جيل 80 ما زال محافظاً على «اللقب الذهبي»

الكرة الكويتية.. الهدف مجرد التمثيل المشرف

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن كرة القدم الكويتية، أفضل حالاً من الألعاب الأخرى الرياضية، وحيث أصبحت الرياضة في الكويت تعاني الفشل كمنظومة «المدرب – اللاعب – الإداري – مجالس الإدارات، سواء الأندية أو الاتحادات»، بعدما مرت بنفق مظلم خلال الفترات الماضية، وتعرضت لانتكاسات وانكسارات وهزائم، وتعرضها للإيقاف عدة مرات، ليُحرم لاعبوها ومدربوها وحكامها ومسؤولوها من التمثيل الخارجي، ليكون التاريخ الحديث مظلماً، بعكس الفترات الماضية، التي شهدت تفوقاً على كافة المستويات، بتحقيق كأس آسيا 1980، والتأهل لكأس العالم 1982، كأول فريق عربي آسيوي يتأهل للمونديال، لتطلق الجماهير الرياضية على الأزرق لقب الجيل الذهبي، وتفشل الأجيال المتعاقبة على كسر الحاجز، وخطف اللقب من جيل فيصل وجاسم وفتحي والعنبري وفليطح الطرابلسي ومؤيد وناصر الغانم ومحبوب، وأصبح الطموح المنافسة على التأهل لأمم آسيا فقط، والظهور بمظهر مشرف في النهائيات، بعيداً عن البحث عن الألقاب، التمثيل المشرف حتى في بطولة كأس الخليج، التي يقف المنتخب الكويتي على رأس قائمة الحاصلين عليها، ولكنه تراجع كثيراً منذ تحقيقه لقب نسخة اليمن 2010، وبعدها لم يستطع الأزرق الكويتي الوصول إلى الدور قبل النهائي.

المعاناة


عانت الكرة الكويتية من ظلام قاتم، نتيجة العقوبات الدولية، والإيقاف من المشاركات الخارجية، التي طالتها بسبب تعارض القوانين المحلية مع القوانين الرياضية الدولية، ورغم التشريعات الكثيرة التي سنها البرلمان الكويتي، والقرارات التي أصدرتها الحكومة الكويتية لدعم الرياضيين، ورفع المكافآت التحفيزية، لكن ذلك لم يثمر عن شيء إيجابي، باستثناء الرماية التي حققت ميداليات أولمبية.

المراحل السنية

غياب المنتخبات الوطنية على كل الأصعدة من الوجود في المحافل الآسيوية، حتى من خلال المنتخبات السنية أو الأولمبي أو المنتخب الأول، جاء نتيجة التخبطات الإدارية، وعدم تطبيق الاحتراف الكامل، ما أدى إلى حدوث تراجع مخيف، بعد أن كانت الكرة الكويتية سابقاً ذات صولات وجولات في جميع المحافل الآسيوية والخليجية.

صدمات

تعرض الوسط الرياضي الكويتي لصدمة قوية وكبيرة، جراء ما وصلت له الرياضة الكويتية، فالوضعية السيئة بخروج الأزرق الكويتي من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى المرحلة النهائية لمونديال 2022، رغم الفرصة الكبيرة التي كان يمتلكها المنتخب، باستضافة التصفيات على أرضه، ولعل من أبرز أسباب هذا الإخفاق، حرمان المنتخب من جماهيره، بسبب عدم استطاعة اللجنة المنظمة الحصول على الموافقات الرسمية بوجود الجماهير، كما حدث في المجموعات الأخرى، كذلك كان الاختيار الخاطئ للجهاز الفني - وهو الأمر الذي تكرر كثيراً في الفترة الأخيرة - حيث يتم التعاقد مع مدربين لا يمتلكون السيرة الذاتية التي تمنحهم قيادة منتخب الكويت، ذاك الاسم الكبير، والذي كان في حاجة إلى اسم كبير في عالم التدريب، يعيده إلى سابق عهده، وهو أمر تتحمله اللجنة الفنية للاتحاد الحالي، والتي راهنت على أسماء ضعيفة، بالتعاقد مع مدربين مغمورين، كانت النتيجة، الإخفافات والتراجع، وإخفاق الأزرق في التأهل إلى المرحلة النهائية للمونديال، وكذلك التأهل المباشر لكأس أمم آسيا 2023 بالصين، ويحتاج إلى معجزة خلال التصفيات الجديدة، من أجل التأهل للعرس الآسيوي.

نفق مظلم

الهزائم المتكررة للكرة الكويتية خلال الأشهر الماضية، تؤكد أن الرياضة الكويتية دخلت بالفعل في نفق مظلم، يحتاج إلى تدخل عاجل من قبل العقلاء لإنقاذها مما وصلت له، وليس الدخول في مشاكل وجدال في الوسط الرياضي بشكل عام، بجانب القيام بتعديلات في كثير من الأنظمة واللوائح بصورة عاجلة، لإعادة بناء الهيكل الإداري، بالمزج بين أصحاب الكفاءة من أصحاب الخبرة والشباب الواعد، الذي يبحث عن الإنجاز، وليس الكرسي، كما يحدث الآن، ورغم تقديم 5 أعضاء من مجلس إدارة الاتحاد باستقالات عقب الخروج الآسيوي، نجد أن هناك من يتمسك بالمنصب، رغم الإخفاقات المتتالية، ما أوصل كرة القدم الكويتية إلى وضع سيئ للغاية.

لجان مؤقتة


تولى إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم، عدد من اللجان المؤقتة، منذ إقرار القانون رقم 5 لسنة 2007، الخاص بتنظيم الشؤون الرياضية، الذي منع المسؤولين من الجمع بين المناصب، ولكن الحال لم يتغير، فجميع هذه اللجان المؤقتة، سارت من إخفاق إلى آخر، وكانت المحصلة النهائية «صفر».

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في النهاية.. هل ستخرج الكرة الكويتية من النفق المظلم، أم سيظل الوضع سيئاً من عام إلى آخر؟ هل سيتم إقرار قوانين جديدة تتناسب مع القوانين الدولية، وتخرج الكرة الكويتية من هذا النفق المظلم، وتتحول إلى احتراف كامل، أم سيظل الحال على ما هو عليه الآن.. مجرد سؤال؟.

Email