89 عاماً.. ومحصلة الكرة الكويتية من الاحتراف «صفر»

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع مطلع عام 2022 تدخل كرة القدم الكويتية عامها الـ 89 من الممارسة وحتى هذه اللحظة لم تسر في طريق الاحتراف بكل أنواعه وهو ما عاد بالسلب على مستوى لاعبيها الهواة، وجاءت نتائج المنتخبات الوطنية بكل مراحلها السنية ضعيفة جداً وصلت للرقم «صفر»، وهدد منتخبها الأول خلال الفترة الأخيرة بعدم التأهل للمرحلة الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2022.

والأمر نفسه حدث مع أنديتها التي تراجعت وحرمت من المشاركة في دوري أبطال آسيا وحتى كأس الاتحاد الآسيوي، والتي تم منح الفرق الكويتية مقعدين تم تقليصهما أخيراً من خلال الملحق بمشاركة فريق واحد فقط، فتطبيق الاحتراف يضع اللاعب في مكان آخر ليمتهن كرة القدم كمهنة ووظيفة كبقية الوظائف الأخرى يعطي ويأخذ مقابل ويتفرغ تماماً لممارسة عمله كلاعب دون وجود التزامات أخرى.

مساندة

وعلى الرغم من مساندة الحكومة للرياضة ودعمها من خلال القوانين الموجودة حالياً بإجراء أولى الخطوات بالموافقة على تحويل الأندية إلى شركات تجارية تستطيع من خلالها ممارسة عدد من الأنشطة داخل المنشأة الرياضية.

واعتبر الجميع أنها طاقة النور التي يتمنى الجميع رؤيتها من أجل الخروج من النفق المظلم وخطوة نوعية تصب في مصلحة لاعبي كرة القدم والأندية الكويتية، وقبل هذا وذاك حتى الآن لم تتعاقد الأندية مع شركات تدير فريق النادي لكرة القدم طبقاً للقانون رقم 87 لسنة 2017 الذي سمح للأندية بتأسيس شركة تدير لعبة كرة القدم، أليس من الواجب والأفضل أن نبدأ بالخطوة الأولى قبل أن نقفز على آخر السلم.

تخبطات

ولكن التخبطات التي تصدر دون دراسة القوانين تؤدي إلى تضارب جهات الاختصاص، فالمادتان 35 و61 من قانون الرياضة أكدتا على أن الاتحادات وحدها الحق في تطبيق الاحتراف ولا تملك أي جهة أخرى فرض الاحتراف بقرارات لأنها تخالف القانون.

فالقانون أرفع درجة من القرار، لذلك لا يمكن تطبيق الاحتراف من خلال جهة حكومية إلا بإصدار قانون يعدل المواد أو يغيرها، ولا يمكن تطبيق الاحتراف دون تطبيق حرية الانتقال، فأسعار المحترفين تعتمد على العرض والطلب وليس استلام مبالغ متساوية.

الاحتراف

شهدت الرياضة الكويتية خلال الفترات الماضية تطبيق ما يسمى بالاحتراف الجزئي «مكافأة شهرية للاعبين» تنفيذاً للقانون 49 لسنة 2005، تصرف من ميزانية الهيئة العامة للرياضة للاعبي الفريق الأول في مختلف الألعاب كانت 400 دينار ووصلت الآن 500 دينار كان الهدف منها إشعار اللاعب بالراحة النفسية والاجتماعية ويتفرغ للتدريب دون وجود ضغوطات عليه.

ولكن بعد مضي أكثر من 15 سنة، أصبح السؤال الذي يتردد في كل المجالس هل هناك دراسة ميدانية تبين أثر ذلك على مستوى اللاعبين بدنيا وفنياً وانعكاس ذلك إيجابياً على منتخبات الكويت الوطنية، أم سارت الأمور على البركة مجرد صرف مكافآت «الاحتراف الجزئي» دون وجود منظومة علمية تقيس أثر ذلك الدعم على اللاعبين.

اللاعب الأجنبي

 

في عام 1994 تم تطبيق عودة اللاعب الأجنبي في كرة القدم ليشارك بالدوري الكويتي مئات عدة من اللاعبين من جنسيات عدة، مضى على هذه التجربة أكثر من 25 سنة، وبعد الفترة الكبيرة لا يوجد دراسة على تأثير مشاركة اللاعب الأجنبي على تطوير كرة القدم الكويتية وهل كان لوجود اللاعب الأجنبي في بعض مراكز داخل الملعب له تأثير سلبي على المنتخب الوطني، وكم عدد الذين التحقوا بالدوري الكويتي وجنسياتهم والمبالغ التي صرفت عليهم وكم عدد اللاعبين منهم الذين يشار لهم بالبنان، وهل ساهموا في عودة الجماهير إلى الملاعب.

الاحتراف الكامل

ورغم تأكيد عبد الرحمن المطيري وزير الدولة لشؤون الشباب بأن مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة قرر اعتماد الإطار العام لتطبيق الاحتراف الكلي للاعبين الكويتيين في الألعاب الرياضية باعتبار أن التحول من الهواية أو نصف الاحتراف إلى الاحتراف الكامل سيحسن مستواهم بشكل ملحوظ نظراً لتفرغهم الكامل للرياضة .

والذي اعتبره البعض بأنه مسكنات لتهدئة الشارع الرياضي بعد الإخفاق الآسيوي للمنتخب، خصوصاً أن الاحتراف الكلي لابد أن يكون ضمن أندية تجارية وليس أهلية، كما هو حال جميع الأندية الكويتية، فوضع لائحة وضوابط الاحتراف لا يصدر بقرار حكومي وإنما حق أصيل للاتحادات الرياضية وفق قانون 87 لسنة 2017 وجمعياتها العمومية «الأندية».

بالإضافة إلى أنه لا يمكن تطبيق الاحتراف الحقيقي عن طريق الدعم الحكومي لأن الاحتراف عرض وطلب، ويعتبر قطاعاً خاصاً، ولكن عند كل إخفاق لمنتخب الكويت في المشاركات الخارجية نسمع الأصوات تتعالى وتصرخ صرخ نريد احتراف كأننا نشتري سلعة جاهزة من جمعية تعاونية دون تعب أو تفكير.

أندية خاصة

والخطوة التي ينتظرها الجميع هل تسمح الحكومة الكويتية بإنشاء أندية جديدة خاصة وتعطيها الأرض وتدفع لها مبالغ زهيدة تساعدها على الوفاء بالتزاماتها الإدارية فقط.

والسماح بوجود أندية خاصة محترفة لها دوري خاص بها، وأخرى أهلية الموجودة الآن ويكون لها دوري مستقل بها، من خلال تنظيم دوري للمحترفين ودوري للهواة، ويجب النظر إلى تشكيل مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم إذا كانت هناك أندية خاصة وأندية أهلية، وهل تقبل الأندية الخاصة أن يدير أنشطة الاتحاد أندية هواة كما هو حاصل الآن، وفي حالة تطبيق الاحتراف هل يقبل اللاعبون ترك مناصبهم الوظيفية الجيدة لاحتراف الرياضة.

أسئلة كثيرة تدور داخل الشارع الرياضي الكويتي بحاجة لأجوبة واضحة قبل أن تقع الفأس بالرأس، ومن خلال الأسئلة والتساؤلات تكون الإجابات هي الحقيقة والواقع.. إجابات واضحة لا غموض فيها.

Email