أندية مصرية تهرب من ديونها «بالتبرعات»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تراكم الديون، والالتزامات المادية، دفع بعض الأندية المصرية إلى مناشدة الجماهير للتبرع أملاً في الخروج من الأزمات المالية الطاحنة التي تمر بها، الأمر الذي جعل البعض ينتقد هذا الأسلوب، ويصفه بأن هذه الأندية اختارت السهل دون التفكير في حلول أخرى.

مؤخراً طالب يحيى الكومي رئيس نادي الإسماعيلي جمهور النادي بالتبرع خلال المرحلة المقبلة، في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها ناديه، وهو النهج الذي سبقه إليه نادي الزمالك، الذي يديره لجنة مؤقتة برئاسة حسين لبيب، لكن ما فعله الزمالك ومن بعده الإسماعيلي تجربة أثبتت فشلها، وكشفت قصوراً إدارياً من قبل مسؤولي هذه الأندية الشعبية.

في الإسماعيلي، وصف يحيى الكومي، الوضع داخل ناديه «بالمحبط»، بعد أن تخطت الديون 80 مليون جنيه، وقال: سنعمل على فتح حساب بنكي لتلقي تبرعات الجماهير لدعم النادي، مثلما قام نادي الزمالك بالخطوة ذاتها.. لكن أزمة الإسماعيلي انفرجت بعد تدخل محافظ الإسماعيلية اللواء عبد الجليل الفخراني، الذي تولى مبادرة وقاد حملة لجمع التبرعات من رجال الأعمال في المحافظة لتدعيم خزينة النادي، وتخطت جملة التبرعات خمسة ملايين جنيه.

وعقد الفخراني اجتماعاً مع رجال الأعمال بحضور مجلس إدارة النادي، وتم الاتفاق على تكوين لجنة تبرعات تحت اسم «في حب الدراويش»، وقام المحافظ بنفسه، بجمع التبرعات، حيث مر على جميع الحاضرين في القاعة، مطالباً كلاً منهم بالدعم المادي لمسيرة الدراويش، وبدأ المهندس يحيى الكومي رئيس النادي بالإعلان عن تبرعه بمليون جنيه.

وقبل الإسماعيلي، وتحديداً منذ شهرين ماضيين، كان حسين لبيب رئيس اللجنة المؤقتة لإدارة الزمالك، قد طالب الجماهير بالتبرع من أجل إنهاء أزمة سداد مستحقات اللاعبين التي نشبت وقتها، أبرزها أزمة التجديد للاعب التونسي فرجاني ساسي، وقال لبيب: تبرعوا من أجل سداد مستحقات اللاعبين، لو كل فرد من مليون شخص دفع 100 جنيه لامتلك النادي 100 مليون جنيه، وذلك بعد أزمة القضايا الخارجية التي زادت من ديون النادي ووصلت إلى 18 مليون دولار، أي نحو 280 مليون جنيه، بخلاف ديون أخرى لجهات مختلفة.

الغريب في الأمر أن الخطوة التي قام بها الزمالك لا يمكن تقييمها بالناجحة، إذ حسب ما أعلنته إدارة النادي، بلغ إجمالي ما تم جمعه من تبرعات 25 مليون جنيه فقط، مع الوضع في الاعتبار أن أكثر من نصف المبلغ تكفل به رجال أعمال، بالرغم من قيام العديد من نجوم النادي بدعوة الجماهير لدعم الزمالك، وبالتالي فليس من المنتظر أن تنجح التجربة مع نادي الإسماعيلي، حيث إن الأمر تكرر ورجال الأعمال هم من قاموا بالتبرع.

الحل الأسهل

 تبحث إدارات الأندية عن الحل الأسهل، وذلك بدلاً من التفكير في حلول أخرى تزيد من الموارد المالية لها، وتلقي بالمسؤولية على الجماهير، بل ويصل الأمر إلى توجيه اللوم لهذه الجماهير وكأن التبرع شيء إلزامي، حيث إن حسين لبيب خرج في أحد البرامج موجهاً اللوم للجماهير التي لم يكن إقبالها على التبرع بالشكل المطلوب.

ويعني فتح باب التبرع للجماهير وجود قصور شديد في إدارة الرياضة الإحترافية، كونه أسلوباً يصعب اللجوء إليه، لأن هناك وسائل أخرى للحصول على الدعم المالي على رأسها الرعاة وبيع العلامات التجارية.

Email