يجب البكاء على حال الفريق لا الفرح لعدم هبوطه

المنسي: الأفريقي التونسي دفع ثمن المصالح الخاصة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عبّر محمد المنسي، قطب النادي الأفريقي التونسي ولاعبه ومدربه السابق، عن حزنه العميق للحال الذي وصل إليه النادي الأفريقي التونسي من تردٍ لدرجة أصبح يتلقى التهاني لعدم هبوطه للدرجة الثانية.

وقال إن الأفريقي دفع ثمن الأجندة السياسية والمصالح الخاصة، وما حدث لهذا النادي العريق الكبير ببطولاته وإنجازاته وجماهيريته العريضة المنتشرة في تونس شماله وجنوبه وشرقه وغربه، يفوق الخيال بعد أن تولى إدارته الغرباء وأصحاب الأجندة السياسية والمصالح الخاصة، وهذا ما يحدث للرياضة عندما تختلط بالسياسة.

أزمات متلاحقة

وكان فريق النادي الأفريقي التونسي عانى من أزمات مالية وإدارية متلاحقة خلال السنوات العشر الأخيرة، بعد أن تولى رئاسته عقب الثورة التونسية رجل الأعمال سليم الرياحي.

وظل يتخبط في الأزمات ومهدداً من قبل (فيفا) بالهبوط بسبب الديون وسوء الإدارة، الأمر الذي كان له تأثيره السلبي على نتائجه في مباريات الدوري التونسي ليتراجع في جدول الترتيب إلى الذيلية، ويصبح من الفرق التي تصارع من أجل البقاء حتى الجولة الأخيرة، قبل أن ينجو من الهبوط للدرجة الثانية بعد فوزه أول من أمس بهدف نظيف على منافسه فريق الملعب، جاء بواسطة ركلة جزاء في الجولة الأخيرة من الدوري التونسي، ليبقي الأفريقي ويهبط فريق آخر عريق هو الملعب.

أجندة سياسية

وأكد المنسي في تصريحات خصّ بها «البيان الرياضي»، أن الأفريقي دفع ثمن السياسات الخاطئة والأجندة السياسية والمصالح الخاصة لرئيس مجلس الإدارة السابق سليم الرياحي، موضحاً أن الرجل عاد إلى تونس بعد الثورة ودخل إلى عالم السياسة بعد توليه رئاسة النادي.

حيث أسس (حزب الاتحاد الوطني الحر)، والذي أصبح بفضل جماهير الأفريقي ثالث حزب في تونس من حيث الشعبية، ومرشحاً للرئاسة قبل أن يتم حله بعد هبوط شعبيته بسبب ما حدث للنادي، واستغل الرياحي، الشعبية الجارفة لهذا النادي العريق، وظل يعمل من أجل مصالحه الخاصة .

والتي لا علاقة لها بمصلحة النادي ولا حتى بالرياضة، وكانت النتيجة كوارث كبيرة كادت أن تطيح بالنادي وتمحو وجوده، لولا تصدي كبار أقطابه ومحبيه ومن خلفهم الجماهير لانتشاله من الهاوية التي كاد أن يهوي فيها، وقال إن بعض أنصار الأفريقي أصحاب الأمراض ضحوا بصحتهم وآثروا أن يتبرعوا للنادي بثمن الدواء حباً فيه.

البكاء لا الفرح

وقال المنسي: يجب ألا نفرح لعدم هبوط الأفريقي، بل ينبغي البكاء لبلوغه هذه الحالة المزرية بسبب الدخلاء على الرياضة أمثال سليم الرياحي وحاشيته، وعلينا أن نعي الدرس ونستلهم العبر مما حدث، ونحمد الله على نجاة الفريق من الهبوط وإلا لكانت حدثت كوارث وقامت ثورة شعبية أخرى من قبل جماهيره العريضة في وقت لا تتحمل فيه تونس اضطرابات وأزمات في الشارع.

لأن الأفريقي ليس مجرد نادي كرة قدم فهو يعنى لمحبيه وأنصاره أكثر من ذلك بكثير، ونتمنى أن يتكاتف أبناء النادي ورجالاته الأوفياء في المرحلة المقبلة من أجل تلافي ما حدث للفريق خلال الفترة السابقة، ويعملوا جميعاً لأجل أن يستعيد هذا النادي الكبير هيبته وشخصيته ويعود إلى مكانه الطبيعي في القمة كنادٍ عريق ورائد ليس فقط على مستوى الأندية التونسية بل على المستويين العربي والأفريقي.

 

Email