الإرهاب والرياضة.. حكايات الدم والنار 01-03

المـلاعب.. ثعبان «الإخوان» على سلَّم السياسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرياضة التي طالما شكلت عنواناً للالتقاء بين الحضارات المختلفة، ومنصة تتنافس فيها الدول والشعوب تحت شعارات المحبة والسلام والتفاعل الإيجابي، استهدفتها الجماعات الإرهابية، خلال العقدين الأخيرين بمشاريعها الخبيثة، حيث تحولت التظاهرات الرياضية بما هي مكان للحشود الجماهيرية إلى أهداف لهجماتها الإجرامية، أو منابرلإيصال رسائلها السياسية وأفكارها التخريبية التي تزرع الفتنة بين المجتمعات المسالمة.

وبمؤازاة ذلك، استغلت الحركات والتنظيمات الإرهابية عشق العالم للرياضة لتحقيق مخططاتها التدميرية، سواء عبر بسط نفوذها على الأندية والمراكز الرياضية، وتمرير عمليات «غسيل الأموال» وترويج الفكر المتطرف، كما حصل في مصر والسودان، أو باستخدام الإرهاب الأسود وتجنيد الرياضيين لمصالحها الظلامية كما حصل مع تنظيمي «القاعدة» و«داعش».

«البيان الرياضي» تفتح الملف الأسود للجماعات الإرهابية، واستغلالها عالم الرياضة لتحقيق مآربها الفكرية والتمويلية واللوجستية والتحشيدية، وتحويلها الميادين الرياضية إلى مساحات مرعبة تغطيها نيران التفجيرات والدخان الأسود، وتستباح فيها دماء الأبرياء في مشاريع «طيور الظلام» العبثية.

هو شاهد عيان على الواقع الرياضي الإخواني، تولى أحد أهم المناصب داخل جماعة الإخوان.. عالم الإعلام كان لعبته ونافذته التي يطل من خلالها على كل العوالم الأخرى، عبد الجليل الشرنوبي، الخبير في شؤون التنظيمات المتطرفة والكاتب الصحفي الذي تولى رئاسة تحرير الموقع الرسمي وجهاز الإعلام لجماعة الإخوان، قبل أن يُعلن استقالته في مايو 2011، ويعود ممسكاً بقلمه الحر ليزين الصفحات ويثري القراء.

أكد عبد الجليل الشرنوبي أن طبيعة نطرة الإخوان للرياضة ليست مجرد تنظيم، وإنما عالمٌ موازٍ لعالمنا الذي نحياه، ومِنْ ثَمَّ يكون من الطبيعي أن يكون لعالم التنظيم مُكوناتُه الموازية، والرياضة في هذا العالم الموازي ليست مجرد نشاط حيوي يُمارسُه الإنسان بقصد الهواية أو الاحتراف، بل إن دورها مثل كل مكونات هذا العالم، يدور في فلك خِدْمة (التمكين) للتنظيم، تحت شعارات (التمكين للإسلام)، ولقد حرص الإمام المؤسس للتنظيم على صياغة التأصيل المبكر للاستثمار التنظيمي للرياضة عبر رسائله التي شرح فيها طبيعة تنظيمه بأنه (دعوة سلفية، وطريقة سنّية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية وثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية)، وفي هذا الخليط من كل شيء، وأي شيء اعتبر البنا تنظيمه (جماعة رياضية) بالأساس.

الاستهداف الإخواني

وحول بدايات الفكرة، قال الشرنوبي: في تقديري أن هذا السفور المبكر جاء انطلاقاً من استهدافه إنشاء قاعدة جيشه الذي سيتحرك نحو التمكين من العالم، وهو ما تؤرخ له (لجنة التاريخ) التنظيمية، قائلة: «أوصى الإمام الشهيد حسن البنا الإخوان أن يهتموا بممارسة الأنشطة الرياضية، وتأليف الفرق الرياضية بأنواعها المختلفة في شعب الإخوان، فالقوة شعارهم ولا قوة في جسم ضعيف ضئيل.

بل جعل من أخص خصائص الإخوان أنهم جماعة رياضية، لأنهم يعنون بأجسامهم، ويعلمون أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف»، ومنذ نشأة التنظيم عام 1928 بمدينة الإسماعيلية شرق الدلتا المصرية، وضع المؤسس النشاط الرياضي تحت قسم (الجوالة)، برئاسة (محمود أبو السعود)، حتى أصبحت قسماً منفصلاً في الأربعينيات، وجاءت هذه القفزة الهيكلية بحسب قراءتي لمشهد تطور التنظيم خادمة لتطور جيشه الذي كان يحمل اسم (الجهاز أو النظام الخاص)، إذ لا يُمكن فصل استهداف البنا للنشاط الرياضي والكشفي عن استهدافه غير المُعلن لتكوين جيشه عبر الإعداد البدني بالنشاط الرياضي، والتأهيل النظامي عبر برامج (جوالة الإخوان)، وكلاهما كان الرافد الأساسي لترشيح الكوادر التنظيمية للعمل في جيشهم (النظام الخاص).

بداية التطوير

وواصل الشرنوبي: بحسب التأريخ التنظيمي فإن تطوير الجهاز الرياضي الإخواني انطلق بعد عام 1940 نحو السير في اتجاهين (تنبهت قيادة الدعوة إلى أهمية تكوين الفرق والأندية الرياضية، وهدفت بذلك إلى غرضين: أن تكون من الإخوان أنفسهم تشكيلات رياضية بمزاولة لعباتها المختلفة التي تضيف إلى حركاتهم وسكناتهم الخفة والسرعة والمرونة، وتدفعهم إلى الأخذ بأسباب القوة، وتقوي عندهم الرغبة في الانتصار المشرف، وبذلك تعد الجيل الرياضي الفاضل الذي يكون بمثابة إكسير الحياة والعصب الحي في الأمة، فلا تدب فيها شيخوخة ولا يتطرق إلى قوتها وهن.

وبتفكيك هذا الخطاب تصل بسهولة إلى أهداف تفصيلية تبدأ بإعداد العضو (المجاهد) بدنياً، ثم امتلاك مساحات الحضور للتنظيم في الأوساط الرياضية، بما يؤهل فرق الإخوان للتمكين من صدارة المشهد الرياضي في أقطارهم، وتصدر مشهد البديل الرياضي للكيانات القائمة.

وأكمل: أما ثاني أهداف التنظيم من استثمار الرياضة فكان بحسب التوثيق التنظيمي، يسعى لاختراق مجتمعات الرياضة القائمة، عبر تجنيد (نشر الدعوة)، عناصره ونجومه، واستثمارهم في فرض حضور التنظيم على الخريطة الجماهيرية، وهو ما ينص عليه بـ (نشر لدعوة الله بين الرياضيين أنفسهم في مختلف الأندية، وهم جيش جرار تحجرت عواطفه، وتوجه شطر المضمار لا المحراب، وأنسته هوايته عبادته، وذلك بمقابلة فرقهم ومنازلة أبطالهم لا حباً في الغلبة، ولكن لنفرض عليهم نماذج من خلق فرقنا المثالي، فتشيع بينهم روح التنافس البريء، وتُلقي عليهم دروساً في احترام قوانين اللعبات والنزول عن طيب خاطر عند قرار الحكام، وتقبل الهزيمة بنفس الروح التي يتقبل بها الانتصار.

وتذكرهم بربهم ودينهم حينما نذكر الله ونحمده عند كل مباراة ونقطعها إذا أذّن المؤذن للصلاة).

أرض خصبة

وحول فترة توليه رئاسة تحرير موقع التنظيم الرسمي وجهاز الإعلام الخاص به، قال الشرنوبي: بشهادة المُعاين لتطور الفعل التنظيمي منذ نهاية الثمانينيات وحتى استقالتي من رئاسة تحرير الموقع الرسمي وجهاز الإعلام مايو 2011، فإن حالة استثمار الإخوان للرياضة ظلت تدور في فلك هذه الأهداف الخمسة، حيث كان (النشاط الرياضي)، داخل شعب الإخوان، أصغر الوحدات الجغرافية بالتنظيم، هو المصيدة الأولى لتجنيد عناصر جديدة، وللانتشار داخل صفوف المجتمع بكل طبقاته، خاصة في ظل تراجع دور الدولة الراعية لأنشطة البناء الإنساني المختلفة، وهو ما جعل النوادي ومراكز الشباب أرضاً خصبة للحضور التنظيمي الفاعل من قبل أعضاء التنظيم في معظم أنشطة الرياضة والكشافة، ومثلها جماعات النشاط الرياضي المدرسي والجامعي، وهذا النشاط الذي تنامى في ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته في مصر والعديد من الأقطار العربية والإسلامية، هو الذي أتاح للتنظيم بناء قواعد جديدة، تم تأهيلها لاختراق مجتمعات الصفوة الرياضية في نهاية التسعينيات عبر أكبر الأندية المصرية، وهي حركة بدأت هادئة عبر مساجد النوادي وحلقات التلاوة القرآنية فيها، إنه المدخل الذي لا يستطيع أحد أن يشك فيه، مجرد شاب متدين من أهل الأزهر يُرشحه عدد من رواد مسجد النادي ليؤم الصلوات، ويعطي دروس قرآن للأطفال والشباب، وعادة ما يكون هذا الشيخ الشاب مجرد أداة يستخدمها التنظيم بحسن نية الشاب دون أن يستوعب أن دوره مجرد تمهيد الأرض للغزو التنظيمي المقبل.

قرارات وشعبية

على جانب آخر، يُعد حسن عثمان واحداً من كبار النقاد الرياضيين المقربين من النادي الأهلي المصري، وبخاصة من رئيسه الأسطوري صالح سليم، عرف عنه معارضته الشديدة للتغلغل الإخواني في القلعة المصرية الحمراء، بدأ حديثه بلهجة غاضبة قائلاً: «رموز جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية خاصة من فئة رجال الأعمال، اللذين سعوا بكل الطرق للحصول أكبر قدر ممكن من أعضاء الجماعة على عضوية الأهلي للتأثير على قراراته واستثمار شعبيته الجارفة، إلى جانب العديد أندية أخرى ولكن بدرجة أقل».

وعن دور جماعة الإخوان الإرهابية في استقطاب نجوم الكرة المصرية وبخاصة نجوم فريق الأهلي قال حسن عثمان: «بالطبع كان هناك سعي حثيث وبشكل منظم من قيادات جماعة الإخوان لاستقطاب نجوم كرة القدم المصرية، وبخاصة في النادي الأهلي صاحب أكبر شعبية وأضخم جماهيرية، فرأينا نجوم الأهلي في الحملات الانتخابية لجماعة الإخوان كما رأيناهم مساندين وبقوة في الحملة الانتخابية لمرشح الجماعة».

توظيف

ودلل عثمان على استثمار وتوظيف جماعة الإخوان المسلمين لجماهيرية كرة القدم والنادي الأهلي على وجه التحديد بقوله: «الكل يعلم أن روابط الأولتراس أسهمت في صناعتها الخلية الإخوانية واستخدمتها في ثورة يناير 2011، حيث كان الشباب يتجمع حباً في الكرة وعشق المدرجات، ثم ما يلبث أن يتم توظيفهم لخدمة أغراض سياسية لصالح جماعة الإخوان المسلمين، مرددين شعاراتهم في الشوارع والميادين».

مجتمعات «الصفوة»!

عن النسبة الكبرى من الشخصيات التي سعى التنظيم لاختراقها، قال عبد الجليل الشرنوبي: بطبيعة الحال فإن للرياضة دورها في انتشار التنظيم داخل كل الشرائح العمرية والاجتماعية والجنسية كذلك، ولهذا وخلال العقد الأول من الألفية الحالية، بدأ التنظيم استهداف التوسع في التجنيد داخل مجتمعات الصفوة في مصر، وهو ما كان يتم عبر لجنة شديدة السرية حملت اسم (لجنة النخبة والفائقين)، أو (لجنة الصفوة)، وكان يُديرها في سرية شديدة القيادي التنظيمي عضو مجلس شورى الجماعة (حلمي الجزار)، وضمت في عضويتها وجوهاً من الصفوة المالية التنظيمية التي لها عضويات في أكبر النوادي المصرية، وكانت مهمتها أن تخترق مجتمع الرياضيين، ومجتمعات الصفوة من أعضاء وعضوات أندية الصف الأول.

يعرف الإخوان جيداً ماذا يريدون من كل العالم، لهذا يتحركون داخل مكونات هذه المجتمعات مهما بلغت تعقيدات الرصد والملاحقات الأمنية، ويُمكن اعتبار الحضور التنظيمي في الرياضة مجرد نموذج على ذلك، وهو ما يعني أن تعرية حركة الجرثومة التنظيمية داخل الوسط الرياضي ليست إلا تعرية لجزء من خطر يتربص بسائر البدن الإنساني.

حلم السيطرة بعد «الكارثة»

بعد كارثة مذبحة بورسعيد بأشهر، حقق «الإخوان» حلمهم الكبير وهو السيطرة على كل مفاصل الحكم في مصر، ومعها بدأت المخططات بالخروج إلى العلن، إذ لم تتوقف آلة التمكين والسيطرة الإخوانية في عهد حكم الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته، عند الرغبة في السيطرة على مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة فحسب؛ بل وصل الأمر إلى التوغل داخل مراكز الشباب في القرى والنجوع؛ لنشر أفكارهم واستقطاب الفئات الشبابية؛ لدمجهم وانخراطهم في أنشطة الجماعة، عبر ذراع الجماعة القيادي الإخواني أسامة ياسين، الذي نجح - خلال فترة وجوده وزيراً للشباب والرياضة - في تنصيب القيادات الإخوانية في مواقع مسؤولة داخل الوزارة للسيطرة على مراكز الشباب.

وانخراط شباب الإخوان في الأندية الرياضية ومراكز الشباب، كان بمقام كلمة السر وأبرز وسائل المنهج الإخواني الذي اعتمدت عليه الجماعة منذ نشأتها، في إطار تحقيق مبدأ التمكين الذي استهدفته الجماعة منذ اللحظة الأولى لوصولها إلى الحكم.

بذور فتنة في «المدينة الباسلة»

النار كانت خاملة تحت الركام، وظلت مخططات «الإخوان» كامنة في الرفوف لفترة معينة، انتظاراً للحظة المناسبة للانقضاض على سطح الأحداث، حتى جاءت أحداث 2011، والتي قسمت المجتمع المصري وأدخلته في متاهات الفوضى السياسية والأمنية، إلا أن أولى بذور الفتنة زرعت في استاد «بورسعيد» في 2012، إذ تحولت مباراة كرة القدم التي جمعت الأهلي بالمصري البورسعيدي إلى مذبحة دموية راح ضحيتها 72 مشجعاً لنادي الأهلي.

«الإخوان» استغلوا غضب الشارع المصري للتحريض على المجلس العسكري واتهامهم بالتسبب بالمذبحة، وعلى الرغم من محاولتهم إلقاء التهمة على بعض مؤسسات الدولة من اجل خلق صدام بينها وبين الشعب المصري، لكنها جميعاً باءت بالفشل، إلا أن هناك بعض الشبهات حامت حول « الجماعة» بالتسبب بهذه المذبحة لإحراج المجلس العسكري وتصعيد الأوضاع سياسيــاً وأمنياً خلال تلك الفترة الحرجة من تاريخ مصر.

قرى تثور ضد قيادات الجماعة

خرجت الاحتجاجات وتعالت الصيحات داخل القرى والنجوع للمطالبة بجلاء القيادات الإخوانية المحتلة لمراكز الشباب بعد إبساط سيطرتهم عليها لسنوات، ولعل أبرز ما دلل على ذلك تظاهر المئات من شباب قرية «بدواي»، التابعة لمركز المنصورة في الدقهلية، في فبراير 2013، أمام مركز شباب القرية، احتجاجاً على ما وصفوه بـ«أخونة مراكز الشباب وسيطرة قائمة الإخوان عليها».

طالب الثائرون بحل المجلس المعين من قبل المحافظ ووزير الشباب، وكانت مراكز الشباب وسيلة ثعبانية استغلتها الجماعة منذ وصولها للحكم، لتكون بمثابة «الشوكة» في ظهر الدولة؛ من خلال تكوين ظهير شبابي يؤمن بأفكار الجماعة وأنشطتها، ولينجحوا في الوصول للقواعد الشبابية في مختلف القرى والنجوع من أجل توسيع القاعدة وضمان وجود كتلة تصويتية للجماعة.

5 أهداف تحكم العلاقة

ضمن القواعد العامة المندرجة في شؤون التنظيمات المتطرفة، كانت هناك مرحلة متطورة من أربعينيات القرن الماضي وضع التنظيم خلالها (لائحة عامة للأندية والفرق الرياضية)، بما يُخضع إدارة الرياضة التنظيمية لنظام داخلي موحد تضعه إدارة الأندية بالمركز العام للتنظيم، وفصّلت الهدفين السابقين في خمسة أهداف هي «بث الروح الرياضية في محيط الإخوان، إضافة إلى نشر الألعاب الرياضية المناسبة لتقوية أبدانهم وتحسين صحتهم، وحددت الهدف الثالث من خلال توجيه الشباب توجيهاً دينياً واجتماعياً، في حين كان الهدف الرابع الذين سعوا إليه هو، رفع المستوى الثقافي للأعضاء، وتم تحديد أخر الأهداف تقوية الرابطة الاجتماعية وإيجاد صلات التعارف بين الأعضاء».

وبتدقيق النظر في تطور الفعل التنظمي خلال المرحلة التي تلت مقتل حسن البنا مؤسس التنظيم وحتى لحظتنا الراهنة، يُمكن ببساطة التأكيد على أن هذه الأهداف الخمسة ظلت هي الحاكمة لعلاقة التنظيم بالرياضة.

1936

تتشابه أفكار التنظيمات الإرهابية والعنصرية ولو كانت تختلف في توجهاتها السياسية، فالنازية في ألمانيا استغلت وجندت الشباب خدمة لأهدافها، ووصولاً إلى إضفاء النزعة النازية خلال أولمبياد برلين عام 1936.

كما قامت في المؤتمر الصهيوني الثاني الذي عقد في بازل عام 1898، بوضع سياسة «العضل الرياضي» لنشر أندية المكابي كخلايا سرطانية في جسد دول الخلافة العثمانية المريضة ومن بينها فلسطين.

1928

بدأت قصة «الإخوان » التي أسست عام 1928 على يد حسن البنا مع الرياضة، عندما قام التنظيم بتبني فكرة بناء الجسد لشباب الجماعة، وردد حسن البنا على شباب الجماعة مقولة الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنّ لبدنك عليك حقاً» وبدأ بتأسيس أندية رياضية لها وتم اعتماد أول لائحة رياضية لأندية الإخوان في عام 1938 والتي نصت المادة الأولى منها على أن «الأندية الرياضية للإخوان وحدات قائمة بذاتها تخضع لإدارة الأندية بالمركز العام.

1

ابتكر حسن البنا فكرة «كأس المرشد العام»؛ لتشجيع الشباب وطلاب المدارس على الانضمام إلى الجماعة، مستغلّاً شعبية اللعبة الأولى داخل مصر، فأجرى المسابقات على هذه الكأس كل عام، وكان المرشد يحضر المباراة النهائية بعد أن تتنافس كل فرق الإخوان على مستوى الجمهورية، ليسلم الكأس للفريق الفائز، وتحولت اللعبة الشعبية الأولى في مصر إلى مشروع دعائي منظم، روّجتها الجماعة.

2010

في كتابه «شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر» الصادر عام 2010، أشار عبدالمنعم أبو الفتوح (قيادي سابق في جماعة الإخوان)، إلى صدام شهدته الجماعة في السبعينيات، كان طرفه الأول هو وزملاؤه، والآخر السكرتير الشخصي للمرشد الثالث للجماعة عمر التلمساني (1976-1986)؛ وذلك بعدما سمح المرشد له بالاعتذار عن عدم حضور اجتماع مهم لقيادات الإخوان؛ نظراً لانشغاله بمتابعة مباراة كرة قدم بين فريقي الأهلي والزمالك.

1948

صادرت الحكومة أندية الإخوان؛ بعد حلّ الجماعة عام 1948 بقرار من رئيس الوزراء - آنذاك - محمود فهمي النقراشي، لكن تلك الأندية عادت مرةً أخرى بعد قرار المحكمة عام 1951 بإلغاء قرار الحلّ ليعود الإخوان إلى العناية بالرياضة، حتى توقَّفت الأنشطة مرةً أخرى بعد اعتقال قيادات الإخوان عام 1954.

30

قام الإخوان، قبل ثورة 30 يونيو 2013 بتأسيس الكتائب الإلكترونية بمعرفة وزير الشباب والرياضة القيادي الإخواني أسامة ياسين، حيث تم الاتفاق وقتها بينه وبين نائب المرشد محمد خيرت عبداللطيف سعد الشاطر على تأسيس ما يعرف بالكتائب الإلكترونية تحسباً في حالة الإطاحة بالمعزول محمد مرسي. وتم الحصول على مبلغ ضخم من ميزانية وزارة الشباب والرياضة بمعرفة أسامة ياسين، لتدريب بعض الشباب في مرسى مطروح داخل معسكرات خاصة.

اقرأ أيضاً:

تونـس..اختراق الساحة الرياضيـة بأدوات غـير أخـلاقيـة

لمشاهدة الملف ...PDF اضغط هنا

Email