ملاعب العراق.. فسحة أمل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«أعلل النفس بالآمال أرقبها.. ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل».. بلا مبالغة، ليس هناك من عراقي واحد من أبناء الوسط الرياضي، والكروي على وجه الخصوص، إلا وتملأ خياله رائعة الشاعر الطغرائي، عندما يرى ملاعب العراق المنتشرة في أغلب محافظات بلاد ما بين النهرين، ملاعب كرة قدم تشكل بمجملها فسحة أمل حقيقية وسط ركام الآهات والآلام والأحزان التي «تأبى» أن تغادر أرض السواد في شتى تفاصيل الحياة، وعلى مر عقود خلت قد لا نكون مجافين للحقيقة إذا ما وصفناها بأنها «قاعدة عامة»، فيما الأمل، صار حالة استثناء في حياة العراقي!

تحف معمارية

ملاعب العراق.. فسحة أمل، حقيقة تجسدت ومنذ سنوات عدة على أرض بلاد الرافدين، عبر تحف معمارية رائعة يأتي في مقدمتها ملعب البصرة الدولي في اقصى جنوبي العراق، والذي يتسع لأكثر من 65 ألف متفرج، وملاعب كربلاء والنجف وميسان وواسط، والتي يتسع كل منها لأكثر من 30 ألف متفرج، ناهيكم عن ملاعب حديثة موجودة أصلاً في شمالي العراق في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك.

ملاعب جديدة

وبات في حكم المؤكد، أن يشهد العامان الجاري والمقبل، افتتاح ملاعب جديدة وبمواصفات عالمية في محافظات كركوك والأنبار والموصل، إضافة إلى أكثر من ملعب في العاصمة بغداد، منها ملاعب الزوراء والشرطة والحبيبية وغيرها، وهي كلها، ستشكل لوحة غاية في الروعة والجمال في حاضر ومستقبل كرة القدم العراقية.

ملعب الشعب

وإلى جانب الملاعب الجديدة والقادمة لكرة القدم العراقية، يقف شامخاً ملعب الشعب الدولي في قلب العاصمة بغداد، باعتباره الأقدم والأعرق والأكثر ارتباطاً بذاكرة عموم أبناء شعب العراق، كونه شهد أحداثاً وذكريات لا يمكن أن تفارق مخيلة أي من العراقيين، ونجوم الأجيال الذين أشبعوا عشبه الأخضر فناً، وألهبوا أكف الجماهير تصفيقاً وحماساً.

علامة فارقة

ميثم عادل نجم كرة القدم العراقية السابق، وصف ملاعب العراق بـ «العلامة الفارقة» في تاريخ كرة القدم في بلاد ما بين النهرين، منوهاً إلى أن العدد الموجود حالياً يسد حاجة اللعبة من الملاعب، متمنياً أن يقام ملعب دولي بسعة لا تقل عن 30 ألف متفرج في كل محافظة من محافظات العراق، مشيراً إلى أنه كعراقي، يشعر بالفخر عندما يرى ملاعب جديدة وبمواصفات عالمية تنتشر في ربوع البلاد، معتبراً ذلك مؤشراً طيباً على وجود نهضة في مجال البنية التحتية.

حب الأشقاء

ولفت ميثم عادل إلى أنه كثيراً ما يسمع من أشقاء محبين للعراق والعراقيين، حالات من الإشادة والإعجاب بملاعب كرة القدم العراقية حالياً، متمنياً أن تحتضن تلك الملاعب، بطولات عربية وآسيوية، في مقدمتها «خليجي25» في البصرة، متوقعاً في حال إقامة البطولة في العراق، أن ينبهر الأشقاء بمدينة البصرة الرياضية، ومنشآتها الفاخرة من فنادق وملاعب فرعية وملعب رئيسي ربما يعد الأجمل والأكبر في منطقة الشرق الأوسط.

المعايير الاحترافية

وشدد ميثم عادل على أن تعدد ملاعب كرة القدم في عموم محافظات العراق، يمثل رسالة إيجابية جديدة، ومدخلاً واسعاً لرفع الحظر المفروض على إقامة البطولات والمباريات الدولية الرسمية في ملاعب العراق منذ عقود من الزمن ،بحجج أثبتت الوقائع عدم دقتها، مستدلاً على ذلك باحتضان ملعب كربلاء بطولة غرب آسيا في 2018، وإقامة مباريات ودية ورسمية عدة في ملعب البصرة الدولي، وكربلاء والنجف الدوليين، إضافة إلى أن تلك الملاعب قد أسهمت في رفع مستوى المعايير الاحترافية لمصلحة الأندية العراقية المشاركة في دوري أبطال آسيا.

محطات مميزة

عاش ميثم عادل، محطات مميزة في ملاعب كرة القدم، بدأها مع فريق الشرطة الذي يعد من أشهر الفرق الجماهيرية في العاصمة بغداد خصوصاً، والعراق عموماً، ثم مثل منتخب العراق في تصفيات أولمبياد اتلانتا 1996، قبل أن يعيش تجربة احترافية ناجحة مع فريق الإمارات الإماراتي، ثم اتجه إلى التدريب في ختام مسيرته لاعباً، فعمل مع فرق إماراتية عدة في فرق المراحل، إلى جانب ظهوره في برامج التحليل الفني في قنوات رياضية عدة.

Email