تونـس..اختراق الساحة الرياضيـة بأدوات غـير أخـلاقيـة

■ راشد الغنوشي.. تدخل سافر في الرياضة التونسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تختلف أدوات التدخل في الرياضة والتي قامت بها جماعة الإخوان في تونس «حركة النهضة» عن ذراع الجماعة في مصر، إذ شهدت تونس عقب الثورة عام 2011 تغلغلاً كبيراً للإخوان في المجال الرياضي، عبر تعيين المحسوبين للفكر الإخواني، وصولاً إلى استخدام أدوات غير أخلاقية في ابتزاز الأندية والشخصيات الرياضة.

كما يبرز اسم راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة والذي يترأس البرلمان التونسي كمحرك رئيسي في عملية «أخونة» الرياضة وجذبها للفكر الأيديولوجي المتطرف للجماعة، والتي تمثلت بلقائه بالقيادات الرياضة في محاولة منه لجذبهم للفكر الإخواني، خاصة أنه متهم من عدد من السياسيين والرياضيين بأنه وراء إقالة الوزيرة السابقة ماجدولين الشارني العام الماضي نتيجة لمواقفها الرافضة لوجود الإخوان.

هدف أساسي

وفي هذا السياق، أكدت بدرة قعلول مدير المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن الإخوان «حركة النهضة» عندما دخلوا إلى «تونس الخضراء» كان هدفهم الأساسي هو استقطاب أكبر عدد من الشباب التونسي باعتبار أن القاعدة الأساسية للشعب التونسي هم من فئة الشباب، إذ كانت هناك خطة لاختراق الرياضة التونسية عقب الثورة، والتي تمثلت في تعيين طارق ذياب وزيراً للرياضة والشباب، وهو معروف بميوله للفكر الإخواني، بالإضافة إلى تعيين عدد من المسؤولين الموالين للإخوان المسلمين في كرة القدم والرياضات الفردية.

شعار زائف

وأضافت بدرة قعلول أن المرحلة الثانية تمثلت في اختراق مراكز الشباب في تونس، من أجل استقطابهم للتيار الإخواني تحت شعار «مكافحة الفساد في الرياضة» كواجهة جديدة لتونس ما بعد الثورة، كما انخرطت عدد من الجمعيات الرياضية ضمن الإخوان المسلمين، والتي تمثلت في انتخابات الجمعيات الرياضية أو دور الشباب والثقافة، ضمن استراتيجية ممنهجة تم إعدادها خصيصاً للسيطرة على الرياضة والشباب، عبر توظيف عناصر معينة موالية للفكر الإخواني، وعلى كافة المستويات، سواء اللاعبين أو المدربين وصولاً إلى المديرين والمسؤولين الرياضيين.

سرية تامة

وقالت بدرة قعلول إن هذا التغلغل تم العمل به بطريقة سرية وليست بطريقة واضحة، للدخول في المجال الرياضي والسيطرة عليه.

وأضافت بدرة قعلول أن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الذي انتخب رئيساً للبرلمان التونسي، استخدم نفوذه مادياً للدخول إلى الاتحادات الرياضة عبر عناصر فعّالة في حركة الإخوان، كذلك قاموا بتكريم بعض الرياضيين الذين حصلوا على ميداليات من أجل استقطابهم، بالإضافة إلى حضوره المباريات برفقة عدد من قيادات النهضة، بهدف جذب الأندية التونسية وأبرزها الترجي والأفريقي.

غير أخلاقية

وأكدت بدرة قعلول أن الإخوان استخدموا عدداً من الأدوات غير الأخلاقية لتمرير أجندتهم، وأبرز مثال على ذلك ما حدث مع رئيس نادي الترجي التونسي حمدي المدب، إذ قام الإخوان بابتزازه ما اضطره في نهاية المطاف إلى مجراتهم، ولكن في المقابل كانت هناك عملية مقاومة للمد الإخواني، إذ قامت الوزيرة السابقة ماجدولين الشارني بمكافحة هذا المد قدر المستطاع، على الرغم من تواجد مدير عام للرياضة موالٍ للإخوان، وكذلك تغلل هذا النفوذ في إدارات في الصف الثاني والثالث للقطاع الرياضي، يقطعون الأشياء التي تصل إلى الإدارات العليا.

هزيمة قريبة

وقالت بدرة قعلول إن مكافحة المد الإخواني للرياضة يأتي عبر تحييد الاتحادات الرياضية والأندية والمراكز الشبابية من الأيديولوجية الفكرية والسياسية، مطالبة المعارضة في البرلمان التونسي بالوقوف في وجه التدخل السياسي والأيديولوجية للإخوان في الرياضة.

وأضافت بدرة قعلول: «إننا نتمنى توعية الشباب بمخاطر الفكر الإخواني، عبر بث الروح الوطنية في نفوس الشباب التونسي وليس في تبني الأفكار الهدامة والعنف»، معتبرة أن الإخوان مرض يجب مكافحته، وأن هزيمتهم باتت قريبة ولو طال الزمن، والدليل خسارتهم لقواعدهم الانتخابية على الرغم من حصولهم على أغلبية بسيطة في البرلمان التونسي، بفضل وعي الشعب التونسي وخاصة الشباب.

Email