نائب الرئيس.. منصب الأزمات في الزمالك

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه من يشغل منصب رئيس نادي الزمالك المصري أزمات عديدة، في ظل وجود مرتضى منصور على مقعد الرئاسة، وكأن صاحب هذا المنصب (نائب الرئيس)، وجب عليه أن يكون دائم الحذر، ويتصرف مثل لاعب السيرك الذي يسير على الأحبال بيقظة شديدة، كي يتجنب الوقوع. وتنشب الخلافات غالباً بين الرئيس ونائبه في القلعة البيضاء، لوجود تعارض في الآراء والرؤى، وأيضاً بسبب تصرفات خاطئة، عفوية كانت أو غير ذلك.

 وتقدم مصطفى هدهود نائب رئيس الزمالك باستقالته من منصبه، الأحد، على خلفية أزمة عرفت «بأزمة الميدالية»، حيث انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موقع فيديو يظهر فيه هدهود أثناء تسليم الميداليات الخاصة بنهائي كأس مصر لكرة اليد، الجمعة، وتوج فريق سبورتنغ باللقب على حساب الزمالك، وكشف الفيديو هوهود وهو يضع إحدى الميداليات في جيبه، وكأنه يفعل ذلك خلسة.

وبناء على ذلك، دعا مرتضى منصور، رئيس الزمالك، مجلسه، إلى عقد اجتماع طارئ لاتخاذ قرار عاجل بشأن ما فعله هدهود، والذي اعتبره منصور تصرفاً يسيء إلى ناديه، غير أن هدهود أكد أن هذه الواقعة تم تفسيرها بصورة خاطئة، وأنه قام باستئذان محمد أمين رئيس اتحاد كرة اليد، من أجل الحصول على ميدالية فضية لوجود زيادة في أعداد الميداليات.

وقام نائب رئيس الزمالك على الفور بتقديم استقالته من منصبه، كونه، على حد قوله، لا يمكن أن يقحم نفسه في مثل هذه «التفاهات»، لأن تاريخه أكبر من ذلك، ولا يستطيع العيش في مثل هذه المواضيع، كما أنه تقدم بهذه الاستقالة، دون أن يطلب منه أحد ذلك، حباً في نادي الزمالك، وأن مجلس إدارة النادي وافق على الاستقالة، لأنها رغبته، وأوضح أنه يمكنه خدمة ناديه في أي وقت، ومن أي مكان.

أزمات متكررة

وقبل أزمة هدهود، تعرض من يشغل منصب نائب رئيس القلعة البيضاء لأزمات متكررة، وفي أكتوبر من العام الماضي، وعقب قرار اللجنة الأولمبية، بوقف رئيس نادي الزمالك لمدة أربعة أعوام، بسبب مخالفات مالية وإدارية، حدث خلاف بسيط لم يرتقِ لدرجة الأزمة، بين مرتضى منصور، ونائبه أحمد جلال إبراهيم، وذلك بسبب موافقة الأخير على زيارة لجنة التفتيش إلى مقر النادي، بعد أن تم إخطاره، بحكم منصبه، بهذه الزيارة من قبل وزارة الرياضة والجهاز المركزي للمحاسبات، وهو ما أغضب مرتضى منصور.

ولكن هذا الغضب لم يؤثر في علاقة منصور بأحمد جلال إبراهيم، حيث تجمعهما علاقة وطيدة، وكان من المفترض أن يخوض الأخير انتخابات الزمالك على منصب نائب الرئيس، إلا أن ذلك لم يحدث، بعد رفض وزارة العدل ترشحه بسبب عمله في القضاء، لكنه حرص على مؤازرة رئيس الزمالك في الانتخابات، وحضر في مقر النادي منذ الصباح وحتى موعد إعلان النتيجة.

وفي عام 2017، حضر هاني العتال في انتخابات الزمالك، على منصب نائب الرئيس، ضمن قائمة أحمد سليمان المنافسة لقائمة مرتضى منصور، وعقب إعلان النتائج ونجاح العتال، أصر مرتضى منصور على استبعاده من منصبه، برغم اعتماد اللجنة الأولمبية المصرية لنتيجة الانتخابات، وذلك بداعي أن عضويته مزورة، وقام رئيس الزمالك بمنع العتال من دخول مقر النادي، وكذلك رفضه حضور اجتماعات المجلس منذ اليوم الأول، وقال وقتها، «لن أسمح بوجود العتال في مجلس إدارة الزمالك، سيرحل المجلس بالكامل، لو تم الحكم لصالحه».

كما قام رئيس الزمالك برفض وجود هاني العتال في مباراة خاضها فريق الزمالك أمام مصر المقاصة بالدوري المصري، وأرسل خطاباً إلى هيئة استاد القاهرة، الذي استضاف المباراة، وتضمن الخطاب قائمة بأسماء أعضاء مجلس الإدارة الجديد، للجلوس في المقصورة الرئيسة، دون أن يحمل الخطاب اسم هاني العتال وعبد الله جورج، عضو مجلس الإدارة، برغم وجود اسم نجله أحمد مرتضى منصور، الذي سقط في هذه الانتخابات على منصب النائب.

وفي نوفمبر من العام الماضي، ربح هاني العتال قضيته التي رفعها ضد مرتضى منصور، بعد قيام الأخير بشطب عضويته هو ووالده من نادي الزمالك، بداعي أنها مزورة وغير صحيحة، وأصدرت محكمة الاستئناف حكماً قضائياً بصحة عضوية العتال ووالده مجدي العتال، وشمل الحكم براءة ذمة العتال من سداد اشتراكات عضوية النادي حتى 2022، وإلزام النادي بتسليمه بطاقة العضوية.

وكانت الأزمة الأشهر بين رئيس الزمالك ونائبه في عام 2005، ودارت بين مرتضى منصور، الذي تولى رئاسة النادي للمرة الأولى بعد نجاحه في الانتخابات، وإسماعيل سليم، الذي نجح في الانتخابات نفسها على منصب نائب الرئيس.

اشتباك

وقتها كان الزمالك يمر بأزمة مالية طاحنة، وبعد 15 يوماً فقط من نتيجة الانتخابات، قرر سليم الاستقالة من منصبه، وذلك بسبب انفراد رئيس النادي بجميع القرارات، وقام الأخير بقبول الاستقالة، وفي يوليو من العام ذاته، تطورت الأحداث إلى حد الاشتباك بالأيدي، وإطلاق الأعيرة النارية داخل نادي الزمالك، وذلك عندما اقتحم إسماعيل سليم وأنصاره مكتب رئيس النادي، أثناء توقيع العقد مع لاعب برتغالي، اسمه دي سيلفا.

وتطورت الأحداث، وتجمع أنصار مرتضى، وحدث الاشتباك بين الطرفين، كما تبادلا إطلاق النيران، وأسفرت هذه الاشتباكات عن إصابات كثيرة من الطرفين، بينهم إسماعيل سليم، وتم تحطيم قاعة اجتماعات مجلس الإدارة، فيما اتهم رئيس الزمالك، نائبه، بمحاولة إصابته بسلاح ناري، وأبلغ بفقد مبلغ 30 ألف دولار من مكتبه، ما دفع رجال الشرطة إلى التدخل، فيما عقد مرتضى منصور اجتماعاً طارئاً مع مجلسه، وتقرر شطب إسماعيل سليم من عضوية النادي.

Email