«أوروبا تتكلم عربي»

المحترفون العرب.. أرقام قياسية وتألق أمام الكبار

آدم ماهر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسماء عربية جديدة تدخل إلى قائمة التفوق في الدوريات الأوروبية الكبرى، وأرقام قياسية نجحت هذه الأسماء في الوصول إليها، كما كان التألق أمام الكبار واحدة من السمات المميزة لأداء نجومنا العرب في كبرى دوريات الكرة العالمية، في القارة العجوز، التي تخطف أنظار العالم دائماً بالمباريات المثيرة في بطولاتها المحلية.

ولعل البداية تكون منطقية جداً من واحدة من أبرز النتائج، ليس على صعيد الدوري الهولندي وحده، بل على مستوى الدوريات الأوروبية كلها في هذه الفترة، فقد شهدت الجولة العاشرة من الدوري الهولندي، واحدة من النتائج الكبيرة جداً، عندما سقط المصارع على اللقب بي إس في آيندهوفن.

وصيف الموسم الماضي، الطامح إلى انتزاع الدرع من حامله، شريكه في الصدارة حتى الجولة التاسعة، أياكس أمستردام، الذي كان يتساوى معه قبل بداية هذه الجولة في النقاط بـ 23 نقطة لكل فريق، إلا أن أحلام آيندهوفن تلقت ضربة قوية، بعد أن تلقى الفريق أول خسارة له هذا الموسم في البطولة الهولندية، وهو يسقط في ملعب أوتريخت بثلاثية تاريخية، مكنت صاحب الأرض من القفز من المركز الحادي عشر إلى المركز الخامس.

وكانت كلمة السر في هذه المباراة، هي «تألق ماهر»، فقد أبدع لاعب الوسط المغربي آدم ماهر، وكان نجماً للقاء، بأداء أذهل الجميع، وهو يتلقى أفضل تقدير في اللقاء بين لاعبي الفريقين، حيث حصل على لقب أفضل لاعب في المباراة، وبتقدير 8.4 من 10 نقاط، وكان ذلك مستحقاً.

حيث تمكن من قول الكلمة الحاسمة في المباراة التي كانت تشير نتيجتها إلى تقدم أوتريخت بهدف منذ الدقيقة 49، عن طريق فان ستريك. وحاول آيندهوفن العودة إلى المباراة بأي وسيلة، إلا أن ماهر تمكن من فتح باب النصر لفريقه، وقيادته إلى النقاط الثلاث، عندما سجل في الدقيقة 83 من اللقاء، ليمنح أوتريخت التقدم بفارق هدفين، ويبدأ آيندهوفن في الاستسلام للخسارة الأولى له هذا الموسم،.

والتي تأكدت تماماً، بعد أن نجح شين كلير في إضافة ثالث أهداف صاحب الأرض، ليتأخر بفارق 3 نقاط عن أياكس، الذي تمكن من الفوز على مضيفه آر كي سي فالفيك، رافعاً رصيده إلى 26 نقطة.

وشهدت المباراة واحداً من المواقف الإنسانية، بعد أن تضامن جمهور آيندهوفن مع لاعبه المغربي محمد إحتارين، الذي شارك في اللقاء بعد أقل من أسبوع على وفاة والده، الذي شيع جثمانه الخميس الماضي، حيث أظهر جمهور آيندهوفن تقديراً لموقف لاعبه وتضامنه معه، عندما وقف جميع من في مدرجات مشجعي الفريق الضيف عند الدقيقة 24 من اللقاء، تعبيراً عن التضامن مع اللاعب الذي يرتدي القميص رقم 24 في صفوف آيندهوفن، وذلك في المباراة الأولى التي يشترك فيها مع فريقه بعد رحيل والده.

إنقاذ وانتصار

وشهدت الجولة العاشرة من الدوري الهولندي أيضاً، تألق المغربي الآخر إلياس بلحساني لاعب وسط زفوله، الذي كان نجماً متميزاً في لقاء فريقه مع ضيفه أد دين هاج، الذي تقدم مبكراً في المباراة عن طريق ميشيل كرامر، الذي وصل إلى شباك صاحب الأرض في الدقيقة التاسعة من المباراة، التي شهدت محاولات عدة من زفوله لإدارك التعادل، إلى أن نجح بلحساني في ذلك.

وهو يعيد فريقه إلى المباراة عند الدقيقة 38 من الشوط الأول، في توقيت حاسم، مكن صاحب الأرض من استعادة توازنه قبل نهاية الشوط الأول بالخسارة، ليبدأ زفوله الشوط الثاني باستراتيجية مختلفة، ويتمكن من الوصول إلى الفوز، بعد أن سجل هدفين في شوط المدربين، ليوسع الفارق بينه وضيفه إلى 4 نقاط.

وصولاً إلى النقطة العاشرة، مبتعداً عن منطقة الهبوط التي كانت تفصله عنها نقطة واحدة قبل المباراة، متقدماً في منطقة الأمان، بينما ظل أد دين هاج في ست نقاط، وهو أول فرق منطقة الهبوط.

هدف سريع

وبعد الإنجازات في الدوري الهولندي، نتحول إلى النجوم العرب في الدوري الفرنسي، وهو أيضاً عرف إنجازات وأرقاماً قياسية في الوقت نفسه، حيث فرض المغربي يونس عبد الحميد نفسه، ليس نجماً لفريقه استاد ريميس، بل على الجولة العاشرة في الدوري الفرنسي بكاملها، بعد أن سجل أسرع أهداف الجولة.

بل والهدف الوحيد في اللقاء الذي تغلب به صاحب الأرض على ضيفه مونبلييه، حاسماً الصراع المباشر على المركز الثالث مع أحد المنافسين، مستفيداً في الوقت نفسه من سقوط أنجيه أمام استاد بريست.

وتمكن عبد الحميد من منح ريميس البداية المثالية فعلاً للقاء صعب للغاية، وهو ينجح في الوصول إلى شباك الضيوف عند الدقيقة الثانية من اللقاء، ليمنحه النقاط الثلاث مبكراً، محتفظاً في الوقت نفسه بإنجاز جديد لنفسه.

وهو يصبح صاحب أسرع هدف في الجولة، متقدماً بفارق دقيقة عن هدف الفرنسي الصاعد أبوبكر كامارا نجم مرسيليا، الذي افتتح أهداف فريقه في شباك ضيفه ستراسبورغ عند الدقيقة الثالثة من اللقاء، الذي انتهى بفوز صاحب الأرض بهدفين نظيفين.

تفوق

وشهد اليوم الأخير من الجولة العاشرة في الدوري الفرنسي أيضاً، تفوقاً وتميزاً للجزائري إسلام سليماني، الذي عاد إلى هز الشباك، بعد أن توقف لفترة، فعقب تحقيقه إنجازاً قياسياً، بعد أن بات ثاني لاعبي موناكو في الخمسين عاماً الأخيرة، الذي ينجح في تسجيل 4 أهداف في أول 3 مباريات له مع الفريق، غاب سليماني كثيراً منذ ذلك الوقت.

ولكنه فضل الظهور في يوم مهم ومؤثر للغاية، وفي التوقيت الذي احتاج إليه فيه موناكو تماماً، فبعد أن تقدم فريق الإمارة الثرية على ضيفه رين بهدف مبكر عن طريق الفرنسي وسام بن يدر في الدقيقة الرابعة من المباراة، تعادل الضيوف سريعاً عن طريق الفرنسي فيتوت ماواسا في الدقيقة 12، ولم يكتفوا بذلك، حيث تمكن ادرين هونو من منح رين الهدف الثاني بعد 3 دقائق من بداية الشوط الثاني.

ليبدأ الشك في التسرب من جديد لموناكو، إلى تلقى خسارة موجعة من مونبلييه في الجولة التاسعة. وكان قبلها قد بدأ في الانطلاق نحو النتائج الإيجابية بفوزين على التوالي، أمام نيس واستاد بريست، وللحظات، ظن الجميع أن فريق الإمارة الثرية سيعود إلى مربع النتائج السلبية، التي عانى منها في الجولات الست الأولى.

وكذلك الخسارة في الجولة التاسعة، إلا أن سليماني تمكن من منح الفريق هدف التعادل عند الدقيقة 58، قبل أن ينجح وسام بن يدر في إضافة ثاني أهدافه، وثالث أهداف فريقه في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلاً عن المبدد، ليعود موناكو إلى الانتصارات مرة أخرى.

وكذلك يعود سليماني إلى تحقيق الإنجازات، بعد أن وصل إلى هدفه الخامس منذ التحاقه بموناكو، ليتفوق على نجوم متصدر الترتيب باريس سان جيرمان، الذي يمتلك أفضل هدافيه حالياً، الأرجنتيني أنخيل دي ماريا 4 أهداف، يليه الكاميروني إيريك ماكسيم تشوبو موتينغ بثلاثة أهداف.

والأرجنتيني الآخر ماوري إيكاردي بثلاثة أهداف، في ظل غياب مبابي ونيمار، الذي توقف عند 4 أهداف، متساوياً مع المغربي رشيد عليوى نجم أنجيه في المركز الخامس لترتيب هدافي البطولة الفرنسية.

Email