3 مدربين تألقوا في الدوري المصري

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل خمس جولات على انتهاء الدوري المصري الممتاز لكرة القدم، تبدّل حال بعض الفرق واستقرت في المنطقة الآمنة في جدول الترتيب، بعد أن كانت تتذيل الجدول خلال الدور الأول، ويعود الفضل في ذلك إلى مدربي هذه الفرق الذين استطاعوا الابتعاد عن منطقة الهبوط بأقل الإمكانات، ودون أن يشترطوا جلب صفقات بملايين الجنيهات، أو توفير احتياجات تفوق طاقة أنديتهم، وقبلوا التحدي ووافقوا على خوض المهمة الصعبة دون النظر إلى سهام النقد التي ستلاحقهم لو لم ينجحوا في المهمة، وبالفعل حققوا النجاح وأكدوا مقولة «يفوز باللذات كل مغامر».

يعتبر إيهاب جلال، المدير الفني لفريق الإسماعيلي، هو أبرز من نجح في مهمة انتشال «الدراويش» من الكبوة التي لحقت به موسمين متتاليين، بل أنه كان السبب في إشعال صراع المنافسة على لقب الدوري بين الأهلي والزمالك، بعد أن قاد فريقه للتعادل مع الأهلي بهدف لكل منهما، الأربعاء، في الجولة الـ 29 من المسابقة.

الأهم أن جلال نجح في إعادة البسمة والأمل إلى جماهير الإسماعيلي العاشقة والمتذوقة لكرة القدم، بعد أن تولى تدريب الفريق في وقت صعب، وكان يحتل المركز الأخير في الجدول، لكنه قاده لعبور الأزمة، حتى استقر في المركز الـ 12 برصيد (34 نقطة) ولا تزال هناك خمس مباريات متبقية على نهاية الدوري، ولعب الإسماعيلي 13 مباراة تحت قيادة جلال، وحقق الفوز في 9 مباريات.

ولم يكتف مدرب الإسماعيلي بترتيب أوراق الفريق الأول، بل اهتم بقطاع الناشئين وقام بإعادة وتصعيد 9 لاعبين للتدريب مع الفريق الأول، لكنه عقب التعادل مع الأهلي هاجم إدارة النادي لأنها لم توفر له الاحتياجات التي طلبها، وذلك من أجل عودة الإسماعيلي إلى مكانته الطبيعية في المربع الذهبي.

ويؤكد جلال، على أن إصرار اللاعبين على إثبات الذات هو السبب في تحقيق الانتصارات، وقال لـ«البيان الرياضي» إنه قبل تولي مهمة تدريب الإسماعيلي، لم يكن على علم بمستوى اللاعبين لكنه اكتشف امتلاكهم لمهارات جيدة، وإذا أحسن استغلالها سيتطور المستوى وتتحسن النتائج.

وفي غزل المحلة، فقد كانت الرغبة في عدم العودة إلى دوري الدرجة الأولى، هي الحافز أمام خالد عيد المدير الفني للفريق، وابن مدينة المحلة التي عاد فرقها إلى دوري الأضواء بعد غياب دام 4 سنوات، وإذا كان الفريق قد تواجد في المراكز الأخيرة بعد أسابيع قليلة من انطلاق مباريات الدوري، لكنه الآن قبع في المركز الـ 13 برصيد (33 نقطة).

ولا يزال عيد يسعى لتواجد فريقه في منطقة أكثر أماناً في منتصف الجدول، لكن الأهم في مشواره مع الفريق هو أنه قاده للفوز على الأهلي والزمالك (قطبي الكرة المصرية)، وتعادل مع بيراميدز صاحب الإمكانيات المادية الكبيرة، وكانت هذه النتائج مفاجئة للجميع واستحق خالد عيد لقب «قاهر الكبار»، بينما منح النقاد فريق غزل المحلة لقب «الحصان الأسود».

وقدم عيد العديد من اللاعبين الجيدين، أبرزهم عمرو شعبان حارس المرمى، ومحمد فتح الله، وهو واحد من المدافعين المميزين بالدوري المصري، ويطمح عيد في الوصول لمركز متقدم في ترتيب الدوري مع نهاية الموسم.

ويكشف مدرب غزل المحلة أن فريقه عانى من ضغط المباريات والتي كانت سبب تراجع النتائج في كثير من الأحيان، إضافة إلى عدم وجود رأس حربة لإنهاء الهجمات، وشدد على دور الجماهير في منح الفريق دفعة قوية قبل كل مباراة، ومنحوهم مساندة لا حدود لها حتى في أصعب الظروف.

أما عبد الحميد بسيوني، المدير الفني لفريق طلائع الجيش، هو مفاجأة الدوري في الموسم الجاري، فقد تولى المهمة في ظروف صعبة بعد اعتذار طارق العشري عن الاستمرار في منصبه، بعد أن تلقى الفريق أربع هزائم متتالية في بداية الدوري، كانت كافية لتواجده في المركز الأخير في جدول الترتيب.

وعلى عكس المتوقع كان لبسيوني رأي آخر، وقاد الفريق لتحقيق نتائج جيدة وضعته في المركز الثامن برصيد (38 نقطة)، وابتعد تماماً عن منطقة الهبوط، بل ونجح في استعادة بريق بعض نجوم الفريق، مثل عمرو جمال لاعب الأهلي المعار للفريق، الذي سجل 10 أهداف هذا الموسم، وأحمد سمير جناح الفريق الذي سجل 11 هدفاً، بجانب تألق مهند لاشين لاعب خط الوسط.

وبرغم اقتراب الدوري على النهاية، إلا أن بسيوني يطمح في التقدم أكثر في جدول الترتيب، وشدد على قدرة لاعبيه على تحقيق ذلك، خصوصاً وأنه يمتلك ثالث أقوى هجوم في الدوري، ويرغب بسيوني في إنهاء المسابقة في مركز جيد، كي يكون دافعاً لبداية قوية في الموسم الجديد، الذي يسعى فيه للمنافسة على المربع الذهبي.

 

Email