الدوري العراقي «مجزرة» مدربين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد مرور 15 جولة، يعيش الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم في موسمه الجاري، وضعاً أشبه بـ «المجزرة» لمدربي فرقه الـ 20، بوصول «حبل» تلك «المجزرة» إلى رقاب 11 مدرباً حتى الآن، مع توقعات بأن يتواصل التفاف «الحبل» على رقاب مدربين آخرين، طالما أن الأمر يتعلق بأضعف حلقات اللعبة! 

11 مدرباً

ومع ختام الجولة 14، أقيل أو استقال 11 مدرباً، هم حازم صالح ثم سعد حافظ فقصي منير في فريق الديوانية، والبديل سمير كاظم، وعبد الغني شهد في فريق الشرطة، والبديل الروماني ألكسندر اليج، وغالب عبد الحسين في السماوة، والبديل شاكر محمود، وباسم قاسم في الزوراء، والبديل راضي شنيشل، وحسن أحمد في النجف.

والبديل هاتف شمران، وأحمد خلف في الطلبة، والبديل حسن أحمد، وجاسم جابر في القاسم، والبديل عادل نعمة، والروماني تيتا فاليريو في الميناء، والبديل عبد الغني شهد، وجمال علي في نفط الوسط، والبديل المتوقع السوري ماهر حربي.

علامة استفهام

ورغم أن الإقالات أو الاستقالات، تبدو أمراً معتاداً، ومتوقعاً دائماً في عالم كرة القدم، إلا أن وصول عدد المدربين المقالين أو المستقيلين إلى 11 مدرباً، يثير أكثر من علامة استفهام، ويفتح باباً للبحث عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء استفحال تلك الظاهرة، التي باتت أحد أهم حجة لدى إدارات الأندية في تبرير الفشل العام، أو الهزيمة في مباراة أو أكثر من مباراة.

أهل الاختصاص

وفي ظاهرة الإقالات أو الاستقالات لـ 11 مدرباً في الدوري العراقي، تبدو الأسباب متشابهة مع غيرها من الظواهر في دوريات أخرى، وهي أسباب في مجملها العام، تتعلق بغياب أو تغييب أهل الاختصاص من الفنيين العاملين في الأندية، والذين بمقدورهم اختيار المدرب الأنسب لقيادة فرق تلك الأندية منذ بداية المشوار.

شماعة وكبش

كما أن هروب إدارات الكثير من الأندية نحو الحلقة الأضعف، ونعني بها، المدرب، يعد من الأسباب الرئيسة في استفحال ظاهرة إقالة أو استقالة المدربين، خصوصاً إذا ما اقترن ذلك الهروب، بحقيقة اعتبار المدرب الشماعة الجاهزة وكبش الفداء الأكثر «جهوزية»، لتعليق الهزيمة والإخفاق والفشل برقبته، في أقرب مواجهة، سواء مع جماهير النادي، أو مع الإعلام الرياضي.

انعكاسات خطيرة

وبكل تأكيد، أن لظاهرة إقالة أو استقالة مدربي فرق كرة القدم، انعكاسات خطيرة، سواء على الفرق نفسها، أو على المنتخبات الوطنية التي يقوم أساس بنيانها على «خلاصات» و«مخرجات» الدوريات المحلية، التي في الأغلب الأعم، تتوقف جودتها على نوعية المدربين العاملين مع الفرق المشاركة في تلك الدوريات، إلى جانب الانعكاسات الاجتماعية المتعلقة بالمدرب نفسه، باعتبار التدريب مهنته الأساسية، ومصدر رزقه لتأمين مستقبل أفراد عائلته.

حجم الفوضى

حسن علي نجم كرة القدم العراقية السابق، أعرب عن قناعته بأن استفحال ظاهرة إقالة أو استقالة مدربي فرق الدوري العراقي الممتاز، تمثل تعبيراً عن حجم الفوضى الناتجة عن عدم الاستعانة بأهل الاختصاص من الفنيين في مختلف الأندية، لافتاً إلى أن الظاهرة نتاج طبيعي للوضع العام للكرة العراقية.

«برمجة» البطولات

وشدد على أن الكرة العراقية تعاني، ومنذ سنوات عدة، من ضعف «برمجة» البطولات المحلية، وقلة أو انعدام بطولات الفئات العمرية، منوهاً بأن الكثير من أندية الدوري العراقي ذات تفكير «مصلحي» واضح، غالباً ما تنعكس آثاره السلبية و«ارتداداته» الكارثية على المدربين بالدرجة الأساسية، باعتبارهم الحلقة الأقرب والأسهل للإطاحة والإبعاد من أروقة النادي، بحجة مسؤوليتهم عن تردي النتائج، وتراجع المستوى الفني للفرق خلال المباريات.

Email