جدل حول دقة برامج التحليل التحكيمي بمصر

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتعرض حكام المباريات في الدوري المصري لهجوم جماهيري كبير، منذ عدة مواسم، غير أن هذا الهجوم تصاعدت وتيرته منذ الموسم الماضي (2019-2020)، واستمرت في التصاعد حتى الموسم الجاري، وذلك بسبب وجود تقنية حكم الفيديو المساعد، والتي تختصر باسم «فار»، لكن، وبخلاف هذه التقنية الحديثة، فإن وجود فقرة خاصة بتحليل أداء الحكام، على هامش الاستوديوهات التحليلية لمباريات الدوري، أسهمت في زيادة الاحتقان الجماهيري.

فتحت القنوات الرياضية المصرية أبوابها للحكام السابقين، للظهور على الشاشة، وتحليل أداء المباريات، وهي مهمة يتسابق عليها هؤلاء الحكام، أملاً في توقيع عقود تمنحهم فرصة لكسب الأموال، من خلال وجودهم ضيوفاً على هذه القنوات، غير أنه، وعلى عكس المعروف في استوديوهات التحليل على مستوى العالم، تخصص القنوات مساحة كبيرة من الوقت، للنقاش حول قرارات الحكم في مباراة ما، وهو ما يصنع أحياناً حالة جدلية، بسبب اختلاف الآراء بين ضيوف الاستوديو التحليلي.

تلك الحالة الجدلية، تنتقل إلى الشارع الكروي في مصر، ويتعامل جمهور كل نادٍ مع أخطاء الحكام، على أنها تآمر ضد ناديه، بل يمتد الأمر إلى التشكيك في نزاهة الحكام، واتحاد كرة القدم بكامله، خصوصاً مع تعمد مسؤولي الاستوديوهات التحليلية، عرض اللقطة الجدلية أكثر من مرة من زوايا مختلفة، للتأكيد على صحة قرار الحكام أو خطئه، وإذا اتفق الجميع على أن الحكم، مخطئ تنهال عليه سهام النقد الجماهيري.

ويكثر الحديث عن أخطاء الحكام في المباريات التي يكون ناديا الأهلي أو الزمالك طرفاً فيها، نظراً للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها قطبا الكرة في مصر، وكانت أكثر مباراتين أثارتا جدلاً واسعاً، هي المباراة التي جمعت بين فريقي الأهلي والبنك الأهلي، وأدارها حكيمياً الحكم محمد سلامة، والذي صبت جماهير الأهلي جام غضبها عليه، بسبب إلغاء هدف للاعب أيمن أشرف، فضلاً عن أنها المباراة التي تسببت في توقيع عقوبة على حارس وقائد الأهلي محمد الشناوى، أما المباراة الثانية، هي التي جمعت بين الزمالك وأسوان، والتي شهدت إلغاء هدف لصالح الزمالك، فضلاً عن المطالبة بركلة جزاء لصالح إمام عاشور لاعب الفريق الأبيض.

وإذا كانت هذه القرارات تصنع حالة جدلية عن الجماهير، إلا أن نجوم الاستوديوهات التحليلية، يتمنون مضاعفتها، حيث إنها تحقق الإثارة المطلوبة في عملهم الإعلامي، ويرى الحكم الدولي السابق، عصام عبد الفتاح، عضو لجنة الحكام بالاتحاد الأفريقي «كاف»، أن بعض الضيوف الذين يقومون بتحليل أداء الحكام في البرامج الرياضية، غير مؤهلين للتحليل، ويفتقدون للخبرات الكافية، لذا، قد يقوم بعضهم بالتحليل الخاطئ.

ولفت عبد الفتاح إلى أن بعض هؤلاء الضيوف، وأغلبهم حكام سابقون، يضطرون لمجاملة أندية، خوفاً من جمهورها، وقد يراعي في تحليلاته علاقته بحكم المباراة، ولا يرغب في إدانته، وأوضح أن سبب الهجوم على تقنية «فار»، والتي من المفترض أنها تعمل على تقليل أخطاء الحكام، هي أن بعض محللي البرامج، ليسوا على دراية بمعايير استخدام الفار.

وكان أحمد حسام «ميدو»، نجم نادي الزمالك ومنتخب مصر السابق، قد طالب بإلغاء فقرة تحليل أداء الحكام في البرامج التليفزيونية والإعلام، وقال إنها السبب الرئيس في احتقان الجماهير، والهجوم على الحكام.

فيما ينصح الحكم الدولي السابق، جمال الغندور، بأنه إذا أرادت البرامج الرياضية أن تحقق النجاح في فقرات تحليل أداء الحكام، فعليها أن تأتي بخبراء أكفاء، للقيام بهذه المهمة، وعدم الاستعانة بحكام سابقين، كانت قراراتهم تثير الجدل أثناء وجودهم في الملاعب.

Email