مدربين جدد أموراً غير منطقية أثارت العديد من التساؤلات حول أسباب التعاقد، ومن قبلها أسباب رحيل من سبقوهم، وهو ما تسبب في أزمات وتصريحات مليئة بالشد والجذب والوعيد بين بعض المدربين وإدارات الأندية.

متاهة

كما كانت بعض عمليات تغيير المدرين أشبه بلعبة «المتاهة»، كونها معقدة وغير مفهومة، حيث رحل عبدالحميد بسيوني عن غزل المحلة ليتولى قيادة فريق سموحة خلفاً للمدرب أحمد سامي، الذي يعد المرشح الأول لتدريب فريق سيراميكا كليوباترا، وذلك بعد رحيل هيثم شعبان عن تدريب الفريق، فيما قرر مسؤولو نادي مصر المقاصة تعيين طارق حجاج لتدريب فريق الكرة الأول، خلفاً لتامر مصطفى الذي تولى تدريب فريق الجونة، بعد رحيل رضا شحاتة.

وإذا كان رحيل إيهاب جلال عن تدريب فريق بيراميدز أمراً طبيعياً، بعد تعيين جلال مديراً فنياً لمنتخب بلاده، فإنه من غير الطبيعي هو عودة المدرب اليوناني تاكيس جونياس لتدريب الفريق في ولاية ثانية، كونه لم يحقق نتائج مرضية مع الفريق في ولايته الأولى، حيث قاد الفريق في 12 مباراة، حقق الفوز في 5 منها وتعادل في 6 مباريات وخسر واحدة.

فيما أعلن نادي الإسماعيلي تعيين حمزة الجمل مديراً فنياً لفريق الكرة الأول، خلفاً لحمد إبراهيم، أملاً في إنقاذ الفريق من دوامة الهزائم المتتالية، حيث إنه يحتل المركز الـ16 في جدول ترتيب الدوري، ولو استمرت النتائج على هذا الوضع، فإن الفريق الملقب بـ«برازيل مصر» معرض للهبوط إلى الدرجة الأدنى.

اجتماع

وعقد مجلس إدارة الإسماعيلي برئاسة يحيى الكومي والجهاز الفني الجديد بقيادة حمزة الجمل، اجتماعاً مطولاً مع اللاعبين والجهاز الفني بالكامل، وحرص مجلس الإدارة والجهاز الفني في بداية الاجتماع على تحفيز اللاعبين من أجل استعادة مسيرة الانتصارات وتعويض نزيف النقاط الذي تعرض له الفريق بالمسابقة، وتأكيد أن اللاعبين الحاليين على مستوى عالٍ، وينقصهم فقط بعض الثقة لعودة المكسب من جديد.

كما طالب الكومي لاعبي الدراويش بمضاعفة الجهد، بهدف الخروج من تلك الكبوة سريعاً وإعادة الفريق لوضعه الطبيعي في جدول الدوري، علماً بأن كتيبة الدراويش تحتل المركز السادس عشر برصيد 11 نقطة.

جدل

أما رحيل عبدالحميد بسيوني عن غزل المحلة فقد صاحبه جدل كبير، وألقت جماهير المحلة جام غضبها على المدرب، وطالبت بتعيين مدرب من أبناء المدينة، وهو ما حدث بالفعل، فقد تم تعيين مصطفى عبده مديراً فنياً للفريق.

وأكدت إدارة النادي أنه سوف يتم مقاضاة عبدالحميد بسيونى لحفظ حقوق النادي، وأصدر غزل المحلة بياناً رسمياً قال فيه: «باندهاش شديد تابعنا جميعاً تطور الأحداث وتصاعدها خلال الأيام الماضية، فيما يتعلق بملف المدير الفني السابق للنادي، الكابتن عبدالحميد بسيوني.

حيث تواترت الأنباء في البداية ببدء مفاوضات بينه وبين فريق سموحة، على الرغم من معرفة كافة الأطراف بأنه مرتبط بعقود هو وجهازه الفني بالكامل، مع غزل المحلة حتى نهاية الموسم الجاري (2021/ 2022)، وانتهى الأمر بإعلان التعاقد بالفعل، حيث قام نادي سموحة بإعلان الأمر عبر الصفحة الرسمية لسموحة، وكذلك عبر صفحة بسيوني الشخصية.

وأضاف البيان أن ما حدث في معسكر الفريق المغلق الذي أقيم للفريق بالإسكندرية، الذي سبق مباراة ضد الاتحاد السكندري شهد تمادياً من مسؤولي سموحة، حيث عُقِدَت جلسة مفاوضات بين بسيوني وبين إدارة النادي، رغم وجوده بالإسكندرية للقيام بالمهام الموكلة إليه من قبل المحلة، والتي يتقاضى راتبه بناءً عليها، وفي الأخير تم توقيع العقود بينهم بعد مباراة الاتحاد مباشرة.

ضرائب

واستجلاءً للأمر بصورة أكبر، فإن بسيوني كان قد أجرى اتصالاً هاتفياً بالمهندس علي العباسي، رئيس مجلس إدارة شركة غزل المحلة لكرة القدم، الذي كان موجوداً خارج البلاد لأداء مناسك العمرة، ليشكو من زيادة الضرائب بواقع خمسة بالمئة.

وهي النسبة التي حددتها الجهات المعنية بالدولة، غير أن رئيس النادي وعده بمناقشة الأمر عند عودته، وحل جميع الأمور العالقة، التي رأى مجلس الإدارة حينها أنها تُثار من الجهاز الفني لا لشيء سوى لكونها بحثاً عن «شمَّاعة» يعلق عليها المدير الفني السابق هروبه، ثم أخيراً فوجئ رئيس مجلس إدارة الشركة ببسيوني يتصل به عند وصوله إلى مصر فجر أمس ليخبره برغبته في ترك النادي، في تصرف شديد الغرابة، يتنافى مع أبسط قواعد احترام الذات.

وبناءً على ما سبق فإن مجلس الإدارة اتخذ قراراً بتحويل عقد الجهاز الفني السابق بقيادة عبدالحميد بسيوني ومعاونيه إلى المستشار القانوني لشركة غزل المحلة لكرة القدم لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال الأمر، بما يحفظ للنادي حقوقه القانونية كاملة.

Email